«قصص جمال فايز» محور دكتوراه في كيرلا الهندية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تعقد اليوم الإثنين في كلية فاروق بولاية كيرلا الهندية، جلسة مناقشة للباحث شرف الدين. أ لنيل الدرجة العلمية -رسالة الدكتوراه- بعنوان: «القيم الإنسانية في قصص جمال فايز»، وأشرف على البحث الدكتور محمد عابد. يو. بي.
ويحضر جلسة المناقشة الكاتب الروائي جمال فايز بمناسبة حضوره المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية وآدابها، الذي عقد الاسبوع الماضي وقدم خلاله فايز ثلاث أوراق عمل، خص الورقة الاولى محاضرة بعنوان: المشهد الأدبي في دولة قطر، وفي ورقة العمل الثانية محاضرة بعنوان: تجربتي في كتابة القصة القصيرة، وفي ورقة العمل الثالثة محاضرة بعنوان: فن كتابة القصة.
وقال فايز لـ «العرب» إن الأدب القطري أصبح له حضور دولي، وان مؤسسات الإعلام بشتى أقطابها ساهمت في هذا الانتشار، موضحا أن حضوره للمؤتمر كان مناسبة في تعزيز حضور الأدب القطري والتعريف به وبالكتاب القطريين في كافة الفنون الأدبي بشكل عام وأدب القصة القصيرة بشكل خاص.
وأوضح المشرف على البحث الاكاديمي محمد عابد. يو.بي ان هذه الدراسة تضم مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة، والمقدمة تحتوي على مدخل بسيط إلى موضوع البحث وتحليل العنوان وأسباب اختيار الموضوع والدراسات السابقة وأهمية البحث ومشكلة البحث وخطة البحث وكلمة الشكر.
وأضاف: الباب الأول يدور حول ’القيم الإنسانية في الأدب العربي؛ نظرة عابرة‘. ولهذا الباب ثلاثة فصول، وهي مفهوم القيم الإنسانية، ومصادر القيم الإنسانية، والقيم الإنسانية وأهميتها في الأدب. وفي الباب الثاني حول ’التنوع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في دولة قطر. ويتكون من ثلاثة فصول، هي التنوع الاجتماعي والتنوع الثقافي والتنوع الاقتصادي.
وتابع عابد: أما الباب الثالث: (ملامح القصة القصيرة القطرية)، فيحتوي على ثلاثة فصول منها تطور القصة القصيرة في دولة قطر، وأشهر الكتاب في القصة القطرية، وملامح القصة القطرية، بينما يبحث الباب الرابع عن (جمال فايز السعيد). وفي هذا الباب أربعة فصول. والفصل الأول عن جمال فايز، مولده ونشأته والثاني عن حياته العلمية والعملية/ والثالث عن آثاره الأدبية والرابع منهجه ومميزاته في قصصه.
لُبّ البحث في فصوله السبعة
وأشار المشرف على البحث الاكاديمي إلى أن الباب الخامس يضم «دراسة عن القيم الإنسانية في قصص جمال فايز». وهذا الباب يسلط الضوء على لُبّ البحث في فصوله السبعة، وهي: الفصل الأول ’بر الوالدين‘ والثاني ’وفاء الوالدين للأولاد‘ والثالث ’الحب والمودة‘ والرابع ’التعاطف بين الناس‘ والخامس ’العدل والمساواة‘ والسادس ’التعاون والتعايش‘ والسابع ’الأمن والسلامة‘.
ونوه بأن الباحث خرج بنتائج مهمة في دراسته تلخصت في أنه للأدب دور مهم في ترسيخ القيم في نفوس الإنسان، والقيم مكونة من الدين والعقل والمجتمع والثقافة، وأن قصص جمال فايز كلها نداء متكامل إلى الدفاع عن القيم الإنسانية والتقاليد السامية في قطر، وأنه تفوق في استعمال القصة لمعالجة القيم الإنسانية، ولتنميتها والدعوة إليها ولتثقيف الأمة بها، كما أبرز البحث معالجة فايز لأهم القيم الإنسانية المتعلقة بالدين والأخلاق والمجتمع.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كلية فاروق القیم الإنسانیة القصة القصیرة
إقرأ أيضاً:
دروس الاتفاق اليمني – الأمريكي والمواجهة الباكستانية – الهندية
لا يمكن فهم جزء كبير من التطورات السياسية في العالم، بمعزل عن التطورات الجارية في المجال العسكري، من تقدم في الأسلحة النوعية، خاصة لدى دول الجنوب وروسيا والصين، لأن كل خلل في ميزان القوى العسكري يعني خريطة جيوسياسية جديدة ستأخذ في التبلور. وفي هذا السياق، تشكّل الأحداث الأخيرة في اليمن، إلى جانب المناوشات العسكرية بين الهند وباكستان، مؤشرات تتجاوز الطابع الرمزي، لتعبّر عن تحولات واقعية وملموسة، ذات تأثير متصاعد على المشهد الإقليمي والدولي.
وفي البدء، نستعرض عددا من التطورات السياسية، التي حصلت في هذا الشأن، ما اضطر الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين في اليمن، من أجل وقف الهجمات المتبادلة، أي وقف الحوثيين استهداف السفن التجارية والعسكرية الأمريكية، مقابل تجميد البنتاغون الهجمات ضد اليمن. وكان هذا الاتفاق الذي جرى بواسطة سلطنة عمان، لافتا لسببين، الأول، أنه لم يشمل السفن الإسرائيلية بالحماية، وثانيا استثنت الولايات المتحدة من الاتفاق باقي السفن الغربية، أي اقتصر على السفن الأمريكية. وهذا الموقف يتعارض مع فلسفة انتشار الأساطيل العسكرية الأمريكية في العالم، التي تؤكد أن هدفها الرئيسي هو تأمين التجارة عبر العالم، خاصة في المعابر الاستراتيجية.
ويتجلى التطور الثاني في سرعة إيقاف المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان، بطلب من الغرب، خاصة واشنطن، في وقت كان الرأي السائد هو استمرار هذه المواجهات لمدة أطول، والانتقال من مناوشات إلى حرب حقيقية. لماذا هذا الانتقال؟ لأن الغرب أناط بالهند مسؤولية تقزيم باكستان، كقوة عسكرية ومحاولة إذلالها لوقف تنسيقها العسكري مع الصين ومع تركيا، وربما مستقبلا مع إيران. ويجب فهم جزء من تحرش الحكومة الهندوسية بالمسلمين الهنود والباكستانيين ضمن هذا المخطط. وفي هذا الركن من الجريدة عالجت يوم 27 يناير/كانون الثاني الماضي، التعاون العسكري بين باكستان وتركيا من جهة، وبين الصين وباكستان من جهة أخرى، والقلق الذي يشكله للغرب والهند. وعلاقة بالاتفاق اليمني – الأمريكي، لا يمكن فهمه بمعزل عن فشل البنتاغون، بل الغرب برمته، في القضاء على عملية إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من طرف الحوثيين. يشرف الغرب على عمليتين لضمان مرور السفن وهي «حارس الرفاهية» بزعامة البنتاغون، وقوة «أسبيديس» بقيادة فرنسا وألمانيا. ولنتأمل ما قاله قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر، خلال مارس/آذار 2024 حول العمليات الأمريكية ضد الحوثيين بأنها «أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، سفننا الحربية منخرطة في القتال. وعندما أقول منخرطة في القتال، فهذا يعني أننا نطلق النار عليهم، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد عليهم». لقد نجح الحوثيون في إسقاط أكثر من عشر طائرات مسيرة من نوع إم كيو 9، التي تعتبر تاج الدرونات الأمريكية، ستة منها خلال الشهرين الأخيرين. ومنذ الحرب العالمية الثانية لم تعترض البنتاغون تحديات عسكرية في أي حرب ومنها العراقية، في عامي 1991 و2003، مثل الحرب ضد اليمن بقيادة الحوثيين. لقد كان الرئيس دونالد ترامب يهدد بأقسى الردود العسكرية ضد الحوثيين، وانتهى أمام الواقع إلى الرهان على الحوار.
لقد نجح الحوثيون، رغم عنف القصف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، في جعل البوارج العسكرية الأمريكية تتمركز بعيدا جدا عن سواحل اليمن، وفق الخرائط التي ينشرها المعهد البحري الأمريكي، المتخصص في البحرية الأمريكية، ليكون لها وقت أكبر للمناورة عندما يطلق الحوثيون صواريخهم. ويوجد غموض حول إسقاط الحوثيين مقاتلات إف 18، بينما يقدم البنتاغون تفسيرات غير مقنعة حتى الآن في هذا الشأن. وبدأت أنظمة الدفاع الجوي الأمريكي والإسرائيلي تفشل في اعتراض الصواريخ فرط صوتية اليمنية، علما أن اليمن الآن يجد صعوبة في إطلاق الصواريخ، بسبب المراقبة الدقيقة للرادارات والأقمار الاصطناعية، لكن التكهن العسكري يؤكد أنه كما ينجح الحوثيون الآن في إسقاط إم كيو 9 بسهولة، فسينجحون في تسديد ضربات دقيقة بالصواريخ فرط صوتية بعد إصلاح الخلل في التصويب، وطريقة تفادي كثرة الصواريخ الاعتراضية. كما تبرز هذه الحرب أنه رغم الخسائر التي يتكبدها اليمنيون في الوقت الراهن، فهم سيؤمنون مستقبلا قادرا على الوقوف في وجه الاعتداءات لعقود طويلة. ويمكن الاستشهاد بالتاريخ الغربي، فقد خسر الغربيون كثيرا في الحرب العالمية الثانية، منها ملايين من الأرواح والتدمير في المدن، وذلك لكي ينعموا بعقود من الاستقرار. والآن يعتقدون أنه يجب التضحية كثيرا في الحرب الأوكرانية – الروسية لكي يتجنبوا الخطر الروسي لعقود مقبلة.
علاقة بملف الهند وباكستان، يتحدث الخبراء والمهتمون بالخسائر الهندية في المواجهة مع باكستان ومنها، إسقاط الجيش الباكستاني لمجموعة من الطائرات المسيرة من صنع إسرائيلي، ثم إسقاط ما بين واحدة إلى ثلاث مقاتلات رافال الفرنسية التي تعتبر من أهم المقاتلات العالمية. ونجح الباكستانيون في إسقاطها بفضل المقاتلة الصينية تشنغدو 10 وصاروخ PL-15E ويمكن تلخيص آراء الخبراء، فيما نشره موقع «ذي أفيونيست» المتخصص في الطيران الحربي، بأن إسقاط رافال هو تنبيه إلى الصناعة العسكرية ليس الفرنسية وإنما الغربية برمتها، من التقدم الصيني المذهل في مجال تصنيع الأسلحة. ويبرز موقع «أرمي ريكونيشن» كيف أن باكستان تلعب بذكاء بالاستثمار في الصواريخ الدقيقة والحرب الإلكترونية، وكيف أن هذه المواجهة تكشف مسبقا من سيهيمن على أجواء آسيا مستقبلا.
إن التطورات الأخيرة، بدءاً من الاتفاق الأمريكي – اليمني، مروراً بنتائج المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان، تمثل مؤشرات قوية على أن التقدم في صناعة السلاح، واقتناءه بذكاء، أصبحا من أهم عوامل الصمود في خريطة جيوسياسية بات فيها القانون الدولي مسألة ثانوية، ليحل محله منطق القوة العسكرية. وفي ظل هذه التحولات، أصبحت المواجهات العسكرية من هذا النوع تدفع العديد من دول العالم، لاسيما دول الجنوب ذات الميزانيات المحدودة، إلى المراهنة على السلاح، الذي يحمل العلامات التركية، الصينية، الإيرانية، أو الباكستانية، بدلاً من الاعتماد على السلاح الغربي الباهظ الثمن، الذي غالباً ما يكون مشروطاً بشروط استخدام مجحفة.
(القدس العربي)