مسرحية “الروع” تمثل سلطنة عمان في مهرجان المسرح الخليجي بالرياض
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
طاهر الحراصي:
- المشاركة تعد تحدٍ في تمثيل المسرح العماني بشكل جيد يعكس تطور الحراك لدينا.
- كل فرد ساهم في صناعة هذا العرض المسرحي هو أصل من أصول العرض
- الموسيقى الحية في “الروع” تضيف كثيرا للحالات الشعورية ما لا تعوضه الموسيقى التسجيلية
تستعد فرصة تواصل المسرحية لتمثيل سلطنة عمان في “مهرجان المسرح الخليجي للفرق المسرحية الأهلية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية” والذي سيقام هذا العام في العاصمة السعودية الرياض في شهر فبراير المقبل، وتشارك “تواصل” بعرضها المسرحي “الروع” من تأليف واخراج طاهر الحراصي وتمثيل سرور الخليلي وسليمان الرمحي ونوح الحسني وحامد الجميلي وأسماء العوفية ومحمد النيادي وعمار الجابري ولطيفة العزيزية، كما يشارك في العمل الطفلان المبدعان محمد الريامي، وعلي البلوشي، إضافة إلى مشاركة محمد المبسلي، ومازن السليماني، وعامر الوهيبي، والجلندى البلوشي، ومحمد البلوشي، ومحمد الندابي، ومحمد العجمي.
تمثيل سلطنة عمان
وقد تم تقديم “الروع” في عدد من المناسبات، منها أيام تواصل المسرحية، وشارك العمل في مهرجان الدن الدولي منافسا العروض العالمية المشاركة، وعن اختيار العرض المسرحي “الروع” لتمثيل السلطنة تحدث مخرج ومؤلف العمل طاهر الحراصي بقوله: “اختيار العرض جاء وفق آلية حددتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتتمثل في تقديم عروض (فيديو) تم تقيمها وفق معايير وضعتها الجهة المختصة وبناء عليها تم اختيار عروض (الروع) ليمثل سلطنة عمان في المحفل الخليجي المسرحي الأهم، ويمثل لنا هذا الاختيار تحدٍ آخر جديد في تمثيل المسرح العماني بشكل جيد يعكس تطور الحراك المسرحي في سلطنة عمان من خلال مجموعة من الشباب الشغوف والمحب والمتطلع لتجارب جديدة وخبرات جديدة يعود بها طاقم العمل من المشاركة لينقل الخبرة المكتسبة للداخل”.
الرؤية الاخراجية
وإذا ما كان الحراصي ينوي إجراء تعديلات على النص أو الرؤية الاخراجية، أوضح قائلا: “تم تقديم العرض خمس مرات سابقًا، وفي كل مرة يتم مراجعة الجوانب الفنية المتعلقة بالنص والرؤية الإخراجية وما سيتم تطويره وتحسينه للصعود بمستوى العرض المسرحي، وتأتي هذه المراجعات نتيجة للنقاش المستمر مع طاقم العرض ووجهات النظر والمرئيات التي تصل لنا من الخبرات المسرحية والجمهور على حد سوء، وهذه المراجعات تأتي لتحسين العرض وتطوير التجربة وليس لغرض التغيير من أجل التغيير فقط، وإنما محاولات لتطوير العرض المسرحي وجعله أكثر تماسكا وترابطا”.
جهود الطاقم
وحول العدد الكبير من طاقم العمل إضافة إلى عازفي الموسيقى الحية، طرحنا تساؤلا على طاهر الحراصي عن كيفية مغادرة الجميع للمشاركة، فقال الحراصي: “العرض هو نتيجة لتجربة مسرحية يشكلها طاقم العرض، ولكل فرد منهم أدواره ومهامه سواء على خشبة المسرح أم خلف الكواليس، هذه الأدوار تسهم بشكل كبير في صناعة العرض المسرحي لذلك لكل منهم حقه الأصيل في الاستمرار في التجربة، وكل فرد ساهم في صناعة هذا العرض المسرحي هو أصل من أصول العرض إلا في حال اعتذاره لسبب ما، ما دون ذلك يبقى العرض هو نتاج لجهود جميع طاقمه”.
الموسيقى الحية
ويشارك في العمل موسيقيون لتقديم موسيقى حية أثناء العمل، عن أهمية وجود الموسيقى الحية، وما إذا كانت خطوة للوراء في ظل امكانية توظيف الموسيقى التسجيلية أوضح الحراصي: “حقيقة لا أدري إن كان ثمة مسألة علمية تشير إلى أن العزف الحي هو خطوة للوراء، لم أصادف هذه المسألة من قبل، إلا إذا كانت وجهة نظر شخصية من السائل، لأن التجربة بالنسبة لنا تعطي مؤشرًا مختلفًا تمامًا عن ما طرحه السؤال، فالموسيقى الحية في عرض الروع مثلا تضيف كثيرا للحالات الشعورية والشكل الجمالي للعرض، وتنسجم مع إيقاع الممثلين والسينوغرافيا البصرية بطريقة يصعب على الموسيقى التسجيلية تعويضها، وأعود لفكرة أني لا أفهم فكرة أن التسجيل قد يعوض التلقي الحي لأن المسرح هو في أصله علاقة حية تتجسد بكل ما فيها من تلقي مباشر علاقة ممتدة مع الصالة والموسيقى الحية جزء من هذا الحدث الحي”.
حكاية “الروع”
وكانت “عمان” قد نشرت قراءة في مسرحية “الروع”، فقد بدأت المسرحية بالمشهد الختامي منها، حيث يصرخ “وارث” بأنه رأى “الروع” في “السيح” فهرب منه واختفى بعد ذلك صديقه “غصن”، وبين حضرة “شيخ الحارة”، و”المعلم صالح” وسكان الحي تعلو الصيحات بالذكر “مدد”، وقاية لهم من شر “الروع” الذي يفوق وصفه الخيال، فهو الوحش الذي يبلغ من الطول الشاهق، والعرض الشائع، الذي يأكل المواشي ويروع الناس في جناح الليل، وحش مروِّع، يشرب الدماء ويأكل الأرواح، هكذا بدا وصفه دون أن يراه الجميع، إنما أجزم على رؤيته عدد بسيط!
ترجع المسرحية إلى طفولة “وارث” و “غصن”، الأول يسمع عن حكايات “الروع” الذي قتل والده، فيسأل عمه “شيخ الحارة” عن هذا الوحش، أما “غصن” فيقف منذ طفولته موقف الشك من حكاية "الروع"، وهكذا تنتقل حكاية “الروع” إلى أن كبر الاثنان وزاد تمسك المجتمع بالحذر واليقين من “الروع”، وما زال وارث وغصن على الخلاف نفسه، وراث يؤمن بوجود الروع، وغصن ينكره، وتتفق معه “زوينة” أخت صديقه وارث المثقفة، والقارئة للكتب، والمتألمة من جهل الجميع، ولكنها لم تفلح بإقناع الآخرين بالجهل الذي يعيشون فيه، وإن شاركها بذلك “غصن”، الذي تعيش معه حكاية حب طاهرة، يتمنى الاثنان أن تنتهي بالزواج.
بعد مرور أحداث كثيرة ومشاهد عديدة، يطلب “غصن” من والده “المعلم صالح” أن يخطب له زوينة، لكن المعلم يرفض بشدة بدعوى الطبقية الموجودة آنذاك، إلا أن الحقيقة تكمن وراء خلاف بين الشيخ والمعلم صالح، هذا الخلاف الذي جعل الشك يتسلل في قلب كل من غصن وزوينة، وفي قلب وارث أحيانًا، لتنكشف -في تتابع الأحداث- الحقيقة التي عرفها الجمهور، وغابت عن شخصيات المسرحية الأخرى، فلم يكن “الروع” سوى وهم صنعه المعلم صالح ليتستر على الشيخ الذي قَتَل أخوه قبل سنوات طويلة، وسارت الحكاية حتى آمن المجتمع بالمعلم صالح وأنه قادر على حمايتهم من الروع بصناعة “الحروز” وترديد بعض الأذكار وغيرها من الأمور، أما الشيخ فقد نال من جهل الناس نصيبًا من الوجاهة، ونال من مال أخيه الثروة الكبيرة.
يتشجع غصن لطلب يد زوينة من عمها الشيخ، إلا أن الشيخ يرد عليه باستهزاء بأن الأصول تتطلب من الفتى أن يحضر معه أباه للخطبة، وهنا يدخل المعلم صالح فتشتد الحدة بين غصن ووالده والشيخ، ويدخل معهم في الجدال وارث، فغصن يواجه والده بالتوقف عن خداع الناس بالروع، فاتَّهم والده بالكذب، ليتلقى صفعة من والده فيغادر المكان، فالكذب إن تكشف لانفضح الشيخ وعرف الناس حقيقة قتله لأخيه، أما وارث فيدخل في الجدال بدعوى أنهم لم يروا الروع أبدا، كل ما يعرفه ما تم تداوله على الألسن، تدخل بعض الشخصيات الحوار مستهزئة بوارث، “صادوق” و “خدوم” وغيرهم يعايرون وارث بالعار، طالبين منه أن يستر أخته زوينة التي تلاقي غصن في “السيح”، هنا يحمل وارث البندقية، متوجهًا إلى غصن دون إدراك، مسيطرًا عليه الغضب الذي أعمى عينيه عن صديق طفولته، فيقتله بالخلاء، ليعود إلى المشهد الأول من المسرحية، صارخًا أمام سكان الحي بأنه رأى الروع، ليواصل بذلك حكاية الجهل، فيستر نفسه من قتل صديقه.
جرت بين هذه الأحداث مشاهد أخرى، لتكمل بناء العمل المسرحي، فخدوم الذي لا يؤمن بالروع أساسًا لم يكن ذا أخلاق تسمح له بكشف تلك الحقيقة، بل استغلها لسرقة الآخرين حلالهم، فيسرق من تاجرة المواشي الكثير من الخراف، إلا أنها ورغم ما لديها من يقين بشياهها المسروقة تؤمن بأن الروع هو من يأخذ الحلال، وحينما همَّ خدوم على بيع شيء من الخراف قالت صاحبة الماشية: “لولا الروع لقلت إن تلك الشاه من شياهي، فهي تشبهها تماما!”، أما صادوق فهو الساخر بكل شيء دون اكتراث بالآخرين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العرض المسرحی سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
إسدال الستار على فعاليات الدوحة المسرحي وتكريم الفائزين بجوائز المهرجان
كرم سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة الفائزين في الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي الذي نظمته وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، على مسرح يوفينيو.
وخلال الحفل تم تكريم الفنان الراحل الأستاذ موسى زينل، والمخرج المصري الراحل عبدالمنعم عيسى، بالإضافة إلى المخرج فهد الباكر. وتم تكريم المرشحين من الفرق الأهلية وهم الفنان يوسف أحمد "الوطن"، والفنان سعد بورشيد "قطر" والفنان أحمد المفتاح "الدوحة". إضافة إلى تكريم لجنة التحكيم برئاسة الدكتورة هدى النعيمي.
وخلال أيام وليالي مهرجان الدوحة المسرحي 37، التي تقام عروضه على خشبة مسرح يوفينيو، تم تقديم العديد من العروض المسرحية المشاركة في مسابقة المهرجان، منها مسرحية "الغريب" إخراج عبدالله الملا، والنص لتميم بورشيد، وقد حضر المسرحية جمهور غفير تفاعل مع أحداثها وصفق بحرارة للقائمين عليها.
وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض أشاد الفنان جمال سليمان بجهود الشباب في إنجاز هذه المسرحية ووجه بعض الملاحظات التقنية حول الإضاءة. من جهته تمنى الفنان فهد الباكر للفنانين الشباب مزيدًا من التطور والنجاح، لكنه انتقد سرعة تغير المشاهد في العرض وتشابه لغة جميع الشخصيات على اختلاف موقعها الاجتماعي.
وبحضور جماهيري غفير، تم تقديم عرض "الربان" الذي كتب نصّه الدكتور خالد الجابر وأخرجه الفنان علي ميرزا محمود، وتدور وقائعه داخل سفينة يتنافس على قيادتها مجموعة من الأشخاص من ذوي الاتجاهات السياسية والفكرية المختلفة. في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وبعد الإشادة بجهود الممثلين والمخرج، تطرق الدكتور أيمن الشيوي إلى المؤثرات البصرية والإضاءة في حين تحدث الدكتور أحمد عبد الملك عن الديكور وأداء الممثلين ومطابقته للواقع.
جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان قد شهدت حدثًا مهمًا مع الندوة الفكرية التي أقيمت في مسرح يوفينيو، وتطرقت إلى موضوع راهن عكسه عنوان الندوة وهو "المسرح في ظل الذكاء الاصطناعي وصراعه مع الإبداع الإنساني". تحدث في الندوة كل من الدكتور سامح مهران والأستاذ سعود عبدالله الكواري.
كما شهدت أيام مهرجان الدوحة المسرحي 37، تقديم عرض "مطلوب مهرجين" الذي أخرجه الفنان فالح فايز مستندًا على نص الكاتبة الكويتية تغريد الداود. يتحدث العرض عن مجموعة من المسرحيين هاموا على وجوههم بعد أن فقدوا مقرهم وما عادت لديهم القدرة على متابعة العمل في المسرح. ثم يلتقون بمدير سيرك يعرض عليهم العمل معه لكنه يحولهم إلى مهرجين مبتذلين. تنتصر كرامة الممثلين في النهاية ويقررون التمسك بعملهم الأصلي كمسرحيين. تفاعل الجمهور بحرارة مع العرض الذي عكس جو السيرك بما فيه من ألوان مبهجة وحركات راقصة استعراضية.
في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، أشاد الدكتور رامي أبو شهاب بالإخراج المتقن والحيوي وتطرق إلى ذكاء المخرج الذي استطاع منع إسقاط الحدث على واقع المسرح العربي من خلال مرجعية الديكور العامة التي لا توحي بأي جو محلي.
في حين تم تقديم العرض المسرحي "بهلول" من إخراج جاسم الأنصاري وكتب نصّها المؤلفان طالب الدوس وسعود التميمي، تتحدث المسرحية عن مهرج الملك الذي يخضع مع ابنه لمؤامرة ظالمة تودي بهما معًا إلى السجن مع خيار هو أن يقوم أحدهما بقتل الآخر.
في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، أشاد الدكتور فرج الفزاري بالإخراج الذي وجده متكاملًا وبأداء الممثلين المبدعين الذين ساهموا بنجاح العرض. كما أشار إلى مرجعية شخصية بهلول في الأساطير والقصص الشعبية.