متصفح Google في شاشات السيارات.. ما الخطر المترتب عليه؟
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
البوابة - تعمل Google على إضافة متصفح Chrome إلى السيارات التي تحتوي على تطبيقات Android الأصلية، بدءًا من فولفو وPolestar كما يحصل أصحاب المركبات الكهربائية على طرق جديدة لمشاركة معلومات البطارية مع Android Auto.
اقرأ ايضاًفي CES 2024، تكشف Google عن بعض الميزات الجديدة للأشخاص الذين يستخدمون Android Auto النسخ المتطابق للهاتف في سياراتهم وكذلك لأولئك الذين يقودون السيارات باستخدام برنامج Android الأصلي من Google.
سيتمكن أصحاب السيارات الكهربائية قريبًا من مشاركة معلومات البطارية في الوقت الفعلي مع خرائط جوجل من خلال Android Auto، مما يسمح لهم بمعرفة مقدار سعة البطارية المتبقية عند الوصول إلى الوجهة.
وكانت هذه الميزة متاحة بالفعل للسيارات المضمنة في Google، والآن ستكون متاحة لمستخدمي Android Auto، بدءًا من Ford Mustang Mach-E وF-150 Lightning “في الأشهر المقبلة”. وستكون المركبات الكهربائية الأخرى مؤهلة في المستقبل القريب.
سيتمكن الأشخاص الذين يمتلكون سيارات مزودة بتطبيقات Google الأصلية، والمعروفة أيضًا باسم "Google المدمج"، من إرسال اتجاهات القيادة من هواتفهم الذكية مباشرة إلى سيارتهم ستكون هذه الميزة مستقلة عن نظام التشغيل، لذا يمكن لأي شخص لديه جهاز iPhone أو Android استخدامها.
"Google المدمج" هو المصطلح التسويقي للشركة لخدمات Google للسيارات (GAS)، وهو المنتج المرخص الذي تبيعه لشركات السيارات التي ترغب في الحصول على ميزات معينة، مثل خرائط Google، ومساعد Google، ومتجر Google Play، كإعداد افتراضي على شاشات المعلومات والترفيه الخاصة بهم. يعمل GAS أعلى Android Automotive، وذلك عندما يعمل نظام التشغيل الأصلي للسيارة على Android.
يتوفر تصفح Chrome أيضًا في بعض المركبات التي تعمل بنظام Android Automotive، بدءًا من سيارات فولفو وPolestar معينة. وقال توماس إنجنلاث، الرئيس التنفيذي لشركة Polestar، إن الشركة كانت "تنتظر وقتًا طويلاً" حتى يأتي متصفح Chrome إلى سياراتها، حيث تقدم متصفح Vivaldi كبديل حتى يصبح جاهزًا.
تضيف Google أيضًا تطبيقات جديدة للسيارات المضمنة في Google، بما في ذلك خدمات بث الفيديو مثل PBS Kids وCrunchyroll وتطبيق The Weather Channel.
لقد قامت الشركة بإضافة ميزات جديدة إلى كل من Android Auto وGoogle المدمج على مدار السنوات القليلة الماضية وتأتي الميزات الجديدة في وقت غير مؤكد بالنسبة لبرامج السيارة، حيث يحذر خبراء السلامة من الواجهات المشتتة للانتباه، كما أن شركات صناعة السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز تقيد الوصول إلى برامج النسخ المتطابق للهاتف مثل Android Auto وApple CarPlay.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: سيارات تكنولوجيا Android Auto
إقرأ أيضاً:
اللامبالاة… الخطر الأكبر على وعي الأمة
محمد الجوهري
في ظل ما يتعرض له أهلنا في غزة من عدوان وحصار وتجويع، لا يمكن تفسير صمت قطاعات واسعة من أمتنا إلا بوصفه عارضًا خطيرًا لمرض يتسلل بصمت إلى جسد الشعوب: إنه مرض اللامبالاة.
هذا المرض لا ينبع من الجهل، بل من تخدير طويل المدى، تراكَمَ بفعل الترويض السياسي والإعلامي، وبفعل تحطيم مُمَنهج لأولويات الوعي العام، حتى أصبحت القضية الفلسطينية ـ بما تحمله من رمزية دينية وتاريخية وسياسية ـ لا تحتل إلا الهامش في وجدان البعض.
إن التخاذل الجماهيري ليس مبررًا، لكنه مفهوم حين يُترك الشارع دون قيادة توعوية، حين تُحاصر الكلمة الصادقة، ويُقمع الصوت الحر، وتُدجّن العقول باسم “الحياد” و”الانشغال بالداخل”. فكيف لأمة بلا بوصلة أن تُبقي عينيها على قبلة الصراع؟
نعم، الشعوب اليوم مستهدفة قبل أن تُستهدف الجبهات. يُراد لها أن تنسى، أن تنكفئ على ذاتها، أن ترى في استهلاك اليوم بديلاً عن كرامة الغد. لكننا نقولها بوضوح: هذا الخدر لن يدوم، وهذا الصمت لن يُعفي أحدًا من المسؤولية.
على القيادات، على النخب، على المؤسسات، أن تعي أن معركة غزة ليست معركة حدود، بل معركة مصير، وأن الانتصار فيها لا يكون بالصمت، بل باتخاذ المواقف، وفضح الاحتلال، وفتح ساحات التعبير والدعم الشعبي.
وغزة لا تنتظر كلمات رثاء، بل مواقف حقيقية تليق بدماء الشهداء. مواقف تعيد الاعتبار لفلسطين في وعي الأمة، وتُسقِط كل مشاريع التطبيع، وتُعرّي كل خطابات الخنوع. اللامبالاة اليوم ليست مجرد شعور؛ إنها خيانة مواربة، جريمة بلا سلاح ظاهر. ومن لا يقف الآن، لن يجد غدًا ما يستحق أن يُدافع عنه.
ولنتذكر أن كل نكبة تعرضت لها الأمة كانت اللا-مبالة هي السبب الأول لوقوعها، فنكبة فلسطين 1948، ما كانت لتحدث لو بادر العرب حينها لمجابهة المشروع الصهيوني هناك، رغم أن التحذيرات من المشروع الصهيوني كانت متكررة وواضحة، خاصة مع ازدياد الهجرة اليهودية المدعومة من بريطانيا، لكن التعامل العربي والإسلامي معها اتسم بالبطء والتقاعس.
الزعامات العربية آنذاك كانت مختلفة في مواقفها، تتنازعها الخلافات والولاءات الأجنبية، وغالبًا ما قدمت المصالح القطرية على القضية المركزية، وتركت الشعوب بلا قيادة فعلية رغم حجم التعاطف الكبير مع القضية الفلسطينية، فكانت النتيجة قيام الكيان الصهيوني عام 1948، وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني في واحدة من أكبر النكبات في تاريخ العرب المعاصر.
وكذلك الحال في الأندلس قبل ستة قرون تقريباً، عندما تحالف كثير من أمراء الطوائف مع الملوك المسيحيين ضد بعضهم البعض، بينما كانت الممالك النصرانية في الشمال تتوحد وتخطط للنيل من المسلمين، فكانت الكارثة بتساقط المدن الإسلامية الواحدة تلو الأخرى وصولا إلى سقوط غرناطة عام 1492وانتهاء الحكم الإسلامي هناك.
وحال الأمة اليوم لا يختلف عن حال ملوك الطوائف، ومن يعتقد منهم أن الخطر بعيد عنه فقد وقع في فخ أسلافه من حكام الأندلس، وسيأتي عليهم الدور عاجلاً أم آجلاً، وكما سقطت فلسطين ستتساقط ممالك العرب وجمهورياتهم الشكلية تباعاً ما لم يتحركوا اليوم لتدارك الخطر قبل وقوعه.