بوابة الوفد:
2025-05-17@14:57:46 GMT

النقش على النحاس.. مهنة الملوك تحتضر

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

«النقش على النحاس».. حرفة اشتهرت فى الماضى بأنها مهنة الملوك والأمراء، ولكنها الآن بدأت تنقرض، وبدأ الكثير من الفنانين المهرة يهربون من تلك المهنة ومتاعبها، ولم يورثوها لأبنائهم، نتيجة عدم تسويق منتجاتهم وإقامة معارض لهم فى الخارج. والنقش أو التكفيت على النحاس هو من أبرز الفنون الشرقية، وهو حرفة تعتبر جزءًا من الفن الإسلامى الذى يعد من أروع الفنون التى عرفتها البشرية على الإطلاق، وهى ابتكار مصرى أصيل، وفن من فنون زخرفة المعادن اليدوية ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى فيها، فجميع مراحل صناعة التحف النحاسية يدوياً باستخدام بعض الآلات البسيطة، والتى تعتبر بدائية أيضاً لكن لها تأثير كبير لا تقدر التكنولوجيا على تقليدها.

ويعد فن التكفيت على النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، والذى يتطلب جهداً كبيراً لإنتاج قطعة واحدة «مكفتة» ذات جودة عالية، حيث يستغرق عمل المبخرة المملوكى على سبيل المثال أكثر من شهر كامل ما بين قص النحاس والرسم والتكفيت أو التطعيم بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة، وهكذا يتم تحويل ألواح نحاسية صماء إلى تحفة فنية تزيد قيمتها بمرور الزمن.

وتتطلب مهنة التكفيت على النحاس شروطاً قاسية فيمن يريد إتقانها، يجب أن يكون فناناً حقيقياً ولديه موهبة فذة فى فن الرسم، إلا أنها تستلزم شرطاً آخر وهى الصبر، فمهنة التكفيت على النحاس هى مهنة الصابرين، فمن الممكن أن تستغرق بعض القطع الفنية شهوراً وأياماً وربما سنوات حتى يتم صنعها وبيعها لمن يقدر قيمة الفنون التى نحتت عليها، فيمتاز فن التكفيت على النحاس بوجود الزخارف الإسلامية البالغة الروعة، بالإضافة إلى دقة هندسية فى الرسومات، حيث إن أى نقش عن مساره الهندسى يهدر من قيمة القطعة الفنية وبخاصة المتعلقة بالرسومات التى يتم استلهامها من التراث الإسلامى أو التراث الفرعونى.

ويقول عماد حسين، فنى التكفيت على النحاس، بمنطقة كورنيش المعادى، ويعمل فى هذه المهنة أباً عن جد، إن التكفيت هو مصطلح إيرانى وتعنى تطعيم النحاس بالفضة، مؤكداً أن المهنة مع الوقت تندثر وأصبح من يعملون فى هذه المهنة قليلون جداً ورفض الآباء تعليم أبنائهم هذه الحرفة خوفا عليهم من أن يبقى مصيرهم مثلهم، لعدة عوامل أولها انخفاض المبيعات، نتيجة غلاء الخامات، موضحا أن سعر كيلو جرام النحاس منذ عامين كان يباع بـ180 جنيهاً، واليوم أصبح سعر الكيلو 750 جنيهاً، مما سبب ركوداً فى العمل خاصة أن شغل النحاس المطعم بالفضة، وهو شغل تراثى وليس شغل عادى، لافتاً إلى أنهم يقومون بعمل تحف فنية من النحاس مطعمة بالفضة مثل الموجودة فى المتحف الإسلامى، موضحاً أن القطع الفنية التى يتم إنتاجها سوقها ليست فى مصر، ولكن يتم تصديرها للخارج، موضحاً أن تسويقها داخل البلاد يجدون فيه صعوبة، موضحاً أن القطعة تقدر بحسب المجهود التى تم بذله فيها وعلى قدر الخامات التى وضعت فيها، موضحاً أن ثمن القطعة يبدأ من خمسة آلاف جنيه ومائتى جنيه ويصل إلى مليون جنيه. وعن سبب عدم تصدير منتجات هذه الحرفة، قال: إن الدولة بدأت تهتم بإقامة معارض لبعض الحرف مثل حرف الكروشيه والحلى، ولكن حرفة التكفيت على النحاس فهى فى النسيان، رغم أنها كانت تسمى حرفة الملوك، لكون أن من كان يأخذ هذه المنتجات هم الملوك والأمراء والأثرياء فى القديم.

وطالب عماد حسين، الدولة بسرعة عمل معارض بالخارج لحرف تراثية من مثل النحاس وغيرها من الحرف التى بدأت تندثر، لافتاً إلى أن هذه الحرف يقبل عليها الأجانب، ولكنهم يحتاجون تسويق لمنتجاتهم بالخارج، مضيفاً أن الدولة إذا فتحت لهم منفذ تسويق، ستعيد الروح لهذه الحرفة، مؤكداً أن أصحاب الحرف ليس لديهم مانع بأن تفتح لهم الدولة معارض بالخارج حتى وإن أخذت 30% أو 40% من الأرباح، وهنا الدولة ستعوض ما دفعته من تكاليف إقامة المعارض فى الخارج، موضحاً أن الدولة ستكون شريكة فى النجاح والأرباح، موضحاً أن الدولة تستطيع تنظيم المعارض بكل سهولة فى عدد من الدول.  وأكد أن تسويق منتجاتهم يتم عن طريق تجار من الخارج، تأتى لتطلب منهم منتجات محددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النحاس الفنانين ا حقيقيا و

إقرأ أيضاً:

الخيارات شبه الصفرية

#الخيارات_شبه_الصفرية..

خاص سواليف
مقال الخميس 15-5-2025


لماذا لا تكتب؟ لماذا لم نعد نراك تكتب؟ أسئلة تلقى علينا بتلاوين صوتية مختلفة والمعنى في بطن السائل ، منهم من يسأل شوقاً، ومنهم من يسأل معرفة ،ومنهم من يسأل لوماً، ومنهم من يسأل تشفّياً وإن كان بالحد الأدنى..
الجواب لن يكون مقنعاً الا إذا تقمّص السائل دور الكاتب الصحفي ، وحكم هو بنفسه ، لماذا لم نعد نكتب..؟!..اذا أردنا أن نكتب في الشأن المحلّي يجلس على أكتافنا 13 قانوناً نحاكم عليه سيخطف الأقلام منا ويطرد كل #عصافير_الأفكار ويضع #السجن و #الغرامات_الفلكية نصب عيني الكاتب ..كيف تكتب؟ حتماً لن تكتب الا إذا أردت ان تزوّر حنجرتك ،وتبلّل قلمك بماء وجهك شيء ما يشبه ما نشاهده على #الشاشات أو بعض صفحات الصحف حيث لا لون للكتابة ولا طعم ولا رائحة ولا ضمير الا من رحم ربي..
اذا أردنا أن نكتب عن الشأن العربي ، قبل أن تشرع في كتابة الفكرة ، ستتذكّر كل موظفي #الجوازات في #المطارات ومراكز الحدود العربية وهم يدقّقون على اسمك ان كنت من #القوائم_السوداء ام لا، وهناك الثمن أغلى..ان أردت أن تكتب شيئا عن الشأن الدولي ، هنا وبالقانون ما يجرّم الاساءة لدولة صديقة..اما أن تكتب مادحاً أو تكتب شيئاً هلامياً رغوياً يشبع عبارات المجاملة “اهم شي العفو والعافية ، والحمد لله ع شمة الهوا”،”اهم شي الصحة” والخ.
ثم أن الكاتب الصحفي صارت تتشكل لديه قناعة ..انه في عالمنا العربي – تحديداً – هذه المهنة باتت بطريقها الى الزوال.. تماماً “مثل مبيّض الطواسي” أو “مصلّح البوابير” ، يعني لم تعد مهنة يستحق الكاتب – من وجهة نظرهم أن يتقاضى عليها دخلاً..تبقى رسالة سامية ومهمّة بل بالغة الأهمية والشرف لكنها ليست مصدراً للدخل وليست وظيفة كما هو في كل دول العالم.. #الصحف_الورقية تنزف ومنتهية وخارج الزمن في أغلب #الوطن_العربي، مواقع التواصل صارت وسائل اعلام مجانية..فلماذا يُدفع للكاتب راتباً مقابل رأي يطرحه مهماً كان ثميناً..ومواقع التواصل تعج بالأرآء المجانية ثم ان في هذا الزمن المرئي الشفاف ، لا أحد يشتري كلام الصحف ولا يشتري الصحف أصلاً..وان وجدت هذه المهنة فهي قليلة..فالصحف الحكومية لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي )، والصحف الخاصة لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي) أيضاَ..ولسان حالهم يقول : #الكاتب مستقل #القلم و #الرأي و #التفكير فليمارس ضميره واستقلاله ورأيه بعيداً عنا على صفحات التواصل لكن لا مكان له بيننا..
ولأن الكاتب كأي مخلوق بشري ،لديه مسؤولية والتزامات وأحلام وحق العيش.. لا بد للكاتب أن يتكيّف مع هذا التغيّر..ومن غير المعقول أن يقايض شركة الكهرباء دفع الفاتورة “بمقالة” أو يذهب للمدرسة ويطالبهم ان يقبلوا الأقساط “مقالات نارية”..أو يدفع قسط السيارة..بمقالات حصرية..او يوزّع على أطفاله كل واحد “منشور” بدل #المصروف_اليومي..لذا لا بد له أن يجد مهنة رديفة للعيش والاستقلال المادي،نجّار وصحفي ،حدّاد وصحفي ،مزارع وصحفي، كهربجي وصحفي.. عليه أن يمسك بمهنتين على الأقل مهنة للعيش وأخرى للحياة.. كي لا تسقط من يده رسالته في #صناعة_الرأي و #زراعة_الوعي وانتاج الفكرة..كل ما سبق هو جزء من معاناة الاجابة على التساؤل..لماذا لا تكتب؟ أو لم نعد نراك تكتب؟..
حوسة..

#احمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو 2025/05/15

مقالات مشابهة

  • “اصنع في الإمارات” يستضيف أول معرض للحرف اليدوية
  • المنظومة الصحية في قطاع غزة تحتضر حيث تعمل بأقل من 15% من طاقتها السابقة
  • «اصنع في الإمارات» يستضيف معرضاً للحرف اليدوية
  • «نواعم التول».. مبادرة تعزّز تمكين المرأة الإماراتية في الحرف اليدوية
  • وهبي يعتذر للمحامين: “أنا منكم وأنتم مني”
  • الخيارات شبه الصفرية
  • فنانون يجسدون شعار من النقش إلى الكتابة في معرض الدوحة الدولي للكتاب
  • استمر 20 ثانية فقط.. البحوث الفلكية تكشف سبب الشعور القوي بالزلزال
  • "انبعاث الحرف".. تجربة الفنان محمد الصائغ
  • «غزة» تحتضر أيها العالم