بوابة الوفد:
2025-12-07@12:08:15 GMT

نيمبوس.. وحروب المستقبل

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

ترسانة كبرى من الأسلحة يجرى تجهيزها الآن لحروب المستقبل.. تتنوع أسلحتها بين التقنيات الرقمية والروبوتية وتمتد إلى التقنيات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية.. تشكيلة رهيبة من أسلحة الدمار والإبادة لا نعرف عن أغلبها أكثر من اسمها.

فبداية من القنبلة الكهرومغناطيسية أو ما يعرف بـ«EMP» القادرة على العودة بالبشرية إلى عصور ما قبل الحضارة.

. ومروراً بالمقاتلات الروبوتية التى تبدأ بمقاتلات فى حجم الجرادة حتى أنظمة إطلاق نيران روبوتية عملاقة.. وصولاً إلى القنابل العرقية.. التى تعمل على استهداف أعراق معينة من البشر.. استناداً إلى شفرتها الجينية.. تجرى الآن تجارب حثيثة فى الخفاء على استخدامها بشكل غير ملحوظ.. وتتم فى العديد من بؤر الصراع بعيداً عن الأعين وبصور مصغرة يصعب رصدها.. كان آخر تلك الأسلحة، تقنيات الذكاء الاصطناعى.. التى تجرى تجاربها الآن ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. عبر مشروع «نيمبوس».. ويقوم المشروع على تزويد دولة الاحتلال بسحابة إلكترونية لجمع وتحليل البيانات فى أصعب الظروف حتى مع انقطاع الاتصالات.. وذلك عبر شركتى «جوجل» و«أمازون» الأمريكيتين.. بعقد قيمته 1,2 مليار دولار.. ويضع المشروع كل إمكانيات الشركتين التقنية فى جمع المعلومات تحت تصرف حكومة وجيش الاحتلال.. مع دمج تقنيات الذكاء الصناعى بالسحابة لسرعة تحليل ومعالجة مليارات البيانات التى يتم الحصول عليها.. كما يضمن لدولة الاحتلال بقاء قواعد بياناتها واتصالاتها داخل الأراضى المحتلة.. بحيث لا يمكن لأى جهة خارجية الوصول إليها.

ومن بين الأدوار المعلوماتية العديدة التى يوفرها المشروع لجيش الاحتلال.. التنصت وتتبع أفراد الشعب الفلسطينى عبر كل وسائل الاتصال المتاحة من هواتف إلى إنترنت ومواقع تواصل.. إذ يمكنها الربط بين تعليق لشخص ما على مواقع التواصل الاجتماعى ورقم هاتفه وتحديد إحداثيات مكانه فى نفس اللحظة.. بجانب الربط الذكى بين هوية الشخص وصورته.. عبر تقنيات التعرف على الوجه.. والتى تم تطويرها للتعرف على نوايا الأشخاص وفيما يفكرون عبر ملامح الوجه.. وهى تلك التقنية التى تم ربطها مع جميع شبكات كاميرات المراقبة المنتشرة فى كل شبر من الأراضى المحتلة.. وهنا يجب ألا نستغرب حينما نسمع نبأ استهداف قوات الاحتلال لعشرات الأشخاص من أسرة فلسطينية واحدة فى نفس الوقت.

المشروع ما زال تحت الاختبار وفاعليته قيد البحث.. ولخطورة المشروع خرج ما يزيد على المائة موظف من الشركتين ومساهميهما للمطالبة بوقف المشروع.. ودشن الرافضون ما يسمى بحركة «لا تكنولوجيا للفصل العنصرى».. فيما يبدو أن حركات الاحتجاج المقاطعة لن تؤتى أكلها هذه المرة مع الشركتين..إذ عمدت دولة الاحتلال إلى إضافة شرط فى التعاقد يحظر عليهما الامتناع عن إمدادها بالخدمات استجابة لنداءات المقاطعة والاحتجاج.. ويجىء هذا الشرط استناداً إلى تجربة الاحتلال السابقة مع شركة «مايكروسوفت» التى اضطرت إلى سحب استثماراتها من شركة «أنى فيجون» الإسرائيلية للتعرف على الوجه عام 2020 تحت ضغط موجة مشابهة من الاحتجاجات. 

ويتبقى أن ندرك أن الحروب القادمة لن تكون حروباً تقليدية.. بل حروباً معلوماتية بداية من تحرك الأشخاص وهمساتهم وصولاً إلى أسرار السلاسل الجينية.. وأن أوسع مساحات الدمار وأبشع المذابح سيتم ارتكابها بأقل التكلفة.. وربما لا تتخطى عدة جرامات من مركب فيروسى أو كيميائى.. وعن بعد.. دون تلاحم أو بطولات.. إنها حرب العقول.. وهو السلاح الذى إن لم تصنعه أنت بيدك، فلن يبيعه أحد لك.. ولن يسمح لك أحد بامتلاكه.. فهل نحن مستعدون؟!.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله نيمبوس الشافعي التقنيات الرقمية التقنيات البيولوجية

إقرأ أيضاً:

حين تتحدث القوة المصرية بلغة المستقبل

لم يكن معرض EDEX 2025 مجرد فعالية دولية لعرض أحدث ما وصلت إليه الصناعات الدفاعية بل جاء كرسالة استراتيجية شاملة تؤكد أن مصر لا تتحرك بمنطق رد الفعل بل بعقل الدولة التى تخطط للمستقبل وتبنى قوتها على أسس العلم والتكنولوجيا والتصنيع الوطنى.

المعرض كشف أن القوة فى عالم اليوم لم تعد تقاس بعدد الأسلحة فقط بل بمن يملك قرارها ومعرفتها وقدرته على تطويرها وهو ما قدمته مصر للعالم بوضوح فى هذا الحدث الدولى الكبير.

جاء توقيت انعقاد EDEX 2025 بالغ الدقة وسط إقليم يموج بالصراعات وعالم يشهد تحولات متسارعة فى طبيعة الحروب وانتقالها من المواجهات التقليدية إلى حروب التكنولوجيا المتقدمة والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعى وأنظمة الردع الذكية. وفى هذا التوقيت تحديداً بدا المعرض وكأنه إعلان هادئ عن جاهزية الدولة المصرية للتعامل مع حروب المستقبل بعقل علمى ومنهج استراتيجى طويل المدى لا بالشعارات ولا بردود الأفعال المؤقتة.

رسائل EDEX 2025 تجاوزت حدود القاعات المغلقة وخرجت إلى الداخل والخارج فى آن واحد. للخارج رسالة ردع واضحة مفادها أن مصر تمتلك جيشاً عصرياً وصناعات دفاعية متطورة وعلاقات دولية متوازنة تمكنها من حماية أمنها القومى ومصالحها الاستراتيجية دون ارتهان أو وصاية وأنها تتحرك فى دوائر توازن دقيقة تجمع بين مصالح الدولة واستقلال القرار. وللداخل طمأنة بأن الدولة لا تعتمد على الاستيراد فقط بل تخوض معركة حقيقية فى مجال التصنيع ونقل التكنولوجيا وبناء الخبرات الوطنية بما يعزز ثقة المواطن فى أن أمنه القومى يدار بعقل الدولة لا بعقل اللحظة.

كما حمل المعرض رسالة اقتصادية لا تقل أهمية عن رسائله العسكرية تؤكد أن الصناعات الدفاعية لم تعد عبئاً على الاقتصاد بل أصبحت رافعة إنتاجية وبوابة حقيقية للاستثمار والتصدير والتكنولوجيا المتقدمة تسهم فى تعميق الصناعة الوطنية وتوفير فرص عمل نوعية ونقل خبرات دقيقة إلى مجالات مدنية متعددة.

وعلى المستوى السياسى بدا EDEX 2025 ترجمة عملية لسياسة التوازن التى تنتهجها مصر فى علاقاتها الدولية حيث تنفتح على الجميع دون أن ترتهن لأحد وتتحرك بمنطق الشراكة لا التبعية وبمنطق المصالح لا الاستقطابات الحادة.

وفى محصلة المشهد كله لم يكن EDEX 2025 مجرد معرض سلاح ينتهى بإغلاق أبوابه بل كان مشهد دولة كاملة تعلن بثقة أنها تعرف طريقها وتبنى قوتها بهدوء وتحدث أدواتها باستمرار وتخاطب العالم بلغة المستقبل لا بلغة الماضى.

وهكذا لم يكن EDEX 2025 مجرد حدث عابر بل مدرسة فى معنى الدولة القوية ورسالة مفتوحة تقول إن مصر حين تختار طريقها لا تعود للخلف وحين تبنى قوتها تبنيها بعقل العلم وكرامة السيادة. هو تأكيد جديد أن هذا الوطن لا يحمى حدوده فقط بل يحمى مكانته ولا يصنع سلاحه فقط بل يصنع قراره وأن مصر كما كانت دائماً حين تدخل ميادين التحدى تدخل بثبات الكبار وتخرج أكثر قوة وثقة وحضوراً فى قلب العالم.

 

مقالات مشابهة

  • تطبيق حلول هيدروجينية عملية في قطاعات مختلفة عبر تقنيات ذكية ونظيفة
  • عودة: لأن وطننا منحن بسبب ثقل ما عاناه من فراغات ومآس وحروب على أبنائه وحكامه تغيير سلوكهم
  • تقنيات الزراعة المائية تعزز الأمن الغذائي
  • البدء في إنتاج النسخة الجديدة من فيلم Tangled
  • من يحرس المستقبل؟
  • "إيشتاين".. برج استيطاني شاهق سيُغير معالم "عين كارم" المهجّرة
  • مستشار بهيئة المراجعين الداخليين:  أداة "سارا" تعتمد على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة 
  • حين تتحدث القوة المصرية بلغة المستقبل
  • مكتبة المستقبل تعرض وتناقش فيلم "راقصة في الظلام" غدًا
  • مصر للمعلوماتية تشجع طلابها على الاطلاع على أحدث تقنيات الصناعات الدفاعية