بوابة الوفد:
2025-12-15@06:45:29 GMT

حرب نتنياهو العبثية!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

رغم كل أنواع الدمار التى لحقت بغزة، ورغم ارتفاع حجم الخسائر الإسرائيلية إلا أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى يصر على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها من وجهة نظره والمتمثلة فى ثلاثة أهداف تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، وهى القضاء على حماس، وانتفاء أى خطر على بلاده من قبل غزة، والقضاء على ما يصفه بالتطرف الفلسطينى متناسيًا أنه هو نفسه يمثل عنصر تطرف من الطبيعى أن يولد تطرفًا مضادًا.

وتبدو واقعية نتنياهو رغم كل شىء فى اعترافه بجانب من حجم العقبات التى تواجهها القوات الإسرائيلية فى حربها على غزة وتأكيده أن إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذه الحرب، الأمر الذى يثير الدهشة من قدرة حركة مقاومة لا تملك الكثير من العتاد أو حتى الدعم على خوض القتال رغم الحرب الوحشية المستمرة منذ أسابيع. ومن مؤشرات ذلك مقتل أكثر من 15 جنديًا وضابطًا اسرائيليًا وإصابة 44 آخرين، منهم 10 فى حالة خطرة فى يوم واحد خلال إحدى العمليات، فى واحدة من أعنف المعارك التى واجهتها القوات الإسرائيلية فى غزة.

رغم كل ذلك يصر نتنياهو على مواصلة الحرب دون أن يتيح أى فرصة لبدء جهود تفاوضية تحقق جانب من أهدافه وهو ما قد يفسر موقف المقاومة الفلسطينية الصلب التى تدرك طبائع العدو وأن القوة هى اللغة الوحيدة للتعامل معه بعيدًا عن طبيعة حالة التوازن فى هذه القوة، وأنها فى حدود المتاح والممكن أعدت لمثل هذه القوة الأمر الذى يؤكده صمودها كل هذه الفترة التى تقترب من ثلاثة أشهر أمام قوة تمتلك أحدث ما توصلت اليه البشرية فى مجال التسلح.

هل يحقق نتنياهو أهدافه؟ أشك، فسكان غزة باقون ولن يرحلوا لأن السبل تحول دون ترحيلهم، حيث لا يمكن أن يتم ذلك سوى بالتهجير القسرى إلى سيناء، وفى ضوء موقف مصر القوى الرافض لهذه الخطوة فإن الفكرة تبدو مبالغة فى الخيال، وهو ما دعا نتنياهو إلى البحث عن دول تقبل باستيعاب سكان غزة كلاجئين. أما عن القضاء على حماس فالحركة ليست مكونة من العناصر التى تتشكل منها فقط وإنما تمتد عملية الانتماء لها لتشمل كل بيت فلسطينى ما يعنى أنه حتى فى حال القضاء على حماس فى الشكل فإنها ستبقى فى الجوهر فى أشكال أخرى أو فى ضمير كل مواطن فلسطينى من سكان غزة.

أما عن التطرف فإنه لا يتمثل فى الحقيقة فى منظور نتنياهو سوى فى كل رفض يكنه الفلسطينيون لإسرائيل، وهو رفض طبيعى وسيستمر ويتواصل طالما استمر الاحتلال وبقيت المظالم الواقعة على الشعب الفلسطينى.

وسط كل ذلك تتوافق الكثير من الأطراف الدولية على ترك نتنياهو يواصل حربه العبثية، فيما تعجز أطراف أخرى عن ممارسة الضغط الكافى لوقف الحرب، الأمر الذى سيبقى المنطقة فى دوامة من العنف لن تنتهى وقد تزيد ولن تنقص، وهو ما يؤكده تصور نتنياهو نفسه بأن إسرائيل أمام حرب طويلة لن تنتهى فى القريب العاجل.

ما الحل دون إغراق فى تصورات متفائلة أو غير واقعية؟ للأسف رغم كل شىء تبدو الرؤية واضحة فى الوقت الذى يتغافل عنها الجميع.. وقد أشار إليها كاتب إسرائيلى فى صحيفة هاآرتس بقوله الأمر فى غاية السهولة: نتخلص من الاحتلال.

وإلا قد يستغرق الأمر عقودًا أخرى قد تمتد لقرن يتخللها صراع متواصل حتى تحقق إسرائيل هدفها الأصيل المتمثل فى القضاء على الفلسطينيين، كما قضت الولايات المتحدة على الهنود الحمر.. وهو هدف تحول دونه إرادة الفلسطينيين وصمودهم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات رئيس الوزراء الاسرائيلي الحرب مستمرة هو نفسه القضاء على رغم کل

إقرأ أيضاً:

رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة

آخر تحديث: 13 دجنبر 2025 - 9:29 ص

بقلم:علي الكاش

أقول: في الانتخابات البرلمانية غالبا ما ينتصر حزب الثعالب على حزب الأسود في حصد اصوات الناخبين. من المؤسف حقا ان كثير من الناخبين يشبهون الحمير، حيث يمتطيهم المرشحون لغاية الوصول الى البرلمان وبعدها يتركونهم لشأنهم.
لكن هل انتهت مرحلة النهيق الانتخابي، وبدأت مرحلة الزئير الانتخابي؟ الحقيقة هي انه بهمة الجهلة والفاسدين والطائفيين والمال السياسي، فاز الفاسدون، وخسر المواطنون، فازت القوى الفاسدة، وخسر الشعب اللامبالي. ولات ساعة مندم.
هل تذكرون فتوى المرجع الشيعي محمد اليعقوبي في الانتخابات الأخيرة” من لا ينتخب السيد نوري المالكي فهو آثم شرعا، وتحرم عليه زوجته”، بفتوى سبق ان افتى بها كبار مراجع الشيعة عام 1922 ، كأن الزمن لم يتغير، تغيرت الوجوه والعقدة ثابتة. خلال الاحتلال البريطاني للعراق اوعز وزير الداخلية عبد المحسن السعدون في 20/10/1922 للمحافظين المباشرة بالتحضير لانتخابات الجمعية الدستورية. ووصفها المجتهدون بأنها ” حكم بالإعدام على الأمة الاسلامية” وفي 5/10 منه افتى أبو الحسن الاصفهاني ومهدي الخالصي وحسين النائيني بعدم شرعية الانتخابات وتكفير من يشارك فيها. جاء في فتوى الخالصي” قد حكمنا بحرمة الانتخابات. والمشارك فيها يعتبر معادي لله ورسوله وأئمة المسلمين، ولا يدفن في مقابر المسلمين”. كما تضمنت فتوى الاصفهاني أمور غريبة ” أي مسلم يشارك فيها تحرم عليه زوجته ويمنع من دخول الحمامات العامة وينبذه سائر المسلمين”. نفس المأساة تكررت مع انتخابات العراق عام 2005 للمزيد راجع ( M.M AL Adhami/ The election for the Constituent Assembly in Iraq 1922 /1924 ).
لا شك ان السكوت على الفساد يا مراجع الدين ليس من الفضائل، فهو يعني اما مشاركة الفاسدين، او الرضا عنهم، وكلاهما أمر من الآخر، كأنما اصبح الفساد مقدسا في عرفكم، فتلتزموا الصمت اتجاهه، في مخالفة صريحة لشرع الله. قال تعالى في سورة آل عمران/104(( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).هؤلاء المراجع الدينية ـ السياسية ينطبق عليهم قول ابْن لنكك الْبَصْرِيّ:
لَا تخدعنك اللحى وَلَا الصُّور تِسْعَة اعشار من ترى بقر
تراهـــــــم كالسحاب منتشرا وَلَيْسَ فِيهِ لطَالب مطر
(يتيمة الدهر).

