التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زعيمي تركيا واليونان، في أولى محطات مهمته الدبلوماسية الأحدث في الشرق الأوسط في خضم تزايد المخاوف من أن حرب إسرائيل على غزة قد تتوسع.

بلينكن يصل اسطنبول في محطة أولى ضمن جولته في المنطقة صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 22722 "من أجل إسرائيل".

. مايك بنس يوقّع على قذيفة مدفعية قبل إطلاقها نحو لبنان (صور) شكري يبحث مع نظيرته الفرنسية الأوضاع في قطاع غزة

وفي إطار جولة تستغرق أسبوعا وتهدف إلى تخفيف التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، التقى بلينكن اليوم السبت، بزعماء تركيا واليونان.

واستهل بلينكن محادثاته بالاجتماع مع نظيره التركي هاكان فيدان في اسطنبول.

في هذا السياق، قالت وزارة الخارجية التركية إن الوزيرين ناقشا الحرب في غزة والأزمة الإنسانية وعملية تصديق تركيا لطلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وتأتي جولة بلينكن، وهي الرابعة من نوعها خلال ثلاثة أشهر، في حين فرضت التطورات في لبنان وشمال إسرائيل والبحر الأحمر والعراق ضغوطا شديدة على ما كان بمثابة حملة أمريكية ناجحة بشكل متواضع لمنع اندلاع صراع إقليمي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأجرى بلينكن محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان في إسطنبول حول ما يمكن أن تفعله تركيا وآخرون لممارسة النفوذ، خاصة على إيران ووكلائها لتخفيف حدة التوترات وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة والبدء في التخطيط لإعادة الإعمار والحكم في غزة ما بعد الحرب، حيث تحول معظم الأراضي إلى أنقاض بسبب القصف الإسرائيلي.

كما توقف بلينكن في وقت لاحق في خانيا، وهي مدينة ساحلية على جزيرة كريت في البحر المتوسط، لمقابلة رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مقر إقامته.

المصدر: أ ب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن اسطنبول الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب حركة حماس رجب طيب أردوغان طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • إطلاق أول منصة ومركز للفنون في الشرق الأوسط للفنانين ذوي الإعاقة
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • أخبار العالم | زلزال يهز تركيا واليونان.. وتصعيد دموي في غزة .. وتوقعات بضربة انتقامية روسية لأوكرانيا
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • متحدث الخارجية: إسرائيل الوحيدة الغير منضمه لمعاهدة منع انتشار السلاح النووي
  • خبير عسكري: هذا ما تريده إسرائيل من توسيع نطاق عمليتها في غزة
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • حزب الوعي يؤيد مطالبة وزير الخارجية إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي
  • مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة
  • وزير المالية يستقبل بعثة فنية من صندوق النقد الدولي في إطار الدعم الفني وتقديم المشورة