شبكة انباء العراق:
2025-07-28@04:02:53 GMT

اتساع رقعة التهديدات البحرية

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تناقلت الصحف العالمية التصريحات الإيرانية، التي هددت بإغلاق مضيق جبل طارق، وهددت بتعطيل الملاحة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وقالت إنها سوف تضطر لتنفيذ تهديداتها ما لم تتوقف إسرائيل عن قصف غزة. .
جاءت التصريحات بعد اتهاماتها المباشرة للولايات المتحدة ودول غربية أخرى بدعم جرائم الإبادة العرقية التي ترتكبها إسرائيل كل يوم بهجماتها البربرية على المدنيين، والتي تسببت حتى الآن باستشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر.

.
وكان العميد (محمد رضا نقدي)، وهو عضو بارز في الحرس الثوري، كان اول المتحدثين بكل صراحة عن تلك التهديدات، التي قال فيها: (سينتظرون قريباً إغلاق البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى). .
اللافت للنظر ان تهديدات ايران كانت متزامنة مع التصعيد الصاروخي في مضيق باب المندب، والذي تسبب حتى الآن في تعطيل حركة السفن المتوجهة إلى اسرائيل. وتعطيل نشاطات ميناء إيلات بنسبة 90%، وارتفاع بوليصة التأمين البحري. واللجوء إلى المسارات البديلة لتأمين سلامة خطوط الشحن البحري للسفن القادمة والمغادرة من والى موانئ البحر الأحمر. .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف سيتسنى لإيران تنفيذ تهديداتها في مكان يبعد عنها آلاف الكيلومترات ؟، فالمسافة بين العاصمة طهران وجبل طارق تزيد على 6000 كم. والجواب هو: ان إيران أصبحت لها اذرع وخلايا حربية منذ زمن بعيد في متاهات الصحراء المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو. وعملت منذ سنوات على توسيع نفوذها عبر شبكة متداخلة من الفصائل الثورية المسلحة. تدعمها بالسلاح والمال والتدريب وتشجعها على التصنيع الحربي، وربما تعتمد عليها في اطلاق الطائرات المسيرة لضرب السفن التجارية العابرة لمضيق جبل طارق، التي تحمل العلم الاسرائيلي، أو المتوجهة إلى الموانئ الاسرائيلية، أو القادمة منها. تماما على غرار هجمات باب المندب التي دفعت الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دولية (غير متماسكة)، لكنها ظلت عاجزة حتى الآن عن إقناع خطوط الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر. .
وبالرجوع إلى بيان التهديد الأول نجد انه شمل الممرات الملاحية الأخرى. وهذا يعني شمول مضيق موزمبيق، ورأس الرجاء الصالح. .
من المفارقات العجيبة في هذا الشأن ان اهتمامات معظم المحللين كانت متمركزة على أهمية توفير الأمن والأمان في مضيق هرمز وفي حوض الخليج العربي، وفجأة تحولت أنظارهم بعيدا عن هرمز، وتوجهت نحو مضيق باب المندب، وخليج عدن، وقناة السويس، ثم تمددت لتضم مضيق جبل طارق والممرات الملاحية الأخرى. وبات من الواضح ان الدراسات الدولية فشلت فشلا ذريعا في قراءة خارطة الصراع بالطريقة الصحيحة. .
شيء أخر: لن تنعم اسرائيل بالسلام ما لم تنعم فلسطين بالسلام. ولن يتحقق الأمن والأمان في المسطحات البحرية الدولية ما لم تسارع اسرائيل إلى وقف هجماتها الهمجية ضد غزة، وما لم تفتح بوابات المعابر المغلقة بوجه قوافل المواد الغذائية والدوائية. وبخلاف ذلك سوف تتسع رقعة الصراع وتتضارب المصالح الدولية، ويتحول العالم إلى فوهات منفجرة بالبراكين والحمم. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مضیق جبل طارق

إقرأ أيضاً:

كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟

غزة- رفعت فصائل المقاومة الفلسطينية درجة الاستنفار الميداني في صفوف مقاتليها للتعامل مع أي تطورات محتملة بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودراسة خيارات بديلة لإعادة "الرهائن".

وقابلت المقاومة في غزة التهديدات الجديدة بمزيد من التأهب لمواجهة أي تطورات مفاجئة، سواء فيما يتعلق برفع الاحتلال وتيرة عملياته البرية داخل القطاع، أو اللجوء إلى عمليات خاصة بهدف تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

رفع الجاهزية

وقال قائد ميداني في فصائل المقاومة بغزة للجزيرة نت إن رفع الجاهزية لدى المقاتلين يأتي لمنع أي محاولة إسرائيلية للحصول على أي من جنوده الأسرى دون مقابل، وتكبيده أكبر قدر من الخسائر في حال فكر بأي عملية خاصة أو لجأ إلى التقدم البري بشكل أكبر داخل القطاع.

وشدد القائد الميداني على أن المجموعات المقاتلة تلائم خططها بما يحقق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي يحاول الهرب من المواجهة المباشرة عبر القوة النارية الغاشمة.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما قال ترامب "إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وأعتقد أنهم سيسقطون".

وأعقب ذلك حديث نتنياهو بأن إسرائيل تدرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء حكم حماس في غزة، بعد أن استدعت المفاوضين من محادثات وقف إطلاق النار في قطر.

التخلص الفوري من الأسرى الإسرائيليين وسيلة المقاومة للرد على محاولة إسرائيلية لتحريرهم (الجزيرة) "التخلص الفوري"

وفي السياق، يعتقد الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة تدخل منعطفا حساسا مع تصاعد التهديدات العلنية وعودة الحديث عن خيار الحسم العسكري المجرب خلال 22 شهرا من الحرب دون نتائج حاسمة.

إعلان

ويقول أبو زبيدة للجزيرة نت إن هناك تحولا في الموقف الأميركي تجاه تقديم غطاء سياسي لأي عملية إسرائيلية خاصة، سواء في غزة أو في الخارج، مما أدى إلى رفع المقاومة الفلسطينية منسوب الجاهزية لوحدات تأمين الأسرى، وفعّلت بروتوكول "التخلص الفوري" كإجراء ردعي عالي المستوى، مضيفا أن أي عملية إنقاذ قسرية ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى مقتل الأسرى.

ويشير إلى أن المعطيات الاستخبارية ترفع مؤشرات تنفيذ عمليات خاصة مركّبة، سواء عبر طائرات مسيرة أو وحدات كوماندوز أو عملاء ميدانيين، ليس فقط في غزة، بل في ساحات خارجية تستهدف كوادر المقاومة، وهو ما دفعها إلى إصدار تحذيرات أمنية لقياداتها في الخارج خشية تنفيذ اغتيالات أو عمليات اختطاف.

وكانت منصة الحارس التابعة للمقاومة الفلسطينية نقلت عن ضابط في أمن المقاومة بغزة قوله إن المقاومة رفعت الجاهزية لدى جميع وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين في القطاع، بما في ذلك العمل وفق بروتوكول "التخلص الفوري".

وأوضح الضابط في حديثه للمنصة أن هذا الإجراء يأتي في ظل وجود تقديرات بإمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات خاصة بقصد تحرير أسرى في غزة، داعيا المواطنين للإبلاغ عن أي تصرف مشبوه أو سلوك مريب، سواء لأشخاص أو مركبات.

وأمام الحضور الاستخباري الإسرائيلي المكثف في غزة لفت الباحث أبو زبيدة إلى أن فصائل المقاومة تعمل ضمن معادلة استنزاف طويلة وتجهيز كمائن، وانتشار موضعي عبر مجموعات صغيرة لا مركزية، تحسبا لأي مواجهة أو عملية خاصة معقدة، ولا سيما إذا ما تم تنفيذها تحت غطاء ناري واسع.

وشدد على أنه مع تدهور البيئة الداخلية في غزة قد يعتقد صانع القرار في تل أبيب أن الزمن مناسب لمحاولة جريئة، لكن المفاجآت تبقى واردة، والتكلفة قد تكون سياسية وعسكرية وأمنية عالية.

"أوراق حماس"

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن ما يجري ليس مجرد تراجع في المواقف الأميركية، بل انكشاف كامل للنية السياسية التي كانت تتخفى خلف ستار الوساطة، ومع ذلك لا تزال حماس تتعاطى مع مسار التفاوض من باب القوة النسبية التي راكمتها ميدانيا وسياسيا.

وأوضح عفيفة في حديث للجزيرة نت أن الأوراق التي تمتلكها حماس تتمثل في:

الأسرى: وهو الملف الذي يبقي الاحتلال في حالة استنزاف دائم ويمنح حماس ورقة تفاوض مركزية. الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعاني من ضغط نفسي وسياسي متفاقم ومن حكومة عاجزة ومأزومة. الميدان الغزي: الذي يربك الاحتلال يوميا بكمائن الأنفاق والاشتباك المتقطع. البيئة الإقليمية: التي تشهد تحولا في المزاج الشعبي والرسمي يحرج العواصم الداعمة للاحتلال.

ويعتقد عفيفة أن تصريحات ترامب ليست زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقيدة الأميركية المستقرة منذ عقود، والقائمة على التفاوض مع الفلسطينيين فقط بقدر ما يخدم أمن إسرائيل، وليس كجزء من حل سياسي متوازن، وبالتالي فإن حماس لا تفاوض فقط لإدارة كارثة، بل لتثبيت معادلة جديدة عنوانها لا أمن ولا استقرار دون حقوق سياسية واضحة للفلسطينيين.

يذكر أن حركة حماس خاضت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية منذ 20 يوما، وكانت يسودها حالة من التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما، قبل أن يعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها التفاوضي من الدوحة.

إعلان

وقال ويتكوف في منشور له عبر منصة إكس إن رد حماس على المقترح الأخير يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار.

مقالات مشابهة

  • “حرس حدود مكة” ينقذ (9) مواطنين ومقيمًا تعطلت واسطتهم البحرية في عرض البحر
  • حرس الحدود بمكة المكرمة ينقذ 9 مواطنين ومقيمًا تعطلت واسطتهم البحرية في عرض البحر
  • السفارة في أثينا تحذر المواطنين المتواجدين باليونان من اتساع حرائق الغابات
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • أخبار البحر الأحمر: تحرك عاجل لحماية الثروات البحرية وتكريم طالب من أوائل الثانوية الأزهرية
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • الحوثيون يهددون بإغلاق مضيق باب المندب رداً على الحرب في غزة
  • اتساع دائرة الكوليرا على جانبي الحدود بين السودان وتشاد
  • حرس الحدود.. مهام متعددة لسلامة المتنزهين بالواجهة البحرية في الخفجي..فيديو
  • تصاعد التهديدات ضد أوباما بعد اتهامات ترامب بالخيانة