أحمد بالهول الفلاسي: دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع مكونات المنظومة التعليمية ضرورة للارتقاء بالمخرجات
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
دافوس - الخليج
أكد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أن الحديث حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم انتقل من مرحلة النقاش النظري إلى مرحلة التطبيق العملي، بحيث أصبح دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن جميع مكونات المنظومة التعليمية ضرورة أساسية للارتقاء بنوعية المخرجات التعليمية.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان «تطوير التعليم: آفاق توفير المعلم الافتراضي لكافة الطلبة» عقدت ضمن مشاركة وفد الدولة في أعمال الدورة الـ 54 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، التي تقام في دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري.
شارك في الجلسة الحوارية - التي عقدت في جناح دولة الإمارات - براد سميث نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة مايكروسوفت، وقدوس باتيفادا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إيه أس آي».
وناقشت الجلسة الخطوة الريادية التي اتخذتها دولة الإمارات في تضمين تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن نظامها التعليمي بهدف تزويد الطلبة بمهارات المستقبل، بالإضافة إلى الكيفية التي يمكن من خلالها للحكومات والمؤسسات الكبرى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتطوير نظم تعليمية ديناميكية وأكثر تقدماً.
وأشار الفلاسي إلى التطور الهائل لاستخدامات الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة التعليمية والذي يضمن الاستمرار في تطوير قطاع التعليم بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية، كما يضمن تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة لسوق العمل لاسيما في القطاعات الحيوية.
ولفت خلال الجلسة، إلى أنه يتوجب على وزارات التربية وصناع القرار العمل على الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن القطاع التعليمي بشكل مدروس، لضمان أن تكون النظم التعليمية الرسمية مواكبة للتطورات التكنولوجية وملبية لتطلعات الطلبة، مشيراً إلى أن الانعكاسات الإيجابية للذكاء الاصطناعي لا تقتصر على تطوير مهارات الطلبة من خلال المعلم الافتراضي فحسب، بل تمتد كذلك لتساهم في تطوير قدرات المعلمين والتربويين.
وشدد الفلاسي على أن المعلم يظل هو حجر الأساس في نجاح واستدامة العملية التعليمية كونه المؤثر الأكبر في المسيرة التعليمية للطلبة، مشيراً إلى أهمية توظيف التقنيات الحديثة وتوفير البرامج التدريبية والتأهيلية المناسبة لدعم المعلمين وتمكينهم من أداء مهامهم في بناء أجيال المستقبل بشكل أكثر سهولة وفاعلية.
كما شدد على التزام وزارة التربية والتعليم بتضمين الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن النظام التعليمي في الدولة بطريقة مدروسة ومسؤولة وبعد اختبارات ومراجعات معمقة تضمن الاستفادة من مزاياه وتساهم في تطوير التجارب التعليمية للطلبة.
وقال وزير التربية والتعليم، إن الوزارة قد أطلقت منصة المعلم الافتراضي تجريبياً خلال مؤتمر COP28 الذي استضافته الدولة في ديسمبر الماضي خلال هاكاثون مخصص للمناسبة، حيث كانت النتائج إيجابية ومرضية وخاصة لجهة تفاعل الطلبة مع المنصة واستفادتهم من الإمكانات التي تقدمها.
وأوضح أن هذه المنصة تطبق نموذجاً متطوراً بتجارب تعليمية مخصصة تتماشى مع الاحتياجات الفردية لكل طالب، حيث تم تطوير المنصة لتتناسب بشكل خاص مع النظام التعليمي في الدولة ومع المناهج وطرق التقييم المعتمدة، وتتوفر باللغتين العربية والإنجليزية وتراعي الخصوصية الثقافية والحضارية للدولة.
