شبكة اخبار العراق:
2025-07-07@04:58:13 GMT

حرب غزة.. وحرب فرض الهيمنة الإيرانية

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

حرب غزة.. وحرب فرض الهيمنة الإيرانية

آخر تحديث: 27 دجنبر 2023 - 9:32 صبقلم:خيرالله خيرالله كانت 2023 سنة حرب غزة. سيظل العالم منشغلا لفترة طويلة بتلك الحرب المرشحة لأن تستمر أشهرا عدة في ضوء فشل إسرائيل في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حركة “حماس”. اتخذت الدولة العبرية قرارا في غاية الوضوح يتمثل في القضاء على غزة وإزالتها من الوجود كبديل من القضاء على “حماس”.

بكلام أوضح، لن تكون مساحة غزة البالغة نحو 365  كيلومترا مربعا مكانا قابلا للحياة في المستقبل المنظور. ثمة جانب يتجاهله عامة الناس في الوقت الحاضر ويتحدث عنه كبار المسؤولين في الأمم المتحدة همسا. يتمثل هذا الجانب في التأثير البيئي لحرب غزة ومدى انعكاس ذلك على الحياة البشرية في القطاع مستقبلا. ألقت إسرائيل، إلى الآن، كمية من المواد المتفجرة تزيد ثلاث مرّات ونصف المرّة عن حجم قنبلة هيروشيما. سيؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة البيئة في غزة لسنوات طويلة، خصوصا أنه ليس معروفا تماما نوع المتفجرات التي ألقتها إسرائيل في حربها على “حماس” التي تحولت إلى حرب على غزة. ليس في العالم من يبدو قادرا على وضع حد لحرب غزة. وحدها الولايات المتحدة كانت تستطيع ممارسة ضغط على إسرائيل من أجل وقف المأساة ومباشرة البحث في مخرج سياسي. لكن الواضح أن ذلك ليس واردا لأسباب عدة. بين هذه الأسباب وجود أحد عشر شهرا تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. لا يستطيع رئيس مثل جو بايدن، يسعى إلى الفوز بولاية جديدة، تحدي إسرائيل في هذا التوقيت بالذات، خصوصا أن الجمهوريين مستعدون للاستفادة من أيّ خطوة يتخذها في هذا الاتجاه عبر المزايدة عليه. ستستمر حرب غزة وستستمر معها المأساة التي تسببت بها هذه الحرب التي بدأت في السابع من تشرين الأول – أكتوبر الماضي. بعد أيام قليلة، تدخل حرب غزة شهرها الرابع من دون أن يلوح في الأفق أيّ أمل بوقفها. يبدو العالم مستعدا ليكون شاهدا على جريمة لا سابق لها ترتكبها إسرائيل في حق شعب بكامله مستغلة هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” التي ليس معروفا بعد ما دقة حساباتها السياسية وكيف يمكن الإقدام على مثل هذه المغامرة من دون الأخذ في الاعتبار لرد الفعل الإسرائيلي. ما لا مفر من الاعتراف به أن إسرائيل في مأزق لم يسبق لها أن مرت بمثيل له منذ قيامها في العام 1948. تعاني الدولة العبرية من أزمة وجودية لن ينهيها تحويل غزة إلى أرض طاردة لأهلها. في أساس المأزق الإسرائيلي العجز عن استيعاب أنّ لا مجال لتصفية القضية الفلسطينية مهما بلغت درجة العنف المستخدمة. يعود ذلك إلى أن القضية الفلسطينية، التي أعادتها حرب غزة إلى الواجهة عالميا وإقليميا، قضية شعب لا يمكن قهره مهما مرّت السنوات ومهما بلغت كمية المتفجرات التي ألقيت وستلقى على غزة… ومهما بلغت درجة القمع التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. تخفي حرب غزة أسئلة ستطرح نفسها في سنة 2024. في مقدم هذه الأسئلة ما مصير الدور الإيراني في المنطقة، خصوصا بعدما تبين أن “الجمهورية الإسلامية” تتحكم بقرار توسيع هذه الحرب أو بقاء الحرب محصورة بغزة، وإن نسبيا. تظهر إيران قدرتها على توسيع حرب غزة في كل يوم. هناك نصف حرب تشنها إيران على إسرائيل، عن طريق جنوب لبنان. هناك في الوقت ذاته توسيع لمدى قدرة الحوثيين في اليمن على تعطيل الملاحة في البحر الأحمر. معنى ذلك بكل وضوح عرقلة خط الملاحة الذي يؤدي إلى قناة السويس. ما نشهده على هامش حرب غزة تعزيز للدور الإيراني في المنطقة على كل المستويات، بما في ذلك ممارسة ضغوط على الأردن واستخدام الحدود الأردنية – العراقية لحشد قوات تابعة لـ”الحشد الشعبي” عند نقاط معينة. أكثر من ذلك، هناك زيادة في وتيرة التهريب من جنوب سوريا في اتجاه الأردن. توجد جماعات إرهابية تسعى إلى تهريب المخدرات إلى دول الخليج وأسلحة إلى الأردن. الأهم من ذلك كله، كشفت إيران أنها استطاعت السيطرة سيطرة كاملة على العراق وأن الدولة الوحيدة التي يجب أن يحسب لها حساب في العراق، من الآن فصاعدا، هي “دولة الحشد الشعبي”. حال العراق مثل حال لبنان الواقع تحت السيطرة الإيرانية وذلك بعدما انتصر “حزب الله” على الدولة اللبنانية وصار صاحب قرار الحرب والسلم في البلد. نعم، هناك حرب تدور في غزة. تشن إسرائيل حربا على الشعب الفلسطيني مستغلة “طوفان الأقصى” وما قامت به “حماس” التي استطاعت، شئنا أم أبينا، إدخال الدولة العبرية في مأزق وجودي جعل مستقبلها على كف عفريت. هذا لا يعني أن في الإمكان إخفاء الجانب الآخر لحرب غزة، أي جانب الاستغلال الإيراني لهذه الحرب في وقت تمر فيه الإدارة الأميركية بحال ضياع لا يعبّر عنها أكثر من مواقفها المتناقضة من الحوثيين في اليمن. ذهبت في مسايرة هؤلاء إلى أبعد حدود منذ دخول جو بايدن البيت الأبيض قبل نحو ثلاث سنوات. لا تزال تتصرف بحذر مع هؤلاء غير مدركة أنهم أداة إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك. تبقى المصيبة الكبرى في تجاهل السيطرة الإيرانية على العراق، وهي سيطرة تزداد يوما بعد يوم منذ استطاعت الميليشيات العراقية التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني تحويل انتخابات 2021، التي خسرتها بلغة الأرقام، لمصلحتها. جاءت هذه الميليشيات بحكومة برئاسة محمد شياع السوداني وقضت على كل هامش يعبر عن نزعة استقلالية عراقيا. قضت على كل رغبة عراقية في التخلص من الهيمنة الإيرانية فيما الإدارة الأميركية تتفرج.هناك حربان تدوران في المنطقة. تخفي حرب غزة حربا أخرى. هناك حرب غزة وهناك حرب فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة. يجمع بين الحربين الموقف الأميركي المتسم بالميوعة. تنسحب الميوعة على أوكرانيا التي باتت متروكة لمصيرها ولقدرة شعبها على الصمود في وجه الوحش الروسي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إسرائیل فی هناک حرب حرب غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض

هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهماً إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة الجيش الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تماماً.

وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن النجاحات التي يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالميlist 2 of 2غارديان: مؤشرات على قرب وقف إطلاق النار بغزةend of list

ويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى تضليل الرأي العام، وخلق ثقة مفرطة في قدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأشار الكاتب إلى أن "ثقافة الكذب" هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بما في ذلك رئيس الأركان.

وشدد على أن تصريحات الجيش حول تدمير قدرات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان، الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب عصابات دون مواجهة مباشرة.

وأضح الجنرال -الذي خدم سابقا كقائد لسلاح المدرعات، ونائب قائد القوات البرية، وقائد للكليات العسكرية- إلى أن قوة حماس لم تنهار، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.

وانتقد بريك أيضاً الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.

إعلان

ويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن "الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد".

وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة – الذي يتجاهل الحقيقة لصالح الاستعراض – يقود الجيش والدولة نحو كارثة استراتيجية.

ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس "الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي". كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.

ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • رائحة الجثث.. إليكم الأسباب التي دفعت جنديا إسرائيليا للانتحار
  • الصواريخ الإيرانية أصابت 5 قواعد عسكرية للاحتلال وتكتم على الأضرار
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • ما وراء الخبرـ الصين وحرب أوكرانيا
  • تقارير تؤكد إصابة خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية بالصواريخ الإيرانية خلال الحرب الأخيرة
  • إيكونوميست: لماذا لم تغير الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الشرق الأوسط
  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها
  • لن يكون هناك خط أحمر لدينا.. متحدث الحرس الثوري يتوعد برد ساحق إذا وقع أي هجوم جديد على إيران
  • الخارجية الإيرانية: العار الأبدي لكل من يدعم إسرائيل أو يبرر جرائمها