هآرتس: إسرائيل في "مأزق استراتيجي" بسبب حرب غزة
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تجد إسرائيل نفسها في "مأزق استراتيجي" بسبب الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وتشير تحليلات نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب تسببت في تكاليف تجاوزت 18 مليار دولار، وعادت صراعات إسرائيل غير المحلولة مع الفلسطينيين وحزب الله إلى الواجهة الإقليمية.
وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب عاموس هاريل أن إسرائيل تواجه مأزقًا استراتيجيًا يتمثل في محاولاتها لمواجهة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في الجبهة الداخلية والرأي العام الإسرائيلي.
ويشير هاريل إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على استراتيجية تدريجية وتراكمية للتصدي للتهديدات الأمنية، وذلك من خلال تدمير البؤر العسكرية والهجمات على الأنفاق وقتل المسلحين وتدمير تجهيزاتهم القتالية.
ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن الرأي العام الإسرائيلي له أهمية كبيرة، حيث يتأثر بشكل سلبي بتكاليف الحرب ويشعر بأن الإنجازات أقل من المتوقع.
ويشير الكاتب إلى أن التهديدات الأمنية التي كانت محدودة في السابق وسمحت للإسرائيليين بممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، قد ازدادت بشكل كبير بعد الحرب مما أدى إلى تغير جذري في الحياة اليومية للإسرائيليين.
ويشير هاريل إلى أنه في الوقت الحالي ليس من الواضح كيفية الخروج من هذا المأزق، ومن الممكن أن ينشأ وضع يتم فيه شن حرب استنزاف طويلة الأمد على الحدود. ولا يزال هناك خطر من تصاعد الصراع في الجبهة اللبنانية، خاصة مع التوترات المتصاعدة مع إيران وحزب الله.
ويؤكد الكاتب أن هذا الصراع المستمر مع حماس وحزب الله قد أعطى دفعة للمنظمات الأخرى في المنطقة التي تطمح للتحالف والتصدي لإسرائيل. ويشير إلى أن التهديدات التي تطرحها إيران وحلفاؤها لا تزال محدودة، ولكن يفاقم الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وحزب الله التوترات الإقليمية والدولية.
ويعزز الكاتب أهمية إيجاد حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وحل القضية الفلسطينية بشكل عام، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسط إسرائيل.
إسرائيل والتوجه الاستراتيجيوفي الوقت الحاضر، يعتقد الكاتب أن إسرائيل بحاجة إلى توجيه استراتيجي جديد يركز على الحوار والتفاوض مع الفلسطينيين وتعزيز الثقة المتبادلة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع الدول العربية المعتدلة. ويشدد على ضرورة إيجاد حلول سياسية للصراعات الإقليمية والتعاون مع الجهود الدولية للتوصل إلى سلام شامل ومستدام في المنطقة.
إن مأزق إسرائيل الاستراتيجي يتطلب تفكيرًا جديدًا ومرونة في النهج السياسي والأمني. ومن المهم أن تتعاون إسرائيل مع المجتمع الدولي وتعمل على بناء شراكات إقليمية قوية لتعزيز الأمن والاستقرار. كما يجب أن تولي إسرائيل اهتمامًا كبيرًا لتعزيز العدل الاجتماعي والاقتصادي وتقليل التوترات الداخلية، لأن الاستقرار الداخلي هو جزء أساسي من الأمن الوطني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة هآرتس اسرائيل الحرب على غزة القصف الاسرائيلى وحزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليونسيف: انهيار القطاع الصحى يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" في فلسطين، كاظم أبو خلف، أن انهيار القطاع الصحى في غزة يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة الأطفال، مشيرًا إلى أن المعدل اليومي للأطفال الذين يستشهدون منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بلغ 27 شهيدًا يوميًا.
التحديات التي يواجهها الأطفالوفي تصريحات له عبر قناة سي جي تي إن الصينية الناطقة بالعربية، قال أبو خلف إن الأطفال في غزة يواجهون تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب، مؤكدًا أن الوضع في غزة غير مسبوق حيث يُسقط ضحايا من الأطفال يوميًا بهذا العدد، ويضاف إلى ذلك عدد المصابين ما يزيد من المأساة.
إبراهيم عيسى: ما يحدث في غزة "حرب إبادة".. وهذا المطلوب من حماس الآن(فيديو) الصحة الفلسطينية: مراكز المساعدات في غزة تحولت إلى مصائد للموتوأشار إلى أن المعدل اليومي للضحايا من الأطفال بين قتيل وجريح ارتفع إلى 83 طفلًا خلال فترة 20 شهرا من الحرب.
هذا الوضع يشكل تهديدًا فادحًا على صحة الأطفال وسلامتهم.
تأثير المجاعة وسوء التغذيةكما أضاف أبو خلف أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من المجاعة المستمرة في القطاع، حيث تم تسجيل عشرات الآلاف من الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد.
الأيتام والضغط النفسيوفي إحصائيات أولية، أفاد أبو خلف بأن أكثر من 40 ألف طفل في غزة قد أصبحوا أيتامًا نتيجة الحرب، مع توقعات بزيادة هذا العدد.
ولفت إلى أن الأطفال في غزة لا يحتاجون إلى سنوات فقط للتعافي من الإصابات الجسدية، بل يحتاجون إلى وقت طويل للشفاء من الضغط النفسي والعصبي الذي تعرضوا له نتيجة الأحداث المأساوية التي عاشوها.
ويستمر الوضع الصحي في غزة في التدهور بشكل كبير، مما يهدد حياة الأطفال بشكل خاص في ظل الحرب المستمرة، في وقتٍ يحتاج فيه القطاع إلى مساعدات طبية عاجلة لضمان توفير الرعاية الصحية الأساسية للأطفال.