قال المستشار في شؤون الطاقة الدكتور فيصل الفايق، إن إغلاقات أسعار النفط يوم الجمعة جعلت معظم المحللين يرون أن الأسعار تخلصت من النطاق الضيق الذي يتحرك فيه خام برنت بين 72 و77 دولارا للبرميل، والاتجاه فوق حاجز 80 دولارا للبرميل لأول مرة من شهرين ونصف، وكانت التوقعات أن يستقر خام برنت فوق 80 دولارا إلا أن الجميع فوجئوا بإغلاق خام برنت على انخفاض طفيف تحت سقف 80 دولارا وكأن قوة ما أجبرته على التراجع.

وأضاف في مقابلة مع " العربية" أن أسعار النفط تتجاذبها قوتان: الأولى خفض سعر الفائدة من جانب البنوك المركزية التي تؤثر على مؤشر الدولار الذي هبط لأدنى مستوى فى 15 شهرا جراء مخاوف زيادة أخرى في سعر الفائدة وهذه تؤثر على أسعار العقود المستقبلية، أما القوة الثانية في السوق فهي المتمثلة في خفض الإمدادات من أوبك+ والتي تؤثر على السوق المادية الفورية.

مادة اعلانية

وأشار إلى أن الخام الروسي، وهو أقرب خام من ناحية الجودة والمواصفات للخامات النفطية بالخليج العربي، تخطى حاجز 60 دولارا للبرميل بفضل القوة التي تتمتع بها حاليا البراميل الفورية في السوق نتيجة تضيق أوبك+.

اقتصاد اقتصاد الكويت الكويت تدرس إنشاء صندوق ثروة سيادي للاستثمار محليا

تابع "لا ننسى تأثير سعر الفائدة على أسعار التخزين حاليا، والمتداولون في الأسواق الفورية لا يستطيعون تخزين النفط لمدة طويلة لارتفاع تكاليف التخزين، كما أن المضاربين لا يستطيعون أن يراهنوا على تقلبات أسعار نفط منبسطة تتأرجح في نطاق أكثر من 5 دولارات والذي استمر على مدى الأشهر الماضية".

وذكر أن ما يحدث من تضييق في السوق الفورية "المادية" يختلف تماما عن أنشطة المضاربين، لأن البراميل الفورية تشتريها مصافي التكرير، ونحن حاليا في الربع الثالث من العام وهو أهم وأقوى ربع في الطلب على النفط، وفي الجهة المقابلة العقود الآجلة ومازال المضاربون يؤكدون ويعتمدون على بيانات الاقتصاد الكلي وتشمل رفع سعر الفائدة وبيانات التضخم في أميركا وبيانات الاقتصاد الصيني.

وأوضح أن الطلب النفطي من الصين به تناقض عجيب، حيث وصلت واردات النفط الصينية إلى 12.7 مليون برميل يوميا وهو أحد الأرقام القياسية للطلب الصيني لكن في الجهة المقابلة نرى بيانات المخزونات الصينية، وتصدير المشتقات البترولية الصينية وأيضا ضعف في البيانات الاقتصادية الأميركية ناتج عن بيانات ضعيفة في المصانع الصينية.

وتابع "لذلك لا نستطيع تحديد اتجاهات الأسعار، ولهذا أيضا لا ألوم أوبك+ على تضييق الإمدادات لأنه لا توجد أي إشارات واضحة في السوق ونحن في الربع الثالث من العام، ولكن التخفيضات التي أقرتها أوبك+ بإجمالي نحو 5.2 مليون برميل تقريبا يوميا على مدى شهرين تكون حققت إجمالا تخفيضات بنحو 300 مليون برميل وهي الكميات التي كانت فائضة في المخزونات خلال الشهرين الماضيين".

وأوضح أن "أوبك+" تسير في مسار صحيح ولكن في المقابل توجد قوى أخرى وهي "الفيدرالي" والبنوك المركزية الأخرى التي تضغط على أسعار النفط هبوطا ولا تستطيع الأسعار الآن أن تتخطى حاجز 80 دولارا والذي إذا تم تخطيه ستتجه الأسعار إلي سقف 90 دولارا للبرميل وأرضية 80 دولارا، وهذا منحنى مهم جدا، ويستطيع مضاربو أسواق العقود الآجلة إجراء المراهنات النفطية وبالتالي سوف يجعل هناك نطاق آخر لأسعار النفط يتحرك فيه وهذا يحفز المضاربين.

أما على مستوى السوق الفورية فالموضوع يختلف تماما، فالأسعار حاليا أعلى من المستقبلية ولكن لاتزال تكلفة تخزين النفط مرتفعة جدا، وهذا بسبب تأثير رفع سعر الفائدة في البنوك المركزية.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أسعار النفط السوق الفورية للنفط أوبك بلس المضاربات في سوق النفط العقود الآجلة

المصدر: العربية

كلمات دلالية: أسعار النفط أوبك بلس العقود الآجلة دولارا للبرمیل أسعار النفط سعر الفائدة فی السوق

إقرأ أيضاً:

العراق وخيارات البقاء أو الانسحاب من تحالف أوبك بلس ؟

الاقتصاد نيوز — بغداد

 

بسام رعـد / باحث اقتصادي

ماهو تحالف أوبك بلس

تحالف أوبك بلس هو تحالف بين منظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك ) التي تاسست عام 1960 وتتكون من 12 دولة منتجة للنفط حالياً مع مجموعة من الدول المنتجة للنفط التي لا تنتمي لمنظمة أوبك ( عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج منظمة أوبك وهي روسيا وأذربيجان والبحرين وبروناي وماليزيا وكازاخستان والمكسيك وعمان والسودان وجنوب السودان ). وتم تأسيس التحالف في عام 2016 بهدف تنسيق وتوحيد السياسات النفطية بين الدول الأعضاء لتأمين التسعير للمنتجين، والإمدادات للمستهلكين، والعائد على رأس المال للمستثمرين .

الأهمية 

تسيطر أوبك على 40% من إمدادات النفط العالمية، و80% من الاحتياطي العالمي، ومع "أوبك بلس" فهما تسيطران على 55% من الإمدادات عالميا، و90% من الاحتياطي (1) . 

وبما أن النفط سلعة استراتيجية  " أحد الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي " فإن قرارات أوبك بلس تؤثر بشكل مباشر على أسعار السلعوالخدمات العالمية مما ينعكس على التضخم ، التجارة العالمية ، الصناعات العالمية وبالذات صناعة السيارات والنقل الجوي .

وعليه فان تحالف أوبك بلس له تاثيرات على الدول النفطية المنتجة :-

- الاستقرار في الإيرادات النفطية من تنظيم مستويات الإنتاج وبالتالي تحقيق استقرار أسعار النفط مما يضمن دخولاً ثابتة للدول المنتجة .

- زيادة القدرة على التخطيط طويل المدى فالتحالف يوفر أدوات استجابة فعالة للازمات النفطية . وكما معلوم فان الدول التي تعتمد على النفط كأحد المصادر الرئيسية للايرادات تستفيد من تخفيض التقلبات في الأسعار الناتجة عن الزيادة أو النقص في المعروض النفطي .

الدعوات الاقتصادية للأنسحاب 

في الآونة الأخيرة برزت تصريحات من بعض الأطراف السياسية والاجتماعية وخبراء في مجال الاقتصاد يرون أن بقاء العراق في تحالف أوبك بلس غير مفيد ويحد من قدرته على زيادة انتاجه النفطي ، مما يؤثر سلبا على ايراداته المالية . وهولاء يرون ان الانسحاب قد يتيح للعراق فرصة لزيادة الإنتاج الى 6 ملايين برميل يوميا مما يؤدي الى زيادة الصادرات النفطية وتقليل العجز المالي وتعزيز الاقتصاد الوطني .

الموقف الرسمي 

أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني في تصريح لوكالة الانباء العراقية بتاريخ 12 أيار 2024 "وزارة النفط تؤكد التزامها باتفاق خفض الإنتاج في أوبك"، لافتا الى أن "الوزارة حريصة على تعاون الدول الأعضاء والعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار في السوق النفطية العالمية من خلال الاتفاق على برامج الخفض الطوعي".

وأضاف أن "العراق يؤكد دوره في مجموعة أوبك+ وبالتالي يحرص على الالتزام بالاتفاق" (2) . 

وفي تصريح آخر لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع أوردته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 28 تشرين الأول 2024 أكد " أهمية الشراكة مع مجموعة «أوبك بلس»؛ بهدف الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، والتزام العراق بما جرى الاتفاق عليه في إطار المجموعة، بما في ذلك التخفيضات الطوعية والتعويض عن الزيادة في الإنتاج، وذلك وفق الجدول المحدّث الذي قدمته وزارة النفط إلى منظمة أوبك " (3) . 

التحديات والمخاطر 

رغم أن هناك فوائد محتملة لانسحاب العراق من التحالف. إلا أن الانسحاب سوف يواجه تحديات ومخاطر عديدة وفي مقدمتها تقادم البينة التحتية النفطية وعدم تنوع المنافذ التصديرية وقلة التخصيصات الاستثمارية بالإضافة إلى التزام العراق بشراكات طويلة المدى مع الشركات الأجنبية ضمن عقود جولات التراخيص النفطية ، كما ان خروج العراق من تحالف أوبك بلس قد يؤثر على التوازنات الجيوسياسية للعراق ويضعف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الأعضاء بالتحالف . 

الانسحاب من تحالف أوبك بلس سوف يترتب عليه العديد من المخاطر الاقتصادية والسياسية سواء على المدى القريب أو البعيد وفيما يلي ابرزها :

1- تقلب أسعار النفط عالمياً  : حيث يؤدي انسحاب العراق الى زيادة في الإنتاج النفطي مما يعني زيادة المعروض النفطي مما يسهم في انخفاض أسعار النفط عالميا نتيجة تخمة المعروض .

وانخفاض أسعار النفط يؤثر مباشرة على إيرادات النفط خاصة ان اكثر من 90% من إيرادات الموزانة تعتمد على النفط .

2- تحديات فنية : العراق لا يزال يعاني من تقادم ومحدودية البنية التحتية (أنابيب ، منشآت التخزين، موانئ) . فبالتالي، من دون التنسيق مع تحالف أوبك بلس قد يصعب عليه ضبط الإنتاج وتصديره بفعالية .

3- توتر العلاقات مع دول تحالف أوبك بلس :

الانسحاب قد ينظر إليه كخطوة غير تعاونية خصوصا من دول مثل روسيا والسعودية حيث تمثل هاتان الدولتان دورا محوريا في تحالف أوبك معاً ويمكن لهما التاثير بشكل كبير على أسواق النفط . كما حصل في 20 نيسان 2020 حيث انهارت أسعار النفط الى " السالب " أي ان المشتري يحصل على النفط الخام ومعه أموال أيضا بعد زيادة الإنتاج الى اقصى حد من قبل السعودية وروسيا نتيجة عدم التوصل الى اتفاق حول الحصص الإنتاجية (4) .

هذا التوتر قد يمتد ليشمل العلاقات التجارية والسياسية ويقلل من الدعم الإقليمي والدولي للعراق . 

4- الضغوط الداخلية واهتزاز الأسواق المحلية : قرار الانسحاب اذا نتج عنه أزمات مالية نتيجة انخفاض الإيرادات قد يستخدم كورقة ضغط سياسي داخلية من قبل بعض الأطراف . كما ان تقلب الإيرادات النفطية قد يؤثر سلبا على موازنة الدولة ويؤدي الى ارتفاع التضخم وتذبذب أسعار الصرف للعملة الوطنية.

قد تزداد على المدى القصير اذا زاد الإنتاج ، لكن مع مخاطر انخفاض السعر

الاستقرار الاقتصادي

استقرار افضل نتيجة تنسيق السياسات

تقلب اقتصادي محتمل بسبب أسعار النفط المتغيرة

القدرة الإنتاجية

محدودة بسبب التزام الحصص

حرية لزيادة الإنتاج ، لكن العراق قد لا يملك البنية التحتية الكافية حالياً.

القرار السياسي الداخلي

أقل اثارة للجدل بين الكتل السياسية

قد يثير انقسامات داخلية بين مؤيدين ومعارضين .

من المقارنات أعلاه يكون بقاء العراق في تحالف أوبك بلس افضل عندمايكون الهدف الاستقرار طويل الأمد كون الأسعار تحتاج الى دعم من خلال توزيع الحصص الإنتاجية .

أما الانسحاب فسوف يكون مفيداً إذا استطاع العراق تحقيق عوائد أعلىوفي حال كان السوق العالمي بحاجة لكميات أكبر مما يعطي للعراق فرصة لسد الفجوة بشرط أن يكون لدى العراق مشاريع جاهزة لزيادة الإنتاج . 

