الجزيرة:
2025-06-19@14:08:07 GMT

وحش يلتهم السعادة.. ما أسباب التوتر المزمن؟

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

وحش يلتهم السعادة.. ما أسباب التوتر المزمن؟

التوتر كلمة سلبية ترتبط بالمخاوف والقلق والعجز عن اتخاذ القرارات الصحيحة، لكن له بعض الصور الإيجابية التي تساعد الجسم على إفراز مادة الأدرينالين، الذي يدفع بدوره إلى إنجاز المهام، و يعزز القدرة على حل المشكلات.

وقد صاحب الشعور بالتوتر الإنسان القديم كاستجابة مباشرة لمواجهة الخطر ووسيلة للحماية من الحيوانات المفترسة والتهديدات المختلفة.

تغيرت بالطبع التهديدات والتحديات التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث، ولم يعد من المحتمل أن يواجه الإنسان تحديات تخص الحصول على طعامه أو تهديدات من حيوانات مفترسة إلا فيما ندر، لكن هناك تحديات جديدة، مثل إرهاق العمل ورعاية الأبناء ودفع الفواتير. كل هذه الضغوط تعطي إنذارات للعقل، وتضعه في وضع التحفز والتوتر المستمر الذي ينعكس على جميع مهامه اليومية.

علامات وأعراض التوتر المزمن

يعرف التوتر المزمن بالشعور الثابت بالضغط والإرهاق على مدى فترة زمنية طويلة، ويستنزف الطاقة النفسية والجسمانية للشخص ببطء، وتظهر علامات هذا الاستنزاف في صورة مجموعة أعراض تظهر معا لعدة أسابيع، ومن أهم هذه الأعراض، الآلام المتفرقة بالجسم، والأرق، وتغير السلوك الاجتماعي المعتاد، مثل البقاء في المنزل لفترات طويلة، بالإضافة إلى انخفاض الطاقة وعدم القدرة على التركيز، والانسحاب العاطفي، وقد يتطور التوتر المزمن إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والوسواس القهري.

التوتر المزمن هو شعور ثابت بالضغط والإرهاق على مدى فترة زمنية طويلة (شترستوك) أسباب التوتر المزمن

قد تكون الصدمات الشخصية أو سوء المعاملة المستمر، مصدرين رئيسيين للتوتر المزمن، ويشمل ذلك العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال والأحداث المؤلمة مثل الكوارث الطبيعية أو ظروف الحروب، أو الأمراض الخطيرة.

كما يعد الفقر أيضا سببا رئيسيا للتوتر والقلق المزمن، بسبب الآثار الطويلة للضغوط المادية والديون وانعدام الأمن.

يشير المتخصصون أن التمييز ضد شخص ما يمكن أن يكون مسببا للقلق مثل، التمييز ضد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو المختلفين في اللون، واللذين غالبا ما يشعرون بالقلق بسبب الوصم المستمر تجاههم من المجتمع.

وتعد ضغوط العمل أيضا أحد أشهر مسببات القلق، لأن بعض أماكن العمل تفتقد المرونة والتعاطف مع العاملين، ما يسبب قلقا مستمرا لهم ويؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية.

التوتر لا يترك للشخص فرصة للاعتناء بنفسه وحالته المزاجية (بيكسلز) كيف تعرف أنك تعاني من التوتر المزمن؟

يحدث التوتر المزمن نتيجة الاستجابة المتكررة للضغوط، ويبقى الجسم دائما في حالة من التهديد المتخيل حتى لأبسط الأشياء التي يمكن أن تمر ببساطة، لكنها تسبب كثيرا من الانزعاج، الذي يجعل الشخص متقلب المزاج بصورة مستمرة، وقلقا بشأن شيء ما لا يعرف جوهره تماما.

لا يترك التوتر للشخص فرصة للاعتناء بنفسه وحالته المزاجية، فهو يصبح مثل وحش يلتهم كل أسباب السعادة، وربما يحولها أيضا إلى العكس، بسبب النظرة التشاؤمية للشخص القلق، ولا يرتبط التوتر المزمن بوقت معين، لكنه يبقى مستمرا لفترة طويلة بسبب مشكلات كبيرة أو مشكلات تبادلية على مدى فترة من الزمن، وتستمر أعراضه لفترة أطول من شهر.

في بعض الأحيان يصبح الشخص المتوتر أكثر انفعالا مع المحيطين به، وقد يتوقف عن الرد على الرسائل، ويلغي خطط مقابلات الأصدقاء التي تتحول إلى عبء زائد عليه.

الضغوط الحياتية اليومية تعطي إنذارات للعقل وتضعه في وضع التحفز والتوتر المستمر (شترستوك) طرق بسيطة وفعالة للعلاج

يقول المتخصصون في علم النفس إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحافظ على مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم تحت السيطرة، وتقلل الحركة اليومية مستويات التوتر، ويمكن ممارسة المشي لـ20 دقيقة يوميا من أجل تحسين الذاكرة والإدراك وتقليل التوتر.

لا يمكن إهمال دور تمارين وتقنيات الاسترخاء في تقليل التوتر وخفض مستويات الكورتيزول في الدم، وتتمثل تقنيات الاسترخاء في اليوغا، والتأمل والتنفس العميق والصلاة.

ويؤثر الطعام الذي يتناوله الشخص على كيفية استجابته للقلق والتوتر، وتشير الدراسات إلى أن بعض الأنظمة الغذائية قد تسبب الاكتئاب والقلق لا سيما التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، في حين الأنظمة التي تعتمد على منتجات الأسماك والدهون الصحية، تقلل من مستويات التوتر.

وللحفاظ على التوازن يوصي الخبراء بتناول وجبات صغيرة غنية بالبروتين كل 3 ساعات لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوتر المزمن

إقرأ أيضاً:

مسارات طويلة ومغامرات.. كيف تكتشف هولندا وألمانيا على عجلتين؟

في عالم أصبحت فيه تكاليف السفر مرتفعة، تبرز ألمانيا وهولندا كوجهتين تتيحان للشباب استكشاف معالمهما بطريقة غير تقليدية وبأقل التكاليف. تعتمد هذه الدول على نظام متكامل للدراجات الهوائية يجعل منها وسيلة مثالية للتنقل بين المدن والريف، مما يقدم للزوار فرصة فريدة للتعرف على الحياة المحلية عن قرب وبشكل متأني.

تتميز ألمانيا وهولندا بشبكة متطورة من مسارات الدراجات التي تربط بين مختلف المناطق الحضرية والريفية. ففي هولندا تنتشر مسارات الدراجات في كل مكان، حيث تمتد لآلاف الكيلومترات وتغطي جميع المدن الرئيسية والقرى الصغيرة.

متعة إضافية للتجول بالدراجة الهوائية في مناطق ريفية هولندية معروفة بطواحين الهواء (بيكسابي)

وأما في ألمانيا، فتوفر الدولة مسارات طويلة تربط بين المعالم التاريخية والمناطق الطبيعية، مما يتيح للسياح استكشاف البلاد بطريقة آمنة ومريحة، وتمتد مسارات الدراجات الهوائية على طول 70 ألف كلم، وتشمل طرقا طويلة وشبكات محلية، في حين تناهز في هولندا نحو 40 ألف كلم.

وسيلة تنقل مثالية

تكمن روعة هذه التجربة في أن الدراجة الهوائية لا توفر فقط وسيلة نقل رخيصة، بل تمنح السائح حرية التحرك دون التقيد بجداول المواصلات العامة. يمكن للشاب أن يبدأ يومه بالتجول في شوارع أمستردام أو برلين، ثم يقرر على عجل تغيير وجهته نحو الريف المحيط بالمدينة دون أي تخطيط مسبق.

الدراجة الهوائية لا توفر فقط وسيلة نقل رخيصة بل تمنح السائح حرية التحرك دون التقيد بجداول المواصلات العامة (الجزيرة) ثقافة ركوب الدراجات

ما يميز هولندا وألمانيا هو أن الدراجة الهوائية ليست مجرد وسيلة مواصلات، بل هي جزء أصيل من الثقافة اليومية. ففي شوارع أمستردام أو برلين ستعاين مشهداً فريداً قد يكون غريبا بالنسبة للزائر القادم من الشرق الأوسط، وهو منظر الوزراء ورؤساء الشركات وهم يتوجهون إلى أعمالهم على دراجاتهم، والطلاب وهم يحملون حقائبهم المدرسية على مقاعد الدراجات، وحتى كبار السن وهم يتسوقون دراجاتهم المزودة بسلال أمامية.

سياقة الدراجة الهوائية للتنقل أو للرياضة هي جزء أصيل من ثقافة سكان هولندا وألمانيا (غيتي)

لا تتفاجأ إذا رأيت سيدة ترتدي بدلة رسمية أو رجل أعمال بحقيبته الجلدية أو حتى وزير يقود دراجته بكل ثقة، فالدراجة هي وسيلة النقل الملكية بلا منازع، حيث يستخدمها الجميع بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو مستواهم المادي.

هذه الثقافة الفريدة تعكس فلسفة مجتمعية تؤمن بالمساواة والبساطة والاستدامة، فبينما قد تعتبر بعض المجتمعات الدراجة وسيلة تنقل للطبقات محدودة الدخل، فإنها هنا في ألمانيا وهولندا رمز للوعي البيئي والكفاءة.

