يتساءل العالم وشعوبه وقاداته عن الأسباب التي أدت إلى العنف الدموي فى الجرائم المرتكبة على أرض غزة ، والنزاع المسلح الشرس منذ أكتوبر 2023 الدائر بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حماس بقطاع غزة

وراح ضحيتها آلاف المدنيين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ، وهو نزاع مسلح لم يقم بين عشية وضحاها بل كان بسبب ماض ٍ طويل من الممارسات الإسرائيلية الخارقة للقانون الدولى وللحقوق الإنسانية لسكان غزة .

وفى إحدى الدراسات القانونية النادرة تفك طلاسم الأسباب السابقة على مدار عدة عقود زمنية أدت إلى النزاع المسلح الآن وما خلفه من جرائم الإبادة الجماعية بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وتكشف عن مدى المعاناة التى عاشها الفلسطينيون خلالها على أيدى قوات الإحتلال من أفعال غير إنسانية أدت إلى ما نحن فيه، وتبين للعالم غياب العدالة الإنسانية حتى من القضاء الإسرائيلى ذاته الذى احتكم الفلسطينيون إليه من تصرفات الإحتلال البغيض .

ونواصل عرض الدراسة القيمة للمفكر والمؤرخ القضائي القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بدراساته الوطنية والقومية بعنوان " أحكام القضاء الإسرائيلي الغائبة عن العالم بشرعنة جرائم الاحتلال غير الإنسانية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة بالمخالفة للحقوق الإنسانية للبشرية" وهو عمل شاق قام به من أجل الوصول لأصل الأحكام باللغة العبرية .

ونعرض للموضوع الخامس من دراسة القاضى المصرى عن اتجاه القضاء الإسرائيلي فى رفض منح تصاريح لمرضى غزة للعلاج، والإحتلال يضع 350 طفلاً مرضى السرطان فى حالة خطرة، وأن لغة الأرقام لمنظمة الصحة العالمية تنطق بحجم المعاناة وعلى المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه أطفال مرضى السرطان وهم يحتضرون في رمقهم الأخير

 فمن ينقذهم ويعصمهم من الهلاك؟، وهو ما نعرض له فى 6 نقاط فيما يلى :

أولاً : القضاء الإسرائيلى يستخدم مرضى غزة ورقة مساومة مع حماس منذ عام 2007 ويمنع مغادرتهم للعلاج

ويقول الدكتور محمد خفاجى أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية مئات الأحكام القضائية على مدار عدة سنوات منذ عام 2007 بمنع مرضى سكان غزة من الخروج لتلقى العلاج وذلك كورقة مساومة مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتبنت المحكمة  بشكل أعمى موقف الحكومة الإسرائيلية  في كل قضية، حيث رفضت المحكمة مئات الالتماسات التي قدمها سكان غزة الذين يسعون إلى الخروج من القطاع عبر معبر إيريز الحدودي الإسرائيلي للحصول على رعاية طبية غير متوفرة في غزة نتيجة حصار قوات الإحتلال .

ويضيف منحت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية سلطة تقديرية مطلقة فى رفض السماح لسكان غزة بالمغادرة للحصول على الرعاية الطبية وعلاج المرضى الفلسطينيين تاركة حقوق سكان غزة بلا حماية بانتهاكها الحق فى الصحة  

وتابع، الرأى عندى إن استغلال المرضى الفلسطينيين يشكل إكراهًا محظورًا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وانتهاكا جسيماً لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية.

ثانياً : قوات الإحتلال عام 2022 تمنع آلاف المرضى الفلسطينيين من مغادرة غزة لتلقي العلاج، ولغة الأرقام لمنظمة الصحة العالمية تنطق بحجم المعاناة للأطفال والنساء  

ويذكر قبل الحرب الدائرة حتى الاَن بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حماس أدى الحصار السابق منذ ما يقرب من عقدين من الزمان الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة إلى القضاء على حق الرعاية الصحية في غزة، حيث انخفاض مستوى الخدمات الطبية والنقص المستمر في الأدوية والمعدات الطبية

واعتدات الحكومة الإسرائيلية على أن تجبرهم على تقديم طلبات للحصول على تصاريح لمغادرة قطاع غزة في عمل بيروقراطي مرهق ،ثم ترفض طلباتهم، ثم يلجأون إلى القضاء الإسرائيلى الذى يؤيد بدوره موقف الحكومة الإسرائيلية الصارم ضد المرضى الفلسطنيين وترفض التصريح لهم للوصول إلى المستشفى في الضفة الغربية أو القدس الشرقية وهم في أمس الحاجة إليه خاصة المرضى من الأطفال والنساء .

