بوابة الوفد:
2025-06-25@16:12:21 GMT

النيل الساحر فى سجلات المستكشفين الأوروبيين

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

يتبدى النيل، بسحره المتموج وجاذبيته الغامضة، كلوحة فنية رسم عليها المستكشفون والزوار الأوروبيون ملامح حية، فكل لون يلتقط جوهر هذا النهر القديم.

من حصافة فلورنس نايتنجيل  Florence Nightingale  (ت. 1910)  إلى روح المغامرة لأميليا إدواردز  Amelia Edwards (ت. 1892) وإلى الاهتمام العلمى لجان فرانسوا شامبوليونJean Francois Champollion  (ت.

1832)، فكّك هؤلاء المستكشفون ألغاز النيل، مساهمين فى تضفير نسيج أدبى يخلد سحر هذا النهر العظيم.

بالنسبة لفلورنس نايتنجيل، المشهورة كمؤسسة للتمريض الحديث، لم يكن النيل مجرد مَعْلَم جغرافى وإنما مصدر للسكينة. وجدت السلام الداخلى فى مياهه الهادئة، ووصفت النهر بمرهم للروح المُتْعَبة. عدسة نايتنجيل، التى كانت غالبًا ما تركز على الشفاء، أضافت منظورًا فريدًا لجماليات النيل، مصوّرة إياه كقوة علاجية للزائر والمقيم على حد سواء.

أمّا أميليا إدواردز، المستكشفة الفيكتورية الجريئة، فقد انطلقت فى رحلة على طول النيل فى القرن التاسع عشر. فى رحلتها السردية A Thousand Miles Up the Nile  «ألف ميل على طول النيل»، ترسم لوحة حية لسحر النهر وتستكشف ألغاز المعابد القديمة والمناظر الخالدة، وتصف النيل كموصِّل كَهْرو-سحرى يربط العالم المعاصر بالتيار الحضارى لفراعنة مصر القديمة.

بالنسبة للعالم الفرنسى البارز، جان فرانسوا شامبوليون، الذى اشتهر بفكّ شفرة حجر رشيد وكشف أسرار اللغة الهيروغليفية، لم يكن النيل مجرد نهر بل شهادة حية على مهد الحضارة ومدارجها الاولى. وصفاته التى مزجت بين الأهمية التاريخية للنيل وعجائبه الجغرافية، خلقت سردًا تتماهى فيه الدهشة المذهلة التى تُذْهِب العقل مع الفهم الرزين الذى يرسخ فى خلايا الدماغ.

صوّر المستكشفون الأوروبيون، من أمثال نايتنجيل وإدواردز وشامبوليون، النيل كسيمفونية من المتناغم والمتناقض؛ من الامتدادات الهادئة التى تعكس نشوة مهدئة إلى الحياة النابضة التى تزخر على ضفافه. يصبح النيل، من خلال أعينهم، مصدر إلهام دائما، يدعو القراء لاستكشاف أعماقه، سواء كانت مادية أو استعارية.

والآن، أرغب فى إضافة ملاحظة قصيرة عن النيل، فليسمح لى القراء أن أتخيل هذا الحديث بينى وبين النهر العظيم:

كمال: مياهك تروى الحقول والعقول على حد سواء. فى هذا العصر الرقمى، كيف ترى بلادنا المصرية وبحثها عن المعرفة والتقدم؟

النيل: المعرفة نهر يعكس تدفقى الأبدى. فكما تحمل مياهى الحياة إلى التربة، فهى تجلب الحيوية إلى أهل مصر، فليبحروا من بدايات الفهم  مرورا بعمق الاستيعاب ومنه إلى ميناء التقدم والازدهار.

كمال:  تياراتك مجاز لتلاقى التاريخ والتقدم. كيف يمكن لنا، كمصريين، أن نجتاز مياه مصيرنا المتغيرة باستمرار؟

النيل: فى رقصة الزمن، يا كمال، ابحث عن التوازن والانسجام. اعتنق الدروس المحفورة فى قاع نهر العصور، ودع تيار التقدم يرشدك، كما يجوب القارب على سطحى، اتجه باصرار مع فيضان المعرفة ولكن بحكمة العاقل الرشيد، فرحلتك متشابكة مع كل تيارات المصير الإنسانى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوروبيين النيل

إقرأ أيضاً:

ما واقع البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟

قال مدير عمليات التفتيش السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، روبرت كيلي، إن من المبكر الجزم بحجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم الأميركي، مشيرا إلى أن بعض المواقع -كمنشأة أصفهان- ربما تعرضت لتدمير تام، مما قد يشكل ضربة قاصمة للبنية التشغيلية للبرنامج.

وأوضح كيلي، في مقابلة مع قناة الجزيرة من فيينا، أن منشأة فوردو لا تزال المعطيات حولها غير مكتملة، رغم ما أظهرته صور الأقمار الصناعية من وجود أضرار سطحية عقب الضربة، مما يعزز فرضية أن التحصينات العميقة لم تُخترق بشكل كامل.

واعتبر أن الأهمية الكبيرة لمنشأة أصفهان تكمن في كونها مركزا لمعالجة اليورانيوم المستخرج وتعدينه، مما يعني أن تدميرها من شأنه أن يعطل أحد المفاصل الأساسية لسلسلة إنتاج الوقود النووي، ويجعل البرنامج يترنح إن لم يكن قد توقف فعليا.

وفجر اليوم الأحد، أعلنت واشنطن عن تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، هي فوردو ونطنز وأصفهان، وذلك في إطار انخراط مباشر في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي بدأت منذ 13 يونيو/حزيران الجاري.

الأثر العملياتي

ورغم إعلان إيران نقل كميات من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة، فإن كيلي قلّل من الأثر العملياتي لذلك، موضحا أن هذه الكميات لا تشكل تحديا لوجيستيا كبيرا لنقلها أو إخفائها، كما أن غياب أجهزة الطرد المركزي الفاعلة يحدّ من قدرة إيران على الاستفادة منها.

وأشار إلى أن البرنامج الإيراني اعتمد في بداياته على تقنيات حصلت عليها طهران من باكستان، واصفا الرواية الإيرانية بشأن "الاعتماد الكامل على المعرفة الذاتية" بأنها لا تعكس الحقيقة الكاملة، رغم التطويرات اللاحقة التي أدخلتها إيران على هذه التقنيات.

وفي السياق نفسه، ردّ كيلي على تصريحات إيرانية تتعلق بإمكانية إعادة بناء البرنامج في وقت قصير، مشددا على أن المعرفة المتوفرة لا تكفي وحدها، وأن امتلاك البنية التحتية والأدوات المتقدمة شرط أساسي لتشغيل البرنامج مجددا، لا سيما في ظل استهداف منشآت ومرافق حيوية.

إعلان

واعتبر أن اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين لا يعني بالضرورة انهيار قاعدة المعرفة، لافتا إلى أن مثل هذه البرامج عادة ما تضم آلاف الكوادر المدربة، مما يجعل من الصعب القضاء على القدرات البشرية بشكل كامل، لكنه أكد أن المجتمع العلمي الدولي يجب أن يدين عمليات الاغتيال دون تردد.

تطور خطير

وبشأن تهديد طهران بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، قال كيلي إن ذلك قد يؤدي إلى إنهاء خضوع إيران لنظام التفتيش الدولي، وهو تطور خطير، لكنه أشار إلى وجود بنود قانونية تمكّن الوكالة الدولية من مراقبة البرنامج حتى في حال الانسحاب الرسمي من المعاهدة.

ولمّح إلى أن إيران ترى في الانسحاب خطوة مبررة بعد تعرضها لهجمات عسكرية مباشرة، وهو ما قد يغيّر من نهجها في التعامل مع المجتمع الدولي، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والرقابي حول برنامجها النووي في المستقبل القريب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة واحدة من أعنف موجات التصعيد بين إيران وإسرائيل، إذ تبادل الطرفان الضربات المباشرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في تصعيد غير مسبوق منذ عقود، مما يهدد بانزلاق المنطقة إلى صراع أوسع يصعب احتواؤه.

وفجر الأحد، أعلنت إيران أنها أطلقت دفعتين من الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في تل أبيب وحيفا ونيس تسيونا، مخلّفة دمارا واسعا، وذلك في أول ردّ مباشر على الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها النووية ومرافقها الدفاعية.

وتواصل الولايات المتحدة التأكيد على أن تحركها الأخير جاء لحماية أمن إسرائيل ومنع إيران من امتلاك قدرات نووية تهدد الاستقرار الإقليمي، بينما تؤكد طهران أن الضربات ستزيدها تصميما على تعزيز قدراتها الدفاعية والنووية في وجه ما تصفه بـ"العدوان السافر".

مقالات مشابهة

  • أنا كمال.. أنا قادم! أزمة المؤتمر تتصاعد في حزب الشعب الجمهوري
  • كاريكاتير كمال شرف
  • أسامة كمال: لم أقتنع بعدم امتلاك إيران دفاعًا جويًا
  • هزيمة إيران تعجل بنهاية شبكة وكلائها في المنطقة.. الحوثي الهدف القادم
  • إطلاق دفعة ثالثة من مياه سد الرستن لدعم المحاصيل الزراعية في حماة
  • نهر الدندر يعود بفرحة مختلفة هذه المرة
  • “من النهر إلى البحر” .. ما القصة؟
  • تضخم الثروة والكسب غير المشروع.. إعادة محاكمة ورثة كمال الشاذلي 13 يوليو
  • إعادة محاكمة ورثة كمال الشاذلى بتهم تضخم الثروة والكسب غير الشروع 13 يوليو
  • ما واقع البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