بلائنا من مفوضية انتخابات غير مستقلة
قال علي بن أبي طالب” لا يصلح لكم يا أهل العراق إلّا من أخزاكم، وأخزاه الله”. (ربيع الأبرار). أليس هذا هو حال العراق اليوم؟
لا بد ان يسأل العراقي نفسه:
اولا: هل المفوضية العليا للانتخابات مستقلة فعلا؟ وهل مجلس ادارتها وبقية موظفيها مستقلون عن الأحزاب الحاكمة؟هل أثبتوا نزاهتهم ومصداقيتهم في الانتخابات السابقة؟ وهل تخلصوا من نفوذ الكتل الحاكمة؟هل توجد ضمانات حقيقية بأنهم سيكونون نزيهين هذه المرة، والمرات القادمة؟
لتوضيح الأمر أكثر، هل العامل سيعمل بالضد من ربٌ العمل، ولا يستمع لأوامره وتوجيهاته؟ هل سيعمل ضد مصلحة ربٌ عمله ويجرؤ على ذلك؟ وكيف ستكون النتيجة لو افترضنا جدلا، انه سيعمل لصالح نفسه، وليس ربٌ العمل؟ ذكر أَعْرَابِي رجلا بقلة الْحيَاء فَقَالَ: لَو دقَّتْ بِوَجْهِهِ الْحِجَارَة لرضها وَلَو خلا بِالْكَعْبَةِ لسرقها”. (نثر الدر في المحاضر/ا6). هذه هي حقيقة المفوضية العليا للانتخابات المسيسة، فهي الناطق بلسان الباطل، وهي من مخلفات نظام المحاصصة المدمر.

ثانيا: هل القوى السياسية تحترم صوت الناخب، بل هل تحترم نصوص الدستور المتعلقة بالانتخابات، علما انها هي من وضعت تلك النصوص؟ التجارب السابقة أثبت العكس، عندما فاز أياد علاوي في انتخابات عام 2010، رفضت ايران توليه رئاسة الوزراء، وفي لعبة هزيلة من قبل قاضي القضاة مدحت المحمود (المذموم) تحولت الرئاسة الى نوري المالكي، وفي الانتخابات التي تلتها عام 2014 فاز المالكي بأكثرية الاصوات في عملية تزوير لا مثيل لها في التأريخ القريب، ومع هذا تم إيقاظ حيدر العبادي من نومه، وقيل له “مبروك! أصبحت رئيسا لوزراء العراق”، والرجل بقي لوهلة يفرك عينية ليتأكد بأن الأمر ليس حلما، بل حقيقة. في الانتخابات الأخيرة فاز محمد شياع السوداني في عدد الأصوات، لكن شبح القاضي الولائي مدحت المحمود ما زال جاثما على صدر البرلمان من خلال تفسيره الكتلة الفائزة، فتحول النصر الى هزيمة، وتقلد السيف الاطار التنسيقي الشيعي عبر التحايل المتناغم والتخادم ما بين المفوضة العليا للانتخابات والقضاء المسيس، تحت ظلال الميليشيات المسلحة والمال السياسي الذي يفترض فيه ان تخضع الأحزاب السياسية الى قانون الأحزاب حول مصدر أموالها. ناهيك عن ان الدستور لا يسمح بامتلاك الأحزاب اذرع سياسية عند دخولها الانتخابات، لكن بذكاء الثعلب، ادعت تلك الأحزاب انها انفصلت عن الفصائل المسلحة، مع ان تلك الفصائل تأتمر بأمرة رؤساء الأحزاب وليس القائد العام للقوات المسلحة.
افرزت الانتخابات الأخيرة ما يقارب (100) برلماني جديد يقلدون الولي الفقيه في ايران، ولا نفهم كيف بارك ممثل الرئيس الأمريكي سافايا نتائج الانتخابات، وهو الذي صرح مرارا بأنه سيعمل على تقليص او انهاء النفوذ الإيراني في العراق!وصل الأمر من البشاعة بأن لجنة ثلاثية تتألف من الولائيين وهم عمار الحكيم (تيار الحكمة)، وهمام حمودي (المجلس الإسلامي)، وعبد الستار الفريجي (حزب الفضيلة) يقررون من يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، اما أصوات الناخبين فقد رميت في مكب النفايات، ولا حيلة لمن صوت الا الصمت والحيرة، على ماذا اذن جرت الانتخابات طالما ان اللجنة الولائية هي من تختار رئيس مجلس الوزراء؟ بمعنى ان الأمر لا يخرج عن ايدي الولي الفقيه في ايران.

ثالثا: الغرض من الانتخابات في الأنظمة البرلمانية في كل دول العالم ـ ما عدا الأنظمة الدكتاتورية ـ هو اختيار مجلس النواب القادم، الذي سيتولى بدوره اختيار الحكومة، وبالتالي رئيس الجمهورية، بمعنى ان الرئاسات الثلاث ستعتمد على أصوات الناخبين فقط! لذا قيل بأن الشعب مصدر السلطات. لكن في العراق تحت مقصلة الديمقراطية حددت رئاسة البرلمان لأهل السنة، ورئيس مجلس الوزراء حصة الشيعة، ورئاسة الجمهورية حصة الأكراد، وهذا عرف ساد، وليس هناك نصا في الدستور يتضمنه، بمعنى انه لا يوجد أي دور لصوت الناخب في عملية الاختيار، فإن شارك أو رفض المشاركة فالأمر سيان. المحاصصة هي التي تفرض الأمر الواقع، وليس أصوات الناخبين التي لا قيمة لها.

رابعا: لا يمكن تناسي الدور الإيراني الذي مارس ضغوطا على المفوضية من اجل زيادة مقاعد الميليشيات المسلحة، فالأحزاب الولائية تصاعدت مقاعدها بشكل لا يعقله حتى المجانين، من مقعدين الى ما يقارب (20) مقعدا دون ان تجد أي سبب معقول يبرر هذا الأمر، فهل كان مثلا أداء عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وبقية الميليشيات عند حسن ظن العراقيين؟ كان يفترض على مبعوث الرئيس الأمريكي سافايا ان يهنئ الخامنئي على فوز مقلديه النواب الولائيين في البرلمان العراق، وليس الحكومة العراقية.
هناك قول مأثور في النرويج (.( Søppel inn, søppel ut.
ترجمته” القمامة تدخل والقمامة تخرج” وهذا ينطبق على البرلمان العراقي، كلهم قمامة من رئيس البرلمان ونوابه الى الأعضاء، كأن البرلمان مكب نفايات.
هل نشحن ذاكرة الشعب العراقي ونذكره بتصريح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في 26/3/2108، حيث ذكر” إن الإمام علي خامئني ابلغني هاتفيا مساء أمس بأن رئاسة الوزراء ستكون من حصتي في الانتخابات القادمة، وان خامئني قد أخبره من خلال الاتصال بأحد وكلاء الإمام المهدي الغائب، بأن نوري المالكي هو من سيشكل الحكومة القادمة وسيحصد اعلى الأصوات، وانه سيعمل بكل ما بوسعه لجعل العراق من افضل دول العالم في الخدمات واحترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته”. بدلا من جعل العراق من افضل دول العالم جعله في المؤخرة وسلم ثلث أراضي العراق الى تنظيم داعش الإرهابي.

الخلاصة
كانت الانتخابات الحالية بمثابة الفرصة الأخيرة التي يمكن أن نثبت فيها للعالم وقبله نثبت لأنفسنا بأننا شعب واعي ومثقف يحب وطنه ويستفيد من الدروس والتجارب السابقة.شعب عصامي يستحق الحياة الكريمة لا يراهن على نفسه ولا على مستقبل الأجيال القادمة.شعب يستلهم الحكمة معززة بالعزيمة ليقرر ويختار مصيره بيده وليس بأوامر خارجية.شعب لا يضع الحبل حول رقبته ويستأذن الجلاد بخشوع ليتفضل بإعدامه!شعب لا ينسى من. أساء له وبدد أحلامه بنوايا شريرة، وحول مع سبق الإصرار والترصد الفردوس الأرضي إلى جهنمالعاقبة لنا وعلينا، وسنجني ثمارها هذه المرة، والمُرة قريبا، ولات ساعة مندم حري بالعراقيين ان يتذكروا قول السيوطي” لا تكن ممن يلعن إبليس في العلانية، ويواليه في السر”. (الكنز المدفون).

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • الرجل الشقلباظ!
  • بعد غياب طويل.. يوسف الشريف يعود لجمهوره بـ فن الحرب
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة
  • «فخ» كأس العرب
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام