مأساة بالسودان.. آلاف المواطنين يواجهون المجهول
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أدى توتر الأوضاع في السودان، إلى نزوح ملايين المواطنين من منازلهم وأملاكهم عُنوة، خوفا من تداعيات الحرب المستمرة منذ منتصف أفريل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي مدينة الحصاحيصا الواقعة في السودان، خرجت أسرة أحمد شريف صباح الأربعاء، من المدينة مع المئات من الأسر الأخرى لكن دون وجهة محددة.
وقال محمود، الإبن الأكبر لأسرة شريف، لموقع سكاي نيوز عربية “قررنا استخدام مركب خشبي صغير لعبور نهر النيل الأزرق ومحاولة الاتجاه شرقا بحثا عن منطقة آمنة نحط فيها الرحال ولو بشكل مؤقت”.
وأضاف: “بعد معاناة شديدة ويومين من السفر استخدمنا خلالهما الدواب تارة، والشاحنات القديمة تارة أخرى. تمكنا من الوصول إلى تخوم مدينة القضارف، التي تبعد نحو 240 كيلومترا من ود مدني”.
وتابع ذات المتحدث: “ولكن بمجرد وصولنا تفاجأنا بسابقينا وهم يعدون العدة للذهاب إلى مكان آخر. وسط شائعات عن قرب اندلاع معارك في المدينة. التي ظلت حتى دخول الشهر التاسع بعيدة عن مناطق القتال”.
وواصل بالقول: “يبدو أننا سنكون في حالة فرار دائم، لأن رقعة التوتر تتسع يوما بعد يوم، وبشكل سريع جدا”.
ويكمن الخطر الحقيقي في أن معظم النازحين يعانون من مشاكل صحية، وبعضهم انقطعت عنه خدمات طبية منقذة للحياة. مثل غسيل الكلى والعناية المكثفة لمرضى القلب.
حيث خرجت كل مستشفيات المناطق الوسطى الرئيسية مثل ود مدني والحصاحيصا عن الخدمة تماما بسبب الأوضاع الأمنية السائدة حاليا.
وتظهر صور، نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تكدسا كبيرا للفارين الجدد من وسط البلاد في العديد من مدن شرق السودان. مثل القضارف وكسلا التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم.
وأدى اتساع القتال إلى تحول أكثر من 60 في المئة من مدن وولايات السودان إلى مناطق حرب. مما فاقم من الأوضاع الإنسانية بشكل كببر.
ويأتي ذلك، وسط تقارير تشير إلى حاجة أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة لمساعدات غذائية عاجلة.
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، فقد أجبر تصاعد القتال في ولاية الجزيرة أكثر من 150 ألف طفل على ترك منازلهم خلال أسبوع واحد فقط.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
أكثر من مليون إنسان معظمهم نساء وأطفال يُعاقبون جماعيا في غزة
الأسرة /خاص
مئات الآلاف من نساء وأطفال قطاع غزة يتعرضون لإبادة جماعية من قبل آلة القتل الصهيونية أمام أعين وإسماع العالم بينما يتبنى النظام الأمريكي الجريمة ويتباهى بذلك.
التحذيرات التي تطلقها الوكالات والمنظمات الدولية عن الأوضاع المأساوية والكارثية التي يعيشها سكان غزة -وخصوصا الأطفال والنساء- لا تلقى آذانا صاغية وتقابل بالصمت المريب ما يشجع الجيش الصهيوني على مواصلة جرائمه والتمادي فيها دون خوف من عقاب أو مسائلة.
وتؤكد وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الانروا» التابعة للأمم المتحدة بأن أكثر من مليون شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة.. ومن ينجو من صواريخ وقنابل نتنياهو وترامب يقضي جوعا أو بالأمراض المستشرية في القطاع المدمر ويقدر عدد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة في غزة بأكثر من 602 ألف طفل، في ظل استمرار غياب التطعيمات الأساسية وفق مؤسسات حقوقية دولية.
وتوضح مصادر طبية في قطاع غزة، إن 602 ألف طفل فلسطيني باتوا أمام خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، بسبب منع الاحتلال تطعيمات شلل الأطفال المتوقفة منذ أسابيع.
وتضيف المصادر، أن منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال.
ونوهت بأن أطفال غزة تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
وتعد حملات التطعيم ضد شلل الأطفال جزءا أساسيا من برامج الصحة العامة التي تنفذها وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمات دولية، مثل «اليونيسف» ومنظمة الصحة العالمية. وفي ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل، يتم تنفيذ حملات التطعيم على مراحل لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.
ومنذ عام 2022م، تم إطلاق ثلاث مراحل من حملة التطعيم الوطنية ضد شلل الأطفال في غزة، استهدفت الأطفال من عمر السنة الأولى حتى 5 سنوات، وحققت تغطية واسعة نسبيا رغم التحديات اللوجستية.
وكانت المرحلة الرابعة مقررة لتعزيز المناعة المجتمعية والوقاية من تفشي الفيروس، غير أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال اللقاحات منذ أكثر من 40 يوما، أعاق انطلاق هذه المرحلة، ما يهدد حياة أكثر من 600 ألف طفل بخطر الإصابة بالشلل الدائم.
تحذيرات مستمرة وجرائم متواصلة
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، ما فتئت تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، مؤكدة أن أكثر من 90 % من سكان غزة يعانون من سوء التغذية بسبب الانهيار الحاد في الأوضاع الصحية والاقتصادية.
ويوضح مسئولو الوكالة الدولية أن هذا الوضع أدى إلى انعدام المناعة الفردية لدى السكان، مما ساهم في انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والالتهابات الصدرية والمعوية، التي أصابت مئات الآلاف من سكان غزة، حيث أن المواطنين فقدوا القدرة على مقاومة أي من الأمراض.
وتؤكد «الانروا» أن القطاع يشهد «مجاعة حقيقية» تضرب شماله وجنوبه، في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، محذرة من خطورة الأوضاع الحالية، في القطاع الذي لم يشهد مثل هذا التدهور من قبل، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
في سياق متصل تؤكد الأمم المتحدة من أن الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة بسبب انعدام الماء والغذاء والخدمات الصحية.
تدمير مقدرات العمل الإنساني
لم تتوقف جرائم الاحتلال عند تصفية المسعفين واستهداف المستشفيات بل يعمل بشكل ممنهج على تدمير وسائل ومقدرات العمل الإنساني في القطاع وكذلك قصف آليات ومعدات الدفاع المدني الخاصة برفع ما أمكن من الإنقاض وإخراج جثامين الضحايا من تحتها. ويحذّر المكتب الحكومي في غزة من انهيار إنساني كامل بالقطاع، بسبب الحصار «الإسرائيلي» ومنع دخول المساعدات. من جهته أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازارينى أن مليوني شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية تستخدم أداةً للمساومة وسلاح حرب في غزة وهي جريمة حرب بحد ذاتها.