إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون حين يصبح المقاوم متهماً.. ومن سلم مفاتيح بلده بطلاً
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في زمن انقلبت فيه المفاهيم، صار بعض العرب والمسلمين يُعَيِّرون (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) بما تعرضت له من اختراقات، وكأنهم وجدوا في ذلك فرصة للطعن والتشويه، لا للتحليل الواعي أو النقد البنّاء.. ولكن لنسأل أنفسنا من المخترق فعلاً، ومن الذي سلم بلاده وأمته بأكملها لأعداء الإسلام…
الحملة الممنهجة التي تُشن على إيران ليست جديدة، لكن اللافت أن من يهاجمها اليوم لا يفعل ذلك من باب الغيرة على الأمة، بل من باب تبني رواية الأعداء أنفسهم، فهم يرددون عبارات صهيونية وأمريكية خالصة، يستخدمون نفس اللغة، ويهاجمون نفس العدو، أي كل من يرفض التطبيع ويقاوم الهيمنة ويقف في صف قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
نعم إيران كأي دولة قد تتعرض لمحاولات اختراق أمني أو سياسي أو إعلامي، وهذا طبيعي في ظل الحصار والتآمر المتواصل ضدها، لكنها لم تخنع ولم ترفع الراية البيضاء، ولم تسلم ثرواتها أو قراراتها السيادية للصهاينة أو الأمريكان .
فهي حتى اليوم لا تعترف بالكيان الصهيوني، وتدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، وتعد الدولة الوحيدة التي تمنع وجود سفارة أمريكية أو صهيونية على أراضيها، ولا تزال تدفع ثمن هذا الموقف من دماء علمائها واقتصادها وسمعتها التي تتعرض لحملات التشويه ليلاً ونهاراً .
في المقابل من يعيرون إيران بالاختراق هم من يعيشون في دول مخترقة حتى نخاعها سياسياً وأمنياً وإعلامياً وثقافياً، بل إن بعض الأنظمة العربية تحكمها أدوات مباشرة تابعة للموساد والمخابرات الأمريكية، وتعمل ليل نهار على قمع شعوبها وملاحقة كل من ينبس ببنت شفه ضد الاحتلال أو الهيمنة ..
وهنا تحديدا تكمن المفارقة العميقة …
إذا تأملنا الواقع بعمق سنجد أن الخرق الأخطر الذي أصاب الأمة لم يكن في جغرافيا الدول بل في عقول وقلوب كثير من العرب والمسلمين حيث باتوا يتبنون خطاب الأعداء ويرددون روايات الصهاينة وأدوات الهيمنة الأمريكية ويهاجمون كل من يرفع راية المقاومة ويشوهونه إعلاميا وسياسيا بكل وسيلة ممكنة، هذا هو الاختراق الحقيقي حين يعاد تشكيل وعي الأمة بما يخدم مشروع العدو ويصبح الطعن في المقاومين أشرف من الوقوف معهم .
إن الاختراق الأخطر ليس أن يتسلل جاسوس إلى منشأة بل أن يتسلل العدو إلى العقول والقلوب ليجعلنا نحتقر من يقاوم ونعظم من يخنع، وما يجري اليوم من حملات ضد محور المقاومة هو نتاج هذا الاختراق العميق الذي رعته أجهزة إعلام عربية بأموال عربية لخدمة المشروع الصهيوني بالكامل ..
وبدلا من هذه السجالات العقيمة.. فإن المطلوب اليوم هو نقاش جاد وموضوعي بين أبناء الأمة الإسلامية حول أسباب الاختراقات وآليات الصمود وسبل التحرر من التبعية، لا أن نشارك الأعداء في حفلات جلد الذات وطعن المقاومين .
في النهاية … الكرامة لا تعني عدم التعرض للخطر بل تعني الوقوف بشموخ رغم كل العواصف، وإيران رغم كل ما يقال ويشن عليها لا تزال واقفة لا تعترف بالكيان ولا تساوم على فلسطين، وهذا وحده كاف لتعرف من يقف في صف الأمة ومن يبيعها بثمن بخس.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمى لمكافحة المخدرات.. ضبط 298 متهماً وكميات ضخمة من الكيف
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تُجدد وزارة الداخلية عهدها لمواجهة آفة المخدرات بكل حسم، عبر جهود أمنية، وتوعية، وتأهيلية متوازنة، تدعمها أحدث الإحصائيات والأرقام التي تعكس حجم المواجهة الفعالة على الأرض.
