#في_الصميم
د. #هاشم_غرايبه
طوال القرن الماضي، ومنذ أن أسقط الغرب القوة العظمى (الدولة العثمانية) التي سادت العالم خمسة قرون، وبإعلان رسمي عام 1924، لم تتوقف حروبه ومؤامراته على هذه الأمة، رغم أنه بعد تقسيمها الى امارات متشاكسة، ضبط الأنظمة الحاكمة فيها باتباع منهجه العلماني، وعدم السماح بأية توجهات اسلامية سياسيا.
لكن ذلك لم يطمئن الغرب، فظلت زعيمته أمريكا تشن عليها الحروب، إما مباشرة أو بواسطة مخلبها القذر (الكيان اللقيط)، لتجهض أية محاولة نهضوية لكل قطر يسعى الى مواكبة التقدم العالمي.
رغم أن هذه هي حقيقة لا يمكن انكارها، لآنها وضع قائم ما زلنا نعيش مراراته، إلا أن هنالك من بيننا من الذين ضلوا فناصبوا منهج الأمة العداء، فزادهم الله ضلالا وعمى، فاعتقدوا أن فلاحنا هو في هجر الاسلام واتباع العلمانية، لذلك حطبوا في حبال الغرب، معتقدين أنهم بذلك يحسنون بالأمة صنعا، لكنهم ما زادوها الا خبالا، وربما كانوا أكبر عوامل اعاقة نهضتها.
في سبيل تبخيس قدر الإسلام والإقلال من شأنه، فهم يتبنون خطابا يشيع أن الغرب لا يعادون الاسلام، ولا يخشونه بل يعتبرونه فكرا متخلفا فاقدا لصلاحية مماشاة العصر، وما عداؤهم لنا إلا بسبب تمسكنا به، فهم لا يحاربوننا وإنما يحاربون من يعتبرونهم متخلفين لأنهم متمسكون به.
لذلك رأينا اصطفاف العلمانيين العرب المؤلف من الأنظمة وجوقتها ومريديها ومعهم القوى السياسية اليسارية، مع الحرب الأمريكية على الإرهاب، رغم أن “بوش” أعلن انها امتداد للحروب الصليبية، وثبت ذلك عمليا منذ البداية حينما تم تحديد تعريف الارهاب بالإسلامي فقط.
كانت تلك الحملة العسكرىة الشرسة الأشد تدميرا، حيث أن من يُقصفون كانوا مدنيين عزل، بذريعة أن بينهم (إرهابيين)، لا يملكون القدرة على التصدي للطائرات، ولكونها تحالفت فيها لأول مرة كل القوى المتصارعة تاريخيا، ومع ذلك رأينا تحالف العلمانيين العرب هذا، انخرط فيها بحماسة لدرجة أن رفعوا شعار: انها حربنا وليست حربهم.
السؤال الهام: أليس هذا التحالف العريض، وبكل حماسة لمحاربة الاسلام، دليل على خوفهم منه؟
ولماذا يخافونه إن كان كما يشيعون انه فكر ماضوي منقرض؟.
ولماذا لا يعادون افكارا منقرضة فعليا كالهندوسية والبوذية والشنتوية؟
ولماذا لم يشنوا أي حرب على الحركات الراديكالية التي ظلوا يعتبرونها ومنذ زمن طويل إرهابية، كالجيش الاحمر والخمير الحمر والألوية الحمراء..الخ، ولا جيشوا حملات عسكرية لمحاربة الشيوعية ولا الاشتراكية ولا الديكتاتورية؟.
بل رأينا العكس: فعند محاربة الإسلام تحالف كل هؤلاء الفرقاء المتعادون وانتظموا تحت الراية الأمريكية.
ألا يعني ذلك أن كل مسميات المناهج البشرية على تناقضها وتصارعها واحدة، وتندرج تحت باب الظلمات، وتناقضها الرئيس هو مع منهج الله لأنه النور.
هنا نصل الى تفسير العداء المستحكم للإسلام:
فهو منهج (الله أكبر) الذي يرفع من عزيمة المقاوم للمعتدي أضعافا مضاعفة.
وهو المنهج الوحيد الذي لا يجيز للمرء الركوع والخنوع لإنسان، بل يعتبره ذنبا لا يغفره الله كونه شركا.
وهو الوحيد الذي يحصن النفوس ضد إفساد المفسدين، فهو يحرم الرشوة والاختلاس وشهادة الزور والزنا ..الخ.
وهو الوحيد الذي يأمر بكل الفضائل من صدق وأمانة وعفاف وإحسان الى الغير، ويثيب عليها.
وهو الوحيد الذي يكلف متبعه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيصلح الفرد نفسه وغيره.
وهو الوحيد الذي يساوي بين الناس، لينتج مجتمعا آمنا، فتشريعاته تنزع من الظالم قوته مهما بغى وتجبر، وتؤمن للمظلوم حقه مهما كان ضعيفا مقهورا.
وهو الوحيد الذي يعتبر الناس سواسية، أكرمهم هو أتقاهم، وليس أكثرهم مالا أو نفوذا، كما هي سمة المناهج البشرية، والتقوى يتحقق بمقدار نفع المرء للغير وعدم الاضرار بهم.
وهو الوحيد الذي جعل من صلاح المرء وإصلاح الغير واجبا فرديا وجماعيا، لكي يتكون مجتمع متكافل، تسوده المحبة والود، يعمره التعاون بدل التقاتل على جمع المال والتفاخر والتعالي على الآخرين.
كل ما ذكر يبين أن التناقض هائل بين منهج الله والمنهج الرأسمالي بصوره المتعددة من ليبرالية أو ماركسية أو ديكتاتورية.
هذه المناهج يتبناها المنتفعون من ظلم البشر ومن نهب أموالهم ومن الاستحواذ على امتيازات السلطة، لأنها تحقق مصالحهم، فيما سيفقدونها إن طبق منهج الله,
ما يرعبهم أنهم يرونه يزداد انتشارا.
فلا عجب أنهم يزدادون سعارا. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: في الصميم هاشم غرايبه وهو الوحید الذی
إقرأ أيضاً:
في أبوظبي ..لقاء بن زايد والسيسي في الإمارات : حل الدولتين السبيل الوحيد نحو سلام دائم
أبوظبي - استقبل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مطار أبوظبي الدولي.
وبعد مراسم الاستقبال، توجه الرئيسان إلى قصر الشاطئ، حيث عقدا اجتماعًا تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين وتطلعات شعبيهما الشقيقين، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شمل أيضا مناقشة الأوضاع الإقليمية وسبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث أكد الجانبان على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
ومن جانبه، أشاد الشيخ محمد بن زايد بالجهود المصرية المتواصلة منذ بدء الأزمة، سواء في إطار الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع ولحماية أهالي غزة والسعي للتخفيف من المعاناة الانسانية التي يواجهونها.
وفي هذا السياق، أكد الزعيمان ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية الى غزة بالكميات اللازمة ودون عراقيل، لإنقاذ أهالي القطاع من الأوضاع الإنسانية الصعبة، مشددين على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد نحو سلام دائم واستقرار شامل في الشرق الأوسط.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول الأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال ومجمل الأوضاع الاقليمية، حيث أكد الزعيمان على أهمية حماية أمن وسيادة تلك الدول الشقيقة بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء.
وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء إلى أبوظبي في زيارة أخوية إلى دولة الإمارات. وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما كان في الاستقبال، الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، وأحمد مبارك المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وعدد من كبار المسؤولين.