بافتراض أن العراق زاد إنتاجه الى 6 ملايين برميل يوميا يمكن إن نَحسب العوائد اليومية والشهرية والسنوية ونٌقارنها بسيناريوهات مختلفة لأسعار النفط.

المعطيات 

الإنتاج 6000000 برميل / يوم 

سَنحسب عند 3 أسعار مختلفة للبرميل :

70 دولار ( سعر منخفض ) .

85 دولار ( سعر متوسط ) .

100 دولار ( سعر مرتفع ) . 

حساب الإيرادات المتوقعة

سعر البرميل

الايراد اليومي

الايراد الشهري

الايراد السنوي

70 دولار 

420 مليون دولار

12,6 مليار دولار

153,3 مليار دولار

85 دولار 

510 مليون دولار

15,3 مليار دولار 

186,1 مليار دولار

100 دولار 

600 مليون دولار

18 مليار دولار 

219 مليار دولار 

ملاحظة : الحسابات تقريبية وافترضت تصدير كامل الإنتاج ولم تشمل كلفة الإنتاج أو الفرق بين النفط الثقيل والخفيف العراقي .

الملاحظات المهمة لحساب الإيرادات المتوقعة :-

- هذه الأرقام مغرية خصوصا في حال ارتفعت الأسعار ، لكن : 

أ- العراق قد لا يستطيع تصدير كامل الـ 6 مليون برميل بسبب محدودية البنية التحتية ومنافذ التصدير .

ب- كلما زاد العرض عالميا أنخفض السعر ، يعني لو انسحب العراق وأغرق السوق ممكن السعر ينخفض وينحدر الى 50 دولار أو اقل وهذا يقلل من الربح .

- التكلفة الفنية والبيئة حيث ان زيادة الإنتاج بهذا الشكل يتطلب استثمارات مالية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات ناهيك عن الوقت المطلوب إضافة الى زيادة الإنتاج يعني زيادة الضرر البيئي .

عموماً يمكن التوضيح أكثر من خلال عمل مقارنة بين سيناريو البقاء في أوبك بلس بحصة الإنتاج الحالية وسيناريو الانسحاب وزيادة الإنتاج الى 6 مليون برميل / باليوم .

المعطيات 

كلفة انتاج برميل النفط حالياً : 9 دولار (5) .

سعر النفط المرجعي : 85 دولار ( سعر متوسط وواقعي) .

صافي الربح / برميل = 85 – 9 = 76 دولار / برميل .

الحصة الإنتاجية الحالية للعراق في أوبك بلس تقريبا : 4 مليون برميل /يوم .

الحصة الإنتاجية المحتملة بعد الانسحاب : 6 مليون برميل / يوم 

المقارنة التفصيلية

الحالة 

الإنتاج اليومي 

صافي الربح/ برميل

صافي الربح اليومي

صافي الربح الشهري

صافي الربح السنوي 

الالتزام بأوبك بلس

4 مليون برميل

76 دولار

304مليون دولار

9,12 مليار دولار

110,9 مليار دولار

الانسحاب من أوبك بلس

6 مليون برميل

76 دولار

456مليون دولار

13,68مليار دولار

166,4 مليار دولار

 

الفرق بين السينا ريوهين

البند

فرق الربح ( انسحاب –بقاء )

يومياً

+152 مليون دولار

شهرياً

+4,56 مليار دولار

سنوياً

+ 55,5  مليار دولار

 

التقييم الاستراتيجي

إيجابيات الانْسحاب اقتصادياً

- ممكن ان تزاداد الإيرادات السنوية بأكثر من 55,5 مليار دولار .

- هذه الزيادة تمثل فرصة لسد العجز وتمويل مشاريع الينية التحتية والخدمات .

مخاطر الانسحاب 

- أسعار النفط قد تنخفض اذا زاد العرض مما يقلل الأرباح المتوقعة .

- انسحاب العراق قد  يزعزع علاقته مع دول كبرى في أوبك بلس .

- احتمال محدودية المنافذ التصديرية والبنية التحتية في العراق لتصدير 6 مليون برميل فعلياً .

ومن أجل تقييم مخاطر انسحاب العراق من أوبك بلس اقتصاديا ، فلنتوقع ان أسعار برميل النفط أنخفضت الى 60 دولار بسبب وفرة المعروض لكن استقرت الطاقة التصديرية بحدود 6 مليون برميل يومياً .

المعطيات الحالية 

- الإنتاج اليومي 6 مليون برميل يوميا

- سعر البرميل 60 دولار

- كلفة الإنتاج 9 دولار 

- صافي الربح / برميل = 60-9 = 51 دولار / برميل

يمكن حساب صافي الأرباح في هذا السيناريو

الفترة

صافي الربح بالدولار(51 دولار *6 مليون برميل )

يوميا

306 مليون دولار

شهرياً

9,18 مليار دولار

سنويا

111,69 مليار دولار

بمقارنة صافي الربح مع حالة الالتزام بأوبك بلس عند سعر النفط المرجعي 85 دولار / برميل 

السيناريو

الربح السنوي

بقاء العراق في أوبك بلس 

110,9 مليار دولار

انسحاب العراق من أوبك بلس وانخفاض السعر الى 60 دولار /برميل 

111,7 مليار دولار

النتيجة : بالرغم من العراق زاد انتاجه بنسبة 50 % أكثر بعد الانسحاب ، الان النتيجة أظهرت الربح متقارب جدا في كلا السيناريوهين . وهذا يوضح ان سعر البرميل أهم من كمية الإنتاج .

الاستنتاج النهائي

البقاء في أوبك بلس يوفر استقرارا وربحا مشابها بدون المخاطرة بأسعار منخفضة . كما ان العراق لا يمتلك قدرة حقيقة على الحفاظ على سعر مرتفع للبرميل بعد الانسحاب مما يعني ان الربح الإضافي يتبخر بسرعة وفي حالة انهيار الأسعار الى ما دون 60 دولار فان الانسحاب من تحالف أوبك بلس سيؤدي الى خسارة كبيرة . حيث ان الانسحاب بدون تنسيق مع الدول المنتجة للنفط يعني فقدان نفوذ التاثير على السوق وفي حالة فقدان السيطرة على الأسعار فان العراق سيكون أقل ربحا واكثر هشاشة اما تقلبات السوق وعند سعر 40 دولار للبرميل فان زيادة الإنتاج لا تنقذ العراق من المصاعب المالية .

السعر العالمي اهم من الكمية ، وزيادة الإنتاج ليست دائما أفضل استراتيجية والحل الأفضل اقتصاديا هو الحفاظ على استقرار الأسعار ( من خلال أوبك بلس) والتفاوض على رفع حصة العراق الإنتاجية بشكل تدريجي بدل الخروج واغراق السوق . فالنفط ليس سلعة محلية بل هو سلعة عالمية والسوق العالمي لا يتسامح مع الفوضى في المعروض وينخفض السعر بسرعة اذا اختلت التوازنات كما ان العراق لا يتملك مصدات مالية ( صناديق سيادية ) مثل السعودية لامتصاص صدمات انخفاض أسعار النفط . 

لقد اثبت التجارب خلال الفترة الماضية أن أوبك بلس توفر آلية فعالةلضبط الإنتاج العالمي وتوفير التوازن بين العرض والطلب في السوق . وهذا يساعد في ضمان ان العراق سيحقق إيرادات ثابتة على المدى الطويل بدلا من المخاطرة بانخفاض كبير في الأسعار . 

ختاما فإن الانسحاب من تحالف أوبك بلس يبدو مغرياً في الورق عند ارتفاع الأسعار لكنه يحمل معه مخاطرة كبيرة بانهيار السوق وتحمل تكلفة اقتصادية عالية . وعليه فان البقاء في أوبك بلس ليس مجرد خيار اقتصادي بل هو قرار استراتيجي يعزز من استقرار أسعار النفط في أسواق النفط ويضمن إيرادات مستدامة للبلاد .

 

 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي يوضح أسباب ارتفاع معدل التضخم خلال شهر أبريل
  • العراق وخيارات البقاء أو الانسحاب من تحالف أوبك بلس ؟
  • «النفط» يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل.. و«برنت» يسجل 63 دولارا للبرميل
  • استقرار أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 62 دولارا للبرميل
  • بعد تخفيف رسوم ترامب الجمركية.. ارتفاع أسعار النفط العالمية  
  • بعد تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية.. خبير يتوقع مفاجأة في سعر الذهب
  • الذهب يفقد مكاسبه والنفط يرتفع على وقع اتفاقات تجارية محتملة
  • خبير يرجح احتمال انخفاض أسعار الذهب
  • وسط ترقب الأسواق.. الغموض ينعش أسعار النفط والذهب
  • استقرار أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 61 دولارا للبرميل