دحلان: المحتل الغاصب يشن حربا في غزة لم تشهد الإنسانية مثيلا لها
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
قال القيادي الفلسطيني محمد دحلان، رئيس تيار الإصلاح بحركة فتح، وعضو المجلس التشريعي، إن المحتل الغاصب يشن حربا لم تشهد الإنسانية مثيلا لهولها على البشر والحجر، منوها بأن الاحتلال الوحشي قرر تدمير قطاع غزة، وتنفيذ مئات المجازر المروعة بحق أطفال شعبنا.
وأضاف دحلان، في منشور عبر صفحته على فيسبوك: شعبنا العظيم.
وتابع حرب انتقامية يشنها المحتل الغاصب بصبغة وملامح دينية واضحة؛ بل معلنة.. حرب لم تشهد الإنسانية مثيلا لهولها وحقدها على البشر والحجر.. حرب يقول الغرب المنافق إن حجم دمارها وفتكها تجاوز تدمير المدن الألمانية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، لكن ذلك الغرب المنافق يصمت ويخرس عن حقيقة أن محاولات تدمير غزة وإبادة أو تهجير أهلها يتم بعَتاده الفتّاك، وغطائه السياسي الكامل، ويحق لنا أن نسأل قادة الغرب المؤيدين للعدوان أين القيم التي تنادون بها من نبذ التمييز، وتقديس حقوق الإنسان والعدالة؟.
وواصل دحلان: لكننا في الوقت ذاته، نشعر بعميق الامتنان لكل الشعوب والقوى والشخصيات التي وقفت مع شعبنا، وأدانت هذا العدوان الهمجي، وأظهرت نُبلا حقيقيا نحترمه، ونقدّره عاليا.
وأردف دحلان: أهلنا الأحبة.. هناك وقت للحزن والأسى، ولكن الآن هو وقت العمل، وقت إنقاذ كل حياة ممكنة، وقت تضميد الجراح، وتأمين الطعام والمياه النظيفة، والمأوى، وزرع الخيام على أرضنا الطاهرة مؤقتا، لنقول للعالم أجمع نحن على أرضنا باقون، وعليها سنبني مستقبلنا، كما أنه وقت إعادة العالقين إلى أعمالهم، وتمكين الطلبة من الوصول إلى جامعاتهم، فممنوع علينا الاستسلام للحزن واليأس، ومسموح فقط بمراكمة ومتابعة العمل دون توقف أو كَلل.
واختتم بالقول: أخيرا، أقول لكم يا أهلي، يا أخواتي وإخوتي، هذا الليل قد يطول؛ لكنه لن يدوم، وسينهضُ شعبُنا من وسط الدمار والدم والدموع؛ ليسترد حقوقه كاملة.. الحق في الحياة، الحق في دولته المستقلة، وحقه الأكيد في تحرير واسترداد عاصمته القدس بإذن الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فتح غزة تدمير قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المحافظات المحتلّة.. بين هيمنة السعودية وسطوة الإمارات صراع يهدد بالانهيار
الثورة نت | تقرير ـ هاشم الأهنومي
منذ سنوات، تعيش المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة للاحتلال حالة غير مسبوقة من التمزق، بعدما تحوّلت إلى ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين السعودية والإمارات، في هذا الواقع، تتعدد أدوات الاحتلال، وتتكاثر أذرعه العسكرية، فيما يجد المواطن نفسه محاصرًا بين مشاريع خارجية متناقضة، يتحمل وحده كلفة الفوضى والانهيار.
لم يتشكل هذا المشهد فجأة، بل جاء نتيجة تراكم طويل لتحركات الاحتلال وأدواته من المرتزقة الذين فقدوا أي صلة بالمصلحة الوطنية.
هيمنة سعودية.. مشروع يمتد من الحدود إلى البحرحين بدأت القوات السعودية التوسع في حضرموت والمهرة، كان المشهد أقرب إلى عملية إحلال كاملة للنفوذ المحلي، النقاط العسكرية ظهرت على الطرق الحيوية، والمنافذ البرية تحوّلت إلى مراكز يديرها ضباط سعوديون مباشرة، بينما تراجع المرتزقة الموالون للرياض إلى أدوار هامشية لا تتجاوز تنفيذ التعليمات.
ومع مرور الوقت، أصبح الهدف السعودي أوضح: مشروع نفوذ ممتد من حدودها إلى بحر العرب، يضمن لها السيطرة على خطوط التجارة الدولية، ويحوّل المحافظات الشرقية إلى منطقة نفوذ أمنية واقتصادية تخضع لإدارة سعودية مباشرة، بعيدًا عن أي اعتبارات وطنية أو سيادية.
سطوة إماراتية.. مليشيات تصنع قواعد النفوذعلى الضفة الأخرى، رسمت الإمارات مسارًا أكثر عدوانية في عدن وشبوة وسقطرى، لم تعتمد على قواتها النظامية فقط، بل أنشأت مليشيات خاصة تعمل خارج الإطار، وتدين بالولاء الكامل لأبوظبي، هذه المليشيات أصبحت هي صاحبة القرار الفعلي، والمرتزقة مجرد واجهة شكلية.
