رحيل الكاتب المسرحي السوري «عبد الفتّاح قلعه جي»
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
حامد محضاوي توفّي منتصف ليلة [16 جويلية 2023] الباحث والكاتب المسرحي السوري « عبد الفتاح قلعه جي » بعد رحلة معاناة من المرض. قبل خمسة أيّام من عيد ميلاده السادس والثمانين [21 جويلية 1938] توفّاه الأجل المحتوم بعد مسيرة إبداعيّة وأكاديميّة زاهرة. يعتبر الرّاحل من أهمّ القامات الإبداعيّة والفكريّة في سوريا والعالم العربي؛ حيث تنوّعت تجربته بين الكتابة الإبداعيّة أدبا وشعرا وبين البحث الأكاديمي إلى جانب الكتابة الصحفيّة.
وقد مثّل المسرح مجال اشتغاله الأهم كتابة ونقدا. ولد الراحل في حلب عام [1938] انتسب إلى دار المعلمين في [1953] وتخرّج منها عام [1956] تابع دراسته الجامعيّة في كليّة التربية في [1957] ولمدّة سنتين على أساس أهلية التعليم، ثم انتسب إلى جامعة دمشق وحصل على الليسانس في اللغة العربية في [1965]. عمل مدرّسا في ثانويات حلب ومناطقها، ثم أرسل في بعثة تعليميّة إلى الجزائر (1969-1973) وشارك هناك في ملتقيات أدبيّة وفكريّة. قام بعدّة زيارات علميّة وسياحيّة إلى دول أوروبية. وعاد إلى حلب مدرساً، ثم ندب للعمل في إذاعة حلب والمركز التلفزيوني كمعد لبرامج إذاعية وتلفزيونية. كان الراحل عضوا في إتحاد الكتاب العرب، جمعية الدراسات ثم جمعية المسرح، عضو لجنة التراث في مهرجان الأغنية السورية، وعضو هيئة تحرير مجلة الحياة المسرحية وعضو هيئة مجلة الشهباء الحلبية، وعضو جمعية العاديات السورية، وفي الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب، وباحث في الموسوعة العربية قسم التربية والفنون. شارك الأديب الراحل في العديد من المهرجانات الفكريّة والمسرحيّة في سوريا والعالم، وتنقّل بين مسارح العالم ليترك بصمته الخاصّة، حاز جائزة الابداع الفكري لمدينة حلب وجائزة الباسل للإبداع الفكري [1998] وجائزة الدولة التقديرية (وزارة الثقافة) [2015] وكرّم محلياً وعربياً في مناسبات عدّة. مسرحيّا عرف الراحل بكونه أحد أهمّ روّاد المسرح التجريبي في سوريا والعالم العربي، عبر مسيرة طويلة في البحث عن التجديد الشكلي والمضموني في مستوى الكتابة والعرض. دافع عن تأصيل الجذر المسرحي واشتغل على عصرنة التراث العربي والإسلامي مسرحيّا، من خلال تثبيت شخوصه في واقعنا المعاصر. بقي الراحل وفيّا لجذوره ومدينته حلب حتّى رحيله، وكان من أبرز ما قدّمه خلال السنوات الماضية مسرحيّة « سيرة مدينة » والتي وصفها بملحمة حلب التي لم يكتب مثلها، وتحدّث عبرها عن سنوات الحرب التي عاشت بها مدينته وما طالها من خراب، متطرقاً للأضرار التي لحقت به شخصياً بعد إصابته جراء تهدّم بيته ورحلة علاجه الطويلة. ترك الرّاحل في سيرته أكثر من أربعين عملا متنوّعا إلى جانب مساهمات ومقالات في مجلات ومواقع مسرحيّة عربيّة، ستبقى مراجع الباحثين والمبدعين السوريّين والعرب. من أعماله: – الشعر: ديوان مولد النور، 1971 ديوان القيامة، 1980 ديوان مسافر إلى أروى، 1994 – المسرح: ثلاث صرخات، 1966 السيّد، 1967 عرس حلبي وحكايات سفر برلك، 1984 صناعة الأعداد، 1980 هبوط تيمورلنك، 1980 السهروردي – القصة: أحاديث وقصص، 1978 سلسلة أحسن القصص حكايات البراعم، 1980 الطفل السعيد، 1981 معراج الطير – الدراسات الأدبية: العلامة خير الدين الأسدي الشاعر أمين الجندي حافظ الشيرازي، مشترك مسرح الريادة سلسلة المختار من التراث العربي: من شعر أمين الجندي علم الجمال الإسلامي أمير الموشحات عمر البطش كاتب تونسي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
«دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي
دبي (الاتحاد)
يعد الأدب الإماراتي من أبرز أشكال الإبداع وأداة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، ويمثل نافذة فريدة تمكننا من اكتشاف الثقافات، ويوثق بإنتاجاته ما يشهده المجتمع من تحولات اقتصادية وثقافية وما تحققه الدولة من إنجازات لافتة، ويعكس عبر أساليبه المتنوعة ما تتميز به دبي من مناخات ملهمة جعلت منها موطناً للكتاب والمؤلفين.
