لجريدة عمان:
2024-06-16@10:01:43 GMT

النازحون .. بين نار الحرب وبرد الشتاء

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

رفح"رويترز": حول النار وحدها تجد عائلة معروف الفلسطينية المأوى وبعض الدفء في برد الشتاء وعراء مدينة رفح التي تكسوها المخيمات. لكن هذا الدفء قد لا تجده لاحقا الأسرة التي جاءت إلى رفح بعد فرارها من منزلها مع بداية القصف الإسرائيلي قبل نحو ثلاثة أشهر .

فموارد الأخشاب التي يتم جمعها من المباني المدمرة نضبت منذ فترة طويلة في القطاع الفلسطيني المدمر.

وأصبح أفراد الأسرة وغيرهم من النازحين المعوزين يذكون النيران بقطع من القماش أو البلاستيك.

وقال شادي معروف "والله ما في أمان، اقسم بالله بنخاف، والله العظيم بنخاف، وأولادي بيخافوا وبيقولي يا بوي (أبي) احنا في الخلاء. باقولهم المعين الله وين بدنا نروح".

وفقد تقريبا جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منازلهم بعد القصف المدمر والهجوم البري الذي شنته إسرائيل في السابع من أكتوبر .

وتقول السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 22 ألف فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي.

ويعيش سكان القطاع الساحلي الصغير الآن مكدسين في ملاجئ جماعية في مدارس الأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة مكتظة في شوارع رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي عدد قليل من المراكز الأخرى.

وفرت عائلة معروف من بيت لاهيا القريبة من الحدود الشمالية مع إسرائيل في اليوم الأول من الحرب. ولجأت العائلة إلى منطقة شمالية أخرى، لكنهم وجدوا أنها غير آمنة فارتحلوا ثانية.

ومكثوا في مخيم النصيرات بوسط غزة، لمدة شهر، لكن الغارات الجوية كانت قريبة منهم في كثير من الأحيان. ثم انتقلوا جنوبا إلى رفح، على الحدود مع مصر مباشرة.

ويجلس أفراد الأسرة الآن حول النيران التي يشعلونها خارج خيمتهم المصنوعة من الخشب والبلاستيك. ومن بين أفراد الأسرة طفلة عمرها أربعة أشهر ولا يجد الأبوان إلا هذه النار مصدرا لتدفئة الطفلة الصغيرة.

وتصير المخيمات مدينة أشباح ليلا. فقد انقطعت الكهرباء في غزة في وقت مبكر من الحرب بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود للمولدات. وفي بعض الأحيان، لا يضيء الخيمة إلا مصباح ببطارية يرسل ضوءه خافتا عبر أغطية البلاستيك المصنوعة منها الخيمة.

ويتجمع شادي معروف وزوجته صفية وأطفالهما الستة حول النار التماسا للدفء في مواجهة البرد القارس.

وقال شادي "والله الحياة مأساة في رفح. جينا (أتينا) مشردين من بيت لاهيا وملقناش (لم نجد) ولا حاجة، ولا مأوى ولا بطانية ولا فرشة، وهاي تحت الصقعة (البرد الشديد) وزي ما انت شايف حتى ما في حطب ولا فيه مايه حتى المايه... اتيمم في الرمل إذا بدي أصلي ومفيش مايه للشرب".

وقالت صفية معروف التي تكافح من أجل العثور على حفاضات وحليب أطفال لابنتها "ايش بدنا نسوي (نفعل). الوضع صعب والحياة صعبة علينا وعلى الجميع، للناس كلها مش بس علينا، الناس كلها بتعاني، الناس كلها وجعانه (تتألم)، مفيش حمامات، مفيش ميه (لا يوجد ماء) مفيش دفا، مفيش أمان، احنا بننام واحنا خايفين".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

منير أديب يكتب: صفقات إسرائيل وصفعات حماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يبدو في الأفق أي اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ فكل منهما يُريد أنّ يخرج منتصرًا في الحرب الحالية، إسرائيل فشلت في الحسم العسكري ولذلك تُحاول أنّ تبحث عن انتصار لو مزيف عبر المفاوضات، وحماس تُريد أنّ تحصد ثمار عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر عام 2023.

كل المؤشرات تذهب إلى أنّ الصفقة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يكون مصيرها كمصير ما سبقها من صفقات وقامت إسرائيل بتعطيلها؛ فكلا الطرفين في مرحلة عض الأصابع، صحيح هناك نية للتوصل إلى اتفاق، ولكن كل طرف يُريدها كما تخيلها في عقله، ولذلك يبدو الأمل في التوصل لاتفاق صعب للغاية.

تعثرت المفاوضات بين الجانبين إلى الحد الذي لا يُبشر بالأمل؛ وكالعادة كل طرف يتمسك بأهدافه المعلنة؛ حماس لا تُريد أنّ تتنازل عن شروطها التي تتعلق بإنهاء الحرب وعودة النازحين وإعمار غزة والإفراج عن الفلسطينيين ذوي المحكومات العالية، وإسرائيل تُريد أنّ تغلق ملف الأسرى ثم تُعاود معاقبة الشعب الفلسطيني.

لا اختلاف بين ما طرحه الرئيس الأمريكي وما بين ما طرحته مصر من قبل، وللمناسبة الورقة المصرية في مايو الماضي كانت منطقية وقابلة للتطبيق، ونقلت القاهره من خلالها روح مطالب الطرفين، ولكن رفضتها إسرائيل بعد أنّ وافقت عليها في السابق واتهمت القاهرة بتغيير بعض بنودها، أملًا في تحقيق بعض المكاسب في الوقت الضائع، فضاعت الصفقة!

تقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن بصفقة عُرفت بأنها ترجمة لمطالب إسرائيل ولعلها وافقت عليها قبل أنّ يطرحها للعلن، ترجم من خلالها البيت الأبيض مطالب تل أبيب، فقبلتها حماس ووضعت الأخيرة شروطًا جديده موجودة بالفعل في الورقة المصرية التي سبقت ووافقت عليها إسرائيل من قبل، ووضعت شرطًا جديدًا يتعلق بالضامنين الدوليين، حيث اشترطت وجود روسيا والصين وتركيا، وهو ما أزعج تل أبيب.

دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ودفعها لضرب الشعب الفلسطيني في الجنوب وبخاصة في رفح، ربما أثار قلق حماس فاستدعت ضامن دولي لم يكن منحازًا لأحد الطرفين، وهنا نستطيع القول بأنّ سياسة واشنطن هي جزء من الأزمة الموجودة بين الطرفين، وأعتقد سوف تظل جزءًا من هذه الأزمة خلال مراحل الصراع القادمة.

لن تتخلى حماس عن شروطها المتعلقة بوقف الحرب وعودة النازحين وإعمار غزة وربما تتفاوض على أعداد وأسماء من يخرجون في تبادل الأسرى مهما كان الضغط العسكري، ولعل هذا الضغط هو جزء من مشكلة عدم التوصل لاتفاق، كما أنّ انحياز واشنطن لإسرائيل بهذه الصورة أفقدها مصداقيتها عند الفلسطينيين عامة وحماس بوجه خاص، كما أنّ رهانات واشنطن كلها خابت في تحقيق أي منجز يتعلق بالإفراج عن الأسرى من خلال القوة العسكرية.

استمرار الحرب وزيادة وتيرة النيران على الفلسطينيين ربما توسع من رقعتها؛ فمازالت هناك احتمالات تتعلق باشتعال المنطقة، فنحن أمام قوة عسكرية تضرب برعونة شديدة ودون سقف وبدعم أمريكي مع تضحيات قدمها الشعب الفلسطيني ولذلك لن يقبل بأقل مما دفع ضريبته في الثمانية أشهر الماضية.

كما لا بد أنّ نضع تصور حماس الأيديولوجي في الحرب، فهي ترى أنّ مزيدا من القتل في حق الشعب الفلسطيني سوف يُهزم إسرائيل على المدى القريب والبعيد، صحيح هي لا تدفع في هذا الاتجاه ولكنها في نفس الوقت ترى الخسائر الإسرائيلية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لو استمرت آلة الحرب الإسرائيلية على نفس رعونتها.

خسائر إسرائيل العسكرية كثيرة ومتعددة ولا يمكن أنّ تتحملها بأي حال من الأحوال، ولا أعتقد أنها سوف تكون قادرة على تحمل الخسائر البشرية في صفوفها خلال الأربعة أشهر القادمة، وهذا قد يدفعها دفعًا لإنجاز اتفاق ولكن في اللحظات الأخيرة ولكنها في نفس الوقت لن توافق بوجود ضامن دولي بخلاف واشنطن.

قد تتهاون إسرائيل في بعض شروطها وقد تتخلى عن بعضها، وقد تُحاول القفز على الاتفاق الذي تتمسك حماس فيه بوقف إطلاق النّار، ولكن هذا لن يكون في المنظور القريب ولن يكون برغبتها، صحيح هي قادرة على قبول الصفقة من عدمه ولكن بعد أنّ نجحت حماس في صفعها أكثر من مرة.

أعيد وأكرر لن تقبل إسرائيل الصفقة الحالية ولن تُوافق عليها وسوف يكون مصيرها كغيرها من الصفقات التي طرحها الوسطاء من قبل، ولكنها سوف تقبلها تحت الضغط العسكري للفصائل وصفعات حماس المتكررة، وفشل خطتها في إرغام الأخيرة على قبول ما لم تُريده، ولعل هذا هو ملخص استراتيجية حماس في التعامل مع العقل الإسرائيلي المفاوض. 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهيّئ أميركا للحرب وحزب الله يتسلّح بـانتصاراته؟
  • مقدمات النشرات المسائيّة
  • صحيفة إسرائيلية : أمام بايدن 3 خيارات لإنهاء حرب غزة
  • كيف يرى الجانب الإسرائيلي وحركة حماس الحرب على غزة؟
  • باراك يصف النصر المطلق بالشعار الفارغ.. نحن أقرب للفشل المطلق
  • هآرتس: نتنياهو مخادع وأمام بايدن 3 خيارات لإنهاء الحرب على غزة
  • حسابات معقّدة أمام هجوم إسرائيلي واسع على حزب الله اللبناني
  • إسرائيل تعلن الحرب على الأمم المتحدة وأمينها العام
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • منير أديب يكتب: صفقات إسرائيل وصفعات حماس