مع دخول الحرب مرحلة جديدة.. هل لا تزال إسرائيل تريد تدمير حماس؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
في أعقاب السابع من أكتوبر، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى الإسرائليين المفجوعين من الهجوم الذي شنته حماس، مقدما وعودا باستخدام الجيش الإسرائيلي "لكل قوته من أجل تدمير الحركة".
اليوم، وبعد ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب، يظهر أن جيش الدفاع الإسرائيلي ينتقل نحو "مرحلة جديدة" من حربه على الحركة المسلحة في غزة، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن"، أوضحت فيه أن مؤشرات توحي على أن "أهداف القوات الإسرائيلية تتغير أيضا".
وقال بلال صعب، الزميل المساعد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس"، للشبكة، إن "السجل المحقق لا يتواءم مع الحملات العسكرية التي تسعى إلى القضاء على حركة عسكرية سياسية متجذرة بعمق"، مشيرا إلى أن "قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك جيدا أن أقصى ما يمكنها فعله هو الإخلال الشديد بالقدرات العسكرية للحركة وليس القضاء عليها نهائيا".
وحققت إسرائيل بعض النجاحات في هذا الصدد، وفقا لـ"سي ان ان"، التي ذكرت أن قواتها تزعم أنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس، بما في ذلك بعض الأعضاء رفيعي المستوى، وفككت بعض أجزاء شبكة الأنفاق الشاسعة التابعة للحركة تحت القطاع.
غير أنها لفتت إلى أن التحديات "لا تزال قائمة" ونهاية الحرب "لا تبدو قريبة"، بعد تأكيدات مسؤولين إسرائيليين من أن حربهم ضد حماس "طويلة" وقد تمتد "حتى عام 2024 وما بعده".
وفي ما تمضي العمليات العسكرية في القطاع، تقول الشبكة، إن حجم الأزمة الإنسانية غير العادية بالقطاع، تتكشف بشكل متزايد أمام المجتمع الدولي في ظل تدهور الأوضاع وتصاعد عدد القتلى المدنيين، ومعها تتصاعد الضغوط من أجل وقف إطلاق النار.
وقال صعب "هناك سباق مع الزمن"، مشيرا إلى أن الأسئلة الرئيسية التي تواجه القيادة الإسرائيلية، هي: "بأي ثمن سيأتي هذا النجاح التكتيكي (تفكيك حماس)، وكم من الوقت يتعين على الإسرائيليين الانتظار لتحقيقه دون أن تتعرض وتعاني من غضب لغضب دولي أكبر؟".
"هدف طموح لكن مستحيل"وكان تدمير حماس - الهدف الذي روج له نتانياهو في 7 أكتوبر "كبيرا ومراوغا"، ووفقا للعديد من المحللين، "مستحيلا".
يقول صعب "هذا النوع من المهام لا يمكن أن يكتمل - لقد رأينا فشله على مر السنين في عدة تجارب".
وبحسب الصحيفة، فإن نفوذ حماس يمتد إلى ما هو أبعد من غزة، مما يعني أن الهزيمة الكاملة للجماعة يبقى "هدفا جد طموح" لإسرائيل، غير أنها أوردت أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قيادة الجيش الإسرائيلي، لا تزال تضع هذا الهدف الشامل على رأس أولوياتها".
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي، أهارون حليفا، استبعد تدمير حماس عند جرده الأهداف عسكرية للحرب في خطاب ألقاه، الخميس.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، النقاب عن خطط للمرحلة التالية من الحرب في غزة، مؤكدا اتباع نهج قتالي جديد في الشمال، والتركيز المستمر على استهداف قادة حماس المشتبه في وجودهم في الأراضي الجنوبية للقطاع".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه "أكمل تفكيك" بنية حماس العسكرية حمس في شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش، دانييل هاغاري للصحفيين، إن المسلحين الفلسطينيين يعملون الآن في المنطقة بشكل متقطع و"بدون قادة"، حسبما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأضاف أن إسرائيل قتلت نحو ثمانية آلاف مقاتل في شمال غزة. وهو رقم قالت كل من شبكة "سي أن أن" وهيئة الإذاعة البريطانية، إنهما لم تستطيعا التحقق منه بشكل مستقل.
وأضاف هاغاري، أن قوات الدفاع الإسرائيلية تركز الآن على تفكيك حماس في جنوب ووسط غزة.
وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة في 7 أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا، واحتُجزوا رهائن ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري، اعتبارا من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22722 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة.
حسابات "المرحلة الجديدة"ومع إعلان المسؤولين العسكريين الإسرائيليين التوجه نحو مرحلة جديدة للحرب، اعتبر يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي وعضو الكنيست السابق عن حزب كاديما، أن هذه المرحلة "ستكون أقل حدة، لكنها ستستغرق المزيد من الوقت”.
وإذا كان الهدف الأكثر واقعية يتلخص في الإضرار الشديد بقدرات حماس القتالية، فإن العديد من المحللين يقولون إنه تم إحراز تقدم ملموس، على هذا المستوى في الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال بليسنر: "إن تعريف النجاح لن يكون القبض على جميع قادة حماس أو قتلهم، ولكن ضمان عدم قدرة الحركة على حكم قطاع غزة بشكل فعال".
وأضاف أن "حماس منظمة مثل الجيش، مع مراكز قيادة وسيطرة وأفواج وألوية. إن هيكل القيادة هذا يتعرض لتحديات خطيرة ويتم تفكيكه".
وكشف الناطق العام باسم الجيش الإسرائيلي، حسبما نقله أفيخاي أدرعي، أن أحد أهداف الحرب هو "تفكيك حركة حماس"، مشيرا إلى أن ذلك يعني "تفكيك قدراتها العسكرية، التي تم بناؤها على مر السنين والتي مكّنت الحركة من ارتكاب المجزرة البشعة يوم السابع من أكتوبر".
وتابع أدرعي في منشور على منصة "اكس"، أنه "إذا أردنا إدراك مغزى العملية العسكرية الجارية في غزة، فيجب علينا فهم طبيعة العدو، أي حماس، وكيفية عمله. تستخدم كتائب حماس منظومة متشعبة من الأنفاق الواقعة تحت الأرض والتي تحتوي على بنى تحتية لإنتاج الوسائل القتالية وغرف عمليات ومقرات قيادة وسيطرة، فضلاً عن وسائل إطلاق القذائف الصاروخية سواء فوق الأرض أو تحتها".
وأورد أن الأنفاق تتيح لعناصر حماس "التنقل بين مناطق مختلفة في القطاع عبر منظومة الأنفاق التي تتيح لهم فرصة القيام بذلك بشكل سري".
#عاجل الناطق العام: إن أحد أهداف الحرب هو تفكيك حركة حماس ويعني الأمر تفكيك قدراتها العسكرية، التي تم بناؤها على مر السنين والتي مكّنت الحركة من ارتكاب المجزرة البشعة يوم السابع من أكتوبر.
???? إذا أردنا إدراك مغزى العملية العسكرية الجارية في غزة، فيجب علينا فهم طبيعة العدو، أي… pic.twitter.com/YbrOLHoTal
وقبل الحرب، كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي، تشير إلى عدد مقاتلي حماس بنحو 30 ألف في غزة.
وكشف الجيش الإسرائيلي لشبكة "سي إن إن" في ديسمبر الماضي، أن مقاتلي الحركة مقسّمون إلى خمسة ألوية، و24 كتيبة وحوالي 140 سرية، ولكل منها قدرات تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وقناصة ومهندسين، ومصفوفات صواريخ وقذائف هاون.
وتعلن القوات الإسرائيلية عن استهداف نظام أنفاق حماس خلال عملياتها بالقطاع.
ونشرت هذا الأسبوع، مقطع فيديو، قالت إنه يظهر تفكيك أحد الأنفاق تحت مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة.
وفي الشهر الماضي، نشرت مقاطع فيديو أخرى، قالت إنها تظهر شبكة من الأنفاق مرتبطة بمساكن ومكاتب كبار قادة حماس، بما في ذلك إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف.
لكن الهدف الأخر الكبير المتمثل في العثور على كبار قادة حماس في غزة، "ما يزال بعيد المنال بالنسبة لإسرائيل حتى الآن"، وفقا للشبكة.
وأكد غالانت ومسؤولون آخرون مرارا وتكرارا على هدف للقضاء على قادة حماس، حيث تعهد وزير الدفاع، في أواخر ديسمبر، بأن السنوار "سيواجه فوهات بنادقنا قريبا".
وفيما أشارت "سي أن أن"، إلى أن من غير المرجح أن تجلب المرحلة الجديدة من الحرب الإسرائيلية الإغاثة للفلسطينيين المحاصرين في غزة، حيث تصاعدت الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، قالت إن نتانياهو قد يكون أكثر ميلاً إلى الخضوع في مواجهة الضغوط الداخلية، التي تصاعدت بشكل خاص بسبب استمرار أسر أكثر من مائة رهينة احتجزتها حماس في السابع من أكتوبر، في المطالبة بإنقاذهم.
وتعتقد إسرائيل أن 25 رهينة لقوا حتفهم وما زالت جثثهم محتجزة في غزة، حسبما أوضح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للشبكة، الجمعة. ويبقى 107 من الرهائن ممن يعتقد أنهم على قيد الحياة في أيدي حماس.
وتظل استعادة هؤلاء الرهائن هدفا في المرحلة الجديدة من الحرب، ولكن الفشل في تحقيق ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تكثيف الضغوط السياسية على رئيس الوزراء الذي تراجعت شعبيته بين الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر.
وقال بليسنر: "منذ اليوم الأول، كان هناك تباين واضح - هناك دعم لأهداف الحرب وللجيش الإسرائيلي، (لكن) الثقة في الحكومة الإسرائيلية في أدنى مستوياتها على الإطلاق. هناك فجوة كبيرة. "
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی السابع من أکتوبر قادة حماس فی شمال حماس فی فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتحار وهروب من الخدمة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي "المصابين نفسيًا" إلى الحرب
الجيش، من جانبه، يرد على التساؤلات حول هذه الظاهرة بعبارات عامة وغامضة، واصفًا الحالات بأنها "معقدة" وغالبًا ما ينفي وجود مؤشرات مسبقة. اعلان
كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأحد، عن أزمة متفاقمة داخل الجيش الإسرائيلي تتمثل في استدعاء جنود يعانون من اضطرابات نفسية حادة إلى صفوف الاحتياط، في محاولة لتعويض النقص في عدد المقاتلين، وهو ما أدى، وفق التقرير، إلى تصاعد مقلق في حالات الانتحار بين صفوفهم.
ووفق مصادر عسكرية نقلت عنها الصحيفة، فإن الجيش يتجنب إجراء فحص نفسي شامل للجنود، خشية أن يكشف ذلك عن حجم الأزمة، ويُظهر أن عدد الجنود القادرين فعليًا على الخدمة القتالية أقل بكثير مما هو معلن.
بحسب التقرير، يخدم حاليًا مئات الجنود المصنفين كمصابين نفسيًا ضمن وحدات الجيش، رغم أن بعضهم يحمل صفة "معاق دائم" نتيجة صدمات تعرضوا لها في جولات قتال سابقة.
ويشير التقرير إلى أن هذا القرار لا ينبع من الجاهزية، بل من الضغط الهائل على الموارد البشرية في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وتُظهر بيانات هآرتس أن ما لا يقل عن 35 جنديًا انتحروا منذ بدء الحرب، بينهم 28 حالة في عام 2024 وحده، فيما وقع سبع حالات أخرى على الأقل منذ مطلع عام 2025. وتُقارن هذه الأرقام بمتوسط سنوي بلغ 12 حالة انتحار فقط خلال العقد الماضي.
Relatedمكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في غزةإطلاق صاروخين باتجاه غلاف غزة الجنوبي تزامنًا مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليته الواسعة في القطاعالجيش، من جانبه، يرد على التساؤلات حول هذه الظاهرة بعبارات عامة وغامضة، واصفًا الحالات بأنها "معقدة" وغالبًا ما ينفي وجود مؤشرات مسبقة.
البروفيسور إيال فروختر، رئيس المجلس الوطني للصدمات النفسية في إسرائيل، وصف هذه السياسات بأنها "خاطئة وخطيرة"، مشددًا على أن إعادة الجنود المصابين نفسيًا إلى جبهات القتال تزيد من احتمالية الانتكاس وتفاقم حالتهم، بل قد تؤدي إلى اضطرابات مزمنة يصعب علاجها لاحقًا.
وأضاف: "ما يبدو أنه قرار ميداني لتغطية النقص في الجنود، قد يتحول إلى عبء نفسي واجتماعي طويل الأمد".
مخاوف من الانتحاروتعمّق الأزمة، بحسب مصدر في وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، بسبب انعدام التنسيق بين الوزارة والجيش، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة أو محدثة حول الجنود المصابين نفسيًا. وأوضح المصدر أن الجيش غالبًا لا يكون على دراية بالحالات التي تخضع للعلاج النفسي لدى قسم التأهيل التابع للوزارة.
ووفق التقديرات، جرى استدعاء عشرات الآلاف من الجنود منذ اندلاع الحرب، من بينهم مئات، وربما آلاف، يعانون من صدمات نفسية بدرجات متفاوتة.
وقد قررت وزارة الأمن، مع بداية الحرب، تسجيل المصابين على أنهم "جرحى مؤقتون" لتسريع الإجراءات العلاجية، على أن يُعاد تقييمهم لاحقًا من خلال لجان طبية، لتحديد ما إذا كانوا يستحقون تصنيف "معاق دائم".
Relatedرئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نصدر عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط لنوسع العمليات بغزةالجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا إلى إنهاء الحرب على غزةويعالج قسم التأهيل التابع للوزارة نحو 78 ألف جريح من مختلف الحروب، من بينهم 26 ألفًا مصابون نفسيًا، أكثر من 17 ألفًا منهم من جرحى الحرب الحالية، ونحو 9000 مصنفون كضحايا صدمات نفسية.
من جهته، عبّر البروفيسور يوسي ليفي بليز، رئيس مركز أبحاث الانتحار في إسرائيل، عن قلقه العميق من الظروف التي تحيط بالجنود العائدين من القتال، خصوصًا في غزة.
وقال: "التعرض لأحداث تهدد الحياة، فقدان الزملاء، وصدمات أخلاقية متكررة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى السلاح، جميعها عوامل تضاعف خطر الانتحار".
وأضاف: "الاستدعاء المتكرر لمن قاتلوا بالفعل لمرات عديدة يُعد مؤشّرًا مقلقًا".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة