من «المحيط» لـ«الخليج».. احتجاجات عربية تربك خطط إسرائيل لتصفية القضية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ما أن بدأت إسرائيل حربها على غزة، في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر الماضي، وبدأت تتكشف الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المحاصر، وكمية المتفجرات الضخمة وغير المسبوقة التي استخدمتها إسرائيل على مدى زمني قصير، التي نتج عنها أكثر من 20 ألف شهيد، حتى انطلقت العديد من التحركات الشعبية والمظاهرات الغاضبة المنددة بممارسات الاحتلال العنصرية ومخططاته، لتهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية فى مختلف أنحاء العالم.
من المحيط إلى الخليج، كما يقولون، خرجت تحركات ومظاهرات معارضة لـ إسرائيل وداعمة لفلسطين، فى الدول العربية، فى مقدمتها بلدان الجوار القريبة من موقع المذابح الإسرائيلية، مصر والأردن وسوريا ولبنان، وامتدت إلى دول انخرطت حديثاً فى اتفاقات وإجراءات للتطبيع مع إسرائيل، من بينها «المغرب» وحتى «البحرين»، حيث كانت تندد بالتطبيع مع إسرائيل واتفاقات السلام معها، وقد امتدت بعض هذه المظاهرات لمحيط سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الحليف الداعم لإسرائيل، كما حدث فى لبنان مثلاً، ما دعا واشنطن لإخلاء سفارتها هناك وتوجيه مواطنيها لمغادرة البلاد.
وفى مصر والأردن، أكدت المظاهرات على ما ذهبت إليه المواقف الرسمية لهاتين الدولتين وما أعلنتاه من خطوط حمراء فى مواجهة المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية لكل من مصر والأردن، حيث امتلأت العديد من الساحات والميادين بآلاف المواطنين الذين حملوا أعلام فلسطين، وهتفوا ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلى وجرائمه فى غزة وغيرها من أنحاء فلسطين.
لكن مظاهر الحراك الشعبى الداعم لفلسطين لم تقتصر بالطبع على المظاهرات وإنما امتدت لمظاهر أخرى، لا سيما فى مصر، حيث شملت جمع التبرعات وتجهيز المساعدات لإدخالها لقطاع غزة المحاصر، الذى أصبح منفذ الحياة الوحيد فيه يمر عبر معبر رفح فى سيناء المصرية، حيث انخرطت العديد من المؤسسات الأهلية، من بينها المؤسسات المندرجة تحت ما يُعرف بـ«التحالف الوطنى للعمل الأهلى»، فى جمع التبرعات، وفتح رجال أعمال مخازنهم ومصانعهم لتجهيز المساعدات، وتطوع المئات من الشباب لتجهيز وإعداد المساعدات لدخول فلسطين.
وفى الوقت الذى تؤكد فيه عبير ياسين، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصصة فى الشئون الفلسطينية، أن التحركات والاحتجاجات الشعبية ضد الحروب تعتبر أمراً معروفاً وشهدناه من قبل، سواء فيما يتعلق بحروب غزة السابقة أو غيرها من الحروب، إلا أنها ترصد أن الحراك الشعبى المصاحب لحرب غزة الحالية انتقل من التعامل معها على كونها قضية حقوق إنسان، إلى التعامل معها على أنها قضية استقلال وإنهاء للاحتلال.
ولفتت عبير ياسين، في تصريحات لـ«الوطن»، النظر إلى أن التحركات العربية تحديداً هذه المرة أخذت أكثر من شكل، سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعى، ومحاولة إيجاد طرق للتواصل عن طريق الإنترنت حال قطعها من جانب الاحتلال، فضلاً عن حملات مقاطعة لشركات تدعم الجيش الإسرائيلى، وفى الوقت الذى أخذت بعض التحركات شكل ردود فعل عفوية، كانت هناك تحركات منظمة أكثر من خلال نقابات مثل «الصحفيين» و«الأطباء»، اللتين نددتا بالعدوان ومقتل الصحفيين والأطباء هناك.
وفى مصر تحديداً، جاءت التحركات والتظاهرات الشعبية داعمة للموقف الرسمى الرافض لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.وحسبما تضيف الخبيرة فى الشئون الفلسطينية، فقد جاءت المظاهرات الشعبية ضد التطبيع فى الدول التى دخلت فى اتفاقات سلام وتطبيع حديثة مع إسرائيل، مثل البحرين والمغرب، لتربك وربما تعرقل المساعى الإسرائيلية والأمريكية لعقد اتفاقات تطبيع جديدة مع دول عربية أخرى مهمة كالسعودية، بالتوازى مع تصورها أنه بإمكانها تصفية القضية الفلسطينية، حيث إن الشعارات التى رفعتها المظاهرات الرافضة للعدوان الحالى على غزة، والمنددة بإسرائيل وشكل السلام الحاصل معها، تبعث برسائل بأن عودة إسرائيل لهذه المساعى ستكون محل سؤال كبير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
الكبير: الأوضاع هدأت في طرابلس ولا جدوى من المظاهرات
قال الكاتب الليبي “عبد الله الكبير”، إن ما سماها “محاولات بعض النواب” لتشكيل حكومة جديدة لن تسفر عن أي نتيجة، وسيكون الخلاف على أشده بين النواب المؤيدين والمعارضين، ويتكرر الفشل السابق مرة أخرى، وفق قوله.
أضاف في تصريحات لمنصة صفر، “يقترن تشكيل حكومة جديدة باعتماد أحد الخيارات التي طرحتها اللجنة الاستشارية، والخيارات كلها ليست محل توافق بين الفرقاء”.
وأشار إلى أنه إذا توفر ضغط دولي مناسب فقد يرسو الاختيار على أحد المقترحات، ولكن ليس بين مجلسي النواب والدولة وإنما بحوار موسع يضم طيفا واسعا من المكونات السياسية والاجتماعية والعسكرية.
ورأى أن المجلس الرئاسي لن يتدخل وسيبقى في نقطة التوازن والصراع في طرابلس هدأ بعد الهدنة وعدم جدوى المظاهرات التي حشد لها خصوم الحكومة، لكنه لم ينته تماما لأن الحكومة ـ كما يبدو ـ مصرة على إنهاء أي سلطة موازية لها في العاصمة.