مشاجرة أصدقاء.. النيابة تستمع لأقوال شاب فقد حياته طعنًا بحلوان
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
أدلى والد شاب توفى في مشاجرة بسبب أصدقائه بمنطقة حدائق حلوان، بأقواله حول الواقعة أمام نيابة حوادث حلوان الجزئية.
ضبط مقاول بـ 25 فرش حشيش بقصد الاتجار في أسيوط تفاصيل ضبط المتهم بفيديو إطلاق النار على السيدات في قنا
تضمنت أقوال والد الضحية، أنه علم بتشاجر نجله مع عدد من أصدقائه، بسبب خلافات بينهم في منقطة تقسيم المعلمين بحدائق حلوان، وعلى إثرها تعدى عليه أحدهم بسلاح أبيض، كما أوضح بأنه حينما توجه إلى مكان الواقعة، فوجىء به مُصابًا بجروح طعنية، ليفلظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله إلى المستشفى.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة المعصرة، بلاغًا حول نشوب مشاجرة بمنطقة تقسم المعلمين بحدائق حلوان، بين عدد من الأشخاص ومقتل شاب.
انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وبالفحص الأولي تبين نشوب مشاجرة في الشارع بين مجموعة شباب، ومقتل أحدهم خلال المشاجرة.
عقوبة إزهاق الروح:
وأوضح قانون العقوبات، حجم العقوبة المتعلقة بجرائم إزهاق الروح المقترنة مع سبق الإصرار والترصد، وآخر دون سبق إصرار وترصد، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد، ويمكن لصاحب الجريمة فى هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة 230 من القانون على: كل من أهق روحًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.
وأكد القانون، أن القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون الغرض منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقًا على حدوث أمر أو موقوفًا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى إنهاء حياة ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.
كما تضمنت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية إزهاق الروح العمدي) بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأشارت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية إزهاق الروح العمدي، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وأشارت القواعد العامة، إلى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض لجريمة إزهاق الروح العمدي فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة هذه الجريمة، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلوان مشاجرة أجهزة الأمن النيابة مستشفي إزهاق الروح جنایة أخرى
إقرأ أيضاً:
الموصل الحدباء .. عودة الروح
سنوات طويلة مرّت على آخر زيارة لي قمت بها للموصل، المحافظة العراقيّة الوحيدة التي أقمت بها، إذا ما استثنينا بغداد، وكنت يومها في قمّة عنفوان الشباب، لذا فكلّ ما في موصل اليوم يحيلني إلى تلك السنوات العزيزة على الروح، المحفورة في الذاكرة، لذا تحمّست لزيارتها في أوّل دعوة ثقافيّة وجّهتها لي مؤسّسة بابل العالمية للثقافات، فأتاحت لي فرصة الوقوف على منصّة القصيدة في مؤسسة «بيتنا» الثقافية، التابعة لجامعة النور، وفي الطريق إليها، كنتُ أتخيّل المشهد المأساوي للمدينة التي تعرّضت لمحنة قاسية عندما سيطرت عليها الجماعات المسلّحة المتطرّفة (داعش) في يونيو 2014م وعاثت بها فسادا، وتدميرا، واستمرّ الخراب ثلاث سنوات حتى قامت القوات العراقية بشنّ هجوم انتهى بطرد تلك الجماعات في 9 يوليو 2017م، فهربوا مخلّفين دمارا شاملا في (أمّ الربيعين) كما يُطلق على المدينة التاريخية التي اتخذها الآشوريون سنة 1080 قبل الميلاد عاصمة لهم، وكانت تسمّى (نينوى)، وظلّت على امتداد العصور علامة بارزة في تاريخ الثقافة العربية، فرفدتها بأعلام أبرزهم :(أبو تمّام) والسري الرفّاء (ت973م) وعبد الغفار الأخرس