ويؤكد إن لغة الأرقام لمنظمة الصحة العالمية هى التي تنطق بحجم المعاناة لمرضى قطاع غزة خاصة الأطفال والنساء، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فقد تم تقديم 20,411 طلبًا للحصول على تصريح خروج طبي من قطاع غزة في عام 2022، حوالي 51% منها يطلبون العلاج في مستشفيات القدس الشرقية، وحوالي 31%  يطلبون مستشفيات في أماكن أخرى من الضفة الغربية

وحوالي 18% يطلبون العلاج في مستشفيات القدس الشرقية، ومع ذلك رفض مكتب التنسيق والارتباط الإسرائيلي 6,848 من الطلبات، معظمهم من النساء والأطفال المصابين بالسرطان، فإما إبلاغ المرضى بشكل مباشر بأن طلباتهم قد تم رفضها، وإما لم يتم الرد عليهم قبل الموعد المحدد وتعرضت حياتهم للهلاك  .

ثالثاً : القضاء الإسرائيلى يسمح لخمس نساء مرضى في غزة بالمغادرة للعلاج استثناء وحيد من قرار مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي لعام 2017 بحرمان مرضى غزة من المغادرة للعلاج كوسيلة للضغط على حماس

ويقول الدكتور محمد خفاجى، إن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت في 26 أغسطس 2018 حكما استثنائياً وحيداً على عكس كافة أحكامها يسمح لخمس نساء فلسطينيات من قطاع غزة فى حالة حرجة بالمغادرة لتلقي العلاج المنقذ للحياة في أحد مستشفيات القدس الشرقية،  وكانت خطيئتهن الوحيدة - بحسب مستندات الحكومة الإسرائيلية - هي كونهن أقرباء مباشرين لأحد أعضاء المقاومة الفلسطينية حماس، وهذا الحكم يعتبر استثناء من القاعدة التى تواترت عليه أحكام القضاء الإسرائيلى برفض مغادرة المرضى للعلاج

وتم قبول الالتماس الذي تقدمت به أربع جمعيات حقوقية  مسلك والميزان وعدالة، وأطباء من أجل حقوق الإنسان فى إسرائيل فى أغسطس 2018، من المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح لخمسة مرضى من غزة للسفر عبر إسرائيل للحصول على العلاج الطبي غير المتوفر في القطاع , وهو الاستثناء الوحيد من قرار مجلس الوزراء.

خامساً :على المجتمع الدولي وفقاً لاتفاقيات جنيف الوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه أطفال مرضى السرطان بقطاع غزة 
والرأى عندى أن الإغلاق الإسرائيلي الصارم لقطاع غزة يؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من حقهم الأساسي والإنسانى في الصحة، إن العدوان على غزة وقتل الأطفال والنساء المرضى منهم خاصة أطفال مرضى السرطان , وحرمانهم من الخروج من غزة لتلقى العلاج يعد جزءاً من نظام راسخ من القمع والهيمنة والتمييز ضد الشعب الفلسطينى الأعزل , ونوعاً قاتماً من العقاب الجماعي والفصل العنصري لسكان  قطاع غزة.

واستكمل إن المجتمع الدولي بات مطالباً وفقا لاتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه المرضى فى قطاع غزة والعمل الحثيث على امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وضمان حصول المرضى الفلسطينيين على الرعاية الطبية خارج قطاع غزة، وعلى المجتمع الدولى أن ينهى سياسة الإفلات من العقاب التي يمنحها لقوات الاحتلال الإسرائيلية عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب خاصة للمرضى الأطفال والنساء فى قطاع غزة المنكوب .
سادساً : أطفال مرضى السرطان بغزة يحتضرون في رمقهم الأخير، فمن ينقذهم ويعصمهم من الهلاك ؟
ويشير إلي إن قوات الاحتلال قبل الحرب الدائرة الاَن مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس كانت ترفض إصدار تصاريح طويلة الأمد لأطفال مرضى السرطان في غزة أو حتى المصابين بأمراض مزمنة , وحالتهم الصحية خطيرة وهم الذين يحتاجون إلى العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، مما يؤثر سلبًا على حالتهم الصحية وفرصهم فى الشفاء , ويعرض حياتهم  للخطر.

