ماذا كان يفعل رسول الله في بداية السنة الجديدة؟.. عمل واحد يفتح أبواب الخير
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
ماذا كان يفعل رسول الله في بداية السنة الجديدة ؟، لعله استفهام الساعة حيث هل علينا عامًا ميلاديًا جديدًا، وها نحن ودعنا أول أيامه منذ ساعات مع أذان مغرب اليوم الإثنين ، ولعل ما يطرح أهمية معرفة ماذا كان يفعل رسول الله في بداية السنة الجديدة ؟ هو اتهام البعض من يحتفل به أو يدعو الله تعالى فيه ويرجوه أن يكون هذا العام بداية خير بالوقوع في الحرام، ولأن اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الفلاح وبه النجاة من هنا ينبغي معرفة ماذا كان يفعل رسول الله في بداية السنة الجديدة ؟.
ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم كان شديد التفاؤل وكان ينصح أصحابه بالتفاؤل بداية كل شهر وسنة وكل وقت قوله : " تفائلوا بالخير تجدوه" ، لذا يجب على كل مسلم ان يستقبل العام الجديد بأحب الأعمال إلى الله تعالى ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستقبل العام الهجري الجديد بقوله اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق الى ما تحب وترضى.
كان من هدي سيدنا رسول الله استقبال الهلال كل شهر هجري بالتضرع والدعاء، فيقول: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ». [أخرجه الترمذي].
وعن السنة الميلادية ، قالت دار الإفتاء المصرية ، إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول في حق سيدنا عيسى -عليه السلام- : «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخار، ومن ثم ف احتفال المسلمين بميلاد سيدنا عيسى -عليه السلام - أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّيًا به -صلى الله عليه وسلم-.
وأوضحت “الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: « ماذا كان يفعل رسول الله في بداية السنة الجديدة ؟»، إن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.
وأشارت إلى أن الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وأشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 33]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ» [الصافات: 79]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الصافات: 181-182].
وأفادت بأنه إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه، وقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام.
وقد حث الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها واغتنامها بصالح الأعمال والعبادات من ذكر وتسبيح ودعاء وقراءة قرآن وصدقة وبر وصلاة على النبي وما نحوها .
دعاء الرسول في بداية السنة الجديدةوورد دعاء رسول الله في بداية السنة الجديدة الهجرية عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة أنه كان يقول دعاء رؤية الهلال وهو «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ».
ويمكن الدعاء بصيغ الأدعية المختلفة ومنها:
يا أكرم الأكرمين نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك.اللهم استعملنا فيما تشغل به أحبابك، ودلَّنا بهدايتك لما يرضيك عنَّا وخُذْ بنواصينا إليك أَخْذَ الكرام عليك يا أرحم الراحمين.ربنا يا واسع الفضل والرحمة، تولَّ أمرنا وأحسن خلاصنا، كن لنا وليًا ومعينًا وظهيرًا ونصيرًا، وانصرنا بما تنصر به أولياءك الصالحين يا أرحم الراحمين.اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلَّا فرَّجته، ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضًا ولنا فيها صلاح إلا يسَّرتها وقضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.ولا يوجد صيغة محددة لدعاء دخول العام الهجري الجديد، ويستحب الإكثار من الأدعية الجامعة وجوامع الدعاء من القرآن والسنة النبوية، ومنها:اللهم اجعلنا من أحب عبادك إليك وأقربهم من رحمتك وأبعدهم عن سخطك يا رب العالمين.اللهم املأ قلوبنا بحمدك، واكتب في قلوبنا لك ودًّا، وأمدَّنا من فضلك في الرزق مدًّا، ولا تسلِّط علينا من أهل السوء أحدًا يا رب العالمين.اللهم افتح بصيرتنا على ما تحبُّه من فعل الخيرات التي ترضيك عنا وتحببنا إليك وحبِّبها إلينا وأعنَّا عليها ويسِّرها لنا وتقبَّلها منا يا أرحم الراحمين.اللهم ارزقنا منازل الشهداء، وعيش السعداء وأحسن خاتمتنا في الأمور كلها يا رب العالمين.اللهمَّ بحق اسمك اللطيف ادفع عنَّا به البلاء والوباء والفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين.اللهم استرنا في الدنيا والآخرة واشغلنا بذكرك عمَّن سواك يا رب العالمين.اللهم اعصمنا من المعاصي والآثام، واشغلنا بخير ما يرضيك عنا، واشغلنا بك عن همومنا يا مفرج كل كرب ويا غافر كل ذنب يا رب العالمين.اللهم صلّ صلاة كاملة وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتُنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله.اللهم إنا نسألك أن تحفظنا بعينك التي لا تنام فإنه ما حفظك أحد إلا حفظته، وما لاذ بجنابك أحد وخذلته فلا تضيعنا وأنت رجاءنا يا أرحم الراحمين.اللهم إنا نسألك يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدًا أن تغمرنا بفيض من عين جودك تطيب به حياتنا ونسألك حنانًا من لدنك تطمئن به قلوبنا ونبتهل إليك أن تلقيَ علينا مودة منك تجعلنا بها من أحبابك يا أرحم الراحمين.اللهم أحينا في هذه الدنيا حياةً تُرضيك وارزقنا أكمل عمل ترفعنا به، وأَنِعم علينا بأصدق توبة تحبها يا تواب يا رحيم يا الله.اللهم بحق أنك أنت الله لا إله إلا أنت نسألك أن تجيرنا من النار وما يقرب إليها من قول وعمل، ونسألك بحق وجهك الكريم أن تدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين.اللهم زدنا ولا تحرمنا ولا تقطع عنَّا ما أوليتنا به من نِعَم يا أرحم الراحمين.اللهم أعنَّا بنعمتك على حسن عبادتك، نعوذ بك يا الله من كفر النعمة ومن سوء استقبالها أو استعمالها يا رب العالمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أرحم الراحمین اللهم صلى الله علیه وسلم الله تعالى لله تعالى اللهم ا
إقرأ أيضاً:
هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يفعل رغم مقدرته ؟.. علي جمعة يجيب
ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.
فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال.
فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.
وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".
فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.
وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.
حكم من نوى الأضحية ولم يستطع
وفي سؤال آخر وُجه للشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن حكم من نوى الأضحية ثم لم يستطع تنفيذها، أجاب بأنه لا حرج عليه، فالأضحية ليست فرضًا، بل هي من السنن المستحبة، ومن لم يفعلها لعدم القدرة المالية فلا إثم عليه. وحتى إن امتلك المال لاحقًا ولم يضح، فليس عليه شيء، وإنما فاته الأجر والثواب لا أكثر.
وأكد أن المستحبات من يفعلها يُثاب، ومن يتركها لا يُؤثم، وغاية ما يُقال فيمن كان قادرًا وتركها أنه فاته خير عظيم.