تخوف أمريكي من توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصلحة نتنياهو؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تتخوف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعتزم توسيع الحرب على غزة إلى لبنان، والدخول في حرب شاملة مقابل حزب الله، بهدف بقائه في منصبه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، الأحد، عن مسؤولين رسميين أمريكيين قولهم إن نتنياهو قد يسعى إلى توسيع الحرب، على عكس نصائح إدارة بادين، وذلك "كأساس لبقائه السياسي على خلفية انتقادات إسرائيلية داخلية لإخفاق حكومته في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول".
ويتوقع المسؤولون أن يواجه الجيش الإسرائيلي مصاعب في حرب مقابل "حزب الله".
وفي تصريحات له الأحد، جدد نتنياهو، عزمه الاستمرار في العمليات العسكرية بغزة، حتى ينتصر وحتى يحقق أهدافه، وقال: "ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول لن يتكرر مرة أخرى".
ووجه نتنياهو تهديدات لحزب الله: "لقد تعلمت حماس في الأشهر الأخيرة.. اقترح أن يتعلم حزب الله مما حدث".
الأمر ذاته، ذكره الوزير في مجلس الحرب بيني جانتس، الأحد، حين قال إن إسرائيل مهتمة بالحل السياسي في الجبهة الشمالية، مؤكدا جاهزية جيش الاحتلال لإزالة التهديد بالقوة، إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضاً
صحيفة: التدخل العسكري خيار إسرائيل إذا فشلت دبلوماسيا في إبعاد حزب الله من حدود لبنان
وقال جانتس، ردا على مخاوف أمريكية، إن أي تحرك في الجبهة الشمالية سيكون لاعتبارات أمن إسرائيل فقط، مضيفا: "الواقع الذي لا يستطيع فيه مواطنو شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم، يتطلب حلا عاجلا".
وتابع: "يجب أن يتذكر العالم أن منظمة حزب الله هي التي بدأت التصعيد".
من جانبه، قال المسؤولون الأمريكيون، "حزب الله يريد تجنب التصعيد الكبير في الحرب مع إسرائيل".
وأشاروا إلى ما ذكره الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في خطاب الجمعة، من عزم الحزب الرد على العدوان الإسرائيلي (اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت)، وفي الوقت نفسه ألمح إلى الإمكانية الواردة للمفاوضات بخصوص ترسيم الحدود مع إسرائيل لاستعادة أراضي مزارع شبعا المحتلة.
من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الإثنين، حيث سيناقش خطوات محددة "لتجنب التصعيد"، حسبما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.
وأضاف ميلر: "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم،أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة".
اقرأ أيضاً
حزب الله ينشر حصيلة هجماته على إسرائيل منذ 8 أكتوبر
من جانبها، أشارت "واشنطن بوست"، إلى أن تقديرات سرية وضعتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) أفادت بأنه يتوقع أن يواجه الجيش الإسرائيلي مصاعب في تحقيق أهدافه في حرب ضد "حزب الله"، في موازاة استمرار الحرب على غزة، وفيما الكثير من المورد موزعة على عدة جبهات.
واعتبر مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن حزب الله يشكل "تهديدا مشروعا" لإسرائيل، وقال إن "للدولة اليهودية الحق في الدفاع عن نفسها".
وقال مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، إن "خطر قيام إسرائيل بشن هجوم على حزب الله لم يختف أبدًا، ولكن كان هناك قلق أوسع بشأن التصعيد في الأسابيع الأخيرة، خاصة أن إسرائيل أعلنت انسحابًا مؤقتًا لعدة آلاف من القوات من غزة".
وأوضح المسؤول أن "تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية بأن التصعيد في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تشتت القوات الإسرائيلية".
وتابع أن "الطيارين متعبون، ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها، وسوف يواجهون مهمات أكثر خطورة في لبنان مما هي عليه في غزة، حيث لا تملك حماس سوى القليل من الدفاعات المضادة للطائرات التي تمكنها من إسقاط الطائرات المهاجمة (على خلاف ما يملكه حزب الله)".
واستند التقرير إلى أقوال أكثر من 12 دبلوماسيا ومسؤولا في الإدارة الأمريكية، أشاروا إلى أن التخوف الأمريكي هو أن حربا واسعة بين إسرائيل وحزب الله من شأنها أن تتسبب بخسائر بشرية وأضرار أكبر بكثير من حرب لبنان الثانية، في العام 2006، وذلك استنادا إلى حجم ترسانة الصواريخ لدى حزب الله، وخاصة الصواريخ طويلة المدى والدقيقة.
اقرأ أيضاً
رد أولي على اغتيال العاروري.. حزب الله يعلن استهداف قاعدة إسرائيلية بـ62 صاروخا
يقول الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط وهو مركز أبحاث في واشنطن بلال صعب: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله".
ويضيف: "قد يضرب حزب الله إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافاً حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة (...) لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".
ووفق المسؤولين الأمريكيون، فإنه منذ هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله، وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين، والقوات الوكيلة الأخرى إلى الصراع، وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.
وفقًا للاستخبارات الأمريكية، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.
وتعتبر الولايات المتحدة الجيش اللبناني المدافع الرئيسي عن سيادة لبنان، وثقل موازن رئيسي لنفوذ حزب الله المدعوم من إيران.
ويؤكد قادة إسرائيليون ضرورة إبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي، مشددين على أنه إذا لم يتم تحقيق ذلك بالوسائل الدبلوماسية، فإن التدخل العسكري سيكون واردًا.
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية: حسابات حزب الله تتغير بعد 90 يوما من الحرب على إسرائيل
المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله لبنان نتنياهو إسرائيل أمريكا جانتس جنوب لبنان حرب غزة أکتوبر تشرین الأول اقرأ أیضا حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو يريد هدنة مشلولة بلبنان وهذه خيارات حزب الله
أثار استئناف إسرائيل هجماتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية موجة من التساؤلات بشأن الرسائل المراد إيصالها، فضلا عن مصير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين -لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن الغارات الإسرائيلية تحمل 3 رسائل:
ميدانية، إذ لا ملاذ آمنا لحزب الله داخل لبنان. سياسية إستراتيجية؛ بأن لدى إسرائيل حرية عمل كاملة بعيدا عن آليات الردع. ابتزاز دبلوماسي، إذ تحاول تل أبيب تفريغ القرار الأممي 1701 من مضمونه.وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في أغسطس/آب 2006 القرار 1701 الداعي لوقف حرب لبنان الثانية التي اندلعت في يوليو/تموز 2006، وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، والسماح بنشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب.
بدوره، أعرب الأكاديمي والباحث السياسي حبيب فياض عن قناعته بأن الغارات الإسرائيلية رسالة للدولة اللبنانية في ظل أجواء شبه وفاقية تخيم على المشهد اللبناني.
ووفق فياض، هناك تنسيق عالٍ بين الرئيس جوزيف عون وحزب الله بشأن إستراتيجية الأمن الوطني، وكذلك هناك تصحيح مسار العلاقة بين الحزب ورئيس الحكومة نواف سلام.
إعلانوتريد إسرائيل القول -حسب فياض- إن من يريد تأسيس شراكة في لبنان بأن حزب الله بات "عاجزا وغير قادر على الدفاع عن لبنان".
وكانت إسرائيل شنت سلسلة من الهجمات الجوية على لبنان مساء الخميس، مستهدفة ضاحية بيروت الجنوبية بـ8 غارات على الأقل، عقب "7 غارات تحذيرية" نفذتها طائرات مسيّرة إسرائيلية.
من جانبه، لفت الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بشارة شربل إلى أن استئناف إسرائيل ضرباتها على ضاحية بيروت الجنوبية تزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان.
وحسب شربل، فإن الوزير الإيراني طلب من حزب الله الإبقاء على جهوزيته، إذ تمر المفاوضات الأميركية الإيرانية في مرحلة حساسة غير معروف نتيجتها.
موقف لبنانوقال شربل إن إسرائيل ترفض أن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية دهم الأماكن التي يقصفها الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن "لا أدوات للجيش اللبناني للتهديد أو أخذ موقف سياسي يعارض اتفاق وقف إطلاق النار".
وشدد على أن الحكومة تريد أن يُسلم حزب الله سلاحه، مع تأكيدها بأن "لا شريك للدولة بالسلاح"، معربا عن قناعته بأنه "حزب الله خسر حرب الإسناد، وعليه تحمل النتائج".
ووفق شربل، فإن الحكومة تحاول تجنب أي صدام مع حزب الله، لكنه أقر بوجود بطء في اتخاذ قرار جدي بوضع "جدول زمني" لتسلم حزب الله، مشددا على ضرورة الإسراع بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
خيارات حزب الله
من جانبه، أعرب فياض عن قناعته بأنه لا يوجد تغيير في إستراتيجية حزب الله بقدر الحديث عن "تطوير الأدوات الداخلية اللبنانية"، التي تتيح التوصل لإطار عام للدفاع عن لبنان والحد من الخسائر، التي يتعرض لها جراء العدوان الإسرائيلي.
وشدد على ضرورة المضي قدما لبناء إستراتيجية أمن وطني تمس أصل وجود لبنان، مع مظلة وطنية للبحث عن الأدوات ونقاط القوة والمعطيات التي تتيح للبنان كيفية التعامل مع المخاطر الإسرائيلية دبلوماسيا وعسكريا.
إعلانوحسب فياض، فإن حزب الله يرى أن ثمة تقصيرا لدى الدولة اللبنانية في القيام بالجهود الدبلوماسية لكي تحد من العدوان الإسرائيلي.
وخلص إلى أن حزب الله في حالة ترقب و"غموض بناء"، إذ استفاد من التجارب السابقة، ولم يعد بحاجة الإفصاح عما يمكن أن يقوم به.
أهداف نتنياهو
أما جبارين، فقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يدير المرحلة وفق منطق "حافة الهاوية"، عبر ترتيب وقف إطلاق نار "مشلول" بحيث توجد "أفضلية عليا لإسرائيل من دون رد فعل من طرف لبنان".
ولفت إلى أن نتنياهو يريد إحراج الحكومة اللبنانية ووضعها ضمن اختبارات حقيقية للتأثير على المستوى السياسي اللبناني على صعيد الحكومة وجيشها ومدى انسجامهما مع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي.
وتحاول إسرائيل عبر هذه الاختبارات "المحرجة" -وفق جبارين- أن تُبدي بأن لديها "املاءات داخل لبنان" لإشباع المستوى السياسي الإسرائيلي، والتأثير على قواعد اللعبة في لبنان.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد بأن الهجمات ستكون أعنف في حال لم يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل وفق الاتفاق، على حد تعبيره.