هذا الاندماج الاجتماعي العميق يجعل من تجربة ركوب الدراجة للسياح أكثر إثارة، حيث يجد الزائر نفسه جزءاً من مشهد يومي حيوي يذوب فيه الجميع في بوتقة واحدة، بغض النظر عن خلفياتهم أو وظائفهم.

إعلان استكشاف المدن والطبيعة

في هولندا، تتحول رحلة بالدراجة إلى مغامرة حقيقية، إذ يمكن للزائر أن يتجول بين القنوات المائية في أمستردام، أو يزور حقول الزهور في كيوكينهوف، أو يتجه نحو القرى الهادئة مثل جيثورن، التي تعرف بكونها "فينيسيا هولندا" لخلوها من السيارات.

جانب من مسار الدراجات بجوار نهر الدانوب في مدينة إنغولشتات الألمانية (الجزيرة)

أما في ألمانيا، فإن التنقل بالدراجة يتيح فرصة مميزة لرؤية المعالم التاريخية والطبيعية في آن واحد، ويمكن للسائح أن يتبع مسار نهر الراين (غربا) لزيارة القلاع القديمة، أو يتجه نحو الغابات الكثيفة في منطقة الغابة السوداء (جنوبا)، أو يستكشف مسار جدار برلين الذي يحكي قصة تقسيم المدينة خلال الحرب الباردة.

كيفية استئجار الدراجة

تتوفر خدمات تأجير الدراجات في جميع المدن الكبرى والصغيرة بكل البلدين، ففي هولندا، يمكن استئجار دراجة من محطات القطار أو عبر تطبيقات مخصصة مثل "دانكي ريبابليك" ((Donkey Republic)، بينما تنتشر في ألمانيا خدمات تطبيقات مثل "نيكس بايك" "Nextbike" التي تتيح إمكانية استئجار الدراجة وإعادتها في أي مكان داخل المدن.

وتتراوح تكلفة التأجير بين 5 و10 يوروات يوميا، مما يجعلها خيارا مناسبا للشباب الذين يسافرون بميزانية محدودة.

تتوفر هولندا وألمانيا على مسارات طويلة للدراجات تربط بين المعالم التاريخية والمناطق الطبيعية (غيتي ) فوائد صحية وبيئية

بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، توفر رحلات الدراجات فوائد صحية كبيرة، فهي تتيح ممارسة نشاط بدني معتدل يوميا، مما يساعد على تحسين اللياقة البدنية أثناء السفر.

كما أنه من الناحية البيئية، تعتبر الدراجة وسيلة نقل خالية من الانبعاثات الغازية، مما يجعلها خيارا مثاليا للسياح الواعين بأهمية الحفاظ على البيئة.

نصائح للرحلة

لكي تكون رحلتك بالدراجة تجربة ناجحة، ينصح باتباع بعض الإرشادات مثل الحصول على خريطة للمسارات المخصصة للدراجات، والتي تتوفر مجانا في مكاتب السياحة في كلا البلدين.

كما يجب الالتزام بقواعد المرور، خاصة في هولندا حيث تكون الغرامات على المخالفات مرتفعة. إضافة إلى ذلك لا بد من استخدام قفل جيد للدراجة لتأمينها وتجنب السرقة، خاصة في المناطق المزدحمة.

جانب من مسار الدراجات في غابة بلاتينات غربي ألمانيا (أندرياس ماير)

تعد الدراجة الهوائية وسيلة مثالية للشباب الذين يرغبون في استكشاف ألمانيا وهولندا بطريقة مختلفة. فهي لا توفر فقط وسيلة نقل رخيصة، بل تفتح الباب أمام مغامرات لا تُنسى في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. إنها تجربة تثري الرحلة وتجعلها أكثر متعة وتفاعلاً مع البيئة المحلية.

مقالات مشابهة

  • سلمى أبو ضيف في ضيافة «صاحبة السعادة» بهذا الموعد | فيديو
  • الإمساك المزمن.. تعرف على مضاعفاته الخطيرة
  • تحذير طبي: عزيزي المجتهد.. الإفراط بالعمل يسبب تغيرات خطيرة في الدماغ
  • حمض الهيالورنيك علاجاً لجفاف الفم المزمن
  • نازح يروي فقدانه لزوجاته وعددٍ من أبنائه في رحلة “الفاشر – طويلة” – فيديو
  • مسارات طويلة ومغامرات.. كيف تكتشف هولندا وألمانيا على عجلتين؟
  • عقار بريطاني يحدث طفرة في علاج سرطان الدم
  • تقرير أممي يحذر: 5 بؤر ساخنة للجوع حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة من الموت
  • مع انهيار سعر العملة إلى مستويات غير مسبوقة:توقعات بوصول سعر الدولار إلى 3 آلاف ريال مع سياسة الافقار في المحافظات المحتلة
  • عاجل | حريق يلتهم روف عمارة بالفحيص والأمن العام يوضح