أخبارنا:
2025-05-11@11:36:21 GMT

من الجزائر القارة إلى الجزائر الجزيرة

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

من الجزائر القارة إلى الجزائر الجزيرة

بقلم: نورالدين زاوش

يوما بعد يوم، يضيق الحبل أكثر حول رقبة ما يسمى، زورا وبهتانا، بدولة الجزائر، ويوما بعد يوم يعلم العالم، شعوبا وحكومات ودولا، من حشرنا الله بقربهم في الجوار؛ فبعدما عادت الجزائر صاغرة إلى بيت الطاعة في قصر الإليزي ودون أن يعتذر ماكرون، مثلما طالب الجنرالات، على إثر ما قام به من إمعان في إذلالهم واحتقارهم وادعاء أن فرنسا من صنعت تلك الدولة، وبعد رجوعها صاغرة لبيت الطاعة في إسبانيا؛ رغم أن موقف هذه الأخيرة من الصحراء المغربية لم يتزحزح قيد أنملة عما كان عليه قبل سحب سفيرها، وبعد الصفعات المدويات التي تلقتها اتباعا، من الإمارات والسعودية وليبيا وروسيا ونيجريا وآخرها مالي، تحولت أرض الكابرانات من الدولة "القارة" إلى الدولة "الجزيرة"، من شدة عزلتها عن العالم الخارجي، وشدة خصومتها مع محيطها الإفريقي.

في ظل الأوضاع الداخلية المزرية للجزائر، وفي ظل علاقاتها المتأزمة على المستوى الخارجي؛ سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي أو حتى الأمريكي، طلع علينا "أحمد عطاف"، وزير الخارجية، بتصريح مفاجئ على قناة الجزيرة يدَّعي فيه بأن بلاده تمد يد الصلح للمغرب، في سابقة غير مفهومة وغير منسجمة مع مواقفها المبدئية من معاداة المغرب، ومعاكسة مصالحه واستقراره ووحدة أراضيه.

حقيقةً، لست أدري أين تتجلى مؤشرات الصلح وبوادر اليد الممدودة وحسن الجوار؟

ربما تتجلى حسن النية هذه فيما قامت به قبل أيام من إرجاع جثة السائح المغربي الذي قتلته البحرية الجزائرية بدم بارد، واعتقلت جثته لديها لأكثر من أربعة أشهر بلا وازع ديني أو أخلاقي أو حتى سياسي، أو ربما تتجلى في إعلامها المقروء والمسموع والمرئي والذي لا يمر يوم واحد دونما الحديث عن المخزن والمؤامرة والشعب الصحراوي "الفنكوشي".

في الوقت الذي تصير فيه الجزائر معزولة عن العالم الخارجي أكثر فأكثر، يوطد المغرب علاقاته مع الدول الغربية وخصوصا الإفريقية، حتى أنه اقترح على دول الساحل أن يوفر لها منفذا على المحيط الأطلسي لإنعاش اقتصادها وفك العزلة عنها؛ الشيء الذي تلقته النيجر ومالي والتشاد وبوركينفاسو بصدر رحب، في الوقت الذي تلقته الجارة الشرقية بصدر حَرِجٍ كأنما تصعد في السماء.

 

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

محاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا.. انتهاك فظ للقانون الدولي واعتداء مرفوض على سيادتها واستقلالها

دمشق-سانا

جددت سوريا أمس على لسان وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في المنامة، التأكيد على وحدتها أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لأي تدخلٍ خارجي يسعى إلى تجزئتها أو تفكيكها.

وفي بيان لوزارة الخارجية والمغتربين صدر في الـ 30 من شهر نيسان الماضي، تم التشديد على أن “الجمهورية العربية السورية ترفض بشكل قاطع جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، وتعتبر الدعوات الأخيرة التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون وشاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى حماية دولية، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل”.

واليوم تعيد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، والمحاولات المستميتة للتدخل في شؤونها، واللعب على وتر التفرقة ومحاولات زرع الفتنة بين أبنائها، التذكير بأهمية العودة إلى صلب ومفهوم القانون الدولي الذي حرم بشكل قاطع مختلف أشكال التدخل الخارجي، وأكد على احترام سيادة الدول ووحدتها.

فمنذ تأسيس الأمم المتحدة، تم التأكيد على مبدأ سيادة الدول واستقلالها، وتحريم ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، نظراً لما يحمله ذلك من تداعيات ونتائج كارثية على استقرارها وأمنها وحياة شعوبها، وهو ما رأيناه عبر التاريخ في العديد من الأمثلة والتجارب التي دفع ثمنها عشرات الملايين من البشر على امتداد العالم.

وحسب ما جاء في نص المادة (إم 2 إف 7) من ميثاق الأمم المتحدة، فإنه ”ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للمنظمة الدولية أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما، مع التأكيد على المساواة في السيادة بين جميع الأعضاء، وامتناع الدول في علاقاتها الدولية ،عن التهديد باستعمال القوة واستخدامها ضد سلامة الأراضي، أو الاستقلال السيادي للدول الأخرى”.

كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة جملة من القرارات – منذ إنشائها إلى اليوم- حثت على عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذلك اعتبار التدخل عملاً لا يستند إلى أي مشروعية ويستوجب الشجب، كما حثت الدول على عدم التدخل، أو ممارسة أي نوع من أنواع الضغط والإكراه على الدول الأخرى.

وعانت سوريا الكثير خلال العقود الماضية من التدخلات الخارجية، حيث احتل الكيان الإسرائيلي الجولان وهجر أهله، ودمر قراهم ليبني بدلاً منها مستوطنات لمهاجريه الذين استجلبهم من أصقاع العالم، فيما عمل النظام البائد على استقدام التدخل الخارجي الإيراني، والروسي لدعمه في مواجهة الشعب السوري، وهو ما أدى لسقوط مئات الآلاف من الضحايا، ودمار واسع، وتشريد الملايين من السوريين.

كل هذه المعطيات تشير إلى ضرورة التنبه لخطورة التدخل الخارجي في شؤون بلدنا، والعمل على فضح أساليبه وأدواته، والوقوف بوجهه، استناداً إلى القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، وبالاعتماد على وعي شعبنا ورفضه لمحاولات بث الفتنة والتفرقة، وتمسكه بوحدته وعيشه المشترك، واستقلال قراره.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • محاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا.. انتهاك فظ للقانون الدولي واعتداء مرفوض على سيادتها واستقلالها
  • عاجل | مراسل الجزيرة: شهيدان ومصابون بنيران مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة نازحين غربي مدينة خان يونس
  • ممارسات المحتل الإماراتي تهدِّد التنوع النباتي والحيواني الفريد وتعرِّض الجزيرة للخطر والتدمير
  • عاجل | مراسل الجزيرة عن مصدر طبي سوداني: 24 قتيلا و41 مصابا بنيران مسيرة للدعم السريع استهدفت سجن مدينة الأبيض
  • بخصوص ازدواجية المناصب.. صادي: “لا نريد عزل الجزائر عن العالم الخارجي”
  • في جل الديب... تعرّض كنيسة للسرقة
  • العلامة فضل الله: نجدّد دعوة الدولة إلى تفعيل دورها الذي أخذته على عاتقها على الصّعيد الديبلوماسي
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • "8 ماي 1945": فيما يحتفي العالم بـ "عيد النصر".. الجزائر تستحضر جراح الثامن من أيار
  • سلطان بن أحمد يترأس اجتماع «الشارقة للإعلام» ويطلع على أحدث عربات البث الخارجي