#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه
ربما حق للمرء أن يتساءل: ألا يشعر سياسيو الغرب بأدنى درجات الخجل وهم يمارسون النفاق المفضوح؟.
لقد قدمت ردود فعلهم على الحادثة الجبانة باغتيال شهيد الأمة (العاروري) دليلا آخر يضاف الى آلاف الأدلة السابقة على مدى الحقد الدفين الذي يكنونه لأمتنا، فلا يمكن للمرء أن ينسى كيف احتشدوا كلهم في مسيرة باريس للتنديد باغتيال صحفي تافه في باريس جزاء قيامه بفعله الحقير بحق أشرف خلق الله.
أليس الاغتيال هو أوضح صورة للإرهاب؟.. فلماذا لم نسمع إدانة واحدة منهم أو من عملائهم العرب؟
ألا يعتبر ذلك برهانا على أن الإرهاب صفة مخصصة فقط لوصم المسلمين بها؟.
وبماذا سيرد أولئك الذين هم من أبناء جلدتنا وتجندوا في الحملة الأمريكية على الإرهاب، وقاتلوا تحت راية تلك الحرب وكأنها حربهم؟.. ألا يعني ذلك أنهم إما عملاء مأجورون على خدماتهم، أو أنهم ينتمون الى المنافقين التاريخيين الذين دائما ما يحالفون الغزاة على الأمة، فإن لم يكونوا منتمين كلهم الى سلالة بني قينقاع بالانتساب بالدم، ويتخفون بأسماء إسلامية، فهم بأغلبهم منتمون لفكرهم الحاقد على منهج الله.
قد لا يعلم أولئك الفرحون بمصاب الأمة بسقوط الشهيد تلو الشهيد، بأن فرحتهم لا معنى لها، فلن تتأثر الحركة الجهادية، فكل قائد يتلوه قائد، وأن هذا هو قدر أمة اتبعت الهدى، واختارت الدفاع عنه.
قالت أم الشهيد أن هذا هو ما كان يسعى له، وذلك ليس ادعاء أو مكابرة، بل حقيقة راسخة في نفس المؤمن المجاهد الذي اختار طوعا القتال في سبيل الله، ليس بضغط من أحد ولا بدافع كسب المال، بل لأنه شرى نفسه لله إيمانا واحتسابا: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” [التوبة:111]، والفوزعظيم لأن تجارته رابحة في كلتي النتيجتين، النصر أو الاستشهاد، وهو مؤكد مضمون، لأنه وعد من الله.
من سوء حظ أعداء منهج الله أنهم لا يعرفون هذه الحقيقة، فهم لانغماسهم في تكريس حياتهم كلها للمتع وإشباع الرغبات، صارت نفوسهم مستعبدة للطمع بالكسب بلا حدود، فهم يعلمون أن أعمارهم محدودة، وليس لهم أية قناعة بأن لهم نصيب فيما بعد الموت، لذلك هم يخشون الموت ويفرون منه.
هنا يتجلى الفارق في الإقدام، بين من يقاتل لا يخشى الموت، لإنه رابح ان انتصر أو قتل، وبين يحرص على النجاة من الموت لأن فيه خسارة محتومة، وربحه لا يتحقق إلا في بقائه حيّاً، من هنا وصفهم تعالى “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ” [البقرة:96]، ونلاحظ هنا أن الله تعالى لم يقل (على الحياة) مُعرّفة، بل بالتنكير للدلالة الى أنهم يحرصون على البقاء أحياء مهما كانت: كريمة أم ذليلة، غالبين أم مغلوبين، لأن البديل وهو الموت يعني العدم بالنسبة لمن لا يؤمن باليوم الآخر، أو الانتقال للعذاب المقيم لمن يؤمن بالله لكنه يكذب بالدين.
السؤال طالما أن الأمور واضحة بهذه الدرجة.. فلماذا يُصر المعادون لمنهج الله على ضلالهم، فلا هم تاركي الناس لشأنهم، يتبعه من يشاء ويعرض عنه من يشاء، بل يبذلون جهودا محمومة للصد عنه، وينفقون أموالا طائلة في محاربته!؟.
ذلك من حكمة الله وعدله في تصريف شؤون البشر، فلأنه أتاح لهم حرية الإختيار بين أحد النجدين: الهدى أو الضلالة، وبما أن اتباع الهدى مكلف مجهد للنفس، بعكس الضلالة التي لا تحمل فيها النفس ما يشق عليها، فمن العدل أن يفرق في العاقبة بين متبع الخيارين.
لذلك من اختار العمى على الهدى، يعاقبه عقوبة دنيوية ، فيحرمه من فرصة نوال رحمته بالتوبة قبل الموت، بأن يزين له عمله، فيوغل في ضلالته، ليلقى عاقبتها في الآخرة.
ولذلك نعت الله هؤلاء في سورة الحشر بأنهم لا يفقهون كونهم يخشون قتال المسلمين أكثر من خشيتهم الله وعذابه، وفي الآية التي تليها بأنهم لا يعقلون، كونهم لا يقاتلون المسلمين الا من وراء حصون أو جدر.
وذلك تفسير غباء اختيارهم رغم ذكائهم في نيل المكاسب.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وراء الحدث
إقرأ أيضاً:
انطلاق بطولة إفريقيا للمضمار بمنافسات الباراسيكل بمشاركة 4 دول
تنطلق مساء اليوم الأحد منافسات البطولة الإفريقية لمضمار الدراجات، التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 11 وحتى 16 مايو الجاري، بمشاركة 13 دولة، وهي: مصر، تونس، الجزائر، جنوب إفريقيا، سيشل، نيجيريا، بوروندي، بوركينا فاسو، كينيا، بنين، كوت ديفوار، وأوغندا.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة العليا المنظمة للبطولة، برئاسة الكابتن أيمن علي حسن، الاجتماع الفني لوضع اللمسات النهائية قبل انطلاق الحدث الإفريقي.
وأكد الكابتن أيمن علي حسن، رئيس الاتحاد المصري للدراجات، أن مجلس الإدارة يعمل بكل جدّ، والجميع يسعى لنجاح هذا الحدث وظهور مصر بصورة مشرفة، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به الاتحاد من قبل الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.
وكشف رئيس الاتحاد أن المنافسات ستبدأ ببطولة الباراسيكل مساء اليوم الأحد، بمشاركة أربع دول، هي: كينيا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، بالإضافة إلى مصر الدولة المستضيفة.
واختتم أيمن علي حسن تصريحاته بالتأكيد على جاهزية منتخب مصر قبل انطلاق البطولة، مشيرًا إلى أن الهدف هو الفوز باللقب، خاصة بعد النجاح في استضافة البطولة العربية للدراجات قبل أسابيع قليلة، وتحقيق نتائج مميزة للمنتخب المصري.
من جانبه، أكد أحمد بدير، عضو مجلس إدارة اتحاد الدراجات ومدير بطولة إفريقيا للباراسيكل، أن اللجنة المنظمة للبطولة على أتم الاستعداد لاستضافة هذا الحدث الكبير.
وأضاف بدير أن البطولة ستكون ناجحة نظرًا للجهود المبذولة من جانب الاتحاد المصري، بقيادة الكابتن أيمن علي حسن، وكذلك اهتمام الوزارة بقيادة الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.
واختتم أحمد بدير تصريحاته بالتأكيد على أن التوجهات السياسية والاهتمام بالرياضات البارالمبية من أهم الأسباب وراء استضافة وتنظيم بطولة الباراسيكل بالقاهرة.