كيف أصبحت البناطيل الملاصقة للجسم صناعة بمليارات الدولارات؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قليلون هم الذين تنبأوا بأن أحد أبرز اتجاهات الأزياء استهجانا في عقد الثمانينات، ستصبح صناعة بمليارات الدولارات في حد ذاتها بحلول نهاية عشرينيات القرن الحالي.
ومع ذلك، يبدو أن البناطيل الملاصقة للجسم هي التي ربحت الرهان.
وبعد أن بلغت قيمتها 32.89 مليار دولار في عام 2022، من المتوقع أن تصل قيمة سوق البناطيل الملاصقة للجسم العالمي إلى 57.
ويتوقع تحليل البيانات الذي أجرته شركة Statista أنه سيتم إنتاج 4 مليارات زوج من السراويل الضيقة في عام 2027. وهذه الأرقام المذهلة لا تسلط الضوء على التحول الهائل في الملابس فحسب، بل على التحول الثقافي أيضًا.
وبينما تسعى أكبر العلامات التجارية الفاخرة في العالم، بطبيعة الحال، إلى توسيع نطاقها في هذه الفئة، إلا أن شعبيتها المتزايدة ليست بفضل الموضة، بل بالأحرى بفضل الرغبة غير المسبوقة والمتزايدة لشراء الملابس الرياضية من العلامات التجارية التي بنت قاعدة عملاء مخلصين على أساس الاستدامة والأداء المثبت.
وقد ولت الأيام التي كانت فيها البناطيل اللزجة والخشنة التي تفقد مرونتها عند الغسيل ؛ إذ تتجه البناطيل الرائجة في الوقت الحالي نحو تقنيات متقدمة ومصنوعة من مواد عالية الجودة.
لنأخذ على سبيل المثال Vuori، العلامة التجارية التي يقع مقرها في كاليفورنيا والتي تبيع بناطيلها الرياضية بسعر يتراوح بين 98 دولارًا و108 دولارًا. تستعمل Vuori قماش طورته باستخدام مواد معاد تدويرها بنسبة 75% لإنشاء مرونة فائقة - ومع خفة في الوزنن وتحظى بإعجاب قاعدة عملائها.
وتقول العلامة التجارية إن نسيج "BreatheInterlock" الخاص بها يتميز في الوقت نفسه "بأداء ممتص للرطوبة".
وأوضحت سارة كارلسون، وهي نائبة الرئيس الأولى للتصميم النسائي لدى شركة Vuori، والتي يعمل فريق ابتكار المواد التابع لها في الموقع مع شركائها في المطاحن في أوروبا وآسيا لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات لإنتاج موادهم: "يعد ابتكار الأقمشة أحد أكبر أولوياتنا".
وتابعت: "هدفنا هو تحديث طريقة تفكير الناس وشعورهم بالأقمشة عالية الأداء والملابس الرياضية، مع إعطاء الأولوية للمواد التي تحترم البيئة."
وتعد العلامة التجارية الألمانية Hey Honey Yoga إضافة للساحة، حيث تبيع بناطيلها الرياضية بسعر 120 دولارًا تقريبًا وهي حاصلة على شهادة OEKO-TEX ونباتية معتمدة من منظمة بيتا.
وتقول توما أولجيشلاجر، التي ترأس العلامة التجارية مع شقيقتيها إيمكي فون جونستون ويانكا أولجيشلاجر: "يبحث عملاء Hey Honey عن أكثر من مجرد ملابس رياضية، إنهم يرغبون في تجربة شاملة. ومنذ البداية، انصب تركيزنا على تجاوز الحدود في هذه الصناعة سريعة الحركة".
وتابعت: "هدفنا هو تحديث طريقة تفكير الناس وشعورهم بالأقمشة عالية الأداء والملابس الرياضية، مع إعطاء الأولوية للمواد التي تحترم البيئة."
ولكنه قطاع تنافسي يضم عددًا متزايدًا من اللاعبين الرئيسيين الذين يفتخرون بملايين المتابعين على "انستغرام"
الشمولية مهمةوقالت لوسي جرين، المتنبئة بالاتجاهات ومؤسسة شركة Light Years الاستشارية: "هناك جمهور ملتزم من جيل الألفية يتبنى الملابس الملاصقة للجسم مثل Skims".
وSkims هي العلامة التجارية التي ابتكرتها كيم كارداشيان، ويُنسب إليها الفضل على نطاق واسع في الترويج الشامل لحركة Body-Con التي تلعب فيها البناطيل الضيقة دور البطولة.
وتابعت جرين: "يرتبط الكثير من هذا بثقافة اليوغا واللياقة البدنية والعافية، ولكن هناك أيضًا جمهور الجيل زد الذي يهتم كثيرًا بالراحة وارتداء الأزياء غير الرسمية باعتبارها الأمثل".
ولفتت جرين إلى أنه بالإضافة إلى الأداء والمؤهلات غير الرسمية، فإن اتباع نهج الشمولية في قياسات النساء يعد أساس النجاح في هذا المجال.
وقالت إن شعبية البناطيل الضيقة مرتبطة بالشمولية، وبفضل المقاسات الموسعة من قبل العلامات التجارية العالمية والموجهة مباشرة إلى المستهلك، أصبحت البناطيل الضيقة شاملة لجميع أنواع الجسم بطريقة لم تكن عليها فئات الملابس الأخرى.
وعلى سبيل المثال تستخدم علامة Vuori "مادة إيلاستين (هي ألياف اصطناعية تعرف بمرونتها) مبتكرة خاصة تمتد لتتناسب مع مجموعة متنوعة من أشكال الجسم. والنتيجة هي راحة الجسم الكاملة والشعور بالنعومة"، حسبما ذكرته كارلسون.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: العلامة التجاریة
إقرأ أيضاً:
الإرادة فوق التكنولوجيا
في خضمِّ العاصفة الجيوسياسية التي تضرب المنطقة، يقدِّم اليمن، بقوةٍ لا تُجارى نموذجاً فريداً لـ”حرب الإرادات” التي تعيد صياغة قواعد المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
فبعد أن نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال صواريخها الباليستية إلى قلب الكيان، مُعلنةً عن عجز أنظمة الدفاعات الجوية لكيان العدو المتطورة مثل “القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وحتس، وثاد الأمريكية” عن صدِّها، تتحوَّل كلُّ ضربةٍ يمنية إلى رسالةٍ مُدمِّغة: “التفوق التكنولوجي لا يُغني عن الإرادة”.
فتعليق رحلات مطار اللد لأسابيع، وفرار المستوطنين إلى الملاجئ، ليس مجرد حدثٍ عابر، بل هو مؤشرٌ على نجاح استراتيجية اليمن في تحويل الأمن القومي الصهيوني إلى ورقةٍ مهترئة، حتى تحت سقف السماء التي ادَّعى الكيان سيطرته عليها.
عسكرياً، يعيد اليمن تعريف “حرب الفقراء” ببراعة. فبينما تُنفق إسرائيل مليارات الدولارات على الترسانة الأمريكية، وتشتري أحدث أنظمة الدفاع، تثبت الصواريخ الباليستية اليمنية والفرط صوتية أن التكنولوجيا العالية ليست حكراً على القوى العظمى. فبحسب تقارير استخباراتية غربية، نفَّذ اليمنيون أكثر من 50 هجوماً باليستياً وبالطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستغلين جغرافية اليمن الجبلية وشبكة الأنفاق كحاضنةٍ استراتيجية للتصنيع العسكري المحلي، مما حوّل اليمن إلى “قلعة مُعلِّبة” للعدو.
هذه الاستراتيجية لا تعتمد على القوة النارية فحسب، بل على “حرب الاستنزاف” التي تُكبّد العدو خسائرَ اقتصادية تفوق القصف الميداني.
فتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الكيان، يخسَّر الاقتصاد الإسرائيلي ما يُقارب 3 مليارات دولار شهرياً، وفق تقديرات بنك الكيان الصهيوني، وهذه ضربة موجعة لأسطورة “الجيش الذي لا يُهزم”.
سياسياً، تفضح الضربات اليمنية زيف التحالفات الغربية العربية.
فبينما تُعلن السعودية والإمارات وقطر عن شراكاتٍ مع الكيان الصهيوني، وتستضيف الرئيس الأمريكي من أجل توفير الحماية لـ”عروشها الهشة” واعطاءه تريليونات الدولارات مقابل ذلك، يخرج اليمنيون من تحت الأنقاض ليرسموا درساً في السيادة: “الجهاد لا يُشترى بالدولار”.
فصفقة التريليونات من الدولارات التي وُصفت بـ”القرابين” التي تقدَّمها السعودية والإمارات وقطر لواشنطن لن تُجدي نفعاً أمام صواريخ اليمن في المستقبل.
استراتيجياً، يُعيد اليمن إحياء ثقافة “الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى” كسلاحٍ وجودي.
فالمشهد اليوم ليس مجرد معركةً عسكريةً فحسب، بل صراعٌ بين مشروعين: مشروع التحرير القائم على “ثقافة الجهاد والاستشهاد”، ومشروع التطبيع القائم على “ثقافة الذل والخضوع “. ففي الوقت الذي تُجبر فيه أمريكا حلفاءها العرب على تمويل خزينتها، يرفع اليمنيون شعار “المعركة معركة عقيدة، لا معركة حدود”.
وهذه الروح الجهادية تفسِّر لماذا يقدم اليمن -رغم حصاره منذ أكثر من 10 سنوات- نموذجاً فريدا للصمود تفوق على جيوش مدججة بأحدث الأسلحة.
ختاماً، الضربات اليمنية ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل هي “بوصلة أخلاقية” تُذكِّر العالم بأن معادلة القوى لم تعد تُحسَب بالحديد والنار، بل بالإيمان الذي يحوِّل الصواريخ البدائية إلى رؤوس نووية معنوية.
فـ”شهادة” مقاتلٍ في البحرية اليمنية أو مواطن يمني تُعادل بل تفوق صفقات التريليونات التي تُبادلها الأنظمة العميلة مع واشنطن.
وهنا يكسر اليمن القاعدة الاستعمارية القديمة: “مَن يملك القوة يفرض السلام”، ليكتب بدلاً منها: “مَن يملك الحقَّ يصنع النصر”.