أكدت الدكتورة سمر البنداري، استشاري العلاقات الأسرية، أن ظاهرة التحرش بالاطفال تُمثل خطراً متناميًا في المجتمع، مشيرة إلى أن 80% من المتحرشين للأسف "حد قريب من الأسرة"، وأن هذا السلوك نابع من اضطراب سلوكي جنسي وليس مرضًا، محذرة من تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى بؤرة خطر جديدة على الأبناء.

وقدمت “البنداري”، خلال برنامج “حالة سمر”، تفسيرًا علميًا ومنطقيًا لكيفية حماية الأسر لأبنائها، كاشفة عن حقائق صادمة حول شخصية المتحرش، موضحة أن المتحرش إنسان عادي، قد يكون طبيبًا أو مهندسًا أو ناجحًا في عمله، لكنه يُعاني من اضطراب التحرش بالاطفال أو "البيدوفيليا"، مؤكدة أن المتحرش بوعي كامل لما يفعله، باستثناء حالات نادرة جدًا يُعاني فيها المتحرش المفاجئ من إصابة عضوية في الفص الصدغي الجانبي من المخ، وتتسبب في اندفاعات لا إرادية، مشددة على أن التحرش "ملوش علاقة" بالزواج، فـ"أغلب المتحرشين متزوجون ومخلفين أولاد".

وحذرت من أن الظاهرة لا تقتصر على الرجال، فـ"كل 10 رجالة بتتحرش بالأطفال في ست بتتحرش بالأطفال"، مدفوعة بـ"الحرمان العاطفي" حيث تستغل الطفل لإشباع نوع من التعويض، موضحة كيف يستغل المتحرش براءة الطفل لإجباره على الصمت لسنوات، مشيرة إلى أن المتحرش يستغل براءة الطفل في التهديد، عبر تضخيم العواقب (سأذبح أمك، سأقتل أباك)، مستغلاً أن تفكير الطفل في مرحلة عمرية مبكرة يكون "كونكريت" مادي ومباشر.

ولفتت إلى أنه قد يتحول الطفل إلى الخاضع بالإرادة بسبب الحرمان العاطفي الشديد وإهمال الوالدين، فيجد في المتحرش القريب غالبًا تعويضًا لهذا النقص، وقد يصل به الأمر إلى طلب العلاقة بنفسه، موضحة أن الطفل الذي يتعرض للتحرش العنيف يمتلئ بشعور بالعار والخجل الشديد يمنعه من البوح، خاصة إذا كان الوالدان ناقدين باستمرار وغير مستمعين.

وطالبت الأسر بـ"الدوران وراء البنت أو الابن" عند ملاحظة العلامات النفسية التالية، حتى لو كان الطفل صامتًا، والتي تتمثل في اضطرابات النوم وأن يكون الطفل غير قادر على النوم أو يتقلب في الفراش، فضلا عن وجود آلام حساسة والشكوى المتكررة من ألم أو هرش في مناطق حساسة، علاوة على تغيرات الشهية والابتعاد عن الأكل (90%) أو نهم غير طبيعي فيه، إضافة إلى رفض الأماكن والرفض العنيف للذهاب إلى أماكن معينة (بيت العمة، الخالة، المدرسة)، فضلا عن الأعراض الجسدية غير المُفسرة وكثرة الشكوى من صداع أو ألم في البطن أو الأسنان بدون سبب عضوي واضح (الهروب من مكان أو شخص)، علاوة على الخوف والتوتر الشديد أو الانطواء ورفض الخروج، وآخرها التبول اللاإرادي خاصة في حالات التحرش العنيف كصدمة نفسية.

وحذرت من تحويل الأبناء إلى التعلم أو اللعب "أونلاين" خوفًا من التحرش، مؤكدة أن هذا يوفر بيئة أخطر، معقبة: “خافوا من الأونلاين أكتر.. اللي بيدخلوا في شات واللي بيدخلوا في الجيمز ويدخلوا معاهم في كلام وبيعرفوا منهم أسرار عن البيت”، موضحة أن بعض الألعاب الإلكترونية تعمل كأخصائي نفسي عبر الأسئلة لتحديد الولد القلوق المتوتر الذي يسهل إخضاعه، وأحيانًا تعرف اللعبة أو من وراءها تفاصيل دقيقة عن المنزل والأسرة، وتنتهي بتحويل ذلك إلى ابتزاز مادي أو جنسي.

