في اليوم الـ94 من العدوان على غزة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا مكثفا على وسط وجنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات، وذلك بعد سلسلة من المجازر في مناطق عدة، لتتجاوز الحصيلة الإجمالية للعدوان 23 ألف شهيد.

ورغم مرور 3 أشهر على الحرب، فإن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تمكنت من استهداف تل أبيب بدفعة جديدة من الصواريخ.

وبالتزامن، تحتدم المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال في خان يونس جنوبي القطاع، بينما أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرين في هجومين منفصلين، كما أعلن جيش الاحتلال إصابة 19 عسكريا بالاشتباكات خلال 24 ساعة.

وفي حين أعلنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها ماضية في الحرب، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى تل أبيب يفترض أن يدعو خلالها المسؤولين الإسرائيليين للانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية تكون محدودة، حسب الإعلام الإسرائيلي.

مصادر إسرائيلية قالت إن 9 ضباط وجنود قتلوا وأصيب آخرون في هجومين منفصلين بغزة (الفرنسية) "أقسى يوم"

كشفت مصادر إسرائيلية عن أن اليوم الاثنين هو "الأقسى" على جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

وقالت المصادر إن 9 ضباط وجنود قتلوا وأصيب آخرون في هجومين منفصلين خلال معارك بقطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية.

بدورها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن ستاف بيشا الرقيب في لواء غفعاتي مات بسكتة قلبية بعد مقتل جنود تحت إمرته في قطاع غزة.

من جهتها، قالت كتائب القسام إنها "أفشلت محاولة إسرائيلية لتحرير أحد أسرى العدو في مخيم البريج (وسط) بعد تسلل قوة خاصة لمكان اعتقد العدو وجود أحد الأسرى داخله، وتم التصدي للقوة وإفشال مهمتها والاشتباك معها وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وتم التحفظ على بعض مقتنيات القوة الخاصة".

وفي بيان منفصل، قالت القسام إن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح قرب منطقة المحطة بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأضافت الكتائب أن مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد (رعدية) في قوة إسرائيلية والاشتباك مع من تبقى من أفرادها بالأسلحة الرشاشة داخل إحدى المدارس قرب منطقة المحطة في خان يونس، مؤكدة أن طواقم الإنقاذ حضرت إلى المكان لإجلاء القتلى والمصابين.

مزيد من التفاصيل هنا

مجازر وشهداء

وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 23 ألفا و84 شهيدا، وإصابة 58 ألفا و926 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأضافت الوزارة -في بيان اليوم الاثنين- أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 17 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 249 شهيدا و510 جرحى خلال الـ24 ساعة الماضية، محذرة من خطورة استمرار تدهور وضع المرافق الصحية بسبب استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وشن جيش الاحتلال -صباح اليوم- قصفا جويا ومدفعيا عنيفا على وسط وجنوبي القطاع، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 شخصا بالتزامن مع تواصل الاشتباكات الضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في خان يونس.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إن المجاعة والجفاف والأوبئة تشكل مثلث الموت الذي يحاصر 1.9 مليون نازح في أماكن الإيواء بقطاع غزة، مطالبا الأمم المتحدة ومؤسساتها بإجراء تدخلات عاجلة ومركزة لمنع الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها النازحون.

مزيد من التفاصيل هنا

اقتحامات بالضفة

وقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها مناطق وبلدات في الضفة الغربية، في حين أفادت "هيئات شؤون الأسرى" بارتفاع عدد الفلسطينيين المعتقلين بالضفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى نحو 5730.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال شنت -منذ مساء الأحد وحتى صباح الاثنين- اقتحامات وعمليات تحقيق ميداني واعتقالات واسعة، شملت 40 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون، لافتا إلى أن تلك الاقتحامات تركزت في بيت لحم ورام الله وقلقيلية ونابلس والخليل وجنين والقدس المحتلة.

كما اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا بالضفة الغربية، وحاصرت حيا سكنيا ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم، وفق شهود عيان.

وفي عزون شرق مدينة قلقيلية، شرعت قوات الاحتلال في عمليات تفتيش طالت منازل فلسطينية عدة، إلى جانب تفجيرها مخزنا في البلدة تعود ملكيته لأسير فلسطيني بالسجون الإسرائيلية.

وتحدثت منصات فلسطينية عن اقتحام الاحتلال مناطق عدة بينها مخيم الدهيشة في بيت لحم، ومخيم شعفاط وأحياء في بلدة سلوان بالقدس وقلقيلية ومناطق في رام الله ونابلس، ووثقت تلك المنصات مشاهد لاعتقال فلسطينيين في بعض تلك الاقتحامات.

مزيد من التفاصيل هنا

صورة نشرها حزب الله للقائد العسكري وسام طويل (الفرنسية) جبهة لبنان

وعلى جبهة لبنان، نعى حزب الله وسام طويل أحد القادة الميدانيين بالحزب والمسؤول في وحدة الرضوان، الذي يعد أبرز قائد عسكري تغتاله إسرائيل منذ بداية المواجهات بين الجانبين في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال الحزب، في بيان، "بمزيد من الفخر والاعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".

ونشر الحزب -عبر تلغرام- مجموعة صور يظهر فيها طويل في مناسبات عدة، بعضها مع القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي اغتيل عام 2020 وكذلك مع القائد العسكري البارز بحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008.

مزيد من التفاصيل هنا

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال جیش الاحتلال قطاع غزة خان یونس

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان وفق نتائج المواجهة مع حزب الله

رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال ولبنان في نوفمبر، تتزايد الدعوات الاسرائيلية لإعادة النظر في مستقبل الحدود الشمالية، بعد أن شكلت جبهة استراتيجية متفجرة في العقود الأخيرة، ووصلت لذروة جديدة من التوتر بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وكشف عوديد عيلام المسئول السابق في جهاز الموساد، عما أسماها "الإخفاقات المتأصلة في الترتيبات الحدودية الحالية، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وقوات اليونيفيل غير الفعالة، التي سمحت لحزب الله بترسيخ نفسه كقوة عسكرية مهيمنة في جنوب لبنان، وتهديد أمن مستوطنات الشمال، وبناء على إنجازات الحملة العسكرية الحالية، يمكن اقتراح نموذج جديد لتنظيم الحدود من خلال مخطط تدريجي يتضمن إنشاء منطقة أمنية موسعة ومنزوعة السلاح، تحت إشراف قوة متعددة الجنسيات فعالة بقيادة الولايات المتحدة، مع الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلية حتى يستقر الوضع".

وأضاف عيلام الكاتب في مركز القدس للشئون الخارجية والأمن في مقال ترجمته "عربي21" أن "الانتصار العسكري الذي حققه الاحتلال ضد حزب الله في الحرب الحالية، خلق رافعة فريدة تسمح للحكومة اللبنانية، بدعم دولي، باستعادة سيادتها في الجنوب، مما سيكون له آثار بعيدة المدى على مطالب الاحتلال بتغيير الوضع القائم، لأن هجوم السابع من أكتوبر، والحرب التي اندلعت في عقابه، لم تكشف فقط عن مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه حدود الاحتلال في الجنوب مع غزة، بل أظهرت بشكل دراماتيكي التهديدات المتصاعدة على حدودها الشمالية مع لبنان".

وأوضح أن "المعارك العنيفة التي اندلعت ضد حزب الله، وتضمنت إطلاق صواريخ كثيفة وطائرات بدون طيار ومناورات برية، أدت لإخلاء واسع النطاق للمستوطنات الشمالية، وأثبتت أن مفهوم الأمن القائم المستند لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، انهار تماما، وأصبح الخط الأزرق، الذي مثّل الانسحاب من لبنان، ويضمن نزع السلاح في جنوبه، بمثابة خط أمامي نشط في الواقع، مما يتطلب إعادة النظر بشكل شامل في الافتراضات الاستراتيجية التي شكلت سياسة الاحتلال تجاه لبنان في العقود الأخيرة".

وأشار إلى أن "الضعف الاستراتيجي للمستوطنات الشمالية مثل المطلة وكريات شمونة وشلومي والمنارة وغيرها عاشت ظروفا مأساوية منذ أكتوبر 2023، وأصبحت نيران مضادات الدبابات والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار روتينا يوميا، ما تسبب بأضرار جسيمة للممتلكات، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية، وشل حياة المستوطنين، وقد شكل إخلاء عشرات الآلاف منهم من منازلهم لعدة أشهر ضربة قوية لسيادة الاحتلال، مما كشف عن إخفاقات أساسية في ترتيبات الحدود الشمالية، وفشل منهجي لتثبيتها".



وأردف أن "الاحتلال دخل حرب الشمال بموقف مفاده أن الوضع الذي ساد مساء السابع من أكتوبر لن يستمر، والافتراض أن هذه الحملة انتهت بإنجازات عسكرية كبيرة، بما فيها إبعاد حزب الله عن الحدود، وإلحاق أضرار كبيرة بقدراته العسكرية، وتقليص كبير في هيمنته على لبنان، واستعادة الشعور بالأمن لدى مستوطني الشمال، صحيح أن هذا النصر لم يؤد للقضاء الكامل على الحزب، لكنه خلق واقعاً استراتيجياً جديداً له آثار قانونية وسياسية بعيدة المدى، مما يستدعي الحاجة لتغييرات جذرية في الترتيبات الأمنية الحدودية".

كما دعا الكاتب للقيام جملة مراحل تدريجية لتثبيت الوقائع الحدودية بما يتناسب مع نتيجة المواجهة العسكرية، تقوم أولاها على خلق واقع أمني جديد وضمان حرية عمل الاحتلال في لبنان، وتطبيقاً صارماً للتحرك العسكري بطريقة تضمن إبعاد كل قوات حزب الله وبناها التحتية العسكرية لمسافة كبيرة من الحدود، على الأقل حتى نهر الأولي، وأبعد من ذلك، وتدمير كافة بناه التحتية السرية، ومخازن الأسلحة الاستراتيجية في مختلف أنحاء لبنان، وصولا لإنشاء آلية أمنية بديلة ذات مصداقية، لمنع الحزب من إعادة تأسيس نفسه".

ولفت إلى أن "المرحلة الثانية تتمثل بإنشاء منطقة أمنية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف بقيادة قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، أوسع بكثير بدءاً من الخط الأزرق، الممتد من خط الحدود الدولية شمالاً، على الأقل حتى نهر الليطاني وما بعده في المناطق ذات الأهمية الطبوغرافية، وإعلانها منزوعة السلاح تماما من أي وجود عسكري أو مسلح، باستثناء الجيش اللبناني وقوة متعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن ومصر، بجانب منطقة دفاع متعددة الطبقات داخل دولة الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • إصابة جنديين إسرائيليين بجروح خطيرة في اشتباكات مع المقاومة شمال غزة
  • مصر القومي: إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتنفيذ حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرًا عاجلا لسكان عدة مناطق في غزة
  • القسام تنسف منزلًا تحصنت به قوة إسرائيلية شمال خان يونس
  • كتائب القسام تؤكد مقتل وإصابة قوة إسرائيلية في عملية نوعية
  • كل شيء مُدمَر.. مراسل القاهرة الإخبارية يكشف تفاصيل مجـ زرة إسرائيلية مروعة في دير البلح
  • أول تعليق من حماس على قرار الاحتلال بالاستيلاء على 800 دونم من أراضي شرق رام الله
  • هل تسقط حكومة نتنياهو؟.. المعارضة الإسرائيلية تصوت على حل الكنيست
  • دعوة إسرائيلية لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان وفق نتائج المواجهة مع حزب الله
  • القناة 12 الإسرائيلية: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة