متخصص: العراق يدخل السنة المالية الجديدة بفائض يقدر بـ 45 تريليون دينار
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
استبعد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني أن يتجاوز حجم الإنفاق الفعلي والكلي للعراق في العام المقبل 2024 الانفاق المقدر في الموازنة العامة.
وقال المشهداني في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إنه “من المستبعد أن يتجاوز حجم الإنفاق الفعلي لعام 2024 الحجم المقدر أو المخمن له”، لافتًا إلى أنه من “الممكن أن ترتفع نسبة الإنفاق قليلاً ولكن ليس بنسبة كبيرة، حيث بلغ حجم الإنفاق الفعلي للعام الحالي 2023 خلال 9 أشهر حوالي 78 تريليون دينار، ومن الممكن أن تصل إلى نحو 100 تريليون دينار أو تزيد قليلاً، وهو الحجم الفعلي للإنفاق|.
وأضاف أن “موازنة العام 2024 مُقرة من بداية العام، ربما تصل إلى نحو 150 تريليون في أحسن الأحوال، فالمشكلة هنا ليست في ضخامة الأرقام بل في مدى الطاقة الإنفاقية لحجم الاقتصاد. فمن الممكن ارتفاع النفقات إلى 110 إلى 120 تريليون، ربما تصل إلى نحو 150 أو تزيد عنها بقليل، وهذه النسبة ليست كبيرة ومن المستبعد أن تصل إلى 200 مثلاً، فهذا الأمر غاية بالصعوبة”.
وتابع: “في حال الانتظام، فالعراق لديه 130 إلى 132 تريليون، وهي نفقات حاكمة واجبة الدفع من قبل الحكومة، وتشمل رواتب وأجور وشبكة الحماية الاجتماعية والديون وفوائد وأقساط الدين العام وتكاليف جولات التراخيص، ونفقات حاكمة بحدود 10 تريليون، وهي مخصصات البطاقة التموينية وشراء الحنطة والحبوب ومخصصات تتعلق بالأدوية وما يزيد عنها، وهي 18 إلى 20 تريليون، ستذهب لتمويل الجانب الاستثماري في موازنة عام 2024”.
وأشار إلى أنه “خلال الموازنة المقبلة سيتم مراعاة مسائل تتعلق بتقلبات سعر النفط وحجم الكميات المنتجة، لأن العراق هو جزء من منظمة أوبك+، فعليه الالتزام بما تقرره المنظمة، والعراق ليس بمكان أن يكون خارج ضوابط هذه المنظمة، لأنه من غير الممكن بل استحالة مواجهة الحرب السعرية بين المنتجين الكبار والذين هم السعودية وروسيا، وأن أي انهيار بأسعار النفط، فإن الاقتصاد العراقي هو المتضرر الأكبر”.
وأضاف: “المملكة العربية السعودية لديها صندوق سيادي بأكثر من 7 آلاف مليون دولار، وروسيا أيضاً اقتصادها يمتلك موارد مختلفة، وهذه الدول النفط لا يمثل الإنتاج الوحيد لديها، بالتالي المتضرر الأكبر هو العراق، لأنه يعتمد في موازنته العامة على النفط، إذ تمثل نسبته 99% من الإيرادات النفطية، وتمول الموازنة بنسبة تصل إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعتمد 20% من الـ 40% المتبقية على النفط مثل الكهرباء أو القطاعات الصناعية التي تعتمد على الكهرباء والتي تعتمد أيضًا على النفط، بالإضافة إلى عمل المصافي، فهذه النسبة الـ 20% تعمل على تشغيل القطاعات الأخرى التي لها مساس مباشر بالنفط”.
وأردف أن “العراق يعتمد على 80% من الناتج الإجمالي على النفط كمحرك ومورد أساسي، وبالتالي لن يكون قادرًا على مواجهة التقلبات في أسعار النفط بمفرده، فالإنفاق في عام 2024 سيكون منتظمًا باعتبار أن الميزانية مُقرة مسبقًا، ولكن لن نستطيع الوصول إلى المستويات التي تم تحديدها في عام 2023 والتي وصلت إلى حدود 200 تريليون”.
وختم بالقول إن “الوضع المالي للعراق حاليًا مريح في حال استمرار استقرار أسعار النفط، حيث كانت الإيرادات النفطية أكبر خلال العام الحالي، حيث بلغ إجمالي الإيرادات النفطية خلال 9 أشهر الماضية حوالي 94 إلى 94 تريليون دينار، وبلغ الإنفاق 78 تريليون دينار، بالإضافة إلى نسبة جيدة من الفوائد تتراوح بين 15 و17 تريليونًا خلال 9 أشهر، وربما يزيد هذا الرقم ويصل إلى 20 تريليونًا، بالإضافة إلى وجود ميزان فائض نقدي من عام 2022 بحدود 25 تريليونًا، لذا سيدخل العراق عامه الجديد ولديه فائض نقدي يبلغ حوالي 45 تريليون دينار”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: تریلیون دینار على النفط تصل إلى عام 2024
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: حصاد متميز لأنشطة مدينة الأبحاث العلمية خلال العام المالي 2025/2024
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية تواصل تحقيق إنجازات علمية وبحثية نوعية تعكس قوة وقدرة البحث العلمي المصري على تقديم حلول مبتكرة للتحديات التنموية التي تواجهها الدولة في مختلف المجالات. وأوضح أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بدعم المدن البحثية والمعاهد العلمية لتكون نواة لتطوير العلم والابتكار، وتعزيز التعاون العلمي المحلي والدولي، وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر ٢٠٣٠.
ونوّه الوزير إلى أن من بين إنجازات المدينة خلال العام المالي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ نشر أكثر من ٥٠٠ بحث دولي خلال عام واحد، إلى جانب تحقيق تقدم في براءات الاختراع، ومكانة متميزة لأبحاثها على المستويين الإقليمي والدولي، مما يعزز دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.
من جانبها، أشارت الدكتورة منى عبد اللطيف، مدير المدينة، إلى تنفيذ عدد من المشروعات البحثية والابتكارية التي تخدم قطاعات التعليم، الصحة، الطاقة، الزراعة، وحماية البيئة، إضافة إلى تطوير الكوادر العلمية الشابة وتوفير بيئة مناسبة لريادة الأعمال والابتكار. ولفتت إلى أن المدينة تعمل على تعزيز التعاون العلمي محليًا ودوليًا، وتقديم الدعم الفني والاستشارات للجهات الحكومية والصناعية، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق نقلة نوعية في البحث العلمي التطبيقي.
وبيّنت الدكتورة منى أن المدينة نشرت ٥٠٧ بحثًا علميًا دوليًا خلال العام، موزعة وفقًا لتصنيف QS على فئات عالية التأثير، كما تم توزيع الأبحاث على محاور الإستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ٢٠٣٠، حيث كانت الصحة والزراعة من أبرز المحاور التي حظيت بنصيب كبير من الأبحاث. وأضافت أن الأبحاث حظيت باستشهادات علمية كبيرة بلغت أكثر من ٣٤ ألف استشهاد منذ عام ٢٠٢١، مما ساهم في رفع ترتيب المدينة في التصنيفات الدولية مثل سيماجو وستانفورد.
وشهدت المدينة أيضًا نجاحات في مجال براءات الاختراع، حيث تم الحصول على براءتي اختراع جديدتين، إلى جانب التقدم بثلاث براءات تحت الفحص، ليصل مجموع البراءات الممنوحة إلى ٢٥ براءة، وعدد البراءات قيد الفحص إلى ٦١، فضلًا عن إنجازات بحثية بارزة في اكتشاف مركبات نانوية جديدة ونوع فطري جديد تم اعتماده دوليًا.
وحصدت المدينة جوائز عدة في مجالات البحوث البيئية والابتكار وريادة الأعمال، كما تم إبرام تسعة بروتوكولات تعاون مع مؤسسات بحثية وجامعات وشركات صناعية، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية وتحليلية، وتنظيم برامج تدريبية لطلاب الجامعات والمدارس، وإطلاق مبادرات توعوية علمية تستهدف المجتمع.
وتواصل المدينة تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال من خلال نادي ريادة الأعمال الذي ينظم معسكرات ومسابقات وفعاليات لتمكين الباحثين والطلاب، وتحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع قابلة للنمو، بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام.