لقاء منتظر.. هل ينجح البرهان وحميدتي في إنهاء الأزمة السودانية؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
مع اقتراب الذكرى الثامنة والستين لاستقلال السودان، يظهر البلد في حالة من التجزؤ والصراع، حيث تسببت المعارك في نزوح أكثر من 7 ملايين سوداني داخليًا وخارجيًا، ويستمر الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في النشاط العسكري، متجاهلين العمليات السياسية لحل الأزمة التي اندلعت في إبريل الماضي 2023.
وتواصل المعارك في الصراع السوداني بين الجيش والدعم السريع في منطقة الحفايا بالخرطوم البحري، ويترقب العالم لقاء القادة العسكريين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) في جيبوتي الأسبوع المقبل، وفي تطورات آخرى، أكدت الولايات المتحدة أن الصراع أسفر عن جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية، كما التقى حميدتي مع تنسيقية القوى الديمقراطية في أديس أبابا لمناقشة الوضع الإنساني والسعي لوقف الحرب.
هل يحل لقاء البرهان وحميدتي الخلاف؟
تسعى الحكومة السودانية لإنهاء الحرب في البلاد من خلال سحب قوات الدعم السريع من المدن التي تحتلها. وفي كلمته بمناسبة ذكرى الاستقلال، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن أن الميليشيات التابعة للدعم السريع ما زالت تسبب تدميرًا في السودان وتواصل عمليات القتل والتشريد.
أعربت وزارة الخارجية السودانية عن الحاجة إلى موقف دولي موحد ضد هذه الميليشيات، وطالبت بوقف إطلاق النار غير المشروط وانسحابها من القرى والمدن والمناطق المدنية. كما أكدت أنه يجب ألا يتم مكافأة هذه الميليشيات على جرائمها الإرهابية وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، وأنها يجب أن تحاسب على أفعالها.
ووفقًا لوكالة الأنباء السودانية سونا، أشارت وزارة الخارجية السودانية إلى الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني والأعمال الإرهابية التي ترتكبها ميليشيا الجنجويد في ولاية الجزيرة، كما ظهرت تفاصيل صادمة عن عمليات التطهير العرقي والمجازر الجماعية ذات الطابع العرقي في ولاية غرب دارفور الشهر الماضي،
و تستهدف القرى والمناطق الريفية التي تخلو من أي تواجد عسكري، وارتكاب الفظائع ضد سكانها، خاصة النساء والفتيات، وتجنيد الشباب والأطفال بالقوة، هو أسلوب يشبه تلك المتبعة من قبل جماعات إرهابية مثل بوكو حرام وجيش الرب اليوغندي وتنظيم داعش.
و أكد بلينكن، أن الولايات المتحدة تولي اهتمامًا كبيرًا للمعاناة المستمرة التي يعانيها الشعب السوداني بسبب الصراع غير المجدِّر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
وعبّر بلينكن عن قلقه إزاء ارتفاع حالات النزوح في السودان وتدهور الأمن والوضع الاقتصادي والبنية التحتية المتدهورة في البلاد. كما أشار إلى تعرض النساء والفتيات في السودان للاعتداء الجنسي والعنف والرعب، وطالب بضرورة وقف هذه الحرب الوحشية وإعادة الحكم إلى المدنيين.
و تلتزم الولايات المتحدة بدعم الشعب السوداني والعمل على إنهاء الصراع، وذلك بهدف تحقيق السلام والأمن والازدهار الذي يستحقه الشعب السوداني في العام الجديد، وأعرب عن أمله في أن تستعيد السودان استقراره الديمقراطي وتتجاوز الأزمات الحالية.
الحوار هو الحل لتحقيق الاستقرار
قال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ العلوم السياسية، إنه من الصعب التنبؤ بتأثير اللقاء بين قادة السودان على حل الأزمة، ولكن الحوار والتفاوض قد يكونان خطوة إيجابية نحو تحقيق التسوية.
وأضاف هاشم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه خلال الشهر الماضي، شهد الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تصاعدًا مدمرًا، حيث تسبب في مذابح ونزوح جماعي، ومن الأفضل لكل الأطراف إنهاء هذا الصراع الأهلي الذي أودى بالسودان الشقيق إلى حافة الهاوية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التقديرات تشير إلى أن الجيش السوداني يمتلك نحو 200 ألف عنصر، بينما تتراوح قوات الدعم السريع بين 70 ألف و100 ألف فرد، وتتميز هذه القوات بطابع يشبه جماعات الحرب والعصابات، عكس الهيكلية التقليدية للجيش.
التفاهم سيعزز الاستقرارقالت الدكتورة ناهد عز الدين، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الحوار يلعب دورًا حاسمًا في حل أزمة السودان، إذ يمكن أن يساهم في تحقيق التفاهم والتوافق بين الأطراف المختلفة وتعزيز السلام والاستقرار في البلاد من خلال إيجاد فرص للقاء والتحاور وتبادل وجهات النظر، يمكن أن يتم ذلك عبر المفاوضات المباشرة أو من خلال وسطاء محايدين.
و أضافت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، لقاء حميدتي والبرهان سيوفير بيئة آمنة ومحايدة للحوار والتفاوض، ويعيد الثقة بين الأطراف المتنازعة من خلال التزامها بالاتفاقيات والتعهدات المشتركة.
أزمة السودان
وكانت قد اشتعلت النزاعات المسلحة في السودان بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي، حيث أسفرت عن خسائر فادحة بحياة مئات السكان وشهدت تهجيرًا ولجوءًا يفوق 3 ملايين شخص من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى نحو ولايات آمنة ودول الجوار، ومنذ ذلك الوقت تعاني البلاد من ظروف اقتصادية صعبة وهيكل تحتية تشهد تدهورًا، وقد زاد النزاع الحالي من معاناة السكان وتفاقم من ضعف الأوضاع الأمنية والاقتصادية في السودان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة الخارجية السودانية الحكومة السودانية حكومة السودان شعب السودان الصراع السوداني الأزمة السوداني لقاء البرهان و حميدتي الجيش والدعم السريع قوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم صراع السودان النشاط العسكري مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي عبد الفتاح البرهان الدعم السريع محمد حمدان دقلو رئيس مجلس السيادة السوداني الازمة السودانية الدعم السریع فی السودان من خلال
إقرأ أيضاً:
السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
شهد السودان سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية في جنوب البلاد وشرقها، فيما دعا مجلس الأمن الدولي، في قرار صدر الخميس، إلى وقف فوري للقتال في دولة جنوب السودان المجاورة، مجدِّداً تفويض بعثة حفظ السلام الأممية هناك حتى أبريل 2026.
وأفادت مصادر إعلامية بسماع أصوات مكثفة للمضادات الأرضية في مدينة كنانة بولاية النيل الأبيض، بالتزامن مع تحليق طائرات مسيّرة يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع، حاولت استهداف مطار المدينة ومستودعات للوقود. وأكد مصدر في الجيش أن ثلاث طائرات مسيّرة تسببت في اندلاع حرائق داخل منشآت تُزوِّد الولاية بالمحروقات.
كما تعرّضت قاعدة فلامينغو البحرية في بورتسودان لهجوم جديد هو الرابع خلال أيام، وسط تقارير عن أضرار لحقت بالبنية التحتية في المدينة التي تستضيف مقر الحكومة المؤقت، وتضم أكبر ميناء بحري في البلاد. وشملت الضربات منشآت أخرى في مدينة كسلا الواقعة شرقًا قرب الحدود مع إريتريا، ما يشير إلى اتساع رقعة التصعيد.
وفي سياق متصل، عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه من تصاعد العنف في جنوب السودان، مطالبًا أطراف النزاع بوقف القتال والانخراط في حوار سياسي شامل، ومشدِّدًا على ضرورة إنهاء العنف ضد المدنيين. وأصدر المجلس قرارًا بأغلبية 12 صوتًا، مقابل امتناع روسيا والصين وباكستان، مدّد فيه تفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) لعام إضافي.
وأكد القرار الإبقاء على حجم القوة الأممية الحالية عند 17 ألف جندي و2101 شرطي، مع إمكانية إدخال تعديلات بناءً على تطورات الوضع الأمني. كما أبدى المجلس “قلقًا بالغًا” من التأخير في تنفيذ اتفاق السلام لعام 2018، خصوصًا بعد تأجيل الانتخابات حتى عام 2026.
وخلال جلسة مجلس الأمن، انتقدت القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، الحكومة الانتقالية في جنوب السودان، ووصفت تمويل الانتخابات دون التزامات فعلية بأنه “أمر غير مسؤول”، داعية المجتمع الدولي إلى دعم جهود الاستقرار عبر البعثة الأممية.
من جهتها، اتّهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الجيش في جنوب السودان باستخدام طائرات لإلقاء قنابل حارقة شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، في حين تشهد ولاية أعالي النيل مواجهات بين قوات الرئيس سلفا كير ونائبه المعتقل رياك مشار.
يأتي تزامن التصعيد في السودان وجنوب السودان ليُعزّز المخاوف من انزلاق المنطقة نحو فوضى أوسع، خاصة مع تداخل القبائل والنزاعات المسلحة العابرة للحدود، وغياب أي أفق لتسوية سياسية وشيكة في كلا البلدين.
ويرى مراقبون أن تدهور الأوضاع في السودان قد يُعقِّد مهمة حفظ السلام في جنوب السودان، في ظل التداخل الأمني والاقتصادي بين الدولتين، لا سيما عبر ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل، ما يجعل من الأزمة الراهنة تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي.