"ميكي" بطلاً لأفلام رعب بسبب "حقوق المؤلف"
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
بعد 24 ساعة فقط على انتهاء صلاحية حقوق المؤلف للنسخة الأولى من شخصية ميكي، جرى الإعلان عن فيلمي رعب مستقلين جديدين يتمحوران حول الفأر الشهير.
تنتهي حقوق النشر للرسوم المتحركة "ستيمبوت ويلي" ("Steamboat Willie")، وهو فيلم قصير بالأبيض والأسود صدر عام 1928 وفتح أبواب الشهرة أمام هذه الشخصية من عالم والت ديزني، في الأول من يناير، بعد 95 عاماً، بموجب القانون الأميركي.
انتهاء هذه المهلة بات يتيح لأي صانع أفلام أو معجب بنسخ أو مشاركة أو إعادة استخدام أو تعديل صورة الشخصيات التي تظهر في العمل، بما في ذلك الفأر ميكي ورفيقته ميني.
ورغم اتخاذ شركة ديزني تدابير لحماية شخصيتها الرمزية، لم يتوان بعض محبي أفلام الرعب عن الإفادة من الفرصة القانونية التي باتت متاحة أمامهم لاستخدام الشخصية الكرتونية الشهيرة.
يعد فيلم "ميكيز ماوس تراب" ("Mickey's Mouse Trap") بتتبع قاتل مقنّع متنكر في زي ميكي وهو يطارد مجموعة من الأصدقاء الشباب عبر صالة ألعاب. كما ثمة فيلم روائي ثانٍ من نوع الرعب، يهاجم فيه فأر سادي الركاب الأبرياء على متن عبّارة.
وقال مخرج فيلم Mickey's Mouse Trap جيمي بيلي في مقطع دعائي نُشر على يوتيوب "أردنا فقط الاستمتاع بالأمر برمته"، مضيفاً "إنه ميكي من فيلم Steamboat Willie يقتل الناس. هذا سخيف".
ومن المقرر عرض فيلم الرعب منخفض الميزانية هذا في مارس.
من جانبه، قال المخرج ستيفن لامورتي، المعروف بـ"ذي مين وان" The Mean One، وهو فيلم رعب طُرح في 2022 مستوحى من فيلم "ذي غرينش"، لمجلة فراييتي إنه يعمل على "نسخة ملتوية" لميكي، في فيلم لم يختر له عنواناً بعد.
وقال المخرج في بيان "لقد نشر فيلم +ستيمبوت ويلي+ الفرح للأجيال، ولكن تحت هذا المظهر الخارجي المبهج ثمة إمكانات لرعب صاف وفوضوي".
ويذكّر المشروعان بفيلم "ويني ذي بوه: بلاد أند هاني" ("Winnie-the-Pooh: Blood and Honey")، وهو إنتاج مستقل أثار ضجة كبيرة بعد انتهاء حقوق المؤلف لأولى كتب شخصية الدب ويني.
ومع ذلك، يدرك جميع العاملين في القطاع أنّ ديزني تراقب عن كثب التعديلات التي ستضاف إلى شخصيتها، ولن تتردد في الاستعانة بمحاميها إذا تجاوز أحدهم الحدود في هذا المجال.
وفي بيان لوكالة فرانس برس، أكدت شركة ديزني المتعددة الجنسيات أنها "تواصل حماية حقوقها في الإصدارات الأحدث من ميكي والأعمال الأخرى التي تظل محمية بموجب حقوق الطبع والنشر".
لكن لامورتي لا يبدو قلقاً من أي لعبة قط وفأر في هذا المجال.
وهو قال لمجلة فراييتي "نحن نحاول التأكد من عدم وجود شك أو ارتباك حول ما نقوم به"، مضيفاً "هذه نسختنا من شخصية باتت جزءاً من المجال العام".
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: ميكي
إقرأ أيضاً:
إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون حين يصبح المقاوم متهماً.. ومن سلم مفاتيح بلده بطلاً
في زمن انقلبت فيه المفاهيم، صار بعض العرب والمسلمين يُعَيِّرون (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) بما تعرضت له من اختراقات، وكأنهم وجدوا في ذلك فرصة للطعن والتشويه، لا للتحليل الواعي أو النقد البنّاء.. ولكن لنسأل أنفسنا من المخترق فعلاً، ومن الذي سلم بلاده وأمته بأكملها لأعداء الإسلام…
الحملة الممنهجة التي تُشن على إيران ليست جديدة، لكن اللافت أن من يهاجمها اليوم لا يفعل ذلك من باب الغيرة على الأمة، بل من باب تبني رواية الأعداء أنفسهم، فهم يرددون عبارات صهيونية وأمريكية خالصة، يستخدمون نفس اللغة، ويهاجمون نفس العدو، أي كل من يرفض التطبيع ويقاوم الهيمنة ويقف في صف قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
نعم إيران كأي دولة قد تتعرض لمحاولات اختراق أمني أو سياسي أو إعلامي، وهذا طبيعي في ظل الحصار والتآمر المتواصل ضدها، لكنها لم تخنع ولم ترفع الراية البيضاء، ولم تسلم ثرواتها أو قراراتها السيادية للصهاينة أو الأمريكان .
فهي حتى اليوم لا تعترف بالكيان الصهيوني، وتدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، وتعد الدولة الوحيدة التي تمنع وجود سفارة أمريكية أو صهيونية على أراضيها، ولا تزال تدفع ثمن هذا الموقف من دماء علمائها واقتصادها وسمعتها التي تتعرض لحملات التشويه ليلاً ونهاراً .
في المقابل من يعيرون إيران بالاختراق هم من يعيشون في دول مخترقة حتى نخاعها سياسياً وأمنياً وإعلامياً وثقافياً، بل إن بعض الأنظمة العربية تحكمها أدوات مباشرة تابعة للموساد والمخابرات الأمريكية، وتعمل ليل نهار على قمع شعوبها وملاحقة كل من ينبس ببنت شفه ضد الاحتلال أو الهيمنة ..
وهنا تحديدا تكمن المفارقة العميقة …
إذا تأملنا الواقع بعمق سنجد أن الخرق الأخطر الذي أصاب الأمة لم يكن في جغرافيا الدول بل في عقول وقلوب كثير من العرب والمسلمين حيث باتوا يتبنون خطاب الأعداء ويرددون روايات الصهاينة وأدوات الهيمنة الأمريكية ويهاجمون كل من يرفع راية المقاومة ويشوهونه إعلاميا وسياسيا بكل وسيلة ممكنة، هذا هو الاختراق الحقيقي حين يعاد تشكيل وعي الأمة بما يخدم مشروع العدو ويصبح الطعن في المقاومين أشرف من الوقوف معهم .
إن الاختراق الأخطر ليس أن يتسلل جاسوس إلى منشأة بل أن يتسلل العدو إلى العقول والقلوب ليجعلنا نحتقر من يقاوم ونعظم من يخنع، وما يجري اليوم من حملات ضد محور المقاومة هو نتاج هذا الاختراق العميق الذي رعته أجهزة إعلام عربية بأموال عربية لخدمة المشروع الصهيوني بالكامل ..
وبدلا من هذه السجالات العقيمة.. فإن المطلوب اليوم هو نقاش جاد وموضوعي بين أبناء الأمة الإسلامية حول أسباب الاختراقات وآليات الصمود وسبل التحرر من التبعية، لا أن نشارك الأعداء في حفلات جلد الذات وطعن المقاومين .
في النهاية … الكرامة لا تعني عدم التعرض للخطر بل تعني الوقوف بشموخ رغم كل العواصف، وإيران رغم كل ما يقال ويشن عليها لا تزال واقفة لا تعترف بالكيان ولا تساوم على فلسطين، وهذا وحده كاف لتعرف من يقف في صف الأمة ومن يبيعها بثمن بخس.