ماذا فعل الإنسان؟.. القمر يدخل عصرا جديدا
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
اعتبر فريق من العلماء أن القمر دخل في حقبة جيولوجية جديدة، تسمى "الأنثروبوسين القمري"، وتعني عصر الاستكشافات البشرية وتأثيرها على بيئة القمر.
ومنذ هبوط المركبة الفضائية غير المأهولة التابعة للاتحاد السوفييتي "لونا 2"، في 13 سبتمبر 1959، وإحداث أول حفرة من صنع الإنسان حينها، ثم هبوط رحلات جديدة، دخل القمر عصره الجديد، وفق ما نقلته "سي أن أن" عن بحث نشره العلماء بمجلة "نيتشر".
ويشير العلماء إلى الحقبة الجيولوجية الجديدة بمصطلح "الأنثروبوسين القمري".
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جوستين هولكومب، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي بجامعة كانساس: "الفكرة تشبه إلى حد كبير مناقشة الأنثروبوسين على الأرض، أي استكشاف مدى التأثير البشري على كوكبنا".
وقال هولكومب: "هناك إجماع على أن الأنثروبوسين على الأرض بدأ في مرحلة ما في الماضي، سواء قبل مئات الآلاف من السنين أو في الخمسينيات من القرن الماضي، وبالمثل، على القمر، نعتقد أن الأنثروبوسين القمري قد بدأ بالفعل، ونريد منع حدوث أضرار جسيمة".
ومنذ هبوط " لونا 2"، تحطمت أكثر من 100 مركبة فضائية و"تسبب البشر في اضطرابات سطحية في 58 موقعا على الأقل على سطح القمر"، وفقا للبحث.
وترك البشر بعد تمكنهم من الوصول إلى القمر المعدات وأجزاء المركبات الفضائية، والأعلام، والصور الفوتوغرافية، وحتى كرات الغولف، وأكياس الفضلات البشرية والنصوص الدينية، وفقا للدراسة.
وبدأ عصر الأنثروبوسين القمري وسط اهتمام متزايد من وكالات الفضاء والشركات التجارية بالعودة إلى القمر، أو الهبوط عليه لأول مرة.
ويحذر العلماء من أن بيئة القمر، التي شكلها البشر بالفعل خلال بداية الأنثروبوسين القمري، سوف تتغير بشكل جذري مع زيادة الاستكشافات.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
فيروس يعيش داخل ثلثي البشر يسطو على الخلايا ويتلاعب بها!
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز تنظيم الجينوم (CRG) في برشلونة، النقاب عن استراتيجية خبيثة وغير مسبوقة يستخدمها فيروس الهربس البسيط (HSV-1) لاستعباد خلايانا.
ويظهر الفيروس مهارة غير مسبوقة في “إعادة تصميم” الهندسة المعمارية للحمض النووي البشري خلال ساعات قليلة من الإصابة، حيث يعيد ترتيب الجينوم في الفراغ ثلاثي الأبعاد ليفضل الوصول إلى الجينات الأكثر فائدة لتكاثره.
وتقول الدكتورة إستر غونزاليس ألميلا، المؤلفة الأولى للدراسة: “يبدو HSV-1 كمصمم ديكور انتهازي، يعيد تشكيل الجينوم البشري بدقة متناهية، وهذه آلية تلاعب جديدة لم نكن نعرف أن الفيروس يمتلكها”.
وتكمن المفارقة العلمية في أن هذا الفيروس الذي لا يملك سوى بضع عشرات من الجينات، لكنه يستطيع إخضاع جينومنا المكون من عشرات الآلاف من الجينات. وخلال الساعات الأولى من الغزو، يتحول الفيروس إلى “مدير مشروع” جزيئي، يعيد توزيع الموارد الخلوية بشكل جذري. فهو لا يسرق إنزيماتنا فحسب، بل يعيد تصميم بيئة العمل الجينية بأكملها لضمان نجاح مشروعه التكاثري.
ويتمثل الاكتشاف الأكثر إثارة في أن هذا الفيروس الذكي يتبع استراتيجية “الضربة القاضية” في الساعات الأولى من العدوى، حيث يقوم بتجنيد إنزيم “توبويزوميراز 1” (Topoisomerase I) البشري الذي يقوم بقص وتوصيل خيوط الحمض النووي لتخفيف التوتر، ويحوله إلى أداة طيعة في خدمة المشروع الفيروسي.
لكن المفاجأة كانت أن منع هذا الإنزيم وحده يكفي لإفشال كل مخططات الفيروس، وهو ما قد يمثل نقطة تحول في تطوير علاجات جديدة.
ولا يتوقف الأمر عند السرقة الجينية التقليدية، بل يتعداها إلى ما يشبه “إعادة تشكيل الجغرافيا الحيوية” للنواة الخلوية. إذ يحول الفيروس الكروماتين (مزيج من الحمض النووي والبروتينات التي تشكل محتويات نواة خلية) من قصر ملكي منظم إلى زنزانة ضيقة تنعدم فيها الحرية.
والأكثر غرابة أن هذه العملية تحدث بشكل معكوس لما كان معروفا سابقا: فبدلا من أن يؤدي تكثيف الكروماتين إلى إيقاف الجينات، نجد أن توقف النشاط الجيني هو ما يؤدي إلى انضغاط الكروماتين.
وهذه النتائج لا تمثل مجرد إضافة إلى المعرفة العلمية فحسب، بل تفتح آفاقا علاجية غير مسبوقة. فبعد عقود من التركيز على مهاجمة الفيروس مباشرة، تقدم الدراسة مفهوما جديدا للعلاج: “تعطيل أدوات السطو بدلا من ملاحقة السارق”. وهذا المنهج قد يكون الحل الأمثل لمواجهة مشكلة تزايد السلالات المقاومة للأدوية.
ويتمثل التحدي الآن في كيفية تحويل هذا الاكتشاف المخبري إلى علاج عملي يمكنه مواجهة هذا الفيروس القديم-الجديد الذي تعايش مع البشرية منذ فجر التاريخ. فمع وجود مليارات الحاملين للفيروس حول العالم، وعدم وجود علاج جذري حتى الآن، تكتسب هذه الدراسة أهمية استثنائية قد تغير مستقبل مكافحة الأمراض الفيروسية المزمنة.
نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ميديكال إكسبريس