RT Arabic:
2025-12-05@19:27:47 GMT

"ستالينغراد" في أدغال إفريقيا!

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

'ستالينغراد' في أدغال إفريقيا!

بدأت كوبا في سحب قواتها من أنغولا في 10 يناير عام 1989، بعد أن صدت غزوا قامت به قوات تابعة لجنوب إفريقيا العنصرية حينها وقوات مرتزقة تدعمهم الاستخبارات المركزية الأمريكية.

اللافت أن الكوبيين أطلقوا على معركة "كويتو كوانافال" الحاسمة التي دارت عامي  1987-1988 اسم "ستالينغراد الأنغولية"، وتمكنت القوات الحكومية الأنغولية بقيادة أغوستينيو نيتو المدعومة بمستشارين وبقوات كوبية من هزيمة قوات غازية من جنوب إفريقيا كانت تساند قوات حركة "يونيتا" المتمردة، إضافة إلى مرتزقة بريطانيين وأمريكيين كانت جندتهم الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار الاستراتيجية الأمريكية في مكافحة المد الشيوعي في ذلك الوقت.

معركة "ستالينغراد الأنغولية" أدت إلى انسحاب قوات جنوب إفريقيا وتحرير ناميبيا، وأسهمت أيضا في وصول المؤتمر الوطني الإفريقي إلى السلطة في جنوب إفريقيا وإنهاء نظام الفصل العنصري، هناك حتى أن الزعيم الوطني الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا كان أقر بأن معركة "كويتو كوانافال"، كانت نقطة تحول في النضال من أجل الحرية للسكان السود في بلاده.

الأمر ذاته تحدث عنه فيدل كاسترو بتأكيده أن "نهاية الفصل العنصري جرت في كويتو كوانافال وفي جنوب شرق أنغولا، بمشاركة أكثر من 40 ألف مقاتل كوبي جنبا إلى جنب مع الجنود الأنغوليين والناميبيين على هذه الجبهة".

النظام الثوري في كوبا بزعامة فيديل كاسترو كانت يقيم الصلات منذ الستينيات مع حركات التحرر الوطني في عدة دول إفريقيا ويقدم لها الدعم إضافة على الاتحاد السوفيتي، وبدأت كوبا منذ صيف عام 1975 في إرسال المدربين العسكريين إلى أنغولا، المستعمرة البرتغالية السابقة حتى قبل إعلان استقلالها.

في سرية تامة وبطلب من الفصيل الرئيس المقاتل من أجل تحرير أنغولا والمتمثل في الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، بقيادة أغوستينيو نيتو، أرسلت كوبا على عجل إلى أنغولا 480 عسكريا من المتطوعين من جنود الاحتياط، كلفوا بإقامة مراكز تدريب عسكرية وتكوين 16 كتيبة مشاة و25 مجموعة لمدفعية الهاون ومضادات الطيران، إضافة إلى فريق طبي و115 شاحنة ومعدات اتصالات، وجرى في وقت لاحق دعم القوات الكوبية بسرب من مقاتلات "ميغ – 17".

الولايات المتحدة لم تتمكن من معرفة الحجم الحقيقي للوجود العسكري الكوبي في أنغولا، وكانت واشنطن تحدثت في نهاية نوفمبر عام 1975 عن انتشار 15000 جندي كوبي هناك، في حين أن وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت هنري كيسنجر كان أبلغ في ديسمبر عام 1975 رئيس فنزويلا حينها كارلوس أندريس بيريز بأن كوبا أرسلت إلى أنغولا 12000 جندي، فيما كان عدد القوات والمدربين الكوبيين والمختصين المدنيين في تلك الفترة أكبر من ذلك بكثير.

القوات الكوبية شاركت بدور يوصف بالحاسم في معركة رواندا وصولا إلى إعلان جمهورية أنغولا الشعبية المستقلة في 11 نوفمبر 1975، ووصول الحركة الشعبية لتحرير أنغولا إلى السلطة.

العملية العسكرية الكوبية في أنغولا أطلق عليها الاسم الرمزي "كارلوتا"، وبلغ في بداية عام 1976 عدد الجنود الكوبيين الذين أرسلوا إلى هناك 36000، فيما شارك بشكل عام في الحرب الأهلية في أنغولا أكثر من 300000 جندي كوبي.

الزعيم الكوبي فيدل كاسترو قال في مارس عام 1976 مخاطبا شعب بلاده: "نحن الكوبيين ساعدنا إخواننا الأنغوليين في المقام الأول لأننا انطلقنا من المبادئ الثورية، لأننا أمميون. ثانيا، لقد فعلنا ذلك لأن شعبنا من أمريكا اللاتينية وأفريقيا اللاتينية فقد تم جلب الملايين من الأفارقة إلى كوبا من قبل المستعمرين كعبيد. جزء من الدم الكوبي هو دم أفريقي".

انتهت معركة كوبا في إفريقيا بنجاح تام، وزال الخطر عن أنغولا وتحررت ناميبيا وزال نظام الفصل العنصري من جنوب إفريقيا، وقدم الكوبيون تضحيات بشرية ومادية كبيرة على الرغم من إمكانيات بلادهم الاقتصادية الشحيحة.

هذا الأمر عبّر عنه أغوستينيو نيتو، أول رئيس لأنغولا بعد الاستقلال، حين أطل من شرفته على خليج رواندا ورأى عددا كبيرا من السفن الكوبية الراسية هناك. أغوستينيو نيتو التفت إلى مساعد له وقال في نبرة متألمة: "هذا ليس عدلا.. إذا استمر هذا الحال فإن كوبا ستفلس"!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

معركة التحرير الثانية

 تحريك دويلة الإمارات لادواتها من قوات طارق عفاش والزبيدي والمحرمي  إلى محافظة حضرموت في مواجهة مرتزقة السعودية الذين يتوزعون بين ما يسمى تحالف قبائل بن حبريش وقوات المنطقة التابعة لحزب الاصلاح والمعركة ليست كما قد تبدو ظاهريا صراع سعودي_اماراتي لتقاسم اكبر محافظة يمنية مساحة والاغنى ثروتا وانما  في سياق السيناريوهات الهادفة إلى تغير نتائج اسناد غزة ونصرة فلسطين.

وهنا ناتي إلى الاستخلاص الأهم وهو ان كيان العدو الصهيوني اصبح لاعبا اساسيا مع الأمريكي والبريطاني ووكلائمهم الإقليميين وتحديدا السعودي والإماراتي الذين عادوا لدورهم الوظيفي التمويلي التنفيذي.

بطبيعة الحال منذ بداية العدوان على اليمن  عام 2015، كان الكيان الصهيوني حاضراً فيه وتحدث قادته على أهمية تلك الحرب العدوانية بالنسبة لهم وتوافق حينها المجرم نتنياهو مع ما قاله ضابط الاستخبارات السعودي المتصهين أنور عشقي في محاضرة له امام منظمة اللوبي الصهيوني الأمريكي (أيباك).

 الكيان الصهيوني لم يعد دوره التأمري الاستخباراتي  واضح لا لبس فيه بل وصارت علاقته بالمرتزقة والخونة معلنة  واستخباراته الذي كانوا يأتون بغطاء أمريكي وبريطاني أصبحوا اليوم يفصحون عن أنفسهم ولا يخجل المرتزقة من ذلك، وهذا يوصلنا إلى فهم ما يجري في حضرموت من صراع ظاهرة مواجهة بين مرتزقة الإمارات والسعودية وعمقه التسريع من السيطرة على مناطق الثروات والموقع.. وحضرموت تشكل في هذا الجانب العقدة الأكبر وإدخال أبنائها في صراع السيطرة والتقسيم سيسرع من تنفيذ المخططات على مستوى اليمن والمنطقة وهذا وهم أمريكي بريطاني صهيوني متجدد يفضح حقيقة الدور السعودي والإماراتي لصالح أسيادهم في تل أبيب وواشنطن ولندن وأدواتهم الداخلية سوف تفشل وسوف يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية تسرع من وحدة اليمنيين في الشمال والجنوب لمواجهة الغزاة والمحتلين وخوض معركة التحرير الثانية للمحافظات المحتلة انطلاقاً من وعي عميق أن سيادة ووحدة واستقلال اليمن هي التي سوف تنتصر  لتحرير كل شبر من الأرض اليمنية.

 ولا يمكن أن يتحقق إلا بمواجهة العملاء والخونة ومشغليهم من خلال اصطفاف وطني متجاوز للفهم المناطقي والطائفي والجهوي والمذهبي فالمساءلة ليست حضرموت والمهرة أو عدن والساحل الغربي بل اليمن وعندما نستعيد الأرض ونحرر أبناءه من أوهام الفتن والدعوات المشبوهة سنكون قادرين على حل كل مشاكلنا وقضايانا ونذهب معاً لبناء يمن حر ومستقل متحرر من الوصاية والتبعية ودولة قوية وقادرة وعادلة تتسع لكل اليمنيين لا مكان فيها للخونة والعملاء والفاسدين والانتهازين.

مقالات مشابهة

  • جنوب إفريقيا: لن نرضخ للضغوط الأمريكية
  • قداس ذكرى الأربعين لنيافة الأنبا أنطونيوس مرقس بمطرانية جنوب إفريقيا
  • معركة حضرموت معركة كل اليمنيين
  • كوبا تدين استمرار الحصار الأمريكي والحرب الاقتصادية عليه
  • عطاف يستقبل نائب وزير العلاقات الدولية لجنوب إفريقيا.. هذا ما دار بينهما
  • عطاف يستقبل نظيره من جنوب إفريقيا.. هذا ما دار بينهما
  • رسميا.. أمريكا تستبعد جنوب إفريقيا من قمة مجموعة G20
  • معركة التحرير الثانية
  • اشتداد القتال شمالي كردفان.. و"بابنوسة" ساحة معركة كبرى
  • دفنوا سيارة 50 عاماً تحت الأرض… فماذا حدث لها؟