الثورة نت:
2025-06-07@01:08:52 GMT

الإرادة فوق التكنولوجيا

تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT

 

في خضمِّ العاصفة الجيوسياسية التي تضرب المنطقة، يقدِّم اليمن، بقوةٍ لا تُجارى نموذجاً فريداً لـ”حرب الإرادات” التي تعيد صياغة قواعد المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.

فبعد أن نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال صواريخها الباليستية إلى قلب الكيان، مُعلنةً عن عجز أنظمة الدفاعات الجوية لكيان العدو المتطورة مثل “القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وحتس، وثاد الأمريكية” عن صدِّها، تتحوَّل كلُّ ضربةٍ يمنية إلى رسالةٍ مُدمِّغة: “التفوق التكنولوجي لا يُغني عن الإرادة”.

فتعليق رحلات مطار اللد لأسابيع، وفرار المستوطنين إلى الملاجئ، ليس مجرد حدثٍ عابر، بل هو مؤشرٌ على نجاح استراتيجية اليمن في تحويل الأمن القومي الصهيوني إلى ورقةٍ مهترئة، حتى تحت سقف السماء التي ادَّعى الكيان سيطرته عليها.

عسكرياً، يعيد اليمن تعريف “حرب الفقراء” ببراعة. فبينما تُنفق إسرائيل مليارات الدولارات على الترسانة الأمريكية، وتشتري أحدث أنظمة الدفاع، تثبت الصواريخ الباليستية اليمنية والفرط صوتية أن التكنولوجيا العالية ليست حكراً على القوى العظمى. فبحسب تقارير استخباراتية غربية، نفَّذ اليمنيون أكثر من 50 هجوماً باليستياً وبالطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستغلين جغرافية اليمن الجبلية وشبكة الأنفاق كحاضنةٍ استراتيجية للتصنيع العسكري المحلي، مما حوّل اليمن إلى “قلعة مُعلِّبة” للعدو.

هذه الاستراتيجية لا تعتمد على القوة النارية فحسب، بل على “حرب الاستنزاف” التي تُكبّد العدو خسائرَ اقتصادية تفوق القصف الميداني.

فتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الكيان، يخسَّر الاقتصاد الإسرائيلي ما يُقارب 3 مليارات دولار شهرياً، وفق تقديرات بنك الكيان الصهيوني، وهذه ضربة موجعة لأسطورة “الجيش الذي لا يُهزم”.

سياسياً، تفضح الضربات اليمنية زيف التحالفات الغربية العربية.

فبينما تُعلن السعودية والإمارات وقطر عن شراكاتٍ مع الكيان الصهيوني، وتستضيف الرئيس الأمريكي من أجل توفير الحماية لـ”عروشها الهشة” واعطاءه تريليونات الدولارات مقابل ذلك، يخرج اليمنيون من تحت الأنقاض ليرسموا درساً في السيادة: “الجهاد لا يُشترى بالدولار”.

فصفقة التريليونات من الدولارات التي وُصفت بـ”القرابين” التي تقدَّمها السعودية والإمارات وقطر لواشنطن لن تُجدي نفعاً أمام صواريخ اليمن في المستقبل.

استراتيجياً، يُعيد اليمن إحياء ثقافة “الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى” كسلاحٍ وجودي.

فالمشهد اليوم ليس مجرد معركةً عسكريةً فحسب، بل صراعٌ بين مشروعين: مشروع التحرير القائم على “ثقافة الجهاد والاستشهاد”، ومشروع التطبيع القائم على “ثقافة الذل والخضوع “. ففي الوقت الذي تُجبر فيه أمريكا حلفاءها العرب على تمويل خزينتها، يرفع اليمنيون شعار “المعركة معركة عقيدة، لا معركة حدود”.

وهذه الروح الجهادية تفسِّر لماذا يقدم اليمن -رغم حصاره منذ أكثر من 10 سنوات- نموذجاً فريدا للصمود تفوق على جيوش مدججة بأحدث الأسلحة.

ختاماً، الضربات اليمنية ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل هي “بوصلة أخلاقية” تُذكِّر العالم بأن معادلة القوى لم تعد تُحسَب بالحديد والنار، بل بالإيمان الذي يحوِّل الصواريخ البدائية إلى رؤوس نووية معنوية.

فـ”شهادة” مقاتلٍ في البحرية اليمنية أو مواطن يمني تُعادل بل تفوق صفقات التريليونات التي تُبادلها الأنظمة العميلة مع واشنطن.

وهنا يكسر اليمن القاعدة الاستعمارية القديمة: “مَن يملك القوة يفرض السلام”، ليكتب بدلاً منها: “مَن يملك الحقَّ يصنع النصر”.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عيد النصر

للنصر في القاموس وفي مفاهيم الناس أسماء ومصطلحات متعددة، كل طرف ينظر إليه بمنظوره الخاص، لكننا اليوم نتحدث عن النصر بمفهوم ذاتي، يتعلق بالانتصار على الذات وسحق الإرادات المهزومة، كوسيلة للانطلاق إلى عالم آخر، عنوانه الكرامة والسيادة والاستقلال، وهذا هو المفهوم الذي نتحدث عنه اليوم، والذي يمثل توصيفاً دقيقاً للواقع وما يحدث فيه من تحولات كبيرة، بدأت بمواجهة أعتى وأشرس معتد ومغتصب للأرض، للأسف عندما تمالأ معه الزعماء العرب في هذا الزمن، تعدى الأرض إلى محاولة اغتصاب الكرامة وسحق النفوس، من أجل الوصول إلى غايته الدنيئة .

كم أتمنى لو كل عربي ومسلم قرأ بدقة وبتروي طبيعة المواجهة القائمة بين اليمن، أقول اليمن بمكوناتها الطبيعة الأرض والإنسان، بعيداً عن تلك الشرذمة التي باعت نفسها للشيطان، وبين كلاً من أمريكا والعدو الصهيوني، لو أمعنوا القراءة في هذا الجانب والمقومات التي بدأ بها الجانب اليمني لوصلوا إلى حقيقة أهمها أن المال لا يصنع الإرادة لكنه يبعث الذُل في النفوس ويجعلها تستسلم للقهر، بينما الإرادة وامتلاك الذات هما المعيار الحقيقي للتغلب على كل الصعاب وقهر كل ما يعيق الانطلاق نحو المستقبل بخطوات جادة وحازمة .

لا أقول هذا الكلام من باب التخمين أو القراءة الساذجة للواقع، ولكن من خلال الحقائق والمعطيات التي تتسابق دوماً لتُعبر في كل يوم عن جديد في هذا الجانب، بما يؤكد أن شعبنا اليمني بات يمتلك الإرادة والقوة المعززة بإيمان صادق وتأييد مطلق من الخالق سبحانه وتعالى، فها هي المفاجأة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس المشاط والمتمثلة في امتلاك قوات دفاع جوي قادرة على مواجهة الصلف الصهيوني، إن فكر في الاعتداء على الأرض اليمنية من جديد تُذهل الآخرين، وهذا ما لم يكن يتوقعه كل الأعداء ناهيك عن من يعتبرون أنفسهم أصدقاء، لا أدري ما هو عنوان هذه الصداقة؟! وهم يتمنون للصديق الويل والثبور وعظائم الأمور .

بالأمس كان وزير الخارجية الإيراني يتحدث بصراحة ويُزكي كل الأعمال التي تقوم بها اليمن ضد الصهاينة ويعتبر هذا من المواقف المبدئية الثابتة التي يجب أن يكون عليها كل عربي ومسلم، وإذا بقنوات الدفع المسبق تتسابق للحديث عن هذه النقطة بالذات، وتعتبر الموضوع اعتراف من وزير الخارجية الإيرانية بدعم الحوثة «بحسب وصفهم»، يا إخوان، أتعبتم البلاد والعباد، لم نعد نعرف ماذا تريدون؟! فالخطابات من قبلكم متناقضة غير سوية، ففي حين تشغلون المشاهد أو المستمع بالأناشيد الحماسية مع فلسطين، نجدكم في الجانب الآخر تُجرّمون ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية، وتعتبرونها أعمالاً ضد اليمن واليمنيين، وهنا أخاطب جماعة يعرفون أنفسهم جيداً شغلونا على مدى أربعة عقود في المساجد والطرقات والميادين العامة، أينما حلوا يفرشون «الصمائد» ويطالبون بالتبرع لفلسطين، ليتضح الأمر في النهاية أنها مجرد يافطات كاذبة لا تمت بصلة إلى فلسطين، ولم تُقدم للقضية ولا للشعب الفلسطيني فلساً واحداً .

وهنا لابد لنا أن نفخر بما يجري اليوم من مواقف بطولية شجاعة، لا نُقيسها بذلك المقياس المادي السخيف، المتمثل في خراب منشأة هُنا أو قصف دائرة هناك، لكننا نقيسها بالضربات النارية التي بدأت تُؤرق الكيان الصهيوني وتفرض عليه حصاراً شديداً، وكأننا نقول للعالم لا يوجد أحد أحسن من أحد، وهذا هو عيد النصر الحقيقي أن تنتصر على الذات وتقهر المعتدي، وأقصد هُنا بالذات الذات المسحوقة الخانعة الذليلة التي تسير وفقاً لإرادة الآخرين، وستظل المسيرة إن شاء الله بنفس الوهج حتى يتحقق النصر الكبير على العدو الصهيوني ومن يقف خلفه .

لن أطيل أكثر، والحليم تكفيه الإشارة، وفي الأخير التهنئة الصادقة لشعبنا اليمني العظيم وقواته المسلحة وقيادته الصادقة بعيد الأضحى المبارك، ومن نصر إلى نصر، والله من وراء القصد …

مقالات مشابهة

  • اعتراف صهيوني بتداعيات خطيرة للعمليات اليمنية على الكيان
  • قائد البحرية الأوروبية: القوات اليمنية تستهدف فقط السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني
  • الحكومة اليمنية :أمريكا الراعي الرسمي للإرهاب الصهيوني
  • عيد النصر
  • خبراء ومحللون عرب: اليمن يعيد رسم خرائط الردع ويقلب موازين المعركة ضد العدو الصهيوني
  • المشاط يرفع سقف المواجهة - الاقتصاد الصهيوني في مرمى المعادلة اليمنية الجديدة
  • الرئيس المشاط: نتعاطى بمسؤولية مع الشركات المستثمرة في كيان العدو الصهيوني التي أبدت استعدادها للمغادرة
  • اجتماع موسع في هيئة مصائد البحر العربي يبحث الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون في المياه الإقليمية
  • صحيفة سويسرية: الإمارات تتصدر داعمي الكيان الصهيوني على مستوى المنطقة