بعد حوالي الثلاثة أشهر من الضربات المدمرة والمعارك الضارية على الأرض والنزوح المتواصل والمساعدات الإنسانية النادرة وغير الكافية، فقد بات سكان غزة "المنهكون" يتوقون إلى انتهاء الحرب.

 

وقال مسؤول كبير بوزارة الصحة الفلسطينية السبت إن نحو مئة فلسطيني استشهدوا فيما أصيب 158 في ضربات إسرائيلية على وسط قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 

ويسود وضع إنساني كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه الـ2.4 مليون نسمة اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.

 

وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة عبر منصة "إكس" إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدسون على "قطعة أرض تزداد صغرا".

 

وكتب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، في بيان، أن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".

 

وتوازيا مع ذلك، فقد قدمت جنوب أفريقيا طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد "إسرائيل" لاتهامها بارتكاب "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، على ما أعلنت الهيئة القضائية التابعة للأمم المتحدة، وهي اتهامات سارعت "إسرائيل" إلى رفضها "باشمئزاز".

 

مخاوف من الأوبئة

 

من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية في قطاع غزة.

 

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، في تغريدة عبر منصة "إكس" مساء الجمعة: "مع استمرار أهالي قطاع غزة بالنزوح بأعداد كبيرة نحو جنوب القطاع، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين للغاية حيال تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية".

 

وأضاف أنه "منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر ‏، فلا يزال الأهالي في الملاجئ يعانون من أمراض مختلفة".

 

وأوضح أن "ما يقرب من 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فضلا عن وجود 136 ألفا و400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، و55,400 شخص مصابون بالجرب، و5,330 بالجدري، و42,700 بالطفح الجلدي- منهم 4,722 مصابون بالقوباء- وهناك كذلك 4,683 حالة يرقان حاد".

 

استمرار استهداف الصحفيين

 

وأغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عل منزل للصحفي الفلسطيني جبر أبو هدروس، مراسل قناة القدس اليوم الفضائية، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزلهم المأهول في مخيم النصيرات" وسط القطاع.

 

والخميس، قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إن عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء الحرب على غزة بلغ 105 صحفيين.

 

وقال مسؤولون حكوميون في أكثر من مرة، إن "إسرائيل" تتعمد استهداف الصحفيين في إطار سعيها لـ"طمس الحقيقة وقتل الرواية الفلسطينية".

 

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ليلة الجمعة/السبت، عن استشهاد أبو هدروس، ما يرفع عدد الصحفيين الشهداء منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 106.

 

وقال "الإعلام الحكومي"، في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 106، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة".

 

مقترح قطري

 

على الجانب السياسي، ذكرت قناة عبرية، الجمعة، أنّ المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية، ناقش خلال جلسته، الخميس، مقترح الوساطة القطري.

 

وأشارت القناة "12" العبرية إلى أن المقترح "يتضمن في المرحلة الأولى إطلاق سراح ما بين 40 إلى 50 محتجزا إسرائيليًا في قطاع غزة، مقابل وقف كامل لإطلاق النار لشهر واحد".

 

ووفق القناة، فإن من المتوقع أن تكون المرحلة الثانية من مقترح الوساطة القطري "أكثر تعقيدا".

 

وأضافت: "في حين أنّ تفاصيل المرحلة الثانية من المقترح غير واضحة، لكن التقييم الحالي لدى المجلس المصغر، أنها ستتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة"..

 

بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي -لم تسمه- زعمه أن حركة حماس "لم تعد تطالب بوقف كامل للحرب كشرط لصفقة أخرى"، وأكد ما أوردته القناة "12" بشأن المقترح القطري.

 

وادعى المسؤول الإسرائيلي، أن "الوسيط القطري نقل رسالة إلى ’إسرائيل’، مفادها أن ’حماس’ مستعدة للتفاوض على صفقة لإطلاق سراح 40 إلى 50 رهينة محتجزة بغزة، بينهم نساء وبالغون ومرضى، مقابل وقف لإطلاق النار من 20 إلى 30 يوما، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين دون تحديد عددهم".

 

وكانت "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، "أبلغ مجلس إدارة الحرب في الحكومة الإسرائيلية" برسالة الوسيط القطري.

 

غير أن حركة حماس، اشترطت في تصريحات متكررة لمسؤوليها السياسيين والعسكريين "وقف إطلاق النار الشامل في غزة للبدء بمفاوضات تبادل الأسرى".

 

والخميس، جدد متحدث "كتائب القسام" أبو عبيدة، في كلمة مسجلة، التأكيد على أن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "أولوية" بالنسبة للحركة، مجددا موقف ’حماس’ الرافض لأي صفقة تبادل أو مفاوضات دون تحقق هذا الشرط.

 

وقال: "لن نقبل بأي صفقات تبادل أو طروحات قبل وقف العدوان على شعبنا بغزة بشكل كامل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الكيان الصهيوني قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب وشي جين بينغ يبحثان هاتفيا الحرب التجارية

أجرى الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ اتصالا هاتفيا أمس الخميس كان مرتقبا بشدة، ولا سيما في خضم سعيهما إلى تجنب حرب تجارية مفتوحة بين أكبر قوتين اقتصاديتين بالعالم.

وقال ترامب إن الاتصال الهاتفي أفضى إلى "خلاصة إيجابية للغاية"، وأشار إلى اتفاق بينهما على عقد لقاء مباشر، لكن بكين عكست موقفا أكثر تحفظا، مشيرة إلى أن شي شدد على ضرورة "تصحيح مسار" العلاقات الثنائية.

وجاء الاتصال -وهو الأول المعلن منذ عودة ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية في يناير/كانون الثاني الماضي- في أعقاب اتهامات متبادلة بانتهاك هدنة تجارية تم التوصل إليها في جنيف في مايو/أيار الماضي.

ساعة ونصف

وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "دام الاتصال قرابة ساعة ونصف ساعة، وأثمر خلاصة إيجابية للغاية لصالح البلدين"، مشيرا إلى أن مسؤولين تجاريين من الطرفين سيلتقون "قريبا".

وتابع "الرئيس شي دعاني والسيدة الأولى بلباقة لزيارة الصين، وقمت بالمثل، كوننا رئيسين لأمتين عظيمتين هذا أمر نتطلع كلانا للقيام به".

وقال ترامب إنه سيتم الإعلان لاحقا عن موعد الاجتماع "الذي سيعقد قريبا" والمكان الذي سيعقد فيه.

لكن الرئيسين لم يتطرقا إلى ملف الحرب الروسية الأوكرانية وفق ترامب، وذلك على الرغم من تعويل الولايات المتحدة على قدرة بكين على التأثير في موسكو من أجل وضع حد للحرب.

إعلان

وقال ترامب إن "التركيز في الحوار انصب على نحو شبه كامل على التجارة"، وتحدث عن آمال لدى الطرفين بإيجاد حل لمسائل على صلة بمعادن نادرة تستخدم في منتجات تكنولوجية.

والعلاقات بين القوتين العظميين متوترة منذ فرض ترامب في أبريل/نيسان الماضي تعريفات باهظة على الشركاء التجاريين لبلاده، وقد استهدفت المنتجات الصينية بالنسبة الأكبر.

واتفق الجانبان على تعليق مؤقت لزيادة التعريفات المتبادلة التي بلغت 125% على المنتجات الأميركية و145% على الصينية.

وأول أمس الأربعاء، اعتبر ترامب أنه "من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق" مع نظيره الصيني.

ووفق وسائل إعلام صينية، جرى الاتصال بطلب من ترامب، ولم يصدر عن البيت الأبيض أي تأكيد بهذا الصدد.

تصحيح المسار

وفي بيان مقتصب بشأن الاتصال، قالت بكين إن العلاقات بحاجة إلى مزيد من الجهد.

وأوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن شي قال لترامب إن "تصحيح مسار سفينة العلاقات الصينية الأميركية الكبيرة يتطلب منا الإمساك جيدا بالدفة وتحديد الوجهة، ولا سيما إزالة كل أشكال التدخل وحتى التدمير".

وأشارت الوكالة إلى أن شي دعا ترامب لزيارة الصين مجددا، وكان ترامب زار بكين في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2017.

ولم يجر أي اتصال مؤكد بين الرئيسين الصيني والأميركي منذ عاد ترامب إلى السلطة قبل أكثر من 5 أشهر رغم إعلان الرئيس الأميركي مرارا عن اتصال وشيك بينهما.

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم في أبريل/نيسان الماضي إن شي اتصل به، لكن بكين شددت على أن أي اتصال لم يجر مؤخرا.

واتفق البلدان في الشهر الماضي خلال محادثات أجريت في جنيف على خفض تعريفاتهما الجمركية لمدة 90 يوما، لكن الجانبين تبادلا منذ ذلك الاتهامات بانتهاك الاتفاق.

تجديد التوتر

وأعاد ترامب تأجيج التوتر مع الصين الأسبوع الماضي عندما اتهم ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بانتهاك اتفاق بين البلدين بشأن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة الكبيرة بينهما مؤقتا.

إعلان

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء الماضي إن الصين تعارض ما سماها تدابير أميركية مستجدة "تهدد الحقوق والمصالح المشروعة للصين".

وأشار إلى أنه يتعين على واشنطن أن "تخلق الظروف اللازمة لعودة العلاقات الصينية الأميركية إلى المسار الصحيح".

وكتب ترامب أول أمس الأربعاء في منشور على منصته تروث سوشيال "أقدّر الرئيس شي، ولطالما أحببته وسأستمر في ذلك، لكن من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق" معه.

في الأثناء، استهدفت إدارة ترامب الرعايا الصينيين، سواء دخلوا بصورة نظامية أو غير نظامية إلى الولايات المتحدة، وقد تعهد ترامب الأسبوع الماضي بشن حملة قوية لإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين.

وأجّج ترامب التوتر مع شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة، من بينهم الاتحاد الأوروبي، متعهدا مضاعفة الرسوم الجمركية العالمية على الصلب والألمنيوم إلى 50% اعتبارا من الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي للصحفيين يطالب بحماية الصحفيين في قطاع غزة
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة
  • مفوض عام “الأونروا”: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة “حظر على نقل الحقيقة”
  • مفوض عام الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة حظر على نقل الحقيقة
  • “أونروا”: “إسرائيل” تحظر نقل الحقيقة من غزة بمنعها دخول الصحفيين الدوليين
  • الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين إلى قطاع غزة حظر على نقل الحقيقة
  • العدو الإسرائيلي يقتحم مكتب قناة الجزيرة برام الله ويجدد إغلاقه 60 يوما
  • ترامب وشي جين بينغ يبحثان هاتفيا الحرب التجارية
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة
  • استشهاد مصور صحفي متأثرا بإصابته في قصف العدو الإسرائيلي خيمة الصحفيين بغزة