المولود في مدينة الموصل سنة 1218 هجري، وحين نتحدّث عن الموسيقى العربية فمن الصعب تجاوز اسم الملا عثمان الموصلي (1271 ــ 1341 هجري) وزرياب الموصلي (173 ـــ 243 هجري) الذي أضاف الوتر الخامس على العود، وعاش في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد، فالموصل تاريخ وذاكرة ثقافية، ليس من السهل محوها، لذا أعيد إعمارها بسرعة، ضمن مشروع أطلقته منظمة اليونسكو تحت عنوان( إحياء روح الموصل)، فبُنيت الجسور، وعُبّدت الشوارع، وشُيّدت البنايات وقد قبّلنا وجه الموصل الجديد في الجولة التي نظّمتها لنا الدكتورة هناء أحمد جبر، في صباح موصليّ منعش، توّج بإفطار محلّي لذيذ في مطعم بمنطقة الغابات يطلّ على نهر (دجلة)، فاسترجعت أجمل الأيام التي أمضيتها في المدينة، وكنت أشتاق لها كثيرا مثلما يشتاق لها كلّ من أقام بها أو زارها، وقد عبّر الشاعر علي الجميل عن هذا الشعور عندما غادرها إلى إسطنبول عام 1911 فخاطب أهلها قائلا:
يا أهلَ مَوصِلَ مـا قطعـتُ مَـدامِعي
عَنكُـم وما زالَ الهُيامُ بنينــــوى
قدْ خُضْتُ فـي لُجَجِ الغرام ببُعدِكُـم
وَشَقيتُ لكنَّ غُصنَ شوقـي ما ذَوى
يا ليتني واليومَ مَوْصِـلُ موصـــلا فَأرى البَشائِــرَ والهَنـاء بنينــوى
في تلك السنوات العصيبة كنت أتلقّى أخبار تدميرها وتخريبها بقلق كبير، لكنّ (العنقاء) لا تستسلم للنيران، فهي تعاندها، فهي عصية على الموت قول أبو العلاء المعرّي:
أرى العنقاء تكبر أن تصادا
فعاند من تطيق له العنادا
فجرى تعميرها، وكان تاج حملة الإعمار إعادة الحياة إلى منارة الحدباء التي بناها الحاكم السلجوقي نورالدين زنكي عام 1172 م، وصارت رمزا للمدينة، فطُبعت صورتها على العملة العراقية، وكان خبر تفجير الجماعات المتطرّفة لها في 2017 م قاسيا على الجميع، وقد صوّر الشاعر وليد الصراف تلك الفاجعة التاريخية والوجدانية والعمرانية في قصيدة يخاطب بها الحدباء قائلا:
حدباء لا تقنطي إني أرى القصبا
لم يصبح الناي لولا أنه ثقبا
أدري المنارة أمست بعد عزّتها
وليمة الدود أدري المسجد انتهبا
وأن ألف حياة تحتها وئدت
وأن ألف غراب فوقها نعبا
لكنّ منارة الحدباء تحدّت الغربان، وقامت من الرماد مثل طائر العنقاء، بهمّة أبنائها، وقد حدّثنا المهندس (رضوان حموشي) الذي أشرف على تنفيذ إعادة بنائها مع د. أحمد العمري الذي بدأ عام 2019م، وانتهى في 13 نوفمبر 2024 عن حرصه على استخدام الطابوق الأصلي، وخاصة في شكلها الخارجي، بالاستعانة بكوادر محلية، مع مراعاة زاوية ميلانها المعروف إلى جهة الشرق، وقد حدث هذا الميلان بسبب شدة الرياح التي أثّرت على مواد البناء (الآجر والجص) وظهر للعيان في القرن الرابع عشر، أي بعد ثلاثمائة سنة من بنائها، وكثيرا ما كنّا حين نزورها في الثمانينيات نقف متسائلين: ماذا لو زاد الميلان وسقطت المنارة؟ ولم نعلم أننا سنشهد هذا السقوط بأيدٍ حاولت العبث بالتاريخ، لكنّه صار ميزة لها مثل ميلان برج (بيزا) الإيطالي، فسمّيت بـ(الحدباء)، وانتقلت التسمية إلى المدينة، فسمّيت موصل الحدباء، واليوم عادت الحدباء بنفس الارتفاع، الذي يبلغ 45 مترا، والنقوش، والزخارف، ونفس الميلان، وبشكل مقصود، مثلما عاد تمثال أبي تمّام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188 ــ 231 هجري) الذي جعله الخليفة المعتصم مسؤولا عن بريد الموصل، إلى وقفته السابقة في منطقة باب الطوب، بعد أن تمّ تفجيره في عام 2014م مثلما فجّروا تمثال عثمان الموصلي، وطال الهدم جامعي النبيين يونس وشيت (عليهما السلام)، ونبش قبر المؤرخ ابن الأثير، صاحب كتاب (الكامل في التاريخ) ومعالم تاريخية أخرى كثيرة، لكنّ الموصل كأيّ مدينة عظيمة تعرّضت لهجمة ظلاميّة، طوت تلك الصفحة السوداء والمريرة، وعادت تفتح ذراعيها لزوّارها، ليستمتعوا بطبيعتها الخلّابة وجمالها الآسر.