تركيا تضغط لتمديد إدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
كشف مصدران تركيان عن أن أنقرة تضغط من أجل تمديد إدخال المساعدات إلى مناطق شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة ويقطن فيها أكثر من 3 ملايين مدني.
ونقلت رويترز -عن المصدرين اللذين وصفتهما بأنهما مطلعان على المفاوضات- أن أنقرة تضغط على الأمم المتحدة وآخرين من أجل تمديد إدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا، وذلك مع تحول الاهتمام العالمي وأولويات التمويل نحو المعاناة في صراعات أخرى.
وأصبحت تركيا، التي تدعم منذ سنوات فصائل سورية معارضة لحكم الرئيس بشار الأسد، مركزا لإدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا منذ عام 2014 خاصة عبر معبر باب الهوى بتفويض من مجلس الأمن الدولي.
وليست هناك علاقات دبلوماسية حاليا بين تركيا وسوريا، رغم بعض البوادر المحدودة لتطبيع العلاقات المقطوعة رسميا منذ أكثر من عقد.
ومددت حكومة الأسد إذن إدخال المساعدات عبر باب الهوى من جانب واحد حتى 13 يناير/كانون الثاني الجاري بعد فشل مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا في التوصل إلى اتفاق العام الماضي.
وبعد زلزال أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا في فبراير/شباط 2023، منحت سوريا إذنا آخر لإدخال المساعدات من معبري باب السلام والراعي (شمال البلاد)، لكن ذلك سينتهي أيضا في 13 فبراير/شباط المقبل.
وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم كشف هويتهما، إنه من الضروري تمديد التصاريح، خاصة لباب الهوى، "للسماح بالتخطيط لمشاريع إنسانية وتنموية طويلة المدى في المنطقة". وقال أحد المصدرين إن إضافة مواعيد نهائية تسبب في "ضغط مستمر وعدم القدرة على التنبؤ"، وفق تعبيره.
وأضاف المصدر أن "الأمم المتحدة تبحث أيضا مع النظام السوري إمكانية تمديد هذا الأمر إلى أجل غير مسمى هذه المرة دون حد محدد بـ3 أو 6 أشهر".
وأضاف المصدر "نتابع عن كثب المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة بشأن استخدام هذه المعابر الحدودية، ونحن على اتصال مستمر" مضيفا أن مجلس الأمن قد يتبنى قرارا ملزما إذا لم يتم الاتفاق على تمديد مع دمشق.
وقالت رويترز إن "الحكومة السورية لم ترد على طلبها للتعليق على الأمر، لكن مصدرين في مجال المساعدات قالا للوكالة إنهما سمعا أنباء مطمئنة" عن تجديد دمشق من جانب واحد لمعبر باب الهوى.
وقالت إيري كانيكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن "المحادثات مستمرة مع دمشق بشأن توصيل المساعدات عبر الحدود، حيث إنها تظل شريان حياة لنحو 2.5 مليون شخص في شمال غرب البلاد".
وقالت كانيكو إن "5 آلاف شاحنة مساعدات عبرت إلى المنطقة في عام 2023، منها 4 آلاف دخلت عبر باب الهوى".
انخفاض التمويل
وفرّ ملايين الأشخاص من سوريا منذ بدء الصراع في عام 2011، بما في ذلك نحو 4 ملايين لاجئ في تركيا. ونزح ملايين آخرون داخليا.
واستعاد الأسد السيطرة على جزء كبير من سوريا بدعم عسكري من إيران وروسيا، وانحسر القتال إلى حد كبير خلال السنوات الماضية.
وتخشى المعارضة السورية الآن من تمكن الأسد قريبا من "خنق" المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وتريد حكومة الأسد أن تمر شحنات المساعدات إلى الشمال الغربي عبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة -والتي يشار إليها باسم المساعدات عبر الخطوط- وقالت تركيا إنها تدعم المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود طالما أنها مستمرة دون عوائق.
وقال المصدران التركيان إن الصراعات الأخرى الأكثر سخونة، مثل تلك الموجودة في غزة وأوكرانيا، دفعت المانحين إلى تقليص التمويل الإنساني لشمال غرب سوريا، مما أثر على كمية المساعدات التي يتم إرسالها.
وقال أحد المصدرين "نذكر الدول المانحة بأن هذا قد يكون له عواقب وخيمة على الأرض بالنسبة للمنطقة، وحتى بالنسبة لأوروبا"، في إشارة إلى موجة لجوء جديدة قد تحدث باتجاه القارة العجوز عبر تركيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إدخال المساعدات إلى شمال غرب سوریا الأمم المتحدة المساعدات عبر عبر باب الهوى
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط لبدء المرحلة الثانية وتطالب إسرائيل بتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن العمل لا يزال متواصلا من أجل استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة، مؤكدة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودا مكثفة خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت ليفيت في إفادة للصحفيين أن الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وتشكيل حكومة التكنوقراط سيتم في "الوقت المناسب"، مشددة على أن الإدارة الأميركية تسعى لضمان التوصل إلى "سلام دائم" في القطاع.
وكان ترامب قد أعلن -أمس الأربعاء- أنه سيكشف مطلع عام 2026 عن تشكيل مجلس السلام الخاص بغزة، وهو هيئة ستشرف على الحكم وإعادة الإعمار في القطاع.
كذلك، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية (آي إس إف) المقرر نشرها في قطاع غزة.
وبحسب الموقع، أبلغ السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن الإدارة الأميركية ستتولى قيادة القوة الدولية.
ملف الأسرى يعرقل التقدمورغم الضغوط الأميركية، تصر إسرائيل على أنها لن تنتقل للمرحلة الثانية قبل استعادة جثة الأسير ران غويلي. وقد زودت تل أبيب المفاوضين بصور جوية ومواد استخبارية للبحث عن مكانه.
وقال مسؤول إسرائيلي "لن نتهاون حتى يتم إعادة ران لدفنه في إسرائيل".
وتأمل واشنطن نشر قوة الاستقرار الدولية في أوائل عام 2026، بدءا من رفح. ووفق مصادر أميركية، فقد أبدت إندونيسيا وأذربيجان استعدادهما للإسهام بقوات، بينما تفضل دول أخرى تقديم التدريب أو التمويل أو المعدات.
لكن نتنياهو أعرب في محادثات خاصة عن شكوكه في قدرة هذه القوة على تفكيك القدرات العسكرية لحماس بمفردها، حيث قال إنه يعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى "القيام بدور ما".
ويقول مسؤولون إسرائيليون -حسب صحيفة يديعوت أحرونوت- إن واشنطن تبدو مهتمة أكثر بإعادة إعمار غزة مقارنة بنزع سلاح حماس، وهو ما يثير قلق تل أبيب.
إعلان ضغط أميركي لإزالة الأنقاضوفي سياق متصل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تتعرض لضغوط أميركية متزايدة بشأن تحمل تكلفة إزالة الركام الهائل الذي خلّفته الحرب في قطاع غزة.
وكشفت تقارير للصحيفة الإسرائيلية ووسائل إعلام أميركية أن واشنطن تربط إزالة الأنقاض ببدء عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع تحديد رفح كنقطة نموذجية للانطلاق.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على تحمل التكلفة، التي يُتوقع أن تصل إلى مئات ملايين الدولارات، وأنها ستلجأ إلى شركات متخصصة لتنفيذ العملية.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن هذه الالتزامات.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع أن قطاع غزة بات مغطى بنحو 68 مليون طن من الأنقاض. ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المشرف على التخطيط لعمليات الإزالة، أن حجم الركام يعادل تقريبا وزن 186 مبنى من حجم مبنى "إمباير ستيت".
وتشكل إزالة الأنقاض في قطاع غزة شرطا أساسيا لانطلاق عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.