وفي «يوم الكاتب الإماراتي» الذي تحتفل به الإمارات في 26 مايو الجاري، تقديراً لجهود الكاتب الفكرية والإنسانية، ودوره الرائد في نشر الثقافة ودفع عجلة التقدم، تواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي الالتزام بأولوياتها القطاعية الهادفة إلى دعم الكتاب الإماراتيين الرواد والناشئة، وتحفيزهم على المساهمة في إثراء الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال ما يقدمونه من أعمال وروايات أدبية وقصص نوعية تعكس رؤاهم وطموحاتهم المستقبلية.
تعمل «دبي للثقافة» من خلال برامجها المتنوعة على توفير منصات مبتكرة قادرة على التعريف بإنتاجات المثقف الإماراتي الأدبية وتسليط الضوء على أعماله وتجاربه الاستثنائية وأفكاره الغنية وتطلعاته المختلفة الرامية إلى النهوض بالقطاع الثقافي وضمان استدامته وتطوره، حيث أسهمت جهود الهيئة في تشجيع الكاتب المحلي على المشاركة في المهرجانات الأدبية والفكرية الدولية وتقديم أعمال روائية وإبداعية متميزة رسخت حضور الرواية الإماراتية على الساحة الثقافية العالمية بفضل قدرتها على إثراء المخزون المعرفي لكافة أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم.
كما تسعى الهيئة، عبر مشاريعها المختلفة، إلى فتح الآفاق أمام المبدعين الإماراتيين وتشجيعهم على تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم، وهو ما يتجلى في برنامج «تعزيز حضور المواهب الأدبية المحلية» الذي يُعد جزءاً من «منحة دبي الثقافية»، التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، حيث تهدف الهيئة من خلاله إلى ربط الكتاب والشعراء وأصحاب المواهب الإماراتية بالمهرجانات الأدبية الدولية، وإبراز حضورهم على الساحة الثقافية العالمية.
وتساهم «دبي للثقافة» سنوياً عبر مهرجان طيران الإمارات للآداب في تمكين الكتاب الإماراتيين من الرواد والناشئة من المشاركة في الحدث الذي يُعد أكبر مهرجان أدبي في العالم العربي، إلى جانب رعايتها لمحور «بالإماراتي» الذي يطل بسلسلة تجارب ثقافية تحتفي بإنتاجات المثقفين الإماراتيين الأدبية، وتحفزهم على التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار والرؤى مع ضيوف المهرجان من أهل الثقافة والفكر، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي، ويسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الإبداعي، وترسيخ مكانة دبي وريادتها على الخريطة العالمية.
وفي إطار جهودها الرامية إلى تفعيل الحراك الثقافي المحلي ودعم الكتاب والتعريف بإبداعاتهم، تعقد «دبي للثقافة» شهرياً مبادرة «حديث المكتبات» الهادفة إلى مد جسور التواصل بين المبدعين وجمهورهم، كما توفر لزوار مكتبات دبي العامة وأعضاء نوادي القراءة مساحة رحبة لمناقشة أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية المحلية والعربية والعالمية، وذلك من خلال جلسات «نادي الكتاب» الذي يندرج تحت مظلة مشروع «مدارس الحياة»، في حين يتميز «صندوق القراءة» بأجندته المليئة بالجلسات المعرفية والتعليمية المتنوعة التي تعكس التزام الهيئة بجعل الثقافة في متناول الجميع.