طوّر الحوثيون في اليمن، الذين توعدوا بالرّد على الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة ضد مواقعهم العسكرية، قدرات عسكرية كبيرة، خصوصا في المجال الجوّي.

وأطلق هؤلاء صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل وسفن تجارية مرتبطة بها بحسب ما يقولون، خلال الأسابيع الماضية، رداً على حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

وبعد تحذيرات عدة، انتهى الأمر بالولايات المتحدة وبريطانيا إلى مهاجمة مواقع عسكرية للحوثيين، وقالتا إن ذلك يأتي لمنع التهديدات لحركة الملاحة البحرية الدولية.

واندلع النزاع في اليمن عام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق شاسعة في البلاد بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ومذاك الحين، بدأ الحوثيون بتطوير قدراتهم العسكرية الجوية، بدءاً من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة المصنّعة بمواد ومعدات إيرانية، وفقاً لخبراء في مجال الدفاع.

في ما يأتي أبرز أنواع الأسلحة البعيدة المدى التي يملكها الحوثيون:

صواريخ بالستية

من أجل بلوغ أقصى جنوب إسرائيل، يتعيّن على المتمردين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة على الساحل الشمالي الغربي لليمن، إطلاق مقذوفات لا يقلّ مداها عن 1600 كلم.

وتضم ترسانة الحوثيين صواريخ بالستية من طراز "طوفان"، وهي في الأساس صواريخ "قدر" الإيرانية لكن أعيد تسميتها، ويتراوح مداها بين 1600 و1900 كلم، بحسب الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز.

وقال هينز لوكالة فرانس برس إن هذه الصواريخ "غير دقيقة إلى حدّ كبير، على الأقلّ في النسخ التي استعرضوها، لكن يُفترض أن تكون قادرة على بلوغ إسرائيل".

وأجرت إيران عام 2016 تجارب على صواريخ "قدر" التي ضربت أهدافًا تبعد نحو 1400 كلم.

وقال كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأميركية محمد الباشا لفرانس برس إن الحوثيين كشفوا عن ترسانتهم من صواريخ "طوفان" قبل أسابيع من شنّ حركة حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وكان الحوثيون استولوا على أسلحة الجيش اليمني عندما سيطروا على صنعاء ومناطق محيطة بها. ويقول مسؤولون عسكريون في صفوفهم إنهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات ومسيّرات.

ولطالما اتّهمت الرياض وواشنطن طهران بتزويدهم بالأسلحة، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.

صواريخ "كروز" 

يملك المتمرّدون أيضًا صواريخ "كروز" إيرانية من طراز "قدس"، بحسب هينز.

وتتوافر نسخ عدة من هذه الصواريخ، بعضها يبلغ مداه حوالى 1650 كلم، "ما يكفي للوصول إلى إسرائيل"، وفق هينز.

وعام 2022، أعلن الحوثيون استخدام صواريخ "قدس 2" لاستهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي. وعبرت الصواريخ آنذاك مسافة 1126 كلم من شمال اليمن.

كما أطلق الحوثيون صواريخ "قدس 2" عام 2020 لاستهداف منشآت في السعودية.

مسيّرات انتحارية

يقول الحوثيون إنهم يصنّعون طائراتهم المسيّرة محلياً، وكشفوا عنها في عرض عسكري أقيم في صنعاء في مارس 2021.

وتتضمن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار ميسّرات "شاهد-136" الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا ويبلغ مداها حوالى ألفَي كلم، بحسب هينز.

ولدى الحوثيين أيضًا مسيّرات من طراز "صماد 3".

ويقول هينز "لا نعرف مداها بشكل دقيق لكن يُفترض أن يبلغ نحو 1600 كلم"، وسبق أن استخدموها في هجماتهم على الإمارات والسعودية.

ويمكن لـ"صماد 3" حمل 18 كلغ من المتفجرات، وفقا لمصادر إعلامية حوثية وخبراء.

وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020 أنّ الطائرات بدون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتحلّق بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟

جنين- انتهى الفلسطيني شريف فتحي أحمد (30 عاما) من نقل أثاثه في بلدة بروقين غربي مدينة سلفيت، بعد تلقيه أمس الثلاثاء إخطارا من جيش الاحتلال بهدم منزله المكوّن من طابقين خلال 48 ساعة.

وفي البلدة الواقعة شمال الضفة الغربية، والتي يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها حصارا مشددا منذ 8 أيام وحظرا للتجول ويدهم منازل المواطنين فيها، أعطي شريف مهلة لمدة ساعة واحدة لإخلاء المنزل بالكامل، تمهيدًا لهدمه.

يقول شريف للجزيرة نت إنه استطاع مع أهل البلدة الذين هبّوا لمساعدته أن يفرغ منزله الذي قضى 9 سنوات في بنائه وتجهيزه. وقال "60 دقيقة فقط نقلت فيها تعب عمري، وجهدي وغُرف أطفالي وملابسهم.. كنت أكافح طوال هذه السنوات كي أؤسس لأولادي مأوى يعيشون فيه، تحمّلت الديْن والقروض البنكية، وكل ذلك انتهى في 60 دقيقة".

ويصف للجزيرة نت بصوت مخنوق وحسرة كبيرة حال أطفاله الأربعة الذين صُدموا من قرار الهدم "لم أتمكن من إجابتهم عن سؤال لماذا بيتنا؟ كانت دموعهم تسبق أسئلتهم. ولولا وقوف عائلتي بجانبي ومحاولاتهم إبعاد الأطفال، حتى لا يروا المشهد لما استطعت التحمل. حلم العمر راح، تعب السنين وشقاؤها، كلفني المنزل نصف مليون شيكل".

الاحتلال يواصل اقتحام وحصار بلدة بروقين غربي سلفيت لليوم الثامن على التوالي (مواقع التواصل) عقاب جماعي

منزل شريف واحد من 3 منازل هدمها الاحتلال في بلدة بروقين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية فيها وفي بلدة كفر الديك المجاورة بمحافظة سلفيت، عقب عملية إطلاق نار استهدفت سيارة إسرائيلية بالقرب من مستوطنة "أرائيل" شمال الضفة.

إعلان

وبحسب بلدية بروقين، يسعى الاحتلال لتوسيع عمليات الاستيطان في المحافظة من خلال وضع اليد على مزيد من أراضي البلدات والقرى فيها، ومن بينها بروقين وكفر الديك، حيث صادر منذ اليوم الأول للعملية العسكرية في البلدة موقعين بمساحة تقدر بـ245 دونما (الدونم ألف متر مربع) وتجري جرافات الاحتلال عمليات تجريف فيها، في حين أقام المستوطنون 3 خيم في المناطق المصادرة تمهيدا لبناء بؤر استيطانية جديدة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال رئيس بلدية بروقين فائد صبره إن الاحتلال يسعى لإقامة أمر واقع، مستغلا حجّة البحث عن منفذي عملية إطلاق النار. وأضاف "محافظة سلفيت من أكثر محافظات الضفة الغربية التي تحيط بها المستوطنات. إسرائيل تستغل كل ما يحدث لزيادة ضم الأراضي ومصادرتها، كل ذلك في ظل فرض عقوبات على الفلسطينيين وإجبارهم على العيش في ظروف صعبة وغير إنسانية".

ومع استمرار فرض حظر التجول في بروقين، دهمت قوات الاحتلال قرابة 23 منزلا في البلدة وحطّمت محتوياتها، وأجبرت أصحابها على إخلائها ثم حولتها إلى ثكنات عسكرية، بينما يمنع جنود الاحتلال الأهالي من الصلاة في المساجد ورفع الأذان، وهو ما يحدث أيضا في بلدة كفر الديك غربي سلفيت.

ويعيش في بروقين 8 آلاف نسمة. ومنذ بدء الحملة العسكرية فيها يمنع الاحتلال حتى مرضى الكلى من الوصول إلى المستشفى.

ويجثم على أراضي محافظة سلفيت 28 مستوطنة، في حين تتوسع مستوطنات "بروخين" و"أرائيل" ومستوطنة "بركان" الصناعية حول بلدة بروقين من جهاتها الشمالية والشرقية والغربية.

استهداف متكرر

في ناحية أخرى، وبعد مرور شهر كامل على آخر عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة قباطية جنوبي جنين، والتي كان هدفها اغتيال المطارد محمد زكارنة، المنفذ الثالث لعملية إطلاق النار في قرية الفندق بالقرب مدينة قلقيلية مطلع العام، عادت جرافات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية لاقتحام البلدة منتصف ليل أمس الثلاثاء.

إعلان

ووسط عمليات تجريف وتدمير للشوارع والبنية التحتية، كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون المنازل في البلدة ويحولونها إلى ثكنات عسكرية، ويشنون حملات احتجاز واستجواب ميداني لسكانها.

ويذكّر هذا الاقتحام بالاقتحامات المتكررة التي شهدتها قباطية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "السور الحديدي" في مدينة ومخيم جنين، والتي بدأتها أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال نفذت منذ نهاية العام الماضي 4 عمليات اقتحام واسعة للبلدة دمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، كان آخرها وأكبرها في فبراير/شباط الماضي حيث وصلت الخسائر إلى 8 ملايين شيكل (أكثر من مليوني دولار)، وفق زكارنة.

وأضاف أن عدد الشهداء في البلدة وصل إلى 38 شهيدا منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب زكارنة، فإن استهداف البلدات والقرى الفلسطينية بشكل عام وقباطية بشكل خاص هو عقاب جماعي لكل الفلسطينيين، "خاصة أن الوضع في البلدة هادئ، ولا وجود لمقاومين بعد اغتيال عدد كبير منهم وملاحقة أجهزة السلطة الفلسطينية لعدد كبير من أعضاء كتيبة جنين وتدمير مخيم جنين".

جيش الاحتلال شن حملات اعتقال واحتجاز واسعة بين المواطنين في محافظة سلفيت (مواقع التواصل) فرض السيطرة

يرى محللون أن تكرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوسّعها في مدن الضفة وقراها بحجة ملاحقة المقاومة هو محاولة لتبرير ما يحدث من تهجير وتدمير في مخيمات الشمال، وهو غطاء للسلوك الإسرائيلي المستمر فيها.

ويرى المحلل السياسي سليمان بشارات أن إسرائيل تعتقد أن الظروف الحالية هي الأمثل للإسرائيليين لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتقالات وهدم المنازل وتهجير الناس، وتصفية المخيمات، وفرض السيطرة الإسرائيلية على أرض الواقع.

إعلان

هذا كما يقول بشارات للجزيرة نت، بالإضافة إلى سعيها لتطويع الجانب النفسي والاجتماعي لدى المجتمع الفلسطيني لتقبل الوجود الإسرائيلي بشكل مستمر في الحياة العادية الفلسطينية.

ويضيف أن اسرائيل تريد إبقاء الإنسان الفلسطيني تحت الصدمة لأي عمل تقوم به في الضفة الغربية، وحتى صدمة ما يحدث من جرائم في غزة لأطول مدة ممكنة، لأنها ترى أن هذه الصدمة هي ما سيمنع الفلسطينيين من العودة للمقاومة بحسب ظنها، وهذا ما يفسر أن عمليات الاقتحام اليومية للمنازل يستخدم فيها جنود الاحتلال أسلوب الترهيب نفسه من تدمير وتكسير وحرق، سواء كان المنزل لأحد المطلوبين أو لا.

ويرجح بشارات ذلك لأن إسرائيل ترى أن حاجز المواجهة بينها وبين الفلسطيني انكسر منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويرى المحللون أن هدم المنازل سواء في المخيمات والقرى هو استكمال لفرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض بالكامل وتعزيز الوجود الاستيطاني وتحويل السيادة إلى إسرائيل، سواء بمنع تراخيص البناء الفلسطيني، أو تقييد التنقل والحركة بين المدن.

وبرأي بشارات، إذا استمرت إسرائيل بهذا النهج فهذا يعني إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة، ليس بالشكل الذي كان موجودا قبل اتفاقية أوسلو، لكن بوجود إسرائيلي كامل في الضفة، من دون تحمّل ثمن هذا الوجود من ناحية تقديم الخدمات للسكان.

فإسرائيل، كما يقول المحلل، لا تريد أن تكون مسؤولة عن الصحة والتعليم والغذاء للمواطن الفلسطيني، لذا تسعى لفرض السيطرة بطريقة لا تكلفها ثمن هذه المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • اغتيال محمد السنوار.. غياب الأسرى كشف الموقع وسلاح الجو نفّذ الضربة القاتلة
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • حصري.. الحوثيون يحذرون من كسر الحظر على إسرائيل ويتوعدون برد عسكري
  • العثور على جثتي ارهابيين نتائج الضربة الجوية العراقية شرق صلاح الدين
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا
  • باليستي ومسيرتان.. الحوثيون يعلنون استهداف مطار ومنطقتين في إسرائيل
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع