بوابة الوفد:
2025-10-16@13:22:42 GMT

أذكر فلسطين التى ارتضيتها محلاً لميلادك

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

فى ميلاد المسيح تتأمل فى نجم المشرق الذى فاق نور الشمس المشرقة بلمعانه، وأضاء وقت النهار حتى وصل المجوس إلى حيث كان المذود.. وللتأمل فى العجائب السمائية التى جعلت يوم الميلاد أزهى الأيام وأحلى الأعياد وأكثرها تألقاً، فأشرق بنوره وبدد ظلمات الجهل التى تخبطت بها البشرية قروناً وأحست النفس أنها أفلتت من عقاب الخطية.

أمام المذود نتأمل فى مسيح المحبة ما اعجبه!! المجوس كانوا ينتظرونه بسهر الليالى والكل نائم حتى فى النهار، وأمامك يا سيدى أقدم فمى ولسانى ليسبحاك بلا فتور ونناجى الإنسانية أن تفتح قلبها وتنعم بهذا اللحن الملائكى الرائع «الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعالِى، وَعَلَى الْأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّة «لو ١٤:٢».

ونناجيك يا طفل المذود لكى تطمئن قلوبنا بصوتك الحنون وأن تملأنا فرحاً وتغمرنا بسلام الروح وتنعم على البشرية جمعاء بهدوء الفكر وراحة الضمير ونسألك أن تبطل الحروب وأن تزيل عنا الهموم. أيها الطفل الوديع الجميل والبسيط ولدت من عذراء فى مذود حقير وتركت عرش مجدك السماوى، فعلمتنا أن الاتضاع فضيلة وليس رذيلة وأن حبك عجيب فريد أعظم تفسير له أنه لا يفسر! فيا طفل المغارة الوديع أجعلنى اميناً فأنا أمام المذود عرفت معنى الحياة لأنى رأيتك شمس البر الذى ينير قلبى. أن من يراك يقف أمامك مذهولاً ومن يكلمك لا يجد ما يقول، والتأمل فى جمالك يحير العقول! حياتك تسكت الأدباء ولغتك السمائية تذهل الشعراء.. ومعجزاتك الباهرة تربك العلماء وعيناك يشع منها بريق النور العجيب، ويداك تمتدان للمعوزين بالخير وقدماك تسرعان بخير للفقراء فأنت محبوب وحلو يا يسوع. عجيب أنت حقاً فقد أخليت ذاتك فى ميلادك ونزلت إلى العالم هادئاً بدون ضجة ودخلته فى خفاء لم يشعر به أحد وولدت فى يوم مجهول وأتيت فى صمت بعيداً عن كل مظاهر الترحيب وجئت فى إخلاء عجيب للذات، فكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين ثم المجوس. احتملت ضعف البشرية وأنت المنزه عن كل ضعف حقاً أنك الوحيد الذى استطاع أن يغير مجرى التاريخ.. صحيح لم تجد لك فى الموضع منزلاً ولا فى المنزل موضعاً. لكن السماء كلها ارتجت لك. واحتفت بك، لم تعزف لك موسيقى على الأرض، لم تدق لك نواقيس ولا طبول ولكن أجراس السماء دقت لك يا له من لحن عجيب يا لها من أنشودة تفوقت على أعظم لحن فى الوجود. حقيقة أن ميلادك لحن مدهش أنشدته السماء والأرض، حقاً أن ميلادك ميلاد الرحمة والإيثار وميلاد للرفق والإحسان، يا عظيماً فى حكمتك ورائعاً فى قامتك وقديراً فى نعمتك. أسست مملكة خالدة لا تنقرض هى مملكة الحق والعدل والقوة والمجد. أيها الكوكب النورانى يا عجيباً فى كل شىء نتوسل إليك ونرفع قلوبنا لمجدك ونصرخ بقلب واحد: اذكر فلسطين التى ارتضيتها محلاً لميلادك، واحفظ بلادنا الحبيبة مصر التى اخترتها ملاذاً لمجيئك ونحن نثق فيك ونناجيك فمن يقف امامك يصير مذهولاً من قدرتك، ومن يكلمك لا يجد ما يقول.

 

القمص ميخائيل جرجس

وكيل مطرانية حلوان والمعصرة وتوابعهما

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميلاد المسيح وقت النهار

إقرأ أيضاً:

الضابط الذى استشهد واقفًا.. قصة حازم مشعل شهيد الواجب بوادى النطرون

لم يكن اللواء حازم مشعل مجرد رجل أمن يؤدي عمله من خلف مكتب أو بين الأوراق والتقارير، بل كان دائمًا في الميدان وسط زملائه، يشاركهم المسؤولية والمخاطر.

رجلٌ اختار الطريق الأصعب، طريق الواجب حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

في يوم عادي من أيام الخدمة، خرج اللواء حازم عبد الحميد شاكر مشعل مساعد مدير الإدارة العامة للمرور للمنطقة الغربية، لمتابعة تنفيذ الإجراءات المرورية بطريق العلمين الصحراوي.

لم يكن يعلم أن تلك الجولة الروتينية ستكون الأخيرة، على الكيلو 17 من الطريق، وبالتحديد في دائرة مركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، فوجئ سائق ميكروباص بوجود الكمين المروري، فلم يتمكن من التوقف في الوقت المناسب، لتصطدم سيارته باللواء حازم مشعل، ويرحل في لحظة صادمة، شهيدًا أثناء تأدية الواجب.

الخبر وقع كالصاعقة على زملائه، الذين لطالما عرفوه رجلًا لا يعرف التراخي لا يتأخر عن نداء، ولا يختبئ خلف الأوامر.

كان من القادة الذين يفضلون التواجد في الشارع، لا في المكاتب. عُرف بحزمه وهدوئه في الوقت ذاته، وبأخلاقه العالية التي جعلته محبوبًا بين من عملوا معه.

الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر قرارًا جمهوريًا بترقية اسمه استثنائيًا إلى رتبة "لواء مساعد وزير الداخلية"، تقديرًا لتاريخه، وتكريمًا لروحه.

القرار حمل رقم 549 لسنة 2025، ونُشر في الجريدة الرسمية، ليظل اسمه خالدًا في سجل الشرف الوطني.

النيابة باشرت التحقيق، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط السائق، والتحفظ على المركبة.

تفاصيل الحادث كانت موجعة، لكنها لم تُخفِ الحقيقة الأهم: أن مصر تفقد رجالًا من خيرة أبنائها، يضحون بأنفسهم من أجل أن يسود الأمن، ويستتب النظام، ويشعر المواطنون بالأمان.

اللواء حازم مشعل كان نموذجًا لهذا النوع من الرجال، لم يكن يبحث عن التكريم أو الأضواء، بل عن القيام بما يجب، وبما يليق بشرف الزي الذي ارتداه لسنوات.

وعلى مدار مسيرته الأمنية، حقق نجاحات كبيرة في تنظيم الحركة المرورية والسيطرة على العديد من المواقف الطارئة، وكان دائمًا من أوائل من يتواجدون في موقع الحدث.

ورغم أن رحيله كان مفجعًا، فإن سيرته ستبقى في ذاكرة كل من عرفه، وستبقى قصته تذكيرًا بثمن الأمن، وبأن خلف كل لحظة استقرار، هناك من يدفع حياته ثمنًا.


 



مقالات مشابهة

  • الضابط الذى استشهد واقفًا.. قصة حازم مشعل شهيد الواجب بوادى النطرون
  • ده ابننا!
  • التحفظ هو الرد!
  • قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • مصر تصنع السلام
  • مدير ثانوية السروات بالباحة: طلاب المملكة لديهم حس مبادرة وانتماء عجيب للمدرسة
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • السيسي من شرم الشيخ: اتفاق غزة يغلق صفحة أليمة في البشرية