والرأى عندى إن حرمان قوات الإحتلال لأطفال مرضى السرطان بقطاع غزة من المغادرة لتلقى العلاج شوه جمال الطفولة وهم كائن حى، وباتت الأطفال يشكون ظلماً وعدواناً ، كدر صفاءهم ، وأمات أحيائهم، ولوث صحتهم ، وبدل جمالهم إلي قبح الإحتلال لا يسر الناظرين إليهم، حتى أصبح أطفال مرضى السرطان بقطاع غزة كائناً يحتضر يطلب إنقاذاً ، وهم في رمقهم الأخير، وتوسم الأطفال المرضى من المجتمع الدولى خيراً  يعصمهم من الهلاك , وهم في سكرات الموت .
ويختتم إن قرار منع الملتمسين – ومعظمهم مصابون بالسرطان – من المرور عبر إسرائيل يشكل فعلاً عقابياً لأسباب خارجة عن إرادة المرضى خاصة الأطفال تتعارض مع أبسط القيم الإنسانية، وإن السياسة الإسرائيلية التي منعت الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة من الحصول على العلاج الطبي المنقذ للحياة كانت بمثابة تدني جديد ومخزي في العقاب الجماعي الإسرائيلي لسكان غزة، وهذه السياسة غير الأخلاقية تتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أرض غزة غزة الاحتلال الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية حماس المحکمة العلیا الإسرائیلیة الحکومة الإسرائیلیة المرضى الفلسطینیین أطفال مرضى السرطان القضاء الإسرائیلى الفلسطینیة حماس الأطفال والنساء الصحة العالمیة قوات الإحتلال القدس الشرقیة قوات الاحتلال للحصول على بقطاع غزة قطاع غزة مرضى من فی غزة

إقرأ أيضاً:

550 طفلا جديدا ينضمون إلى رحلة الشفاء في أورام الأقصر خلال عام

فى إنجاز طبي وإنساني جديد، أعلنت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالاقصر ، عن قبول 550 حالة جديدة من الأطفال مرضى السرطان خلال عام من شهر يونيو 2024 وحتى الآن ، وذلك ضمن الجهود المستمرة لتقديم خدمات طبية متكاملة ومجانية للأطفال الذين يعانون من أمراض السرطان.

بيطرى الأقصر يرفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحىزيارات ميدانية لفريق مشروع نساء من ذهب للسيدات المستفيدات بالأقصروكيل تعليم الأقصر يناقش استعدادات امتحانات الشهادة الإعدادية


ويعد هذا العدد المتزايد مقارنة بالأعوام الماضية يعكس الدور الحيوي الذي تؤديه المستشفى كأول وأكبر مركز متخصص في علاج الأطفال ، ويبرهن على حجم الثقة المجتمعية والطبية في إمكانيات المستشفى.

وأوضح الدكتور هانى حسين ، المدير التنفيذي لمستشفيات شفاء الأورمان ، أن زيادة أعداد الأطفال المقبولين للعلاج ، بعكس تطور المستشفى وقدرتها الاستيعابية المتتالية، موضحا أنهم ملتزمون بتقديم أفضل رعاية ممكنة لكل طفل مريض بالسرطان، لافتا إلى أن الفريق الطبي الموجود بالمستشفى والمتخصص في أورام الأطفال ، ويعمل بروح إنسانية ومهنية عالية لتحقيق نسب الشفاء المرتفعة ، ودعم نفسي شامل لأسر الأطفال.

ومن جانبه أعرب محمود فؤاد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان ، عن سعادته بهذا الإنجاز الجديد ، والنتائج المحققة في علاج الأطفال ، مشيرا إلى أن هذا التوسع في عدد الحالات يمثل خطوة جديدة نحو تحقيق حلم المؤسسة فى وصول كل خدماتها المجانية لكل طفل يحتاج إليها ، موضحا أنهم يعملون على دعم المستشفى يوميا لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية وزيادة نسب الشفاء.

طباعة شارك الأقصر محافظ الأقصر اخبار الاقصر

مقالات مشابهة

  • 550 طفلا جديدا ينضمون إلى رحلة الشفاء في أورام الأقصر خلال عام
  • “يونيسيف”: أكثر من 50 ألف طفل استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة
  • لتعزيز الوعي.. الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد
  • المجاهدين ترفض آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية
  • أورام الأقصر: تشخيص 8550 حالة باستخدام أحدث أجهزة الأشعة خلال عام للأطفال مرضى السرطان
  • قرار هام من وزارة الصحة
  • شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة
  • المستشار الألماني ينتقد الجرائم الإسرائيلية: لم أعد أفهم ما يحدث بغزة
  • نحو 200 شهيد وجريح في غزة إثر استمرار المذابح الإسرائيلية (حصيلة)
  • ‏المستشار الألماني: المستوى الحالي للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة لم يعد من الممكن تبريره بالقتال ضد حماس