الجديد برس:

قالت صحيفتا “نيويورك تايمز” و “واشنطن بوست” الأمريكيتين، الإثنين، إن الاشتباك المباشر بين القوات الأمريكية وقوات صنعاء في البحر الأحمر يمثل خياراً صعباً لإدارة بايدن، ويزيد من مخاطر الشحن في البحر الأحمر.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير، إن “الحادث الأخير يمثل خياراً صعباً للرئيس بايدن وإدارته”، مضيفةً أن “مسؤولين كبار قالوا إنه يتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيضربون مواقع الحوثيين للصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن، أو ينتظروا ليروا ما إذا كان الحوثيون سيتراجعون بعد غرق ثلاثة من زوارقهم السريعة ومقتل مقاتليهم”.

وأضافت أنه “بينما قصفت القوات الأمريكية مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار في سوريا والعراق، كان بايدن متردداً في إصدار الأمر نفسه ضد قواعد الحوثيين في اليمن، وهذا الحذر مدفوع باعتبارات عديدة، لكن أهمها هو أن المملكة العربية السعودية تريد تجاوز حربها المكلفة في اليمن، وتصعيد الصراع مع الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد، يمكن أن يؤدي إلى تقويض الهدنة التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس”.

وقالت الصحيفة إنه “على الأقل، كانت هذه هي الاستراتيجية حتى يوم الأحد”.

وأوضحت أن “مسؤولي البنتاغون قد وضعوا خططاً تفصيلية لضرب قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن، وبعض المنشآت التي يبدو أن القوارب السريعة من النوع المستخدم لمهاجمة سفينة الحاويات ميرسك، تتواجد فيها. لكن هناك بعض المخاوف من أن مثل هذه الضربات قد تصب في خطة اللعبة الإيرانية”.

ونقل التقرير عن آدم كليمنتس، الملحق العسكري الأمريكي السابق في اليمن قوله: “لدي شكوك حول ما ستفعله الضربات، فالعلاقة بين إيران والحوثيين تستفيد بشكل كبير من الصراع، فلماذا نخلق المزيد؟”.

بالتوازي، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير إن “القتال الأمريكي مع المسلحين الحوثيين يزيد من مخاطر الشحن في البحر الأحمر”.

وجاء في التقرير أن “شركة ميرسك أعلنت في بيان عبر البريد الإلكتروني بعد الهجوم الثاني إنها أخرت جميع عمليات العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة، وأضافت أن السفينة ميرسك هانغتشو كانت في طريقها من سنغافورة إلى ميناء السويس المصري عندما وقعت الهجمات وتم الإبلاغ عن سلامة طاقمها”، مشيرةً إلى أن “قرار ميرسك بتأخير الشحن يوم الأحد جاء بعد ثلاثة أيام من إعلانها استئناف العبور عبر المنطقة، مستشهدة بالحماية الأمنية التي يوفرها التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة”.

وأضافت الصحيفة أن “شركات أخرى الآن تراقب عن كثب لترى كيف تتصرف شركة ميرسك، وقال جون كارتسوناس، الشريك الإداري في شركة بريكوايفز ادفايزورس، وهي شركة أبحاث تركز على سلاسل التوريد والشحن، إنه إذا قررت شركة ميرسك تمديد توقفها الحالي إلى ما بعد بضعة أيام، فمن المحتمل أن يتبعها آخرون في الصناعة”.

وقال تقرير “واشنطن بوست” إن “حادث يوم الأحد الضوء سلط على المخاطر التي تواجهها شركات الشحن الكبرى، التي تؤثر عملياتها بشكل مضاعف على الاقتصاد العالمي، على الرغم من الجهود الأمريكية لحماية الممر المائي”.

ونقل التقرير عن روبرت خاتشاتريان، الرئيس التنفيذي لشركة Freight Right Global Logistics في لوس أنجلوس قوله إن “هذا (الحادث) بالتأكيد تصعيد سيغير الأمور”.

وتابعت الصحيفة أن “هجمات الحوثيين شكلت مأزقاً لإدارة بايدن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المملكة العربية السعودية، الشريك الوثيق للولايات المتحدة، تحاول إبرام اتفاق سلام مع الحوثيين، سعياً إلى إنهاء التدخل العسكري للمملكة رسمياً في حرب طويلة في اليمن، وقد يؤدي تصاعد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين إلى عرقلة هذه الجهود”.

ونقلت الصحيفة عن محمد باشا، أحد كبار محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي لتقييم المخاطر، قوله إن “الحوثيين يعلمون أن الأمريكيين لا يريدون التصعيد” بسبب المفاوضات السعودية اليمنية، مضيفاً أن “الحركة، التي كانت كراهيتها لإسرائيل وواشنطن جزءاً من أيديولوجيتها على مدى عقود، قد تقرر تصعيد مواجهتها مع الولايات المتحدة بعد أحداث الأحد، بما في ذلك من خلال استهداف السفن البحرية الأمريكية، مثل المدمرات”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

المملكة تتبنى مبادرة “المدن الإسفنجية” لإدارة مياه الأمطار

الرياض

تتجه المملكة نحو تبني حلول مبتكرة لإدارة مياه الأمطار، من أبرزها مبادرة “المدن الإسفنجية”، التي تعتمد على امتصاص مياه الأمطار وتخزينها وإعادة استخدامها بدلًا من تصريفها مباشرة.

وأوضح حازم إبراهيم، نائب الرئيس التنفيذي للجمعية السعودية للهندسة المدنية، في تصريح لصحيفة الاقتصادية على هامش النسخة الثانية من مؤتمر تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي 2025 المُقام حاليًا في جدة، أن تقنيات الجيل الجديد لإدارة مياه الأمطار باتت تركز على التخزين وإعادة الاستخدام، إلى جانب المراقبة الذكية باستخدام أجهزة استشعار وتقنيات تتبع حديثة لقياس كميات الأمطار والتنبؤ بها، بهدف تحسين الاستجابة المبكرة للظواهر الجوية.

و”المدن الإسفنجية” هي مناطق حضرية مُصممة لتضم مساحات طبيعية مثل الأشجار، والبحيرات، والمتنزهات، بالإضافة إلى عناصر بنية تحتية تسمح بامتصاص مياه الأمطار وتخزينها، لاستخدامها لاحقًا في أغراض الري، أنظمة التبريد، أو حتى داخل المباني ودورات المياه.

وأشار إبراهيم إلى أن هذا التوجه يمثل خيارًا اقتصاديًا مجديًا، كونه يحد من التكاليف المرتفعة المرتبطة بالبنية التحتية التقليدية، مؤكدًا أن هذه المبادرة بدأ تطبيقها بشكل محدود في مدينتي الرياض وجدة، ضمن مشاريع كبرى مثل المربع الجديد والقدية، إلا أن توسيع نطاقها يتطلب دعمًا تشريعيًا وتنظيميًا من الجهات المختصة.

كما نوه إلى أن المملكة تسعى لاعتماد استراتيجيات جديدة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، سواء داخل المباني أو في المجمعات السكنية، ضمن توجه وطني يشمل أيضًا الاستفادة من مياه الأمطار والمياه الرمادية وأشار إلى تجارب دول متقدمة مثل سنغافورة التي وصلت إلى مراحل متقدمة في استخدام مياه الأمطار والصرف الصحي المعالج لأغراض الشرب.

ومن جانبه، أكد الدكتور عماد عبدالرحيم، مستشار وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، أن النماذج التقليدية للبنية التحتية لم تعد كافية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة، داعيًا إلى تبني أنظمة الصرف الحضري المستدامة (SUDS)، التي تعتمد على تحليل البيانات والاندماج مع حلول طبيعية ذكية.

وأضاف عبدالرحيم أن مشاريع البنية التحتية في السعودية شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأسهمت في تقليل الأضرار الناتجة عن الأمطار الغزيرة، مشددًا على أن الدمج بين البنية التحتية الرمادية (التقليدية) والخضراء (الطبيعية) لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة حتمية لضمان صمود المدن في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة.

مقالات مشابهة

  • “دعم من مركز الملك سلمان للإغاثة”.. والي ولاية البحر الأحمر يتفقد محطة تحلية مياه الشاحنات
  • المملكة تتبنى مبادرة “المدن الإسفنجية” لإدارة مياه الأمطار
  • تحت ضغط شعبي.. ميرسك تنسحب من شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية
  • عاجل : إيران تنفذ “عمليات بشائر الفتح” بقصف قاعدة العديد الأمريكية في قطر وقواعد أمريكية في العراق
  • تحذير بريطاني من “تهديد مرتفع” للسفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن
  • وزير خارجية اليمن: أي تصعيد يشارك فيه الحوثيون “يهدد مصالح الشعوب ويزيد توتر المنطقة”
  • تقرير: ارتفاع تهديد الشحن التجاري المرتبط بأمريكا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن
  • الحوثيون: مستعدون لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر