الأسبوع:
2025-08-16@08:59:19 GMT

"زهرات".. الحزن

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

'زهرات'.. الحزن

صريخ وعويل ونواح وأهات أمهات ثكلي وتمتمات قلوب آباء طعنها ألم فقد فلذة الكبد فجأة، مأتم جماعي وحزن مقيم سكن قرية بأكملها، وسرادق عزاء امتد فى مشهد مهيب وموجع، والسبب سائق طائش يقول إنه فقد السيطرة على عجلة القيادة، فدهس السيارة "الميكروباص" تحت عجلاته بلا هوادة، فتناثرت الأشلاء وصعدت الأرواح إلى بارئها، تاركة خلفها قصصا دامية، وتساؤلات حائرة لن نجد لها إجابات أبدا ودوما.

ثماني عشرة فتاة لم يزد عمر الكبرى منهن على 23 عاما، دفعهن تحمل المسئولية وعدم الارتكان إلى ظروف الواقع، إلى العمل رغم حداثة أعمارهن، وهى قصة مأساوية متكررة، تحكمها أسباب عدة، فهذه طالبة فى كلية الهندسة لم تتعال ولم تخجل من الذهاب مع رفيقاتها إلى جني محصول العنب مقابل 130 جنيها يوميا، أرادت أن تخفف عن أسرتها مصروفات الكلية، وتلك انتهت للتو من امتحانات الشهادة الإعدادية، وكانت تحلم باقتناء جهاز هاتف، وثالثة كانت تنتظر زفافها بعد أسبوعين، بعد أن رفضت أن ترهق أهلها فى مصروفات تجهيز العرائس التى لا تنتهي بحكم عادات بالية فى القرى والأرياف.

كل واحدة من البنات لها قصة، وما أكثر القصص المؤلمة التى يعيشها كثير من البسطاء فى صمت، عزة النفس عنوانهم، والستر أبلغ أمانيهم، يسعون لكسب رزقهم من عمل أيديهم، لا يسألون الناس إلحافا، يشحنون فى سيارات ميكروباص أو نصف نقل يتكدسون فوق بعضهم، يقودها سائق أرعن متهور، يتمايل بهن يمينا ويسارا يتخطى تلك السيارة ويقفز أمام الأخرى فى حركات بهلوانية، تشعلها سيجارته الممزوجة بالمخدرات، ولا يوفقها حذر من خطورة الطريق، أو حتى مجرد محاسبة ومراقبة للقيادة الطائشة على الطرق، فيتحول الركب إلى نعش تتناثر أشلاؤه على الاسفلت.

من منا لم يشاهد تلك العربات النقل التى تحمل فى صندوقها فتيات فى عمر الزهور وقد تكدسن فوق بعضهن بينما تتمايل بهن العربة يمينا ويسارا وهن يغالبن تيارات الهواء فى الشتاء القارس أو لفحة الشمس الحارقة فى نهار الصيف، تلك هى الصورة لنساء وفتيات تهربن من ذل الحاجة وسياط الفقر فى رحلة سعي وراء لقمة عيش محفوفة بالمخاطر وربما الأهوال، وصفحات الحوادث فى أرشيف صحفنا يمتلئ بسواد لحظات قاسية أودت بحياة الكثيرات منهن، مرة غرقا فى نهر النيل وأخرى تحت عجلات قطار وثالثة فى حادث مروع.

هل نسينا ما حدث منذ عام تقريبا لفتيات معدية أبو غالب، وهو حلقة من سلسلة حوادث الفقر والإهمال، حيث سبع عشرة فتاة رحن ضحية الحادث غرقا، أعمارهن لا تتجاوز العشرين عاما والغالبية أقل من ذلك بكثير، تكدسن مع سبع أخريات فى عربة ميكروباص واحدة ليصبح العدد 24 راكبا فى مركبة لا تتجاوز مقاعدها على الـ14 راكبا، كن ذاهبات للعمل فى مزرعة لجمع زهور الياسمين.

وقتها تم حبس السائق وصرفت تعويضات لأسر الضحايا، ثم طويت الصفحة وما أشبه الليلة بالبارحة، أمس تكرر نفس المشهد على الطريق الإقليمي بالمنوفية، المواقع الاخبارية نقلت لنا لقاءات مع أمهات شهيدات لقمة العيش، ما أصعب وما أقسى ما تحملنه من حزن، على فقد بناتهن، لا تكفي كل الكلمات للمواساة ولا أكبر التعويضات لتحل محل فلذات الأكباد، هل سنستمر فى هذه الدائرة المفرغة من الإهمال ثم الحوادث المفجعة، دون أن يحاسب المتسبب بعقوبة رادعة، ودون أن يتم النظر فى منح التراخيص لسائقين معدومي الكفاءة، ودون أن تتم مراقبة القيادة الآمنة على كل المحاور؟!.. .ليتنا نعيد النظر فى كل هذه الامور حتى لا نفيق كل فترة على مأساة جديدة ننعى فيها "زهرات الحزن".

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

السوشيال ميديا والذكاء الصناعى بين المنفعة والمضرة

قال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا). فى ظل التطور التكنولوجى الهائل، أصبحت السوشيال ميديا والذكاء الصناعى من أهم الظواهر التى أثرت على حياتنا اليومية. فى حين أن هناك العديد من الإيجابيات لهذه التقنيات، إلا أن هناك أيضًا العديد من السلبيات التى يجب أن نأخذها بعين الاعتبار.

والسوشيال ميديا هى منصات التواصل الاجتماعى التى تتيح للمستخدمين المشاركة فى المجتمع الافتراضى، ومشاركة أفكارهم وآرائهم وموادهم الإبداعية. هذه المنصات قد تكون وسيلة رائعة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، واكتشاف الأخبار والأحداث الجارية.

سلبيات السوشيال ميديا

1- التفكك الأسرى والمجتمعي: يمكن أن تؤدى السوشيال ميديا إلى التفكك الأسرى والمجتمعى، حيث يقضى الأفراد وقتًا طويلًا على هذه المنصات بدلًا من التفاعل بعضهم مع بعض فى الواقع.

2- نشر الشائعات والفتن: يمكن استخدام السوشيال ميديا لنشر الشائعات والفتن بين أفراد المجتمع، ما يؤدى إلى التفكك المجتمعى وتكدير الأمن الاجتماعى.

3- الإباحية وممارسة الجنس الحرام: يمكن أن تؤدى السوشيال ميديا إلى انتشار الإباحية وممارسة الجنس الحرام.

مخاطر الذكاء الصناعي

يمكن استخدام الذكاء الصناعى للسيطرة على الشعوب وإدارتها عن بعد، ما يمكن أن يؤدى إلى فقدان الحرية والاستقلال.

الحلول

1- تفعيل دور الرقابة الإلكترونية ومباحث الإنترنت: يجب تفعيل دور الرقابة الإلكترونية ومباحث الإنترنت للحد من استخدام السوشيال ميديا والذكاء الصناعى فى الأنشطة الضارة ومعاقبة الذين يسيئون استخدامها بصرامة وحدة للمحافظة على القيم الدينية والمجتمعية والأخلاقية.

2- دور الدين فى ضبط السلوك: يجب أن يلعب الدين دورًا مهمًا فى ضبط السلوك البشرى غير المنضبط.

3- عمل دورات خاصة وعامة: يجب عمل دورات خاصة وعامة لتعريف الجميع بمنافع ومخاطر الشوسيال ميديا والذكاء الاصطناعى وكيفية التعامل معها، والاهتمام بالجامعات والمعاهد التى تختص بتعليم الذكاء الاجتماعى والسوشيال ميديا.

وختامًا، يجب أن نكون على دراية بمخاطر السوشيال ميديا والذكاء الصناعى، ونتخذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه المخاطر. يجب أن نستخدم هذه التقنيات بحكمة ومسئولية، وإدراك مخاطرها الكبرى على الفرد والمجتمع.

من علماء وأئمة الأوقاف

 

مقالات مشابهة

  • الرجل المريض
  • نحو مجلس نواب جديد
  • الدفاع العربى المشترك..؟!
  • المتمردون يرحلون
  • من الأمطار الصيفية إلى الجزر الحرارية
  • المشهد الأخير
  • السوشيال ميديا والذكاء الصناعى بين المنفعة والمضرة
  • كن محافظا
  • أمهات التيك توك
  • ثلاثة كروت