تقرير: دمار غزة يماثل أكثر الحملات تدميرا بالتاريخ الحديث
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريرا عن أثر الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث وصفت أن الحرب خلّفت دمارا يماثل أكثر الحملات تدميرا في التاريخ الحديث.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قد أسقطت 29 ألف قنبلة، دمرت من خلالها ما يقارب 70% من المنازل بالقطاع. وأضافت أن القصف قد ألحق أضرارا بكنائس بيزنطية ومساجد تاريخية ومصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس.
وأكدت أن جزءا كبيرا من البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية الخاصة بالقطاع غزة قد أصبح غير قابل للإصلاح.
كما أفاد التقرير بأن معظم مستشفيات القطاع، البالغ عددها 36 مستشفى، مغلقة، ولا يقبل العلاج إلا في 8 مستشفيات فقط. بالإضافة إلى أن الاحتلال دمر بساتين الزيتون وأشجار الحمضيات والصوبات الزراعية (البيوت البلاستيكية). وهو ما يعني أن نصف المباني في غزة تقريبا تعرضت للتلف أو الدمار.
وبحسب تقرير البنك الدولي فإن الحرب بحلول 12 ديسمبر/كانون الأول، كانت قد دمرت 77% من المرافق الصحية، و72% من الخدمات البلدية مثل الحدائق والمحاكم والمكتبات، و68% من بنية الاتصالات، و76% من المواقع التجارية، بما في ذلك تدمير شبه كامل للمنطقة الصناعية في الشمال.
ووفقا للأمم المتحدة، تضرر ما يقارب 342 مدرسة، بما في ذلك 70 من مدارسها الخاصة. وقد تضررت أكثر من نصف الطرق، وفقا للبنك الدولي.
بالمقابل، قالت إسرائيل إن الحملة والهجوم البري أديا إلى مقتل الآلاف من الضحايا في هدفها المقصود؛ حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ووفقا للمسؤولين الإسرائيليين، فإن الحرب على غزة ما هي إلا رد إسرائيل على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
دمار الحرب العالمية الثانية
وقال روبرت بيب، وهو عالم سياسي في جامعة شيكاغو وكاتب في تاريخ القصف الجوي؛ "سيظل مصطلح "غزة" في التاريخ بجانب دريسدن ومدن أخرى شهيرة تعرضت للقصف. ما تشاهده في غزة يعتبر ضمن أعلى 25% من حملات العقوبة الكثيفة في التاريخ".
ومن الجدير بالذكر أنه قبل 3 أشهر، كانت غزة مكانا حيويا. فرغم عقود من حصار الاحتلال الإسرائيلي، كان العديد من الفلسطينيين يستمتعون بالعيش هناك بجوار البحر الأبيض المتوسط، حيث كانوا يجتمعون في المقاهي والمطاعم البحرية. وكانت العائلات تلعب على الشاطئ، وكان الشبان يجتمعون حول التلفاز في المساء لمتابعة مباريات كرة القدم. وكانت هناك حياة في غزة قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ولكن اليوم، أصبحت غزة تشبه في دمارها المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. ففي شمال غزة، الذي كان محور الهجوم الإسرائيلي الأولي، يتنقل الأشخاص الذين لا يزالون هناك عبر الشوارع المليئة بالأنقاض مرورا بالمحلات والمباني السكنية التي تم قصفها. الزجاج المكسور متبعثر على الأرض تحت الأقدام، في ظل تحليق المسيرات الإسرائيلية في السماء.
وفي الجنوب، حيث هرب أكثر من مليون نازح، ينام الفلسطينيون في الشارع ويحرقون القمامة للطهي. ووفقا للأمم المتحدة، هرب نحو 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون شخص من منازلهم، ويقيمون الآن في أقل من ثلثي المساحة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
صور الأقمار الاصطناعية لغزة
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء قد قيّموا الأضرار من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية واستخدام الاستشعار عن بعد، وهي طريقة تراقب الخصائص الفيزيائية عن طريق قياس الإشعاع المنعكس والمنبعث من مسافة بعيدة.
وقال الخبراء إن نتائجهم هي نتائج أولية وستحتاج إلى التحقق على الأرض، لكنها على الأرجح تقدير أقل من الحجم الفعلي للأضرار. ووفقا لتحليل البيانات الفضائية من قبل خبراء الاستشعار عن بعد في جامعة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون، فإن 80% تقريبا من المباني في شمال غزة، حيث كان القصف أكثر حدة، قد تضررت أو دمرت، وهو نسبة أعلى من تلك في مدينة دريسدن.
وقدّر "هو يين"، الأستاذ المساعد في علم الجغرافيا في جامعة "كنت" في ولاية أوهايو، أن 20% من الأراضي الزراعية في غزة قد تعرضت للتلف أو الدمار. وأشار إلى أن القمح الشتوي الذي يجب أن يكون في مرحلة النمو حاليا لا يظهر، وهو ما يشير إلى أنه لم تتم زراعته.
ولم يتجنب العدوان الإسرائيلي المواقع التاريخية، حيث دمر جامع العمري الكبير، الذي كان مبنى قديما تحول من كنيسة في القرن الخامس إلى مسجد، بانهيار منارته. وقصفت إسرائيل كنيسة القديس بورفيريوس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تعود إلى القرن الخامس، وهو ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 16 فلسطينيا كانوا يلجؤون فيها.
المدينة غير قابلة للعيش
وقال إيال وايزمان، مهندس معماري إسرائيلي-بريطاني يدرس نهج إسرائيل تجاه البيئة في الأراضي الفلسطينية، إن غزة "لم تعد مدينة صالحة للعيش بعد الآن".
وأضاف أن أي عملية لإعادة الإعمار ستتطلب "نظاما كاملا جديدا من البنية التحتية تحت الأرض، لأنه عندما تهاجم التربة الفوقية، يتم تمزيق كل شيء يمر عبر الأرض؛ المياه، والغاز، والصرف الصحي."
وتوصل تحليل منظمة ذا شيلتر كلستر، التي تضم مجموعة من الجمعيات الإغاثية بقيادة المجلس النرويجي للاجئين، إلى أنه بعد انتهاء الحرب الحالية، سيستغرق الأمر على الأقل عاما لتنظيف الركام فقط، وهي مهمة تعقدت بسبب ضرورة إزالة الألغام غير المنفجرة بشكل آمن.
وقالت المجموعة إن إعادة بناء المساكن ستستغرق من 7 إلى 10 سنوات، إذا كان التمويل متاحا. وتقدر التكلفة بحوالي 3.5 مليارات دولار، بدون احتساب تكلفة توفير أماكن للإقامة المؤقتة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى الجمعة عن استشهاد 21 ألفا و507 فلسطينيين، وإصابة 55 ألفا و915 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية وأدت إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.
وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:
1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة.
وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.
وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم.
وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.
محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر.
وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة.
ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.
وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة.
الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس.
وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته.
وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.