رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "ما يجري بغزّة فضيحة أخلاقيَّة للعالم وكارثة مدوّية بعالم جنون الإنسان، وما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبيّة ضرورة وطنية ودينية وأخلاقية وأكبر حاجة سياديّة على الإطلاق".     وفي كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة الزعارير البقاعية، قال قبلان إن "ما بدأ بفلسطين منذ عام 1948 انتهى باحتلال لبنان عام 1982، لذلك الفصل بين لبنان وفلسطين مستحيل فضلاً عن الخطاب الأخلاقي والقومي ومقولة الأمن الإستراتيجي للبلد.

ولمن يتحدّث عن السلام أقول: لا سلام ولا أمان بظل وجود الكيان الصهيوني الذي يمتهن الحرب والغزو والإبادة للأرض والعرض والنسل ولا يمكن القبول بوجوده".

وتوجّه قبلان للبعض الذي يطالب بتطبيق القرار 1701 خاصة الموفدين الأوروبيين، بالقول: "أنت تضع الضحية مكان الجلاد، ومن يطمر رأسه بالرمال ينهشه الوحش الصهيوني الإرهابي، وقوة مجلس الأمن لا وجود لها إلا إذا تعلقت بمصالح الصهاينة، ومن المهم التذكير بأنّ من حرّر لبنان المقاومة وليس مجلس الأمن المتواطئ مع الصهاينة لحدّ نقع بياناته بالماء القذر، والحل فقط بوقف الحرب الصهيونية بغزّة".   وتابع: "هذا هو الحل فقط، لأن ما يجري هناك يتعلّق بصميم مصالح لبنان السيادية والأمنية والوجودية، وعمق المشكلة يكمن بالصهيونية ونزعتها الدموية ووجود كيانها الإرهابي، والمفترض بالأوروبي وغيره أن يفهم أن الكيان الصهيوني ينتهك القرارات الدولية منذ أن تواطأ مجلس الأمن على إعطائه حقّ هذا الوجود الإرهابي، ولا قيمة للضعيف بهذا العالم، فقط القوي يحمي نفسه، وما تقوم به المقاومة حرب سيادية وجبهة وطنية تصبّ بصميم مصالح لبنان الكيانية والإستراتيجية، وحذار من النزعة الطائفية لأن ما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبية مصلحة وجودية ووطنية للبنان بكل طوائفه، والمفروض بالقوى السياسية أن تلاقي المقاومة بالجبهة السياسية لتأكيد مصالح لبنان السيادية العليا". 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما تقوم به المقاومة

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب

 

 

في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • في طرابلس.. توجيه إنذارات رسمية لأصحاب الملاحم
  • ملصقات ضدَّ حزب الله في الجنوب.. والفاعل جيش العدو!
  • خريس: على الدولة مسؤوليات ويجب ان تقوم بواجبها تجاه الجنوب
  • قبلان: المطلوب تأكيد أولوية البلد بعيدا عن حرائق اللعبة الدولية الإقليمية
  • القسام تفجر عبوة مضادة للدروع في “حفّار” عسكري للعدو الصهيوني بخان يونس
  • من موسكو..حموشي يؤكد أن مواجهة التهديدات الاستراتيجية المتنامية تقتضي بناء منظومة أمنية مشتركة
  • تصعيد أمني في الجنوب السوري.. ملاحقات في درعا وانفجار يستهدف سيارة إسعاف بالسويداء
  • إطباق تجسّسي.. هكذا تستبيح إسرائيل الجنوب اللبناني
  • قبلان: عندما يمتلك لبنان F-35 ومنظومات ثاد نناقش سلاح المقاومة