إسرائيل تجدد تعهدها بتغيير الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إن "النافذة الزمنية لحل سياسي مع حزب الله قصيرة"، زاعما أن دولته "ملتزمة بتغيير الوضع الأمني عند الحدود".
جاء ذلك خلال لقائه في تل أبيب مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي عاموس هوخشتاين، الخميس.
وأضاف غالانت أن "إسرائيل تفضل حلّ المواجهة العسكرية مع حزب الله بطرق سياسية، لكن النافذة الزمنية لإمكانية كهذه قصيرة".
وتابع أنه يقدر دعم الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس جو بايدن، وشكر هوخشتاين على "التزامهما بأمن إسرائيل وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، حسب بيان صادر عن مكتب غالانت.
وحضر اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، كل من رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، وسفير إسرائيل في واشنطن، مايك هرتسوغ، وقائد الدائرة الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، بيني غال، ومسؤولون آخرون في جهاز الأمن الإسرائيلي.
وتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، الخميس، إطلاق النار، إذ قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف عدة بلدات في جنوبي لبنان، كما استهدفت مواقع بقصف نفّذته الطائرات الحربية، فيما استهدف حزب الله مواقع وقوات إسرائيلية في المنطقة الحدودية.
اقرأ أيضاً
جالانت يهدد حزب الله بتدمير لبنان
ودوت صافرات الإنذار، الخميس، في مناطق بالجليل الأعلى على الحدود مع القطاع الشرقي من جنوبي لبنان، في وقت تشهد الحدود مع لبنان تأهبا إسرائيليا عقب اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في جنوب بيروت.
وذكر الجيش الإسرائيليّ أن طائراته الحربية قصفت "نقطتي مراقبة وبنى تحتية تابعة حزب الله" في منطقة مارون الراس ومنطقة يارون بجنوبي لبنان. كما أعلن مهاجمة "خليّة مضادة للدبابات، رصدتها في المنطقة"، واستهداف ما وصفه بـ"التهديد" في منطقة عيتا الشعب.
وكان الجيش الإسرائيلي رفع في اليومين الماضيين جاهزيته عند الحدود اللبنانية تحسبا لرد "حزب الله" على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
و"تضامنا مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي، قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس، 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
جالانت خلال لقائه جوتيريش: احتمالات المواجهة مع لبنان تتصاعد
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غالانت لبنان جنوب لبنان حزب الله إسرائيل الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
أحمد عاطف (بيروت)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومحللون على أن بناء جدار خرساني إسرائيلي داخل أراضٍ لبنانية يمثل أخطر خرق للخط الأزرق منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن هذا التطور يضع قوات «اليونيفيل» أمام اختبار صعب، وسط محدودية صلاحياتها وغياب توافق دولي يسمح لها باتخاذ خطوات فعّالة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السعي الإسرائيلي عبر هذا التحرك يهدف إلى فرض أمر واقع جديد على الحدود، في ظل ظروف داخلية لبنانية معقدة، وانشغال القوى الكبرى بأولويات أخرى.
وندد الباحث السياسي، حكمت شحرور، بالتصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف محدود لقوات «اليونيفيل» ذاتها، التي تحول دورها تدريجياً إلى مراقب وناقل للشكوى من دون قدرة عملية على الرد، لافتاً إلى أن خطوة بناء الجدار تُعد الأكثر جرأة، إذ إن تشييد جدار إسمنتي داخل الحدود الرسمية يُعيد ملف الترسيم إلى المربع الأول، ويعكس محاولة واضحة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
وقال شحرور، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذا المسار يكشف الانتقاص من دور «اليونيفيل»، التي تجد نفسها الآن في حالة حرجة، خصوصاً في ظل تباين مواقف القوى المؤثرة، فبينما تتولى فرنسا مهمة الدفاع السياسي عن عمل القوات الدولية، تلعب الولايات المتحدة دور الغطاء الدولي للتحركات الأخرى، مضيفاً أن فعالية «اليونيفيل» تتراجع تدريجياً، وباتت بحاجة إلى دعم وتوافق دوليين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، عبدالله نعمة، أن التصرف الخاص ببناء الجدار يُعد خارج حدود الشرعية الدولية، مستشهداً بخروقات إسرائيلية متكررة للخط الأزرق وتقدّمها داخل الأراضي اللبنانية سابقاً، مشيراً إلى أن الجدار الجديد يثير مخاوف من محاولة تثبيت أمر واقع يشمل توسيع السيطرة إلى عمق الجنوب اللبناني.
وأوضح نعمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن قوات «اليونيفيل» تدين الاعتداءات وترفع تقارير دورية، لكنها غير قادرة على الردع العملي، موضحاً أن الاعتداءات السابقة عليها، بما فيها استهداف مباشر لآلياتها، تكشف محدودية هامش تحركها، مؤكداً أن التمديد المقبل لولاية «اليونيفيل» قد يفتح نقاشاً واسعاً حول جدوى مهامها في ظل الوضع القائم.
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، أن مهمة «اليونيفيل» منذ إنشائها تقوم على مراقبة الخروقات وتقديم تقارير دورية، وليست قوة فصل وفق الفصل السابع، وبالتالي فإن صلاحياتها لا تمكّنها من منع التحركات الإسرائيلية بالقوة.
وأوضح العزي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تشييد الجدار داخل الأراضي اللبنانية يمثل اختراقاً فعلياً للحدود وتثبيتاً لمنطقة عازلة جديدة، لافتاً إلى تنفذ هذه الخطوة ضمن استراتيجية تقوم على الضربات الاستباقية ومنع أي إمكانية لفتح أنفاق أو تنفيذ عمليات عبر الحدود، في سياق إعادة رسم خطوط اشتباك جديدة بعد حرب غزة.
وأشار إلى أن الجدار سيُشكّل محطة خلاف طويلة بين لبنان وإسرائيل، لأنه يضيف نقطة نزاع جديدة إلى ملف الترسيم، الذي لا يزال يضم 13 نقطة خلافية، بالإضافة إلى النقاط الخمس التي تعتبرها بيروت محتلة، منوهاً بأن الخطوة الإسرائيلية قد تستهدف عملياً إفشال دور القوات الدولية، عبر وضعها بين ضغطين.