المسيرة القرآنية والقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
منذ نشأة وتأسيس المسيرة القرآنية المباركة على يد الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- وهو يتحدث عن اليهود وغدرهم ومكرهم وفسادهم وإفسادهم في الأرض، وذلك الحديث انطلاقا من فهم آيات القرآن الكريم التي شخصت الحالة اليهودية تشخيصا دقيقا وبتفصيلات معمقة يدرك القارئ لها عظمة القرآن وإعجازه وسموه في شتى المجالات، أشاد بهم حيث احسنوا وفضح كذبهم وبهتانهم حيث انحرفوا في منهج يتسم بالإنصاف وتحري الحق والعدل كما هو أمر الله لعباده المؤمنين قال تعالى ” وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” المائدة (8).
وعلى هدى القرآن الكريم رسمت المسيرة القرآنية منطلقاتها في المجالات كلها سياسة واقتصادا وثقافة وأخلاقا وعلى تلك الأسس نجد السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية يواصل السير في دعم واسناد الشعب الفلسطيني لرد العدوان ورفع الظلم عنه دون الاكتراث لأي اعتبارات أو حسابات لما قد يحدث بسبب الدعم والاسناد الذي يتلقاه الصهاينة من الخونة والعملاء والحلف الصليبي الذي وصل بهم الأمر إلى تشكيل تحالف دولي لضمان تدفق الأسلحة والإمدادات بالبضائع وغيرها من الدول لكي يكمل مهمته الإجرامية في قتل وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني على أرض غزة وفلسطين، ولم يكتف المجرمون في دعمهم بتشكيل التحالف، بل ذهبوا شاكين ومحرضين على قيادة أنصار الله إلى مجلس الأمن إنهم يشكلون خطرا على الملاحة الدولية مع أن المسألة مفهومة وبسيطة أن الكيان الصهيوني هو عالمهم، والإجرام والقتل هو شأنهم وإلا لماذا تتم محاصرة أبناء فلسطين ومنع الغذاء والدواء والماء والكهرباء عنهم، في معادلة واضحة إما الموت جوعا وعطشا ومرضا أو الموت على أيدي المجرمين الصهاينة والمتحالفين معهم.
ورغم أن عجائب الدنيا سبع متعارف عليها إلا أن الأعجوبة الثامنة سجلتها الولايات المتحدة في صفحات التاريخ أنها حامية لحقوق الإنسان وراعية للديمقراطية واحترام مواثيق الأمم المتحدة حتى أنها ذهبت لتقديم الشكوى ضد اليمن لمنعه السفن المتجهة للكيان الصهيوني، حتى يتسنى له استكمال إبادة الشعب الفلسطيني في مفارقة ومهزلة يشهد عليها العالم أجمع، فبينما يتيح للمجرمين فرض الحصار برا وبحرا وجوا ويمنع إدخال المساعدات للعزل والأبرياء يجتهد في إيجاد الغطاء السياسي والقانوني للمجرمين، ولا يكتفي بذلك بل يمدهم بالأسلحة والمرتزقة والمجرمين، ومع ذلك فإن الموقف الأخلاقي والإنسان الذي سجلته اليمن سيظل مثالا يحتذى لنصرة الحق والعدل ومواجهة قوى الإجرام والطغيان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
يمانيون / تحليل خاص
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني، مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.
المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.
الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.
الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.
الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.
الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.
البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.
الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.
خاتمة
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.