لا تزال آثار رفع الجمركة على الخضر والفواكه القادمة من المغرب وبدء سلطات الجمارك الموريتانية في تطبيق ضريبة 10 دراهم عن كل طن لكل شاحنة واستمرار ظاهرة “سرقة الغازوال” وتفشي “الرشوة” تلقي بظلالها على السائقين المغاربة.

ونتج عن هاته العوامل المترابطة تراجع حركة بعض الشاحنات المغربية نحو موريتانيا إلى دول غرب إفريقيا، وفق مصادر مهنية تحدثت لهسبريس، والتي لا تزال تطالب السلطات المغربية بإعادة النظر في قراراتها.

وأصبح عدد من السائقين المغاربة يفضلون التوجه نحو أوروبا عوض الغرب الإفريقي، نتيجة تفاقم صعوبة مرورهم من الجارة الجنوبية للمملكة وأيضا تزايد التكلفة عليهم في دول الغرب الإفريقي.

وإلى حدود اللحظة، لم يتلقَ مهنيو القطاع أي تجاوب حكومي مع مطالبهم في رفع قرار حظر تصدير الخضروات إلى موريتانيا، وأيضا قرار تطبيق ضريبة 10 دراهم عن كل طن لكل شاحنة من الشاحنات القادمة للتراب الوطني.

في هذا الصدد، قال خالد بوروخو، الكاتب الوطني للنقل واللوجستيك بالمنظمة الديمقراطية للشغل، إن “التجاوب الحكومي مع مراسلتنا لا جديد فيه، ونحن ننتظر التأكيد من أجل اجتماع مقبل”.

وأضاف بوروخو، ضمن تصريح لهسبريس، أن “قرار ضريبة 10 دراهم عن كل طن لكل شاحنة من الشاحنات القادمة للتراب الوطني تشرع السلطات الموريتانية حاليا في تطبيقه؛ وهو قرار رسمي في الأول من الحكومة المغربية، وحله يتطلب مناقشات رسمية من المملكة وحكومات الدول التي قررته في إطار مبدأ “الرد بالمثل””.

وبيّن المتحدث ذاته أن “اللقاء الأول، الذي تم مع الوزارة المعنية منذ إقرار القرار، لم يتم تحديد أي رد حول المطالب إلى حدود الساعة، كما ننتظر تأكيدا حول جلسة مستقبلية حول الأمر”.

وكشف الكاتب الوطني للنقل واللوجستيك بالمنظمة الديمقراطية للشغل أن “السلطات الموريتانية بدأت حاليا في تطبيق ضريبة 10 دراهم عن كل طن لكل شاحنة تمر من معبر الكركرات”، مشيرا إلى أن “جل الدول التي طبقت هذا القرار كرد على المغرب؛ فالمهنيون يؤدون هاته الضريبة بشكل مستمر”.

وبخصوص تراجع نسبة مرور الشاحنات نحو الغرب الإفريقي، شدد بوروخو على أن “السائقين يذهبون إلى هاته الدول؛ لأن من لديه شحنة أو منتوج هو مجبر بالذهاب مهما كانت التكاليف”؛ غير أن هذا المعطى يخالفه محمد جيد، سائق شاحنات مهني، إذ بيّن أن “السائقين المغاربة يفضلون حاليا الذهاب نحو أوروبا عوض الغرب الإفريقي نتيجة تزايد المتاعب المالية”.

وأوضح جيد لهسبريس أن “الجمركة على الخضروات وضريبة 10 دراهم عن كل طن جعلتا المرور من هناك مكلفا للغاية، ومتعبا لدرجة كبيرة”، ولافتا إلى أنه “ليس هناك أي جديد من قبل السلطات المغربية في التفاعل مع مطالبنا”.

وأبرز المهني بالقطاع أن “غرب إفريقيا ضاعت من أيدي السائقين الأفارقة بعد هاته المستجدات، حيث إن الخضروات نادرا ما تمر نحو موريتانيا، كما أن مشكل سرقة الغازوال والرشوة مستمر في التصاعد”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “التكاليف بدأت في الارتفاع، حيث إن الوقود ثمنه ازداد، والبعض منا بدأ حاليا في تفضيل التوجه نحو أوروبا عوض الغرب الإفريقي”.

ومضى شارحا: “غالبية السائقين المهنيين المغاربة لهم ديون بسبب هذا الوضع المتأزم، ونطالب بصراحة الحكومة المغربية بأن ترى في وضعنا، مع تراجعها عن هذا القرار الذي لا يخدم الصادرات المغربية”.

واسترسل جيد بالقول: “الحكومة المغربية لم ترد على مراسلتنا بخصوص التراجع عن قرار 10 دراهم عن كل طن، ونرى نفسنا أننا لا نلقى اهتمام حكوميا بنا عند خروجنا عن أرض الوطن”.

هسبريس المغربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الغرب الإفریقی

إقرأ أيضاً:

هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل

لاقى بيان مشترك صادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن لوّح القادة بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم توقف حربها على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.

وكان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا هددوا أمس الاثنين في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال القادة "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".

ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".

ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، بل أدان بشدة "اللغة البغيضة لبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالترحيل القسري".

في هذا السياق، وصف مغرّدون فلسطينيون البيان بأنه "تاريخي"، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تلوّح فيها دول غربية كبرى بفرض عقوبات على إسرائيل.

ورأى كثيرون أن هذا الموقف يمثل كسرا للمحرّمات السياسية التي لطالما سادت في عواصم الغرب، حيث كان الحديث عن معاقبة إسرائيل من "المحظورات الدبلوماسية".

إعلان

لكن في المقابل، شكّك آخرون في التأثير الفعلي للبيان، معتبرين أن: "لا بيان أوقف مجزرة، ولا تصريح وفّر خبزا، الحصار ما زال خانقا، والقتل مستمر، والمعاناة تزداد يوما بعد يوم".

من جهة أخرى، وصف نشطاء ومراقبون البيان بأنه تطور دراماتيكي بكل المقاييس، مؤكدين أن العالم يشهد لأول مرة تحولا حقيقيا في لهجة الخطاب الغربي تجاه الاحتلال.

وأشاروا إلى أن المواقف الغربية لم تعد تقتصر على بيانات "قلق" أو "دعوات لضبط النفس"، بل وصلت إلى تلويح فعلي بفرض عقوبات، وهو ما كان يُعدّ سابقا من المحرّمات السياسية في العواصم الغربية.

وكتب أحد النشطاء: "البيان المشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا يفتح الباب رسميا لآليات الضغط، وهو مؤشر على تآكل الحصانة السياسية التقليدية للاحتلال في الغرب".

تخيّل أن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، يعلنون في بيان مشترك؛ "سنتّخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو أفعالها الفاضحة"

الغرب الراعي لإسرائيل، يعرب عن ضجره من سلوك إسرائيل المحتلة ويهدّد، ودول عربية…

— أحمد الحيلة (@ahmad_alhila) May 19, 2025

في السياق ذاته، علّق مدوّنون على أن بيان الإدانة الغربي جاء أقوى وأوضح من البيان الختامي لجامعة الدول العربية، رغم أن الدول الغربية كانت من أبرز داعمي إسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب.

وأضافوا بمرارة: "الغرب الراعي لإسرائيل يُعبّر عن ضجره من سلوك الاحتلال ويهدّد، بينما تقف دول عربية شاهدة دون أن تلوّح بأي أوراق قوة حاسمة يمكن أن توقف الكارثة والإبادة الجماعية".

نقلة نوعية وسابقة تاريخية من موقف الإتحاد الأوروبي إتجاه القضية الفلسطينية تحديدا بيان شديد اللهجة على دولة الإحتلال من قبل بريطانيا وفرنسا وكندا.هذا الضغط الأوروبي يؤكد أن تأثير مايرتكب بغزة من جرائم إبادة يلقى بظلاله على أوروبا الذي يحتمل أن يفرض عقوبات صارمة على دولة الإحتلال

— Maya rahhal (@mayarahhal83) May 19, 2025

ترحيب من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس

وفي الإطار ذاته، رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الذي دعا إسرائيل إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولوح باتخاذ إجراءات ضد تل أبيب إذا لم توقف حرب.

إعلان

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة وصفها لبيان القادة بالشجاع وقولها إنه ينسجم مع موقفها الداعي إلى إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير.

بيان أوروبي غير مسبوق يعكس تغيرًا كبيرًا في لهجة الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية أمس خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، محذرًا من احتمال فرض عقوبات أوروبية

بيان مشترك من قادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أفعال حكومة نتنياهو
منقول pic.twitter.com/8L7x1m7Myh

— ياسر عوني (@YasserAwny2) May 20, 2025

من جانبها قالت حركة حماس في بيان، إنها ترحب بالبيان المشترك "الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

واعتبرت الحركة هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها.

مقالات مشابهة

  • وهل يعود “قطار الغرب” التائه في الأرجاء؟!
  • تفجر قضية استغلال طفلات قاصرات في معمل نسيج بطنجة مقابل 4 دراهم.. منظمة حقوقية : انتهاك صارخ واتجار بالبشر
  • موديز لأميركا: انتبهوا.. المؤشرات المالية تزداد سوءًا
  • وزير الاستثمار يستعرض البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية
  • هل باع الغرب إسرائيل؟
  • إشاعة تغير لون طائرات الخطوط الملكية المغربية
  • الحوثيون يتخلون عن التقنية الإيرانية تفادياً لمصير حزب الله
  • دعم المواطن أولوية | خطوات حكومية لتخفيف الأعباء وسط التحديات الاقتصادية
  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
  • بيلاروسيا ترحل ثلاثة طلاب مغاربة بعد تورطهم في شجار بمدينة غوميل