تغيّر كل شيء في المحافظات التي تقع تحت السطوة الإماراتية، الموانئ تُدار من غرف عمليات خارجية، المطارات تُغلق وتُفتح بأوامر إماراتية، والتحركات العسكرية تتم وفق أجندة لا علاقة لها بمصلحة اليمن، وهكذا تحوّلت كل محافظة إلى “إقطاعية” منفصلة عن الأخرى، يهيمن عليها طرف خارجي ويتحكم بها كما يشاء.
محافظات تتقاذفها مشاريع الاحتلاللم يعد التنافس بين السعودية والإمارات مجرد خلاف سياسي؛ فقد انتقل إلى الأرض على شكل صدامات مسلحة بين أدواتهما، ففي عدن، تتبدل السيطرة على المقرات والمعسكرات تبعًا لمزاج أبوظبي والرياض.
وفي شبوة، تتجدد المواجهات كلما حاولت إحدى الدولتين توسيع مجال نفوذها.
وفي أبين، تتعايش تشكيلات المرتزقة كمراكز قوى مستقلة، لا يجمعها مشروع مشترك سوى خدمة المحتل.
وتؤدي هذه المعادلة إلى فراغ شامل؛ المرتزقة ليسوا سلطة شرعية، والمحتل لا يهتم ببناء مؤسسات، والناس يعيشون بلا أمن ولا خدمات ولا مستقبل واضح.
تدهور الخدمات.. سردية الانهيار الذي يعيشه المواطنفي المحافظات المحتلة، لا يحتاج أحد لسماع خطاب سياسي لفهم حجم التدهور؛ فالحياة اليومية هي الدليل الأقوى، كهرباء منهارة، مياه مقطوعة، غياب للأمن، وتفشي للجرائم والاختطافات.
وفي عزّ الصيف، تتحول عدن إلى مدينة خانقة بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، بينما يعجز المرتزقة عن تقديم أي تفسير أو حل، كل ذلك لا يعكس فشل الإدارة فقط، بل انهيار شامل ناتج عن تعدد المليشيات وتضارب مصالح المحتلين، وغياب أي سلطة وطنية حقيقية.
عدن.. مدينة تحكي قصة الاحتلالعدن بما تحمله من رمزية وطنية، تعيش اليوم أكثر مراحلها قتامة، خريطة السيطرة داخل المدينة تتبدل بشكل مستمر، تبعًا للصراع السعودي الإماراتي.. المرتزقة يتحركون على وقع الأوامر الخارجية، بينما تتحول المدينة إلى مسرح مفتوح للفوضى.
سلطات متداخلة، مليشيات متقاتلة، وقرارات لا تُتخذ داخل اليمن أصلًا، بهذا الشكل، تغدو عدن المرآة الأكثر وضوحًا لحقيقة الاحتلال وتبعاته.
المهرة وحضرموت.. مخاوف تتعاظمفي المهرة، يشهد المواطنون تحوّل محافظتهم الهادئة إلى قاعدة متقدمة للنفوذ السعودي، قواعد عسكرية، نقاط تفتيش، سيطرة على المنافذ، وانتشار معدات ثقيلة في مناطق حساسة.. تتلاشى سلطة المرتزقة كليًا، بينما تتقدم الرياض لتفرض واقعًا جديدًا يمس الهوية الاجتماعية والسياسية للمحافظة.
أما حضرموت، فتمثل واحدة من أعقد ساحات الصراع؛ حيث تتقاطع مشاريع الاحتلال السعودي والإماراتي، وتتنافس المليشيات التابعة لهما على المعسكرات والمواقع النفطية، فيما يعيش المواطن حالة رعب دائم من انفجار المواجهات.
سقطرى.. الجزيرة التي صودرت هويتهاسقطرى أصبحت نموذجًا صارخًا للاحتلال الإماراتي المباشر، الجزيرة التي كانت رمزًا للطبيعة والهدوء باتت تُدار اليوم كما لو كانت جزءًا من مشروع اقتصادي إماراتي خاص:المطار والميناء والمقار الحكومية جميعها تحت إدارة مليشيات تتلقى تعليماتها من أبوظبي.
لم يكن التغيير تدريجيًا؛ بل حدث بسرعة خاطفة صادرت هوية الجزيرة، وغيّرت تركيبتها الإدارية والاجتماعية بالكامل، بينما المرتزقة يكتفون بدور المتفرج.
مستقبل مجهول ومحافظات على حافة الانهيارالمحافظات المحتلة لا تعيش مجرد اضطراب سياسي، بل انهيارًا شاملًا صنعه الاحتلال وأدواته من المرتزقة، الدولة غائبة، القرار الوطني مصادَر، القوى الخارجية تتحكم بكل تفاصيل الحياة، والاقتصاد ينهار بفعل النهب المنظم للثروات، وكلما اشتد الصراع بين السعودية والإمارات، ازداد الوضع سوءًا وارتفعت احتمالات الانفجار الأمني والاجتماعي، ما يجعل مستقبل تلك المحافظات مهددًا طالما بقي قرارها بيد المحتل.