ووجهت عدة نصائح للتعامل مع الطفل ضحية التحرش، موضحة أنه إذا باح الطفل، يجب طمأنته فورًا: "متخافش خالص، عمو ده هيتحاسب، بابي وماما هيحموكي تمامًا"، ومن ضمن خطوات العلاج النفسي، أنه يجب على الطفل رؤية المتحرش في "صورة ذليلة" وهو مكبل أو يقبض عليه لشفاء الغليان الداخلي، منوهة بأن 90% من الأطفال الذين تعرضوا للتحرش سيبقون أسوياء إذا كان التحرش بسيطًا أو لم يتجاوز 4 سنوات، لكن الأهم هو عدم التكلم معه في الموضوع والتركيز على متابعة نومه وأكله وسلوكياته، موضحة أن الأساس هو الصحوبية، وترك النقد والمقارنات التي تدفع الطفل للانطواء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استشاري العلاقات الأسرية التحرش بالأطفال المجتمع المتحرشين الأسرة

إقرأ أيضاً:

مأساة يوسف محمد.. إهمال في بطولة رسمية ينهي حياة سباح واعد ويضع الاتحاد في قفص الاتهام

هزّ خبر وفاة السباح الناشئ يوسف محمد، لاعب نادي الزهور، الوسط الرياضي في مصر، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة خلال مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة تحت 12 عامًا. صدمة كبيرة اجتاحت الجمهور، وزادت حدّتها مع تداول شهادات تتحدث عن تأخر في إنقاذ الطفل ووجود قصور في إجراءات السلامة داخل مجمع حمامات السباحة، ما فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات قانونية وأخلاقية حول المسؤولية. وبينما تتقدم التحقيقات، تقف أسرة الطفل في قلب المشهد، مطالبة بالحقيقة، ومتمسكة بحق ابنها في العدالة.

القتل الخطأ ومسؤولية الإهمال

وقال الدكتور محمد إبراهيم عميد كلية الحقوق بجامعة طنطا، إن ما حدث يُصنف قانونيًا ضمن حالات القتل الخطأ الناتج عن الإهمال وعدم الاكتراث، موضحًا أن غياب الاستعدادات اللازمة داخل موقع الحدث يدخل في إطار «الإهمال الجسيم». وأضاف أن هذا النوع من الإهمال قد يشكل جريمة جنائية عندما يتسبب في الوفاة، رغم عدم وجود قصد جنائي مباشر.

وأشار إبراهيم، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إلى أنه لابد من تحديد المسؤولين المباشرين عن موقع البطولة، مؤكدًا أن وجود فرق إنقاذ مدربة وسيارات إسعاف مجهّزة داخل المكان ليس رفاهية وإنما واجب قانوني. وأوضح أن غياب هذه العناصر يعكس تقصيرًا شديدًا، قد يؤدي إلى مساءلة جنائية ومدنية في آن واحد.

الاتحاد المصري للسباحة في دائرة المسؤولية

وأكد عميد كلية الحقوق، أن التعويضات إذا تقررت ستكون على عاتق الاتحاد المصري للسباحة باعتباره الجهة المنظمة والمشرفة على البطولة. وأشار إلى أن الاتحاد هو المسؤول الأول عن توفير كل شروط السلامة داخل مرافق البطولة، لأن استلامه المكان وإشرافه الكامل عليه يجعله قانونيًا الجهة التي تتحمل تبعات أي تقصير أو إهمال.


لحظات الفاجعة.. ماذا حدث داخل حمام السباحة؟

وفق ما أعلنته الاتحادات الرسمية، كان يوسف محمد يشارك في سباق 50 متر ظهر. بمجرد قفزه إلى المياه، تعرّض لإغماءة مفاجئة أدت إلى سقوطه نحو قاع الحوض. ورغم محاولة المنقذين التدخل، فإن الوقت الذي قضاه الطفل داخل المياه كان كافيًا لإحداث كارثة.

وأشارت مصادر طبية إلى أن اللاعب يبدو أنه ارتطم بقاع الحوض بقوة، وهو ما جعله يفقد الوعي فورًا، ليبقى تحت المياه من ثلاث إلى خمس دقائق قبل أن يتم انتشاله. هذا التأخير كان كفيلًا بوضع حياته في خطر، لينتهي الأمر بوسط رياضي حزين وأسرة تحاول استيعاب ما حدث.

الطفل نُقل على الفور إلى الطاقم الطبي داخل المجمع، ثم إلى مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر، لكن محاولات الإنعاش لم تُجدِ نفعًا، ليفارق الحياة بعد دقائق من وصوله.

أسرة من بورسعيد تنتظر إنهاء الإجراءات

لم تكن أسرة الطفل تتوقع أن رحلتها من بورسعيد إلى القاهرة لحضور بطولة رياضية ستنتهي بفاجعة عمرها.
وفي حديث خاص، كشف أبو كريم، عم يوسف، كواليس اللحظات التي تلت الحادث، مؤكدًا أن الأسرة ما زالت تعيش صدمة لا توصف.
عند سؤاله عمّا إذا كانت الأسرة قد بدأت مراسم العزاء، قال أبو كريم إنهم لم يتمكنوا بعد من إقامته لأنهم لا يزالون في القاهرة، موضحًا أنهم قدموا من بورسعيد وأنهم بانتظار الانتهاء من الإجراءات داخل مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر، والتي توقع أن تنتهي خلال نصف ساعة. وأكد أن الدفنة ستتم في نفس اليوم دون تأجيل، بينما سيُقام العزاء في اليوم التالي لمدة ثلاثة أيام كاملة.

غياب المسؤوليات الواضحة والتحقيقات مستمرة

عند سؤاله عمّا إذا كان قد تم القبض على أي مسؤول عن الواقعة، نفى أبو كريم تمامًا ذلك مؤكدًا أن ما حدث أشبه بوفاة غريق خلال مسابقة سباحة كان يفترض أن تكون آمنة بالكامل.

 وأضاف أن الجهات المختصة هي التي تتولى التحقيقات لتحديد حقيقة المسؤولية، مشيرًا إلى أن الأسرة تنتظر ما ستسفر عنه التقارير الرسمية.

لحظات مأساوية في حمام السباحة

روى عم السباح أن يوسف ظل داخل المياه قرابة عشر دقائق وفق ما سمعه من شهود، مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم والمنقذين وكل المسؤولين المتواجدين بجوار المسبح سيكون عليهم الإجابة عن الكثير من الأسئلة حول سبب تأخر التدخل.

 وأوضح أن الأسرة بأكملها جاءت من بورسعيد لحضور الدورة، وأن والدي يوسف كانا متواجدين لحظة الواقعة إلى جانب شقيقته التوءم التي لم يتبقَّ لوالديهما سواها بعد رحيله.

بيان الاتحاد وحداد ثلاثة أيام

أعلن الاتحاد المصري للسباحة، في بيان رسمي، أن اللاعب تعرّض لإغماء مفاجئ خلال السباق، وأن الطاقم المتواجد تدخل فورًا لإنقاذه قبل نقله إلى المستشفى. وأضاف البيان أن الاتحاد ينعى اللاعب وأسـرته، معلنًا حالة حداد لمدة ثلاثة أيام.

ورغم البيان، بقيت الأسئلة حول جاهزية الفرق الطبية والمنقذين، وسبب تأخر التدخل، دون إجابة واضحة.

طفل رحل وبقيت الأسئلة معلّقة

رحل يوسف محمد وهو في ذروة حلمه الرياضي، طفلٌ لم يتجاوز الثانية عشرة، كان يرى مستقبله في حوض السباحة، لكنه وجد نهايته فيه. وبينما تتقدم التحقيقات، يشعر الشارع الرياضي بالغضب والحسرة، وتنتظر الأسرة الحقيقة الكاملة، وتتمسك بحق ابنها في محاسبة المقصرين.

المأساة لم تكن مجرد حادث عابر، بل جرس إنذار يطالب الجميع اتحادات وأندية ومنظمين بمراجعة إجراءات السلامة في بطولات الأطفال قبل التفكير في أي منافسات جديدة.

طباعة شارك يوسف محمد السباح نادي الزهور بطولة الجمهورية التحقيقات

مقالات مشابهة

  • خطيب الأزهر: التحرش بالأطفال والأحداث المخزية التى تقع تؤكد وجود خلل وانحراف في المجتمع
  • استشاري علاقات أسرية تكشف لـ "الوفد" تاثير السوشيال ميديا على المخطوبين والمتزوجين
  • العثور على جثمان الطفل الثالث من الأسرة المفقودة بترعة الإبراهيمية في المنيا
  • بعد تغيب 5 أشخاص.. العثور على جثمان الطفل الثاني بترعة في المنيا
  • مجمع إعلام القليوبية يُطلق حملة "معًا ضد التحرش": حماية براءة الأطفال صونًا لمستقبلهم
  • ندوة بإعلام القليوبية تدعو لتعزيز الحماية المجتمعية للأطفال ومواجهة التحرش
  • مأساة يوسف محمد.. إهمال في بطولة رسمية ينهي حياة سباح واعد ويضع الاتحاد في قفص الاتهام
  • الأزهر للفتوى والقومي للمرأة يواصلان جهودهما المشتركة ويختتمان سلسلة لقاءات توعوية أسرية
  • استشاري: الإنترنت يصنع جيلاً متوحش السلوك ويعيد إنتاج الجريمة