تُواصل الأجهزة الأمنية حملاتها المكثفة على مستوى الجمهورية، وقد أسفرت فقط خلال 24 ساعة عن ضبط 260 قضية مخدرات تضم 298 متهماً، تم خلالها حجز كميات ضخمة من المواد، شملت أكثر من 264 كجم حشيش، و33 كجم إستروكس، و30 كجم بانجو، و28 كجم هيدرو، و24 كجم شابو، إضافة إلى 19 كجم هيروين، و13 كجم آيس، و8 كجم بودر، و300 جم أفيون، و1175 قرص مخدر .
وتكشف هذه الأرقام عن حجم التهديد المتعدد المصادر، وهو ما يتطلب تكثيف العمل الأمني والتكنولوجي، كما صرح اللواء جاد بتشكيل فرق متخصصة في التعامل مع شبكات الترويج عبر تطبيقات مشفّرة ومنصّات التواصل .
على المستوى السنوي، نجحت الوزارة في ضبط كميات هائلة خلال النصف الأول من عام 2024، تضمنت 550 كجم كوكايين، و9.5 طن حشيش، و12.5 مليون قرص كبتاجون، و3 ملايين قرص ترامادول، و46 كجم بودر، و2.5 كجم آيس، لتصل القيمة المالية لتلك المضبوطات إلى نحو 3.5 مليار جنيه .
لا يقتصر الدور على ضبط المتاجرين فقط، بل امتد إلى كسر جذور الطلب عبر التوعية المجتمعية ومجابهة ظاهرة التعاطي.
بيّنت تقارير إعلامية أنه تم فحص سائقي المركبات على الطرق السريعة، ولا سيما سائقي حافلات المدارس، فكانت نسبة الإيجابية للتعاطي منخفضة للغاية مقارنة بالماضي، حيث وصلت إلى 0.6% مقابل 12% عام 2017 .
كما نظمت الوزارة لقاءات مفتوحة مع طلاب المدارس والجامعات بمختلف المحافظات، لتعريفهم بأخطار المخدرات المستحدثة وطرق الوقاية، بالتوازي مع عروض لجهود الداخلية في ضبط المتهمين وتوعية الشباب .
ولم تغفل وزارة الداخلية الجانب الإنساني، فكرّمت المتعافين من الإدمان وقدمت لهم دعماً، بحضور قيادات أمنية وشخصيات عامة.
ترسّخت الإجراءات داخل إطلاع استراتيجي متكامل يمتد من عام 2024 حتى 2028، شمل مشاركة واسعة من مؤسسات الدولة والهيئات الدولية، بهدف خفض العرض والطلب، وتوسع مراكز العلاج من 12 إلى 33 مركزاً في 19 محافظة، لخدمة نحو 170 ألف مستفيد سنويًا بحوافز تعليمية وتدريبية مرتبطة بفرص عمل .
في ظل التحديات المتزايدة لا سيما ترويج المواد المخدرة عبر الحدود ووسائل التواصل الرقمي، والعمل في دول الجوار، يتجلى نجاح وزارة الداخلية في مواجهة جرائم غسيل الأموال المرتبطة بالمخدرات، عبر تعاون أمني دولي، بما جيّدًا من استراتيجيات إحكام الرقابة على المنافذ ومتابعة شبكات التهريب والمنشأ الكيميائي للمخدرات الصناعية .
هذه الجهود المتوازنة بين الأمن، والعلاج، والتوعية، تؤكد عزم الوزارة على مواجهة آفة المخدرات بصرامة وطنية، مستندة على بيانات دقيقة وتنفيذ واقعي، وليست مجرد خطابات رمزية.
ومع يوم عالمي لمكافحة المخدرات، تواصل الأجهزة الأمنية تعزيز دورها، مدعومة بسن القوانين، واستراتيجيات متطورة، وإشراك المجتمع في المواجهة.
مشاركة