حمد بن جاسم عن التوتر المتصاعد بالمنطقة: أصبحنا مجرد كونسيرج
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رأى رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم أن التوتر المتصاعد الذي تشهده المنطقة هو نتيجة لما وصفه بـ"تهميش" القضية الفلسطينية، وأن هناك جهات، لم يحددها، من مصلحتها أن تظل المنطقة تعاني.
وقال الشيخ حمد، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "ما يجري الآن في المنطقة من توتر متصاعد، وآخره ما نشاهده اليوم في اليمن وحولها، ليس إلا نتيجة حتمية لتهميش القضية الفلسطينية وإهمال حقوق الشعب الفلسطيني لما يزيد عن 75 عاما".
وأضاف: "فتحت هذه السياسات الباب منذ البداية، أمام تدخلات مستمرة من أطراف خارجية لتوسيع رقعة التوتر في منطقتنا خدمة لمصالحها. كما ساهمت السياسات التكتيكية القاصرة، التي تنتهجها بعض الأطراف في إضعاف موقفنا، حتى أصبحنا مجرد (كونسيرج) أو مساعد خدمة دوره تنفيذ سياسات محددة تُطلب منه، وليس له وجهة نظر أو رأي".
وتابع قائلا: "هذا للأسف هو حالنا اليوم، رغم أن ما يجري حولنا يخصنا نحن بالدرجة الأولى. ولهذا فإننا نرى التوتر في منطقتنا يتصاعد كل يوم لأن هناك جهات من مصلحتها أن تظل منطقتنا تعاني على صفيح ساخن".
ورأى الشيخ حمد بن جاسم أنه "لو أننا قمنا بما ينبغي لنا أن نقوم به، حفظا لمصالحنا وعملنا على إخماد جحيم الحرب التي تبيد أهل غزة، لما وصلنا لما نحن فيه الآن، وهذا يتطلب أن تكون لنا سياسات عملية فاعلة، لا تقتصر على المواقف الإعلامية، بل تؤثر على الشارع العربي وتحركه".
وأكد أن "غياب هذه السياسات الاستراتيجية العملية هو ما يجعل الأطراف الخارجية تستغل أزماتنا وتعمل على تصعيدها". وقال: "مع أني لا أريد أن أجلد الذات، فإنني أرى أننا سننجر شيئا فشيئا إلى توترات وعمليات عسكرية بحجج مختلفة لن تخدم دولنا ولا مصالحنا، سواء على المدى القصير أو الطويل، بل تخدم الآخرين".
أضاف: "نتيجة ذلك هي أننا أصبحنا عاجزين عن الفعل تماما، حتى إن جنوب إفريقيا هي التي تقدمت بدعوى جرائم الحرب ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ولم تفعل ذلك أي جهة عربية، وحين نضطر إلى الإعلان عن موقف مؤيد لما قامت به جنوب إفريقيا، فإننا نفعل ذلك على استحياء، ونقول "نحن ليس لنا علاقة بل أُحرِجْنا فاضطُررنا" في تبرير واضح لمن نريد أن نبرر له".
وتابع قائلا: "لقد آن الأوان لنا كي نتدارس أوضاعنا ونتدارك أخطاءنا، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، وأنا هنا لا أتحدث عن أي فصيل فلسطيني، ولكني أتحدث عن الشعب الفلسطيني الذي شرد من وطنه، وأؤيده كي يستعيد حقوقه. كما أني أدعو إلى أن تكون لنا وجهات نظر واضحة وحكيمة حيال السلام".
لكنه أكد أن "هذا الأمر يحتاج لدول تتسلح بحجج قوية وسياسات راسخة لحل القضية الفلسطينية تعكس، على الأقل، امتعاض دولنا من استمرار بعض الجهات في مواصلة سياسات منحازة لإسرائيل بكل رعونة".
أمريكاإسرائيلاليمنقطرالأراضي الفلسطينيةالحوثيونالشيخ حمد بن جاسمحماسغزةنشر الجمعة، 12 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية الحوثيون الشيخ حمد بن جاسم حماس غزة القضیة الفلسطینیة حمد بن
إقرأ أيضاً:
هل يُحدث حل حزب العمال الكردستاني تحولا في سياسات تركيا؟
في قرار وُصف بالتاريخي، أعلن حزب العمال الكردستاني في 12 مايو/أيار الجاري حل نفسه وإنهاء صراع مسلح ضد تركيا على مدار أكثر من 40 عاما، وذلك بعد أن بلورت القضية الكردية بشكل جوهري شخصية الدولة التركية ومفهومها للتهديد، وكان لها تأثير على سياسة تركيا الداخلية والخارجية أكبر من أي قضية أخرى.
ويرى المحلل والخبير السياسي التركي غالب دالاي -وهو زميل استشاري بارز بمبادرة تركيا، في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس البريطاني (المعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية)- أن عملية السلام الجديدة فريدة من نوعها من حيث إنه ليست هناك عناصر خارجية أو أطراف ثالثة. وإنها إضافة إلى ذلك، تبدأ بإنهاء الكفاح المسلح وحل المجموعة المتمردة ولا تنتهي بهما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاستثمار بدل العقوبات.. هل يمكن أن يشكل برنامج إيران النووي فرصة لأميركا؟list 2 of 2البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليميةend of listورغم أن الكفاح المسلح قد انتهي، سوف تتطور القضية الكردية الآن إلى مسألة سياسية ومدنية وديمقراطية بشكل أكثر، وهذه بداية عملية جديدة وحسمها سوف يستغرق وقتا.
ودرست تركيا لفترة طويلة تجارب دول مثل كولومبيا وأيرلندا وإسبانيا وسريلانكا، وإذا كُللت هذه العملية بالنجاح، فإن تركيا والأكراد سوف يتطورون إلى نموذج لحل الصراعات والتعامل مع التعبير المسلح لمسألة هوية قائمة منذ فترة طويلة.
إعلانوتأثر نهج أنقرة تجاه الدول المجاورة لها منذ فترة طويلة بصراعها مع حزب العمال الكردستاني ووجوده أو فروعه التابعة له في العراق وسوريا وإيران، حيث اعتبرت الطموحات السياسية الكردية تهديدا.
وأحيانا، اعتبرت تركيا الأكراد حاجزا بينها وبين بقية الشرق الأوسط نظرا لأن المجتمعات التي تعيش على جانبي حدود تركيا مع سوريا والعراق، ذات أغلبية كردية.
تأثيرات إقليميةوأضاف دالاي أن نجاح السلام الكردي لن يعيد تحديد علاقات تركيا مع الأكراد داخل تركيا فحسب، بل مع الأكراد في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا. ولن يتطلب هذا أن يكون للأتراك والأكراد هويات جيوسياسية متعارضة.
ومن الناحية العملية، يعنى هذا أنه يجب أن تتطور علاقات تركيا مع الأكراد السوريين لتشبه علاقاتها مع الأكراد العراقيين، التي تحولت من علاقات حادة إلى ودية (على الأخص بين تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني).
وسوف تكون سوريا أرض اختبار وعالما صغيرا لشكل جديد من العلاقات بين تركيا والأكراد في المنطقة. وإذا نجحت عملية السلام، فإن هذا يمكن أن يدفع النخب السياسية التركية إلى إعادة تصور منطقة جوارهم على أنها منطقة يصبح فيها الأكراد حليفا طبيعيا لتركيا وجسرا بين أنقرة وبقية الشرق الأوسط.
ويمكن أن يكون لعملية السلام تأثير عميق على علاقات تركيا الدولية الأوسع نطاقا؛ فعلى المستوى الإقليمي تنافست تركيا وإيران لفترة طويلة، وأحيانا تعاونتا بشأن القضايا الجيوسياسية الكردية الإقليمية.
وإذا حل حزب العمال نفسه جديا، فسوف يُعيد هذا تحديد مكانة تركيا وإيران في الفضاء الجيوسياسي الكردي الإقليمي، ومن المحتمل أن يكون ذلك لصالح تركيا.
وبالمثل، يمكن أن يوجِّه حل حزب العمال ضربة لسياسة إسرائيل صوب سوريا وتركيا.
وترغب إسرائيل في استخدام تطلعات ومخاوف الدروز والمجموعات الكردية كأدوات لإبقاء سوريا متشرذمة والحصول على مكاسب في تنافسها مع تركيا.
إعلان العلاقة مع الغربوتابع دالاي أن مستقبل القضية الكردية التركية وعلاقات تركيا مع الأكراد الإقليميين سوف يعيد تشكيل علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا. ولم تسمِّم أي قضية علاقات الولايات المتحدة وتركيا بنفس القدر الذي تسبب فيه الصراع السوري.
وبالمثل، كانت سوريا هي مهد علاقات أوثق بين تركيا وروسيا، ولكن لم تكن في الحقيقة بشأن سوريا ولكن القضية الجوهرية في كلتا الحالتين كانت القضية الكردية.
وكانت شراكة الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية (التابعة لحزب العمال الكردستاني، والتي تحولت فيما بعد إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد")، هي التي تسببت في حدوث صدع عميق في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
ووصلت العلاقات بين تركيا وروسيا إلى نقطة متدنية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 بعدما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية انتهكت مجالها الجوي. وفي ذلك الوقت، كانت روسيا اللاعب الخارجي الرئيس في شمال غرب سوريا، ولم تتمكن موسكو وأنقرة من إطلاق عمليات عسكرية في هذه المنطقة إلا من خلال اتفاق.
ووضع هذا التواصل الأساس لتأسيس منصة أستانا في نهاية عام 2016، وهي عملية قادتها تركيا وروسيا وإيران وأدت لتغيير مسار الحرب الأهلية السورية.
وكانت القضية الكردية، إلى جانب الانتهاكات السياسية وحقوق الإنسان المرتبطة بها، تمثل عقبة دائمة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وإضافة إلى ذلك، تسببت شراكة فرنسا مع قوات "قسد" في سوريا في توتر حاد مع أنقرة.
وقد يكون لعملية السلام تأثيرات إيجابية على علاقات تركيا مع الغرب. ومن المحتمل أن يزيل حل حزب العمال أكبر العقبات في العلاقات التركية الأميركية، مما يقلص معارضة أنقرة للوجود الأميركي في سوريا ويُحسّن المناخ العام للعلاقات الثنائية.
ويمكن أن يساعد حل حزب العمال الكردستاني أيضا على تحسين العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وعلى النقيض، سوف يزيل أي سلام كردي أحد مصادر نقطة ضعف تركيا في علاقاتها مع روسيا ويمكن أن يقلص اعتماد أنقرة النسبي على موسكو.
إعلانوتُعد عملية السلام من جانب حزب العمال تاريخية وفريدة ولكنها أيضا في مراحلها المبكرة وهشة. ويتعين تعزيزها من خلال إصلاحات قانونية وسياسية ودستورية في تركيا.
وفي حين أن هناك دعمًا واسع النطاق داخل المشهد السياسي الكردي والتركي لإنهاء الكفاح المسلح، فإن الحاجة ماسة الآن لتوسيع نطاق هذا الإجماع ليشمل الدعم للإصلاح القانوني.