وأضاف «تعد دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار وتحتل مراكز متقدمة في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، ومن الضروري أن نستثمر في تكنولوجيا المستقبل للحفاظ على هذه المكانة الرائدة وتعزيزها. ولهذا كنا مبادرين لاستكشاف الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي ودراستها وتحليلها لتحديد سبل تحقيق أقصى استفادة منها في القطاع التعليمي. ونحن حريصون على أن نكون سبّاقين في اتخاذ الخطوات كافة التي من شأنها إعداد طلبتنا للتميز في سوق العمل المستقبلي بما يتماشى مع الأولويات الوطنية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ضمن التوجهات العامة للاتحاد للعام الحالي».
ويشارك الفلاسي في عدد من الجلسات الرئيسية والاجتماعات الخاصة رفيعة المستوى خلال مشاركته في فعاليات منتدى دافوس 2024، على غرار الجلسة المغلقة حول التعاون بين القطاعين العام والخاص في المجال التعليمي، والملتقى الخاص حول إعادة تشكيل المهارات في القطاع التعليمي، والجلسة الحوارية حول تطوير التعليم واحتواء المخاطر، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات الثنائية مع قادة القطاع التعليمي من القطاعين العام والخاص.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الدكتور أحمد بالهول الفلاسي الذكاء الاصطناعي تطبیقات الذکاء الاصطناعی القطاع التعلیمی
إقرأ أيضاً:
هل تعيد بيربليكسيتي تعريف أبحاث الذكاء الاصطناعي؟
في عالم تتسارع فيه وتيرة التطورات التكنولوجية، ظهرت منصات بحثية ذكية تعيد تعريف كيفية حصولنا على المعلومات.
وأحدثت "بيربليكسيتي" (Perplexity) نقلة نوعية في سوق الذكاء الاصطناعي بإطلاقها ميزة "البحث العميق" (Deep Research).
وكما يوحي اسمها، فإن هذه الميزة تنتج تقارير بحثية شاملة في دقائق، وتتيح للمستخدمين إمكانيات ذكاء اصطناعي متقدمة بتكلفة زهيدة مقارنة بتكاليف الشركات التقليدية.
وتهدف هذه الميزة إلى تقليل وقت المستخدم في إجراء الأبحاث وإجراء التحليلات بشكل مستقل، وهي تجمع بين النماذج اللغوية الكبيرة وقدرات البحث الفوري وقدرات البرمجة ووظائف الاستدلال المنطقي.
وتقدم ميزة "البحث العميق" إجابات دقيقة مدعومة بمصادر موثوقة من خلال تحسين البحث بشكل متكرر، وهي تحاكي بذلك الباحثين البشريين الخبراء ولكن بسرعة الآلة.
وتعتمد هذه الميزة على بنية تقنية معقدة تهدف إلى تبسيط عمليات البحث الأكاديمية والمهنية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتسريع الابتكار في مجالات البحث العلمي والتطوير التقني.
تسعى "بيربليكسيتي" إلى أن تصبح خبيرة في أي مجال من خلال ميزة "البحث العميق"، التي تجمع بين التفكير الذاتي والمعالجة السريعة لتقديم تقارير شاملة حول مواضيع متخصصة.
إعلانوتستطيع الميزة إجراء عمليات بحث متعددة وقراءة مئات المصادر للحصول على المعلومات التي يحتاجها المستخدم وعرضها في تقرير شامل.
وعندما تطرح سؤالا من خلال ميزة "البحث العميق"، تجري "بيربليكسيتي" عشرات عمليات البحث، وتقرأ مئات المصادر، وتستدل من خلال المواد لتقديم تقرير شامل بشكل مستقل.
وتستخدم الميزة في جوهرها إطار عمل خاصا يسمى "توسيع نطاق الحوسبة في وقت الاختبار" (TTC)، الذي يسمح بالاستكشاف المنهجي للمواضيع المعقدة.
وعلى عكس محركات البحث التقليدية التي تسترجع نتائج ثابتة، تحاكي بنية إطار العمل الخاص العمليات المعرفية البشرية من خلال تحسين فهمها بشكل متكرر من خلال دورات التحليل.
ويبدأ النظام بتحليل الاستعلام إلى مكونات فرعية، ومن ثم يجري بشكل مستقل عشرات عمليات البحث على الويب، ويقيم مئات المصادر، ويجمع النتائج من خلال نماذج الاستدلال الاحتمالي.
ويتيح هذا النهج المتعدد الطبقات للذكاء الاصطناعي التوفيق بين المعلومات المتناقضة، وتحديد الأنماط الناشئة، وتحديد أولويات المصادر الموثوقة.
وبفضل إمكانيات البحث والترميز، فإن بإمكان الميزة البحث بشكل متكرر، وقراءة المستندات وتحليلها، ودراسة الأسباب وراء الخطوات التالية، مما يحسن خطة البحث مع ازدياد معرفتها بمجالات البحث.
وبعد أن تقيم الميزة المواد المصدرية تقييما كاملا، تنشئ تقريرا يلخص جميع الأبحاث بوضوح وشمولية.
وبمجرد إنشاء التقرير، يمكن للمستخدمين تصديره كملف أو مستند، أو حتى تحويله إلى صفحة لمشاركته مع الزملاء والأصدقاء.
وتشبه طريقة عمل الميزة الطريقة التي يبحث بها الإنسان عن موضوع جديد، محسنا فهمه طوال العملية.
وتستخدم ميزة "البحث العميق" استيعاب البيانات بالتوازي وتقنيات التلخيص الهرمي لتقديم تقارير بمستوى الخبراء خلال ما بين دقيقتين و4 دقائق، في حين قد يقضي الباحث البشري ساعات على نفس الطلب.
إعلانوتقدم الميزة ملخصا مفيدا لأي موضوع تطلبه، كما أن الاستشهادات المضمنة تسهّل التحقق من المعلومات.
وحققت الميزة دقة قدرها 93.9% في معيار "سيمبل كيو إيه" (SimpleQA)، وهو بنك أسئلة يضم آلاف الأسئلة التي تختبر صحة البيانات.
وأحرزت الميزة 20.5% في معيار الذكاء الاصطناعي المسمى "الاختبار الأخير للبشرية" (Humanity’s Last Exam)، وهو بمنزلة تقييم دقيق للنماذج اللغوية الكبيرة مكون من أكثر من 3 آلاف سؤال حول أكثر من مئة مادة، بما في ذلك الرياضيات والعلوم والتاريخ والأدب.
بالاستعانة بالمصادر المفتوحة، أحدثت الشركة ثورة في أسعار أدوات البحث المتقدمة للذكاء الاصطناعي من خلال توفير وصول مجاني إلى "البحث العميق"، وإن كان ذلك مع حدود يومية للاستعلامات.
وبخلاف مزايا البحث العميق من "غوغل" و"أوبن إيه آي" التي تستخدم نماذج لغوية كبيرة خاصة، تستخدم "بيربليكسيتي" إصدارًا مخصصًا من "ديب سيك آر وان" (DeepSeek R1)، وهو نموذج لغوي مفتوح المصدر.
وتواصل الشركة سعيها لجعل الميزة أسرع وأقل تكلفة، إذ يجب أن تكون المعرفة متاحة للجميع ومفيدة، مع عدم حصرها في باقات الاشتراك المؤسسية المكلفة.
وأسهم الذكاء الاصطناعي المنخفض التكلفة من الشركة في كسر حواجز التكنولوجيا المتقدمة، حيث تتجاوز الآثار مسألة التسعير.
وأوجد الذكاء الاصطناعي للمؤسسات فجوة رقمية بين الشركات المدعومة ماليًا وغيرها من الشركات، وحرم الشركات الصغيرة والباحثين والمهنيين الذين لا يستطيعون دفع اشتراكات بآلاف الدولارات من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
ويغير نهج "بيربليكسيتي" هذا الأمر، إذ تعالج الميزة مهام معقدة، من التحليل المالي وأبحاث السوق إلى الوثائق التقنية ورؤى الرعاية الصحية.
إعلانويستطيع المستخدمون تصدير التقرير إلى ملف "بي دي إف" (PDF) أو "صفحة بيربليكسيتي" (Perplexity Page)، مما قد يغني عن اشتراكات البحث المكلفة والأدوات المتخصصة.
ويمكن للمستخدمين المتقدمين تحسين جودة النتائج من خلال الخيارات التالية:
صياغة الاستعلام: صغ الأسئلة بمعلمات نطاق واضحة. ترجيح المصدر: حدد أولويات المجالات من خلال التلميحات. توجيهات التنسيق: حدد الاحتياجات الهيكلية.ويحصل المشتركون المحترفون على ميزات إضافية، مثل إنشاء قوالب مخصصة والوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات لمعالجة الدفعات.
وتخطط الشركة لتوسيع نطاق ميزة "البحث العميق" لتشمل أنظمة "أندرويد" و "آي أو إس" و "ماك"، مما قد يسرع من اعتمادها بين المستخدمين الذين كانوا يعتبرون سابقًا أدوات الذكاء الاصطناعي بعيدة المنال.
وقد يكون هذا الوصول الواسع أكثر قيمة من أي تقدم تقني، إذ يضع قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في أيدي المستخدمين الذين هم في أمس الحاجة إليها.
كيف تفيد الميزة البشرية؟لا شك في أن الطبيعة المستقلة للميزة تقدم مجموعة واسعة من الفوائد للمستخدمين، إلى جانب توفير الوقت في البحث عبر مصادر لا حصر لها.
وتستطيع الميزة تقليل الوقت اللازم لإجراء بحث معمق بشكل كبير، مما يسمح للمستخدمين بالتركيز على تحليل المعلومات أو تطبيقها.
ونظرا إلى قدرة الميزة على استكشاف مجموعة واسعة من المصادر ومعالجة الأسئلة الفرعية بشكل منهجي، فإن بإمكانها العثور على معلومات قد تغفلها عمليات البحث التقليدية.
وبسبب قدرتها على استخلاص المعلومات من مصادر مختلفة، فإن فرص إنتاجها لإجابات دقيقة خالية من التحيز تزداد، وتقدم منظورا أكثر توازنا للمستخدمين.
كما أنها تجعل الأبحاث المعقدة في متناول الجميع، حتى أولئك الذين لا يمتلكون الخبرة أو الموارد الكافية لإجراء بحث معمق بشكل مستقل.
إعلانوتستطيع ميزة "البحث العميق" توليد نتائج عمل في مجالات متنوعة، بما في ذلك المالية والتسويق والتكنولوجيا وغيرها، بطريقة تضاهي أي مستشار شخصي آخر في مجال الصحة وأبحاث المنتجات وتخطيط السفر.
وتشمل مجالات عمل هذه الميزة جميع القطاعات، مثل البحث الأكاديمي والصحافة وأبحاث السوق وتحليل المنافسين والبحث القانوني والبحث الطبي وكتابة الرسائل العلمية وحتى التعلم الشخصي في مواضيع متنوعة.
ختامًا، تفتح ميزة "البحث العميق" آفاقًا جديدة فيما يتعلق بتجميع المعلومات، حيث يتيح الذكاء الاصطناعي للأفراد التعمق في مجموعة واسعة من المواضيع واكتساب رؤى ثاقبة.
وبالرغم من استمرار التحديات، مثل الاعتبارات الأخلاقية، والموثوقية والدقة، والمعلومات المضللة، فإن فوائدها قد تكون كبيرة في العمليات التجارية وكذلك في الحياة الشخصية.
ومع تقدمنا نحو المستقبل واستمرار تطور الذكاء الاصطناعي، قد تزداد قوة وكفاءة هذه الميزة في إجراء البحوث وتغيير كيفية تفاعلنا مع المعلومات.