أذكر فلسطين التى ارتضيتها محلاً لميلادك
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
فى ميلاد المسيح تتأمل فى نجم المشرق الذى فاق نور الشمس المشرقة بلمعانه، وأضاء وقت النهار حتى وصل المجوس إلى حيث كان المذود.. وللتأمل فى العجائب السمائية التى جعلت يوم الميلاد أزهى الأيام وأحلى الأعياد وأكثرها تألقاً، فأشرق بنوره وبدد ظلمات الجهل التى تخبطت بها البشرية قروناً وأحست النفس أنها أفلتت من عقاب الخطية.
ونناجيك يا طفل المذود لكى تطمئن قلوبنا بصوتك الحنون وأن تملأنا فرحاً وتغمرنا بسلام الروح وتنعم على البشرية جمعاء بهدوء الفكر وراحة الضمير ونسألك أن تبطل الحروب وأن تزيل عنا الهموم. أيها الطفل الوديع الجميل والبسيط ولدت من عذراء فى مذود حقير وتركت عرش مجدك السماوى، فعلمتنا أن الاتضاع فضيلة وليس رذيلة وأن حبك عجيب فريد أعظم تفسير له أنه لا يفسر! فيا طفل المغارة الوديع أجعلنى اميناً فأنا أمام المذود عرفت معنى الحياة لأنى رأيتك شمس البر الذى ينير قلبى. أن من يراك يقف أمامك مذهولاً ومن يكلمك لا يجد ما يقول، والتأمل فى جمالك يحير العقول! حياتك تسكت الأدباء ولغتك السمائية تذهل الشعراء.. ومعجزاتك الباهرة تربك العلماء وعيناك يشع منها بريق النور العجيب، ويداك تمتدان للمعوزين بالخير وقدماك تسرعان بخير للفقراء فأنت محبوب وحلو يا يسوع. عجيب أنت حقاً فقد أخليت ذاتك فى ميلادك ونزلت إلى العالم هادئاً بدون ضجة ودخلته فى خفاء لم يشعر به أحد وولدت فى يوم مجهول وأتيت فى صمت بعيداً عن كل مظاهر الترحيب وجئت فى إخلاء عجيب للذات، فكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين ثم المجوس. احتملت ضعف البشرية وأنت المنزه عن كل ضعف حقاً أنك الوحيد الذى استطاع أن يغير مجرى التاريخ.. صحيح لم تجد لك فى الموضع منزلاً ولا فى المنزل موضعاً. لكن السماء كلها ارتجت لك. واحتفت بك، لم تعزف لك موسيقى على الأرض، لم تدق لك نواقيس ولا طبول ولكن أجراس السماء دقت لك يا له من لحن عجيب يا لها من أنشودة تفوقت على أعظم لحن فى الوجود. حقيقة أن ميلادك لحن مدهش أنشدته السماء والأرض، حقاً أن ميلادك ميلاد الرحمة والإيثار وميلاد للرفق والإحسان، يا عظيماً فى حكمتك ورائعاً فى قامتك وقديراً فى نعمتك. أسست مملكة خالدة لا تنقرض هى مملكة الحق والعدل والقوة والمجد. أيها الكوكب النورانى يا عجيباً فى كل شىء نتوسل إليك ونرفع قلوبنا لمجدك ونصرخ بقلب واحد: اذكر فلسطين التى ارتضيتها محلاً لميلادك، واحفظ بلادنا الحبيبة مصر التى اخترتها ملاذاً لمجيئك ونحن نثق فيك ونناجيك فمن يقف امامك يصير مذهولاً من قدرتك، ومن يكلمك لا يجد ما يقول.
القمص ميخائيل جرجس
وكيل مطرانية حلوان والمعصرة وتوابعهما
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ميلاد المسيح وقت النهار
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
كم من الحنين يجتاح مشاعرى ويهز كيانى كله حينما يصل إلى مسامعى كلمات وصوت مطربينا العظماء وهم يتغنوا بمصر،"مصر التى فى خاطرى وفى دمى- أحبها من كل روح ودمِ" (لأم كلثوم)، وتلك الكلمات العذبة "بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان " (لعبد الحليم حافظ).
هذه الأغانى التى نستمع إليها فى مناسبات وطنية من إذاعة الأغانى والتى أيضًا خصص لها مدة ساعة من الزمن مساء كل سبت من نفس الإذاعة.
لا يمكن التعبير عما يجيش فى النفس حينما إستمع إلى تلك المعزوفات الوطنية الجميلة وأخيرًا وبعد صبر طويل جاء إلينا نبع الخير المصرى بصوت جديد أخرحينما تتغنى بالأغانى الوطنية تقترب من نفس وإحساس المصريين هى الفنانة "شيرين عبد الوهاب" وتلك الأغانى التى بدأت سلستها " ما شربتش من نيلها، ما مشيتش فى شوارعها "
تلك الأغنية وغيرها مما تقدم هذه الشابة المصرية الصوت والشكل والروح، أيضًا تقترب بنا إلى مرفأ نفس المشاعر والأحاسيس التى تفجرها الأصوات القديمة لعبد الوهاب ومحمد فوزى وعبد المطلب وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة (أطال الله عمرها).
نحن فى أشد الإحتياج لظهور منظمى كلمات وطنية وملحنين لديهم الحس بالكلمة ومعناها وفوق ذلك مطرب وليس مؤدى لكى يجعل من تلك الكلمات ترياق للحياة، ويجعل من تلك النغمات دقات لقلوب المصريين.
ولسنا فى إحتياج لهياج أو صريخ أو نداء على الوطن البعيد، الغائب ولكن نحتاج لمناجاة الوطن والتعبير عنه فى "حسن الأداء وإتقان العمل وتعميق الإنتماء للبلد والغيرة عليه، هذا كله بعيد عن السياسة وعن الأحزاب وعن الأيدولوجيات حيث مصر هى الأم وهى المرجع وهى الوطن الذى نحيا فيه ونحيا له ونتغنى به ونعشقه ونشتاق إليه فى الغربة عنه، حتى ولو كانت غربة مؤقتة لزيارة أو سياحة أو حتى للإستشفاء فالعودة للوطن بكل ما فيه من سلبيات -والفارق بين ما نراه خارجه وما نشاهده ونعايشه فى أرجائه، لا يعوضنا شيىء فى حبه، هذا الوطن ونحن نتغنى به نحتاج لمن يدير مرافقه وشئونه لديه نفس الإحساس الذى تجيش به مشاعرنا وأعتقد فى كثير من الأحيان حينما أشاهد مسئولًا متقاعسًا أو كسولًا أو غبيًا عن خدمة هذا الوطن، أعتقد بأنه ينقصه بيولوجيًا شيئًا هامًا، ينقصه الإحساس بالوطن، وأعتقد بل أجزم بأنه لا يستشعر ما نستشعره حينما نستمع لأغنية مثل "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى – وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى – أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قواعد عقدى " رحم الله حافظ إبراهيم والسنباطى وأم كلثوم".
أ.د/حماد عبد الله حماد
Hammad [email protected]