الجامعة العربية تطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي وفتح مسارات للإغاثة الإنسانية في غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
طالب الأمين العام المساعد رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير الدكتور سعيد أبو علي، بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الغاشم والمذبحة وحرب الإبادة في قطاع غزة ، بما يمكن من فتح مسارات الإغاثة الإنسانية وصولا إلى فتح آفاق السلام ومعالجة جذور الصراع .
وقال السفير أبو علي ،في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم /الخميس/ أمام الجلسة الخاصة للبرلمان العربي تحت شعار "نصرة فلسطين وغزة "،إن كل من يقف ضد الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة هو شريك بارتكاب الجريمة النكراء وعلى يديه، دماء الأبرياء ،مؤكدا أنها جريمة العار على مرتكبيها وعلى كل من يشارك بالدعم والتأييد أو الصمت على هذه الجريمة المروعة.
وشدد على أن معالجة مأساة غزة، ومنع تكرارها، يتطلب حلا جذريا لمسببات اشتعالها ،مشيرا الى أن مأساة غزة هى مأساة فلسطين، ولايمكن معالجتها إلا بمعالجة القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وليس بالحلول الأمنية العسكرية أو بفصل غزة عن الضفة الغربية، وليس بالاحتلال أو الانتقاص من جغرافيتها ومواطنيها بالتدمير والتهجير أو بتجاوز على منظمة التحرير الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الذي تمثله في تقرير المصير،مشددا على الاحتلال هو أصل الصراع وأن انهاء هذا الاحتلال هو بداية الحل.
وأشار إلى أن الدول العربية تبت عبر السنوات الماضية طريقا لحل الصراع على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية طبقا لصيغة حل الدولتين باعتبارها الصيغة الوحيدة التي توفر الامن والسلام والاستقرار بالمنطقة، لكن الحكومات الإسرائيلية واصلت طوال السنوات الماضية تقويض هذا الحل وتدمير اي فرصة لتحقيقه بإمعانها في القتل والأسر والتدمير والتهجير والاستيطان والتهويد وتدنيس المقدسات وفرض نظام الفصل العنصري الذي يتواصل اليوم بأبشع صورة بالضفة الغربية متزامنا مع استمرار حرب الإبادة بقطاع غزة.
وتابع "أبوعلي":"وإذا ما كان وقف العدوان هو الأولوية التي لا تفوقها، أخرى ،فإن الحديث عن مستقبل غزة منفصلا عن مستقبل الضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ليس إلا استمرار للتعامل الأمني والعسكري الذي يفاقم الصراع في المنطقة والذي تأكد فشله الذريع وعفا عليه الزمن".
وأكد أن فتح الأفق السياسي والطريق إلى حل الدولتين يحتاج إرادة دولية حاسمة لتحويله إلى واقع بأسرع وقت ممكن عبر مؤتمر دولي يرسم مسارا وخارطة طريق محددة بأفق زمني واضح وهذا ما تعبر عنه الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه سواء في قاعات الأمم المتحدة ومنظماتها أو بشوارع العواصم العالمية وتجليات الرأي العام العالمي المطالب بوقف حرب الإبادة وبحرية فلسطين ورفض المعايير المزدوجة، ما يدعو إلى التقدير والاحترام.
وقال السفير أبو علي "نلتقي اليوم مجددا لنصرة غزة، فيما تتواصل حرب الإبادة الوحشية دون هوادة، لأكثر من ثمانين يوما دون بارقة لوقفها، وهي تحصد أرواح ما يزيد عن عشرين ألفا من الشهداء ثلثاهم من الاطفال والنساء، ونصف عددهم مفقودين جثثا تحت الأنقاض والدروب المدمرة، واضعاف اعدادهم من الجرحى الذين لا يملكون غير الدعاء تضرعا للشفاء، دون دواء، بل دون قوت وماء، حالهم حال مليونين ونصف ممن يحشرون في العراء يعانون البرد والجوع والمرض ومعاناة عيش بين الرصاص والمدافع وقصف الطائرات مهددين بالموت وان لم يكن قصفا فجوعا أو مرضا".
وأكد أن ما تمارسه إسرائيل بقطاع غزة هو حرب إبادة جماعية بكل جرائمها ومفرداتها ولايوجد مكان في هذا العالم شهد مثل هذه الجرائم كما ونوعا ،في مقدمتها عمليات القتل الجماعي من خلال الاستهداف المباشر لتجمعات المدنيين مرورا بممارسة سياسة التجويع والتعطيش المتعمد والمعلن بوقف امدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود وصولا الى عمليات التهجير القسري عبر القصف أو بناء للانذارات العسكرية.
وتساءل أبو علي عن التدابير الوجوبية اللازمة لمساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه بقطاع غزة والضفة الغربية لوضع حد لافلات اسرائيل المستمر من المساءلة والمحاسبة بتعطيل آليات القانون الدولي، بضغط من حماتها وحلفائها الشركاء الفعليون في الجريمة.
وقال "إننا نتحدث عن حرب إبادة جماعية، عن حوالي مائة ألف شهيد وجريح ومفقود هم 2،5% من تعداد سكان غزة المدمرة تدميرا منهجيا يجرف كل أسباب ومقومات الحياة بنسبة لا تقل عن 60% من العمران"،منبها إلى أن غزة وأهلها ليست أرقاما، بل إنها ضمير أمة وحقيقتها، وحقها واستحقاقها، مؤسسةً لحقبة مفصلية في تاريخها.
وتابع السفير أبو علي :"نصرة غزة لم تعد مسالة نصرة ودعم لفلسطين وأهلها فحسب، كما لم تعد فقط، وكما هي بحق، تجسيدُ لالتزام قومي، بل لم تعد موضوعا يمليه الضمير الإنساني الحي والعقل السوي فحسب، إنها كل ذلك، وفي المقام الأول، أصبحت قضية الإنسان الذاتية، وشأنا يتعلق بإثبات انسانيتنا، افرادا او مجتمعات، نظما ومؤسسات، امام هذا التوحش غير المسبوق في الإبادة الجماعية".
وأضاف "إنها السؤال لكل هؤلاء ليدافعوا عن انسانيتهم وليس فقط عن غزة، وانها سؤال نظام الامن الدولي الجماعي فعاليته ومعاييره وقيمه الحضارية المشتركة، بل هي السؤال إذا ما ارتقت البشرية حقا إلى عصر الحضارة الإنسانية، فيما آلة الحرب الإسرائيلية تعيد إلى الاذهان صور الوحشية والهمجية بأبشع تفاصيلها".
وقال "إن غزة الشهيدة المنبعثة حية بالتأكيد من تحت الرمال في أيامنا، ستكون الشاهد علينا يوم البعث ويوم يقوم الاشهاد".
ونبه إلى أن ثمن هذه المذبحة المستمرة بكل ما تزرعه من كراهية وغضب وجراح مفتوحة يصعب تعافيها، لن يدفعه فقط أهل غزة بل سيدفعه الجميع في مستقبل الأيام مالم تتوقف هذه المجزرة على الفور ويفتح أفق الأمل بالسلام المستدام.
وأكد أن معالجة الكارثة الإنسانية التي تنكشف مدى فظاعتها كل يوم، هي مسؤولية عالمية عاجلة وملحة، أمام تفاقم المأساة إلى الحد الذي باتت تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة.
وشدد على أن الإغاثة الإنسانية باتت علامة فارقة بين الموت والحياة، ما يحتم ضرورة تدفق المساعدات الاغاثية على نحو عاجل وكاف بآلية مستدامة فعالة لتدارك هول الكارثة وسيناريوهات الحكم بالموت على أهل غزة، إن لم يكن قصفا فجوعا أو مرضا وهذا ما ننتظره بتنفيذ قرار مجلس الامن الأخير رقم 2720 الخاص بالإغاثة والذي كنا نأمل اصداره بنصوص اكثر استجابة وتلبية للاحتياج المستدام.
وقال إن اصرار مظلة الحماية المزمنة والمعروفة لإسرائيل بمجلس الأمن والإصرار على عدم الزامها بالقانون والقرارات الدولية سواء فيما يتعلق بالإغاثة أو بوقف العدوان، كانت تشجع على هذا التمادي الإسرائيلي في ارتكاب الجريمة واستمرارها وعلى الاستهتار بإرادة وقرارات المجتمع الدولي.
وقال "إننا ننحني اجلالا أمام أرواح شهداء وتضحيات غزة وفلسطين"،مؤكدا أن شعب فلسطين الذي صمد وناضل وضحى على مدار العقود الماضية سيواصل صموده الأسطوري ،ولن تنال هذه الحرب العدوانية "حرب الابادة الهمجية" من عزيمته وعزمه على مواصلة مسيرته المنتصرة.
وأكد أن الدول العربية كما شعوب الأمة ستواصل دعمها واسنادها بكافة المجالات لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال بدولته الآتية وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الدول العربية القدس حرب الإبادة أبو علی وأکد أن
إقرأ أيضاً:
لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
صراحة نيوز- قالت لجنة فلسطين النيابية إنها تتابع باهتمام بالغ مجريات الأحداث والتطورات المتسارعة في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وما يرافقها من تصعيد خطير وانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت اللجنة أن استمرار هذه الممارسات من شأنه تأجيج التوترات ودفع المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار، مشددة على أن تحقيق السلام العادل والشامل، القائم على احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، يمثل السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار دائمين في المنطقة.
وأشارت اللجنة في بيان صحفي صادر اليوم الأحد، إلى أن القرار الإسرائيلي القاضي بإقامة وشرعنة 19 مستوطنة استعمارية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة، يشكل خطوة عدوانية خطيرة تجسد جوهر المشروع الاستيطاني، وانتهاكا صارخا ومتعمدًا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعديا سافرا على قرارات الشرعية الدولية، وتقويضا ممنهجا لأي أفق سياسي قائم على حل الدولتين.
وبينت أن السياسات الاستيطانية تمثل جريمة سياسية وقانونية مكتملة الأركان، تهدف إلى فرض وقائع استعمارية على الأرض وتفريغها من مضمونها الوطني، في اعتداء مباشر على الحقوق التاريخية والثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، مؤكدة أن حل القضية الفلسطينية يشكل المدخل الأساسي لحل أزمات الشرق الأوسط.
وأكدت لجنة فلسطين النيابية دعمها لما ورد في البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية كل من الأردن، والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والذي أدان اقتحام القوات الإسرائيلية مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واعتبره انتهاكا صارخا لحرمة المؤسسات الأممية.
كما شددت اللجنة على أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتمديد ولاية وكالة الأونروا لمدة ثلاثة أعوام إضافية، باعتباره قرارا محوريا يكرس المسؤولية الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ويضمن استمرار الدور الإنساني والخدماتي الحيوي الذي تضطلع به الوكالة.
ودعت اللجنة البرلمانات العربية والدولية إلى إدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما اقتحامات المسجد الأقصى وسياسات الاستيطان، لما تشكله من انتهاك للقانون الدولي وتهديد للأمن الإقليمي، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعزيز التنسيق مع لجان فلسطين في البرلمانات المختلفة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية